الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجبل عند طلوع الشمس قد ارتفع في الهواء وظهر الضوء فيما بينه وبين البحر فعجبنا من ذلك، ورأيت البحرية يبكون، ويودع بعضهم بعضا. فقلت: ما شأنكم؟ فقالوا: إن الذي تخيلناه جبلا هو الرّخ، وان رءآنا أهلكنا، وبيننا إذ ذاك وبينه أقل من عشرة أميال، ثم إن الله تعالى منّ علينا بريح طيبة صرفتنا عن صوبه فلم نره ولا عرفنا حقيقة صورته «102» . وبعد شهرين من ذلك اليوم، وصلنا إلى الجاوة، ونزلنا إلى سمطرة فوجدنا سلطانها الملك الظاهر قد قدم من غزاة له وجاء بسبّي كثير فبعث لي جاريتين وغلامين، وأنزلني على العادة وحضرت إعراس ولده مع بنت أخيه «103» .
ذكر أعراس ولد الملك الظاهر
وشاهدت يوم الجلوة، فرأيتهم قد نصبوا في وسط المشور منبرا كبيرا وكسوة بثياب الحرير، وجاءت العروس من داخل القصر على قدميها بادية الوجه ومعها نحو أربعين من الخواتين يرفعن أذيالها من نساء السلطان وأمرائه ووزرائه وكلّهن باديات الوجوه ينظر اليهن كلّ من حضر من رفيع أو وضيع. وليست تلك بعادة لهن إلا في الأعراس خاصة.
وصعدت العروس المنبر وبين يديها أهل الطرب رجالا ونساء يلعبون ويغنون، ثم جاء الزوج على فيل مزين، على ظهره سرير وفوقه قبة شبيه البوجة «104» ، والتاج على رأس العروس المذكور، عن يمينه ويساره نحو مائة من أبناء الملوك والامراء قد لبسوا البياض وركبوا الخيل المزيّنة، وعلى رؤوسهم الشواشي المرصّعة وهم أتراب العروس ليس فيهم ذو لحية ونثرت الدنانير والدراهم على الناس عند دخوله.
وقعد السلطان بمنظرة له يشاهد ذلك ونزل ابنه فقبّل رجله وصعد المنبر إلى العروس فقامت إليه وقبّلت يده «105» ، وجلس إلى جانبها والخواتين يروّحن عليها، وجاءوا بالفوفل
لقطات من جاوة
والتنبول، فأخذه الزّوج بيده وجعل منه في فمها ثم أخذت هي بيدها وجعلت في فمه، ثم أخذ الزوج بفمه ورقة تنبول وجعلها في فمها، وذلك كله على أعين الناس، ثم فعلت هي كفعله، ثم وضع عليها الستر ورفع المنبر وهما فيه إلى داخل القصر وأكل الناس وانصرفوا.
ثم لما كان في الغد جمع الناس وجدّد له أبوه ولاية العهد وبايعه الناس وأعطاهم العطاء الجزل من الثياب والذهب.
لقطات من جاوة مع شكرنا لأم سليمان
…
لقطات من سمطرة
رسم لقبرية السلطان الملك محمد الظاهر (؟) وهذا نص ما فيها:
«هذا قبر السعيد الشهيد المرحوم السلطان بن السلطان الملك الظاهر شمس الدنيا والدّين محمد بن الملك الصالح، توفي ليلة الأحد ثاني عشر من شهر ذي الحجة سنة السادس والعشرين وسبعمائة من الهجرة النّبوية» وبهذه المناسبة نجدد شكرنا للزميل فان كونينكسفيلد
…
عن الأصل من مكتبة (Bijgewerkte) جزء IV ص 230- 307