الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البر واجراء الصدفات الباقية بفاء الدهر والله تعالى ولي المثوبة ومجزل الاجر حبسى ايده الله على هاذه المدرسة ارفاقا لطلبة العلم، وارفادا واعانة بهم على طلبه واسعادا جميع ما ينقسم من الربع وذلك الحمام المعروف بحمام الشهارة والدويرة المتصلة من حقوقه بأعلى حلق النعام فبلي المدرسة المباركة، والرحا المتصلة بالمدرسة من جهة الشرق والرحا الثانية المعروفة برحا الحطا بين التي بها معدة الماء المجلوب منها الماء إلى المدرسة ودار الوضو بها والفرز الذي بالزنقة الفاصلة بينه وبين المدرسة والروال الاثنان احدهما بالزنقة جنب الفرز وتتصل بدار الوضوء المذكورة واربع وسبعون حانوثا كلها بالقرب من المدرسة بحقوق ذلك كله ومنافعه أجمعها اليصرف فوائده في اصلاح المدرسة ومرتبات، المقرئين والطلبة والقوامين بها تحبيسا تاما ثابت الحكم لا تبديل لرسمه ان شاء الله تعالى وكان ابتداء بنائها في الثامن والعشرين لشهر رمضان المعظم عام واحد وخمسين وسبعمائة والفراغ منه في آخر شعبان المكرم عام ستة وخمسين وسبعمائة وكان بناوها علي يدي الناظر في الحبس بحضرة فاس حرسها الله تعالى أبي الحسين بن أحمد بن الأشقر وفقه الله تعالى والحمد لله كثيرا وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد رسوله الكريم وعلى آله وسلم.
حول الحديث عن الزّاوية المتوكلية خارج المدينة
حول حديثه عن (الزاوية العظمى) التي بناها خارج فاس (353 -IV -84 ،I) والتي التبست على معظم الناس بالمدرسة العنانية نسوق ما يلي نقلا عن ابن الحاج النّميري والمقري
…
وعلى إثر رجوع مولانا أيّده الله من حركته الجميلة الآثار، واستقراره بحضرته العلية التي هي مطلع الأنوار، ومطرح أشعة المجد والفخار، تخلّصت الزاوية العظمى التي أمر أيّده الله ببنائها على غدير (الحمّص) الذي أنسى وادي حمص، وأطلعها بشاطئه مجموع كمال لا يعرف النقص وروضة أذهان فحصت عن المحاسن فلزمت الفحص.
وما الذي أقوله في زاوية أعجز وصفها كل بليغ، وأثنته وكأنه بحيات الأقلام جد لديغ.
فشغر الشعر به مكبوت، والنثر وإن فاق النثرة به ممقوت. فهي أعجوبة المغرب والمشرق، ومنشأ أحاديث الهشيم والمعرق مصنع طأطأت له المصانع رؤوسها، ومبنى استصغرت به المباني الشامخة نفوسها. قد اختطت في أرض وطئة الأكناف، متخيّرة للمنزل المنيف والروضة الميناف. فتأسّست على أثبت القواعد، وقامت شامخة المراقي والمصاعد. راسخة أقدام حيطانها، ظاهرة بركات استنباطها. منفسحة الساحة، متلقية الواردين براحتي الراحة. مبيضة كأنما أشكالها الصباح الصباح. صحيحة جسوم البناء لكن تسري بها من
روضها المجاور الأرواح. أحسن من الوشي اليماني تنميقا، وأبدع من حلتي الغواني جمعا وتفريقا قد قام بقبليها على العادة جامع للمحاسن جامع. ومسجد يتحيّر فيه راء ويعجّب فيه سامع. قد لبست سقفه من الزخارف حللا. وجرت ذيل الإبداع والإتقان فضلا. وأزرت شمسا بالبدور وأبدت وجوه الابتهاج. وتلقت أعراب البدائع من الزجاج.
وتقابلها بالجوف قبة صعدت ف الجو، وتنزّه كمالها عن الليث واللو. وارتفعت ارتفاع النسر الطائر. وجمعت بين الحسن الباطن والحسن الظاهر.
وتدور بهذه الزاوية المباركة من جهاتها الأربع براطل بديعة الاختراع. متقابلة الأشكال والأوضاع. قد قامت سواريها كأنها عرائس تجلي. وبأرضها من الصنائع ما هو أبدع من حللهن التي تبلى.
وقد امتد من الجامع إلى القبّة صهريج بديع الطول والعرض. يلتفت عن زرق كأنّما عيونه عيون للأرض. ينسخ به الرياح دروعا لكنها فارسية ولربما جاءت بها المياه رافضة القياس كأنّما ظاهرية داودية.
وبشاطئي هذا الصهريج أسدان لم يغل التبر، حين نفق منهما الصفر، ولم تبأ الزهر، حين طلع أمامهما الزهر. للماء على أفواههما تحدر، وللحباب أمامهما تحيّر وللحصا خيفة منهما تستر. من كل ثقيل على النفوس خفيف. قد سخر للصالحين وشرف أحسن تشريف.
وعظم بمحله إيناس. فكأنما عرينه كناس وفي طي ذلك للتنعّم أنواع وأجناس.
وفي كل ركن من أركان هذه الزاوية باب يشرع إلى دار بديعة البناء، متناسبة الأجزاء، مكملة المنافع. منيعة المصاعد والمصاعد والمطالع. إلّا الباب الذي بالجوف الموالي إلى جهة الغرب فإنه يشرع إلى دار وضوء أطردت فيها مياه، وطابت لميازبها أفواه. وخرجت بها خطايا المتوضي مع آخر قطر الماء. فعاد نقيا من الذنوب إلى إخوانه الصلحاء مخلصا لمولانا أمير المؤمنين في الدعاء. شاكرا لتهممه بالفقراء وأبناء السبيل المشتاقين إلى الأوطان والأبناء. والمستضعفين الذي قصدوا جنابه الذي استهميت به سحائب النعماء، واستنسقت غمائم الآلاء.
والديار الثلاث المذكورة إحداها معينة لإمام هنالك، والأخرى للمؤذّن الذي يسلك في إقامته شعائر الدين المناهج الواضحة المسالك. والثالثة للناظر في الأوقاف والأحباس، المتصرّف في إعداد الطعام وترتيب الناس.