الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفقيه الحافظ للسنة والحديث المتفنن في كثير من العلوم، أخذ عن أبي الفضل سليمان بن حوط الله البخاريَّ ومسلماً ولقي محمَّد بن عيسى الأزدي التونسي واعترف له بالفضل. توفي بالقيروان سنة 550 هـ.
463 -
أبو يحيى زكريا بن الحداد المهدوي: قاضيها الفقيه العالم الإِمام المحدث الشيخ الصالح، روى عن الإِمام المازري وهو آخر من قرأ عليه المعلم وغيره، وكان من أكابر تلامذته، وعنه أخذ أبو عبد الله محمَّد الرعيني السوسي المولود سنة 567 هـ الآتي ذكره، وعنه روى أبو زكريا البرقي والقاسم بن حماد اللبيدي وأبو عبد الله المعروف بابن اليتيم لقيه بالمهدية سنة 566 هـ وأخذ عنه. لم أقف على وفاته وله فتاوى محررة.
464 -
أبو الحسن طاهر بن علي: من أهل سوسة صاحب الصلاة والخطبة بها وقاضيها الإِمام الفقيه الفاضل، أخذ عن الإِمام المازري ثم رحل للأندلس وتوفي هناك.
465 -
أبو زكرياء يحيى بن محمَّد بن زياد بن عوانة القرشي القيرواني: الفقيه أوحد أهل زمانه زهداً وعبادة وورعاً متبعاً للسنة حافظاً لآداب الشريعة كثير الكرامات مجاب الدعوة. روى الفقه والحديث عن أعلام، وعنه أخذ جماعة منهم أبو يوسف الدهماني. توفي سنة 579 هـ ووالده كان حافظاً للقرآن مجاب الدعوة توفي سنة 556 هـ[1160 م].
466 -
أبو محمَّد عبد الله بن عبد الحق المهدوي: من أحفاد الإمام المازري له عليه ولادة الإِمام الفقيه الفاضل العالم القاضي العادل. أخذ عن شيوخ بلده ثم انتقل للمغرب وولي قضاء إشبيلية ثم مراكش وبها توفي سنة 589 هـ[1193م].
فرع الأندلس
467 -
أبو جعفر أحمد بن جبير الكناني: الوزير العلامة الأديب الفهامة كان أديباً ماهراً كاتباً شاعراً. روى عن صهره أبي عمران بن أبي تليد وأبي عبد الله بن خصلة وأبي محمَّد البطليوسي وتأدب بهما وله رواية عن أبي الحسن بن هذيل وأبي الوليد بن الدباغ وسمع منهما. حدث عنه ابنه أبو الحسين صاحب الرحلة. توفي سنة 552 هـ[1157م] من صلة ابن الأبار.
468 -
أبو الحسن علي بن محمَّد: يعرف بابن المقري الغرناطي الفقيه المشاور المحدث العالم المتكلم. أخذ عن ابن الباذش وابن ورد والقاضي عياض والإمام المازري والسلفي وأبي محمَّد بن عطية وجماعة، ألّف في أنواع من العلوم منها: نزهة الأصفياء في فضل الصلاة على خير الأنبياء صلى الله عليه وسلم، وشمائل النبي صلى الله عليه وسلم ، والسداد في شرح الإرشاد، ومدارك الحقائق في أصول الفقه والسباعيات وغير ذلك مما هو كثير. توفي سنة 553 هـ[1158م].
469 -
أبو بكر محمَّد بن محمَّد اللخمي الأشبيلي: يعرف الفلنقي الإِمام العالم الجليل الثبت كان أستاذاً في صناعة القراءات عالي الرواية متفنناً. أخذ عن أبي شريح وابن العربي وأبي الحسن بن لب وابن عتاب وابن رشد وابن الباذش وابن كوثر وغيرهم، حدث عنه الأستاذ أبو ذر الخشني وغيره، له تآليف في القراءات منها الإيماء إلى مذاهب السبعة القراء. توفي بفاس سنة أربع أو ثلاث وخمسين وخمسمائة [1158م]، أو [1159م].
