الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقصد
الطبقة الأولى
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وأزواجه أمهات المؤمنين وأولاده رضوان الله عليهم أجمعين
أول الطبقات، وغاية الغايات، وسيد السادات عين الرحمة، وينبوع كل فضيلة وحكمة، الذي جاء بالآيات البينات المخصوص بالنبوة والرسالة المنتخب من خير عنصر وأطيب سلالة، سيدنا ومولانا أبو القاسم محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهو بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن معد بن عدنان، وفيما فوق ذلك خلاف كثير، وكره مالك رفع النسب إلى آدم عليه السلام. وأمه
السيدة الرضية آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب المذكور. ولد صلى الله عليه وسلم بمكة يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول عام الفيل الذي قدم فيه ملك الحبشة بجيوشه لهدم الكعبة الموافق لعام 520 هـ من ميلاد عيسى عليه السلام فهو الرسول الكريم الذي تلقى الوحي والقرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل عن الروح الأمين عن رب العالمين جل جلاله وتقدس كلامه. أخرج البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة فمكث ثلاث عشرة سنة يوحى إليه ثم أمر بالهجرة فهاجر إلى المدينة فمكث بها عشر سنين ثم توفي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة وتلقى أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ما جاء به بالمسرة والإجلال والمبرة وأيدوه وعزروه ونصروه من بين يديه ومن خلفه واتبعوا النور الذي أنزل عليه ولما حصل التبليغ وهو المقصود من بعثته بقوله وفعله وإظهار الدين على الدين كله أنزل عليه {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] قال المفسرون: نزلت هاته الآية يوم الجمعة بعد العصر يوم عرفة والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بعرفات على ناقته القصواء فكاد عضد الناقة تندق وبركت لثقل الوحي وذلك في حجة الوداع سنة عشر للهجرة أخرج ابن أبي شيبة عن عنترة أن عمر رضي الله عنه لما نزلت هاته الآية بكى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا عمر؟ فقال: أبكاني أنا كنا من زيادة في ديننا فأما إذا كمل فإنه لم يكمل شيء قط إلا نقص، قال: صدقت فكانت هذه الآية نعي رسول الله صلى الله عليه وسلم عاش بعدها واحداً وثمانين يوماً ومضى روحي فداه إلى الرفيق الأعلى صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأنور، وقيل لاثنتي عشرة ليلة. قال الخازن في تفسيره وهو الأصح سنة إحدى عشرة من الهجرة فمجموع عمره صلى الله عليه وسلم ثلاث وستون سنة على الصحيح وماذا أقول وآي القرآن مفصحة عن علاه بما يبهر العقول ومصرحة من كل صفاته بما لا يستطاع إليه الوصول ففضله أشهر من أن يذكر ويبين فهو حجة الله في الأرض ومصطفاه من البشر المخصوص بمنزلة النبوة وآدم بين الماء والطين ولله در ابن الخطيب إذ يقول:
يا مصطفى من قبل نشأة آدم .... والكون لم يفتح له أغلاق
أيروم مخلوق ثناءك بعد ما .... أثنى على أخلاقك الخلاف
ولما توفي صلى الله عليه وسلم كان الخليفة بعده أفضل الصحابة وأسبقهم في الصحبة باتفاق أهل السنة الصاحب في الغار وفي السر والجهار سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه واسمه عبد الله بن أبي قحافة واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في مرة بويع له بالخلافة يوم الثلاثاء وهو اليوم الثاني من وفاته صلى الله عليه وسلم وقام بها أحسن قيام إلى أن توفاه الله تعالى يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الثانية سنة 13هـ وكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر وعشر ليال، وعمره ثلاث وستون سنة وقام بالخلافة أفضل الفضلاء، وأعلم العلماء، بعد سيدنا أبي بكر رضي الله عنه الخليفة الثاني أمير المؤمنين سيدنا أبو حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في كعب توفي شهيداً يوم السبت منسلخ ذي الحجة سنة 23 هـ ودفن هلال محرم وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وقام بالخلافة أفضل الفضلاء وأعلم العلماء بعد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الثالث أمير المؤمنين أبو عمرو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف توفي شهيداً لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة 35 هـ وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوماً وقام بالخلافة أفضل الفضلاء وأعلم الشرفاء والعلماء بعد سيدنا عثمان رضي الله عنه الخليفة الرابع أمير المؤمنين سيدنا أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم بويع له بالخلافة يوم
وفاة عثمان ومات شهيداً صبيحة يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة 40 هـ ومدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر.
