الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سلطانها
وهو كافر يعرف بالتّيروري «136» ، بكسر التاء المعلوة وياء مد وراء وواو مفتوحين وراء مكسور وياء، وهو يعظّم المسلمين وله أحكام شديدة على السرّاق والدّعار.
حكاية [العراقي القتيل]
ومما شاهدت بكولم أنّ بعض الرماة العراقيين قتل آخر منهم، وفر إلى دار الآوجي، وكان له مال كثير وأراد المسلمون دفن المقتول فمنعهم نواب السلطان من ذلك، وقالوا: لا يدفن حتى تدفعوا لنا قاتله فيقتل به، وتركوه في تابوته على باب الآوجي حتى انتن وتغيّر فمكنهم الأوجي من القاتل، ورغب منهم أن يعطيهم أمواله ويتركوه حيا فأبوا ذلك وقتلوه وحينئذ دفن المقتول.
حكاية [رجل قتل بحبة عنبة]
أخبرت أن سلطان كولم ركب يوما إلى خارجها وكان طريقه فيما بين البساتين، ومعه صهره زوج بنته، وهو من أبناء الملوك، فأخذ حبّة واحدة من العنبة سقطت من بعض البساتين وكان السلطان ينظر إليه فأمر به عند ذلك فوسّط وقسم نصفين وصلب نصفه عن يمين الطريق ونصفه الآخر عن يساره وقسمت حبة العنبة نصفين فوضع على كل نصف منه نصف منها وترك هنالك عبرة للناظرين «137» !!
حكاية [قتل مغتصب سيفا]
ومما اتفق نحو ذلك بقالقوط أن ابن أخي النائب عن سلطانها غصب سيفا لبعض تجار المسلمين فشكا بذلك إلى عمه فوعده بالنظر في أمره، وقعد على باب داره، فإذا بابن أخيه متقلّد ذلك السيف، فدعاه، فقال: هذا سيف المسلم؟ قال: نعم! قال: اشتريته منه؟
قال:: لا؟ فقال لأعوانه: أمسكوه، ثم أمر به فضربت عنقه بذلك السيف!
وأقمت بكولم مدة بزاوية الشيخ فخر الدين ابن الشيخ شهاب الدين الكازروني شيخ زاوية قالقوط، فلم أتعرف للككم خبرا، وفي أثناء مقامي بها دخل إليها أرسال ملك الصين الذين كانوا معنا، وكانوا ركبوا في أحد تلك الجنوك فانكسر أيضا فكساهم تجار الصين وعادوا إلى بلادهم ولقيتهم بها بعد.
وارادت أن أعود من كولم إلى السلطان لأعلمه بما اتفق على الهدية «138» ثم خفت أن يتعقب فعلي، ويقول: لم فارقت الهدية؟ فعزمت على العودة إلى السلطان جمال الدين الهنّوري وأقيم عنده حتى أتعرف خبر الككم، فعدت إلى قالقوط ووجدت بها بعض مراكب السلطان، فبعث فيها أميرا من العرب يعرف بالسيد أبي الحسن وهو من البرد دارية «139» ، وهم خواص البوابين، بعثه السلطان بأموال يستجلب بها من قدر عليه من العرب من أرض هرمز والقطيف «140» لمحبته في العرب، فتوجهت إلى هذا الامير ورأيته عازما على أن يشتو بقالقوط، وحينئذ يسافر إلى بلاد العرب فشاورته في العودة إلى السلطان، فلم يوافق على ذلك! فسافرت في البحر من قالقوط، وذلك آخر فصل السفر فيه فكنا نسير نصف النهار الأول ثم نرسوا إلى الغد، ولقّينا في طريقنا أربعة أجفان مخزونة فخفنا منها ثم لم يعرضوا لنا بشرّ! ووصلنا إلى مدينة هنّور «141» فنزلت إلى السلطان وسلمت عليه فأنزلني بدار، ولم يكن لي خديم وطلب مني أن أصلّي معه الصلوات، فكان أكثر جلوسي في مسجده، وكنت أختم القرآن كلّ يوم، ثم كنت أختم مرتين في اليوم، ابتدي القراءة بعد صلاة الصبح فاختم عند الزوال وأجدد الوضوء وأبتدىء القراءة فأختم الختمة الثانية عند الغروب، ولم أزل كذلك مدة ثلاثة أشهر واعتكفت منها أربعين «142» يوما.