470 -
أبو جعفر أحمد بن مسعود: ويعرف بابن أشُكْبندر الشاطبي الإمام الفقيه الحافظ العارف بالحديث ورجاله والتمييز العلامة المتفنن الزاهد المشاور المجاب الدعوة. سمع من ابن أبي عامر وأبي محمَّد عبد الحق بن عطية وأبي الحسن بن هذيل وأبي الوليد الدباغ وأبي الحسن بن النعمة وأبي محمَّد بن عاشر وأبي عبد الله محمَّد بن سعادة وتفقه بالقاضي أبي الأصبغ، له تنابيه مفيدة، حدث وأخذ عنه أبو القاسم بن فيرة الضرير وغيره، وهو من بيت علم وخير وتزهد وسأل الله أن يميته غريباً فكان كما تمنى. توفي متوجهاً للحج بالمهدية سنة 558 هـ[1162م] مولده سنة 505 هـ من صلة ابن الأبار.
471 -
أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف: يعرف بابن قُرْقُول من أهل المرية الإِمام العالم الفقيه الفاضل الرحلة المحدث الراوية. قرأ على جده لأمه أبي القاسم بن ورد وأبي الحسن بن نافع وابن موهب وابن العريف والرشاطي وابن وضاح وأبي محمَّد بن عطية وابن مغيث وابن مكي وابن العربي وابن الباذش وغيرهم مما هو كثير، وكتب له بالإجازة ابن عتاب والسلفي والإمام المازري، له رواية عن طارق بن يعيش وابن هذيل وابن الدباغ والقاضي عياض وابن النعمة
وغيرهم، ألّف مطالع الأنوار على منوال مشارق الأنوار للقاضي عياض. مولده سنة 505 هـ وتوفي سنة 569 هـ[1173م]، بفاس.
472 -
أبو محمَّد عبد الله بن موسى بن سليمان: ويعرف بابن بُرطلة العالم الجليل الفقيه الحافظ مع النباهة والنزاهة. سمع صهره أبا علي الصدفي ورحل حاجاً سنة 501 هـ وسمع من أبي بكر الطرطوشي والأنماطي وأبي الحسن بن شرف وأبي طاهر السلفي وغيرهم ثم انصرف إلى مرسية بلده وتزوج حينئذ ببنت أبي علي الصدفي، أخذ عنه علماء جلة منهم أبو عمر بن عياد. مولده سنة 481 هـ وتوفي سنة 563 هـ[1167م].
473 -
أبو عبد الله محمَّد بن سليمان بن موسى الأزدي: يعرف بابن برطل المرسي كان ذاكراً للفقه متقناً لمسائله معروفاً بالفهم والتيقظ والعلم. سمع من أبي عبد الله بن سعادة وتفقه بأبي عبد الله القسطلي وأبي عبد الله بن عبد الرحيم، قال قريبه أبو محمَّد أن أباه سليمان ولي القضاء. توفي سنة 563 هـ[1167م].
474 -
أبو العباس أحمد بن أبي الوليد بن رشد: الإِمام المتفنن الفقيه العالم المتقن المعروف بالجلالة والدين المتين. أخذ عن والده وبه تفقه ولازم أبا بكر البطليوسي وسمع أبا محمَّد بن عتاب وابن مغيث وابني بقي أبا القاسم وأبا الحسن وابن العربي والصدفي وابن تليد وجماعة وعنه ابنه أبو الوليد المعروف بالحفيد وأبو القاسم بن مضا وغيرهما، له برنامج حافل وتفسير في أسفار، ولى شرح على سنن النسائي حفيل للغاية. مولده سنة 487 هـ وتوفي سنة 563 هـ[1167م].
