الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأقمت بهذه الجزيرة (الجاوة) شهرين ثم ركبت في بعض الجنوك وأعطاني السلطان كثيرا من العود والكافور والقرنفل والصّندل، وزوّدني وسافرت عنه، فوصلت بعد أربعين يوما إلى كولم، فنزلت بها في جوار القزويني قاضي المسلمين، وذلك في رمضان، وحضرت بها صلاة العيد «1» في مسجدها الجامع، وعادتهم أن ياتوا المسجد ليلا فلا يزالون يذكرون الله إلى الصبح، ثم يذكرون إلى حين صلاة العيد ثم يصلون ويخطب الخطيب وينصرفون.
ثم سافرنا من كولم إلى قالقوط وأقمنا بها أياما وأردت العودة إلى دهلي، ثم خفت من ذلك «2» ، فركبت البحر فوصلت بعد ثمان وعشرين ليلة إلى ظفار، وذلك في محرم سنة ثمان وأربعين «3» ونزلت بدار خطيبها عيسى بن طأطأ.
ذكر سلطانها [ظفار]
ووجدت سلطانها في هذه الكرة الملك الناصر بن الملك المغيث الذي كان ملكا بها حين وصولي إليها فيما تقدم «4» ونائبه سيف الدين عمر أمير جندر «5» التركي الأصل. وأنزلني هذا السلطان وأكرمني.
ثم ركبت البحر فوصلت إلى مسقط، بفتح الميم، وهي بلدة صغيرة بها السمك الكثير المعروف بقلب الماس «6» ثم سافرنا إلى مرسى القريات، وضبطها بضم القاف وفتح الراء
جانب من مدينة مسقط وقلعتها التاريخية
في الطريق إلى مرسى كلباء
على متن المركب إلى هرمز
والياء آخر الحروف والف وتاء مثناة، ثم سافرنا إلى مرسى شبّة، وضبط اسمها بفتح الشين المعجم وفتح الباء الموحدة وتشديدها، ثم إلى مرسى كلبة ولفظها على لفظ مؤنتة الكلب، ثم إلى قلهات، وقد تقدم ذكرها «7» ، وهذه البلاد كلّها من عمالة هرمز «8» ، وهي محسوبة من بلاد عمان، ثم سافرنا إلى هرمز وأقمنا بها ثلاثا وسافرنا في البر إلى كورستان «9» ثم إلى اللّار ثم إلى خنج بال، وقد تقدم ذكر جميعها «10» ، ثم سافرنا إلى كارزي «11» ، وضبط اسمها بفتح الكاف وسكون الراء وكسر الزاي، وأقمنا بها ثلاثا ثم سافرنا إلى جمكان، وضبط اسمها بفتح الجيم والميم والكاف وآخره نون، ثم سافرنا منها إلى ميمن، وضبط اسمها بفتح الميم وبينهما ياء آخر الحروف مسكنة وآخره نون، ثم سافرنا إلى بسّا «12» ، وضبط اسمها بفتح الباء الموحدة والسين المهملة مع تشديدها، ثم إلى مدينة شيراز فوجدنا سلطانها أبا اسحاق على ملكه إلا أنه كان غائبا «13» عنها، ولقيت بها شيخنا الصالح العالم مجد الدين 1»
قاضي القضاة وهو قد كف بصره نفعه الله ونفع به.
ثم سافرت إلى ماين «15» ، ثم إلى يزد خاص «16» ، ثم إلى كليل «17» ، ثم كشك زرّ «18» ثم إلى إصبهان «19» ، ثم إلى تستر «20» ، ثم إلى الحويزا «21» ثم إلى البصرة، وقد تقدم ذكر جميعها «22» ، وزرت بالبصرة القبور الكريمة التي بها وهي قبر الزّبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله وحليمة السعدية وأبي بكرة، وأنس بن مالك، والحسن البصري وثابت البناني ومحمد بن سيرين، ومالك بن دينار ومحمد بن واسع وحبيب العجمي وسهل بن عبد الله التستري «23» رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
ثم سافرنا من البصرة فوصلنا إلى مشهد علي بن أبي طالب «24» رضي الله عنه وزرناه، ثم توجهنا إلى الكوفة فزرنا مسجدها المبارك، ثم إلى الحلة حيث مشهد صاحب الزمان «25» واتفق في بعض تلك الأيام أن وليها بعض الأمراء فمنع أهلها من التوجه على عادتهم إلى مسجد صاحب الزمان وانتظاره هنالك، ومنع عنهم الدابة التي كانوا يأخذونها كل ليلة من الامير، فأصابت ذلك الوالي علة مات منها سريعا فزاد ذلك في فتنة الرافضة وقالوا: إنما أصابه ذلك لأجل منعه الدابة فلم تمنع بعد! ثم سافرت إلى صرصر «26» ، ثم إلى مدينة بغداد، وصلتها في شوال سنة ثمان
بقايا القصر العباسي في بغداد عن الدليل السياحي للعراق مع شكرنا للسفارة العراقية بالرباط