وتوفي صلى الله عليه وسلم عن تسع نسوة وهن أزواجه أمهات المؤمنين في الاحترام والتحريم واستحقاق المبرة والتكريم وهن: السيدة سودة بنت زمعة القرشية العامرية المتوفاة في خلافة عمر رضي الله عنهم ويقال توفيت سنة 54هـ. السيدة عائشة بنت سيدنا أبي بكر لم يتزوج بكراً غيرها أفقه النساء على الإطلاق وكانت أحب نسائه إليه بعد خديجة رضي الله عنهم توفيت في رمضان سنة سبع أو ثمان وخمسين. السيدة حفصة بنت سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهما توفيت سنة 45 هـ. السيدة أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة القرشية المخزومية المتوفاة سنة 61 هـ. السيدة زينب بنت جحش الأسدية أسد خزيمة المتوفاة سنة 20 هـ. السيدة جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية المصطلقية المتوفاة سنة 56 هـ. السيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بن حرب القرشية الأموية المتوفاة سنة 44هـ. السيدة صفية بنت حيي بن أخطب الإسرائيلية النضرية من سبط هارون عليه السلام توفيت سنة خمسين أو اثنتين وخمسين. السيدة ميمونة بنت الحارث الهلالية
العامرية المتوفاة سنة إحدى وخمسين أو إحدى وستين رضي الله عنهن هذا على الأشهر في الترتيب والوفيات. قال الإِمام القسطلاني في المواهب: وقد ذكر أسماءهن الحافظ أبو الحسن بن فضل المقدسي نظماً فقال:
توفي رسول الله عن تسع نسوة
…
إليهن تعزى المكرمات وتنسب
فعائشة ميمونة وصفية .... وحفصة تتلوهن هندوزينب
جويرية مع رملة ثم سودة .... ثلاث وست ذكرهن مهذب
ودخل صلى الله عليه وسلم بإحدى عشرة بلا خلاف التسع المذكورات والسيدة زينب بنت خزيمة الهلالية ماتت في حياته صلى الله عليه وسلم والسيدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وفيه تجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها قبل النبوة بعد أبي هالة التيمي وولدت له هنداً وبعد عتيق المخزومي وهي ابنة أربعين سنة وستة أشهر وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس وعشرون سنة على أحد الأقوال كانت فاضلة عاقلة ذات مال قيل هي أول من أسلم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين فأسلمت ذلك اليوم وكانت عوناً على حاله كله تثبته على أمره وتصبره على ما يلقى من أذى قومه وكان صلى الله عليه وسلم يحبها ويقول "رزقت حبها" ولم يتزوج عليها حتى ماتت قبل الهجرة بسبع سنين وقيل بخمس وقيل بأربع وقيل بثلاث وهو أصح وأشهر وتوفيت هي وأبو طالب في سنة واحدة والأصح أنها أفضل أزواجه. وأجمع أهل النقل على أنها ولدت له أربع بنات كلهن أدركن الإسلام وهاجرن زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم وأجمعوا على أنها ولدت له ولداً وسماه القاسم وبه كان يكنى واختلف هل ولدت له ذكراً غيره؟ فقيل لم تلد غيره وقيل ولدت ثلاثة: عبد الله والطيب والطاهر ويقال الثلاثة أسماء لولد واحد على الصحيح والخلاف في ذلك كثير ومات القاسم