475 -
ابنه قاضي الجماعة أبو الوليد محمَّد بن أحمد بن أبي الوليد بن رشد: الشهير بالحفيد الغرناطي الفقيه الأديب العالم الجليل الحافظ المتفنن الحكيم المؤلف المتقن حكي عنه أنه لم يدع النظر ولا القراءة منذ عقل إلا ليلة وفاة والده وليلة بنائه بزوجه. أخذ عن أبيه واستظهر عليه الموطأ حفظاً وأخذ الفقه عن أبي القاسم بن بشكوال وأبي مروان بن مسرة وأبي جعفر بن عبد العزيز وأجازه الإمام
المازري وكانت الرواية أغلب عليه من الدراية درس الفقه والأصول وعلم الكلام وكان يفزع إليه في الطب كما يفزع إليه في الفتوى في الفقه، سمع منه أبو محمَّد بن حوط الله وسهل بن مالك وابنه القاضي أحمد المتوفى سنة 622 هـ وأبو الربيع بن سالم وأبو بكر بن جهور وأبو القاسم بن الطيلسان، كانت له وجاهة عظيمة عند الملوك لم يصرفها في ترفيع حال وإنما صرفها في مصالح بلده خاصة ومنافع أهل الأندلس عامة، ثم امتحن بالنفي وإحراق كتبه القيَّمة آخر أيام يعقوب المنصور حين وشوا به إليه ونسبوا إليه أموراً دينية وسياسية ثم عفا عنه ولم يعش بعد العفو إلا سنة، له تآليف تنوف عن الستين منها: بداية المجتهد أجاد فيه وأفاد، وكتابه الكليات في الطب جليل ترجم وطبع في بلاد أوروبا واختصر المستصفى في الأصول. مولده سنة 520 هـ وتوفي سنة 595 هـ[1198م].
476 -
أبو الحسن علي بن محمَّد بن هذيل البلنسي: الإِمام المحدث الفاضل الزاهد العالم العامل المنقطع القرين في الورع مع الدين المتين. انتهت إليه الرئاسة في صناعة الإقراء عامة عمره لعلو روايته وإمامته وإتقانه، لازم أبا داود سليمان بن الحاج نحواً من العشرين سنة وأخذ عنه القراءات وكان زوج أمه وهو أثبت الناس فيه، وسمع البخاري من أبي عبد الله بن الدكالي، ومن أبي عبد الله بن يعيش مختصر الطليطلي في الفقه، وسمع صحيح مسلم من أبي الحسن طارق بن يعيش ومن ابن سعادة وأبي علي الصدفي وغيرهم، حدث عنه جلة لا يحصون ورحل إليه الناس وأخذوا عنه لعلو سنده ولازم السماع نحواً من ستين عاماً، له فهرسة، مولده سنة 470 هـ وتوفي سنة 564 هـ[1168م] وحضر السلطان جنازته وتزاحم الناس على نعشه ورثاه أبو محمَّد بن واجب وغيره.
477 -
ابنه أبو بكر محمَّد بن علي بن هذيل البلنسي: الفقيه العالم العامل الإِمام الكامل مع الغاية في الصلاح والورع. سمع أباه وطارق بن يعيش وأبا الحسن بن النعمة وغيرهم رحل حاجاً فسمع في طريقه من أبي طاهر السلفي، وعنه أخذ جماعة منهم أبو عمر بن عياد وابناه محمَّد وأحمد وأبو الربيع بن سالم وأبو بكر بن محرز وغيرهم، مولده سنة 519 هـ وتوفي سنة 588 هـ[1192م].
478 -
أبو بكر مفوز بن طاهر بن حيدرة بن مفوز المعافري الشاطبي: قاضيها
وعالمها الفاضل العمدة الفقيه المشاور الفصيح البليغ الجميل الشارة له حظ في قرض الشعر. سمع أباه وأبا الوليد بن الدباغ وأبا عبد الله بن سعادة وجماعة وأخذ القراءات عن أبي الحسن بن أبي يعيش وغيره وتفقه بأبي محمَّد بن عاشر وغيره، وكتب إليه أبو مروان بن مسرة وابن بشكوال وأبو الحسن بن هذيل وأبو الحسن بن النعمة ومن أهل المشرق أبو الطاهر بن عوف وأبو الفضل بن الحضرمي وأبو الطاهر السلفي مولده سنة 517 هـ وتوفي سنة 566 هـ[1170م].
479 -
أبو محمَّد عبد الله بن طاهر بن حيدرة بن مفوز المعافري الشاطبي: من بيت علم ونباهة الفقيه الحافظ لمسائل الرأي البصير بالشروط كان رحب الصدر عالي القدر. ولي قضاء بلده فحمدت سيرته وجرى على طريقة سلفه الصالح، أخذ القراءات عن أبي الحسن بن أبي العيش وسمع الحديث من أبيه وأبي الوليد بن الدباغ، وتفقه بجماعة منهم أبو بكر بن أسد وكتب إليه أبو طاهر السلفي، أخذ عنه جماعة منهم أبو عمر بن عياد. مولده سنة 516 هـ وتوفي وهو يتولى قضاء بلده سنة 567 هـ[1171م].
480 -
أبو محمَّد عبد الله بن أحمد بن سعيد العبدري البلنسي: يعرف بابن أبي الرجال الشيخ الإِمام العمدة الحافظ الفقيه القائم عليه مع صلاح وفضل. أخذ القراءات عن ابن النعمة وروى عن أبي علي الصدفي وأبي محمَّد البطليوسي سمع منه كثيراً ولازمه طويلاً وأبي زيد الوراق والقاضي أبي مروان الباجي وأبي الحسن شريح وابن العربي وتحقق به ودرس في مجلسه وله رواية عن أبي الفضل عياض وأبي طاهر السلفي وغيرهم حدث عنه جماعة منهم أبو زكريا يحيى بن محمَّد بن مرزوق وأبو القاسم أحمد بن هارون وأبو بكر بن خير وأبو الخطاب بن واجب وأجاز له تآليفه. له تآليف منها شرح صحيح مسلم مات قبل إتمامه وشرح على رسالة ابن أبي زيد، توفي بإشبيلية سنة 566 هـ[1170م].
481 -
أبو بكر عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم بن أبي ليلى الأنصاري: من أهل مرسية الإِمام الثقة العدل العارف الموصوف بالإتقان وصحة التقييد مع مشاركة في الأدب وغيره أحد الفضلاء الجلة الأثبات سمع أباه وأبا علي الصدفي ولازمه كثيراً وصحبه طويلاً واختص به وهو أثبت الناس فيه وأعلمهم بحديثه
وأحفظهم لأخباره وأضبطهم لأسمعته وروايته وسمع أيضاً من أبي عمران بن أبي تليد وأبي بكر بن العربي وأبي محمَّد بن عتاب البخاري وأجاز له ورحل وحج ولقي بمكة أبا المظفر الشيباني وأخاه أبا القاسم بن عبد الرحمن وأبا علي بن العرجاء وأبا طاهر السلفي فسمع منهم وغيرهم ورجع للأندلس وتصدر للأسماع فتنافس الناس في الرواية عنه لكونه آخر المكثرين عن أبي علي الصدفي وروى عنه جلة من الشيوخ وبالإجازة ابن بشكوال دعي للقضاء وامتنع. مولده سنة 490 هـ وتوفي سنة 566 هـ[1170م].
482 -
أبو جعفر طارق بن موسى بن طارق المعافري البلنسي: الفقيه العالم الفاضل كان من أعلم العلماء بفن القراءات أخذه عن أبي الحسن بن هذيل وسمع منه ومن أبي بكر بن العربي وطارق بن يعيش وأبي محمَّد القليعي توفي سنة 566 هـ[1170م].
483 -
أبو عمران موسى بن سعادة المرسي: كان أحد الأفاضل العلماء والأجواد السمحاء واسع الرواية مع مشاركة في اللغة والأدب رحل وحج وسمع السنن من الطرطوشي وروى عن أبي محمَّد بن مفوز الشاطبي وأبي الحسن بن شفيع وقرأ عليهما الموطأ وكانت ابنته عند أبي علي الصدفي وسمع منه ولازمه وأكثر عنه وانتسخ صحيحي البخاري ومسلم بخطه وكانا أصلين لا يكاد يوجد في الصحة مثلهما وسمعهما من صهره المذكور وقد تولى القيام بشؤون صهره بما يحتاج إليه من دقيق الأشياء وجليلها وإليه أوصى عند توجهه لغزوة كتندة التي فقد فيها سنة 514 هـ حدث عنه ابن أخيه القاضي أبو عبد الله محمَّد بن يوسف بن سعادة بكتاب أدب الكتاب لابن قتيبة وبالفصيح لثعلب اهـ من نفح الطيب. لم أقف على وفاته.
484 -
القاضي أبو عبد الله محمَّد بن يوسف بن سعادة: من أهل المرية العالم العامل الثقة الأمين القاضي العادل العارف بالسنن والآثار المشارك في علم القرآن وتفسيره الحافظ للفروع البصير باللغة والغريب ذو حظ من علم الكلام مع رسوخ في الفقه وأصوله الخطيب الفصيح سمع أبا علي الصدفي واختص به وأكثر عنه وإليه صارت دواوينه وأصوله العتاق وأمهات كتبه الصحاح لصهر كان بينهما
وسمع أبا محمَّد بن جعفر ولازم حضور مجلسه للتفقه وحمل عنه ما كان يرويه وسمع من أبي محمَّد بن عتاب وابن رشد وابن الحاج وابن العربي وكتب إليه جماعة منهم أبو الوليد طريف وأبو مروان بن تليد ثم رحل للمشرق سنة 520 هـ وسمع بمكة من رزين بن معاوية العبدري إمام المالكية بها وروى عن أبي الحسن بن سند بن عياش الغساني ما حمل عن الغزالي من تصانيفه ولقي بالإسكندرية جماعة منهم أبو الطاهر بن عوف وأبو عبد الله محمَّد بن مسلم المازري وأبو طاهر السلفي وأبو زكريا الزناتي وأبو الحجاج بن نادر الميورقي وغيرهم وكتب إليه أبو بكر الطرطوشي وأبو الحسن بن شرف ودخل المهدية وأقام بها مدة وأخذ عن الإِمام المازري وسمع منه بعض كتابه المعلم وأجاز له باقيه وعاد إلى مرسية سنة 526 هـ وقد حصل على علوم جمة ورواية فسيحة وتولى القضاء وتصدر لإسماع الحديث أخذ عنه من لا يعد كثرة ورزق عند الخاصة والعامة من الحظوة والذكر والجلالة ما رزق أخذ عنه أبو الحسن بن هذيل وسمع منه جامع الترمذي وأبو القاسم بن فيرة الشاطبي والقاضي أبو محمَّد عبد الله بن حوط الله وأبو الحسن بن خيرة وغيرهم، ألّف شجرة الوهم المرتقية إلى شجرة الفهم لم يسبق إليه مثله وليس له غيره وله فهرسة حافلة مولده سنة 496 هـ وتوفي بشاطبة مصروفاً عن القضاء سنة ست أو خمس وستين وخمسمائة [1169م] أو [1170م].
485 -
أبو بكر محمَّد بن عبد الله بن ميمون العبدي: العالم العلامة الفقيه الأريب الفهامة روى عن ابن العربي وابن بقي وابن الباذش وابن مغيث وابن الحاج وابن رشد ولازمه عشر سنين وأبي محمَّد بن عتاب وغيرهم وعنه جماعة منهم أبو البقا يعيش بن القديم صنف مشاحذ الأفكار فيما أخذ عن النظار وله شرحان كبير وصغير على جمل الزنجاني وشرح على أبيات الإيضاح للفارسي وشرح على مقامات الحريري وشرح على معشراته الغزلية ومفكراته الهزلية وغير ذلك، توفي بمراكش سنة 567 هـ[1171م].
486 -
أبو محمَّد عاشر بن محمَّد بن عاشر بن خلف الأنصاري: سكن شاطبة الإِمام العالم المتفنن في العلوم كان رئيس الفتوى وإليه ترد صعاب المسائل ومشكلاتها مشهور بالحفظ والفهم سمع من أبي علي بن سكرة وأبي جعفر بن جحدر
وأبي عمران بن تليد وأبي بحر الأسدي وأبي محمَّد بن عتاب وجماعة وتفقه بأبي محمَّد بن جعفر وأخذ القراءات عن أبي العباس بن ذروة وأجاز له أبو عبد الله الخولاني وكتب إليه من مكة رزين بن معاوية ولي الشورى ببلنسية والقضاء بمرسية وحمدت سيرته روى عنه جماعة منهم أبو الخطاب بن واجب وأبو عبد الله بن سعادة وابن غلبون وعبد المنعم بن الفرس وأبو بكر بن جمرة وأبو سليمان بن حوط الله صنف الجامع البسيط وبغية الطالب النشيط دل على مكانته في العالم توفي قبل إتمامه وهو كتاب مطول رجح فيه واستدل. مولده سنة 484 هـ وتوفي سنة 567 هـ[1171م].
487 -
أبو الحسن علي بن عبد الله بن خلف الأنصاري: يعرف بابن النعمة البلنسي العالم المتفنن الفقيه الحافظ الموصوف بالجلالة والرسوخ في العلوم المشاور إليه انتهت رئاسة الإقراء والفتوى أخذ عن أبي الحسن بن شفيع ولازم أبا محمَّد البطليوسي وأدرك الجلة بغرناطة وغيرها فتفقه بابن رشد وابن الحاج وسمع من أبي الحسن بن برجان وأبي محمَّد بن عتاب وأبي القاسم بن بقي وأبي الحسن بن مغيث وابن العربي والصدفي وأجازه جماعة كأبي عمران بن تليد أخذ عنه من لا يعد كثرة منهم ابن قرقول وأبو جعفر أحمد بن سيد بونة له برنامج حافل وتآليف مفيدة حسنة منها ري الظمآن في تفسير القرآن في عدة أسفار كبار وكتاب في شرح سنن النسائي لم يتقدمه أحد بمثله بلغ الغاية احتفالاً وإكثاراً، توفي ببلنسية سنة 567 هـ[1171م].
488 -
أبو عبد الله محمَّد بن عبد الرحيم بن محمَّد الأنصاري الخزرجي: من ولد سعد بن عبادة رضي الله عنه ويعرف بابن الفرس العالم الكثير الرواية المحدث البصير بالفتوى الفقيه المقرىء أحد حفاظ الأندلس سمع أباه وأخذ عنه القراءات ودرس عليه الفقه وسمع أبا بكر بن عطية وأبا الحسن بن الباذش وأبا القاسم بن ورد وغيرهم روى عنهم وتفقه ببعضهم وكتب إليه جماعة منهم أبو عمران بن تليد وأبو علي الصدفي وأبو محمَّد البطليوسي وأبو الحسن شريح وابن سمعت وأبو بكر بن طاهر والرشاطي والإمام المازري. وعدد شيوخه الذين حمل عنهم خمسة وثمانون. سمع منه الناس وأخذوا عنه منهم ابن عبد المنعم والتجيبي
أطالوا الثناء عليه وأطابوا وكان أهلاً لذلك. مولده سنة 501 هـ وتوفي بإشبيلية سنة 567 هـ[1171م].
489 -
ابنه القاضي أبو محمَّد عبد المنعم بن محمَّد بن عبد الرحيم: يعرف بابن الفرس الفقيه العالم بمذهب مالك المحدث المتفنن في كثير من العلوم البصير بالمسائل الإِمام الشاعر كان آية في الذكاء بيته عريق في العلم والنباهة مع الجلالة والوجاهة سمع جده وأباه وتفقه به في الحديث وكتب أصول الدين وسمع أبا الوليد الدباغ وأبا الحسن بن هذيل وأخذ عنه القراءات وغيرهما وأجاز له جماعة منهم أبو الحسن بن مغيث وأبو القاسم بن بقي وأبو الحسن بن شريح وابن العربي وأبو الحجاج القضاعي والرشاطي وأبو المظفر الشيباني وأبو سعيد الجلبي والإمام المازري وعنه جماعة منهم ولده الوزير عبد الرحمن وأبو عبد الله التجيبي وأبو الربيع بن سالم. ألّف أحكام القرآن جليل الفائدة من أحسن ما وضع في ذلك وله في الأبنية مجموع، واضطرب قبل موته بسنين، فترك الأخذ عنه. مولده سنة 525 هـ وتوفي في جمادى الآخرة سنة 599 هـ[1202م] وحضر جنازته خلق كثير وكسر نعشه واقتسموه.
490 -
أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن الصقر الأنصاري الخزرجي: الفقيه الحافظ الأصولي المحدث العارف بالأحكام وعقد الشروط والنوازل، الكاتب البليغ الشاعر مع الورع والدين المتين، أخذ عن ابن خيرة وابن أبي العاصي وابن بشكوال وابن العربي والتجيبي وابن الباذش والقاضي عياض ولازمه وأبي بكر بن عطية والقاضي ابن موهب وغيرهم، وسمع من أبيه وعنه ابنه أبو عبد الله وغيره. له تصانيف مفيدة منها شرح الشهاب أبدع فيه ما شاء، ولد بالمَرِيَة سنة 492 هـ وتوفي بمراكش 569 هـ[1173م].
491 -
أبو بكر عبد الرحيم بن محمَّد بن أبي العيش: الإِمام العالم الفقيه الفاضل، روى عن أبي عمران بن تليد وأبي علي الصدفي وأبي محمَّد عتاب وغيرهم، وكتب إليه من المهدية الإِمام المازري واستوطن مراكش وحدث به وأخذ عنه جماعة منهم القاضي أبو الحسن الزهري سمع منه الموطأ وابنه أبو محمَّد عبد الرحمن بن أبي الحسن، وكانت وفاته في نحو 570 هـ.
492 -
أبو القاسم محمَّد بن إبراهيم بن خيرة القرطبي: الإِمام الفقيه الفاضل الأديب العالم الماهر الكامل، سمع ابن مغيث وابن مكي وابن العربي وابن أبي الخصال وغيرهم. له تآليف منها الوشاح المفضل ومنها ريحان الألباب. توفي في حدود سنة 570 هـ[1174م].
493 -
أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله بن خليل القيسي الغرناطي: الإِمام الجليل الحافظ العالي الرواية، روى عن ابن الطلاع وابن عتاب والغساني والصدفي وابن حمدين وابن تليد وابن رشد وابن المناصب وابن العربي وأبي بكر بن عطية وأبي الوليد بن طريف وأبي الحسن سراج وابن الطراوة، وعنه جماعة منهم أبو محمَّد عبد الحق الإشبيلي وأجازه. توفي بمراكش سنة 570 هـ[1174م].
494 -
أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله الغرناطي: يعرف بابن الغاسل الفقيه المحدث الراوية العالم المقرىء، سمع أبا عبد الله النميري وصحبه طويلاً وكان ابن خاله وأخذ عن أبي الحسن بن الباذش وابنه أبي جعفر وأبي الحسن بن ثابت وأبي القاسم بن الفرس وأبي الحسن بن لب وأبي بكر بن الخلوف وأبي الحسن شريح واعتمد عليه في القراءات ولقي جلة من المحدثين وغيرهم وأخذ عنهم منهم أبو الحسن بن مغيث وأبو القاسم بن بقي وابن العربي وابن مكي وأبو محمَّد بن عطية وأبو بكر برنجال وأجازوه، وكتب إليه أبو محمَّد بن عتاب وابن طريف وابن موهب وابن هذيل وأبو طاهر السلفي وعنه أخذ جماعة. توفي سنة 570 هـ[1174م].
495 -
القاضي أبو الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن محمَّد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد الغرناطي: الإِمام العمدة الفاضل العالم الفقيه المشاور العريق البيت في العلم والنباهة، روى عن أبيه وعمه أبي الحسن عبد الرحمن وأبي محمَّد بن عات وأبي بحر سفيان بن العاصي وأبي الحسن بن مغيث وابن العربي وابن شريح وغيرهم وكتب إليه قاضي الحرمين أبو المظفر الشيباني، سمع منه ابنه أبو الوليد وابن ابنه أبو القاسم أحمد بن يزيد وغيرهما. مولده سنة 495 هـ وتوفي بقرطبة سنة 573 هـ[1177م].
496 -
أبو محمَّد عبد الله بن محمَّد بن خلف بن سعادة الأصبحي: من أهل
دانية، الإِمام الفقيه المحدث المقرىء الورع الفاضل أخذ عن أبي الحسن بن سعد الخير ورحل للمشرق فسمع من أبي طاهر السلفي سنة 573 هـ وأبي طاهر بن عوف وابن عبيد الله بن الحضرمي وأبي القاسم بن مهدي وأكثر عنه، وعنه أخذ أعلام منهم أبو عبد الله التجيبي وأبو جعفر بن ميمون وأبو مروان عبد الملك بن محمَّد الكردبوسي التوزري. مات في رجوعه غريقاً في البحر، لم أقف على وفاته.
497 -
أبو مروان عبد الملك بن عبد الله بن عيشون المعافري البلنسي: العالم الجليل القدر كان على غاية من الصلاح والفضل، إخبارياً محققاً، روى عن أبي الوليد بن الدباغ وغيره رحل حاجاً ولقي أعلاماً وأخذ عنهم منهم أبو الحسن علي بن العرجاء بمكة وأبو طاهر السلفي بالإسكندرية وأبو عبد الله المازري بالمهدية وحكى عنه أنه سمعه يقول وقد جرى ذكر كتابه المعلم بفوائد صحيح مسلم: إني لم أقصد تأليفه وإنما السبب فيه أنه قرىء علي صحيح مسلم في شهر رمضان فتكلمت على نقط منه فلما وقع الفراغ من القراءة عرض علي الأصحاب ما أمليته عليهم وإذ ذاك نظرت فيه وهذبته فهذا سبب جمعه، ثم انصرف صاحب الترجمة لبلده فحدث وأخذ عنه الناس منهم أبو عبد الله بن نوح. توفي سنة 574 هـ[1178م].
498 -
أبو عبد الله محمَّد بن أحمد بن مجاهد: الفقيه العالم الإِمام الزاهد أخذ عن ابن العربي وغيره وعنه أبو بكر بن خير وغيره، مولده سنة 484 هـ وتوفي سنة 574 هـ[1178م].
499 -
قاضي قرطبة أبو القاسم محمَّد بن محمَّد بن أحمد بن لب: يعرف بابن الحاج العالم الفاضل القاضي العادل الفقيه الحافظ للمسائل سمع من أبيه القاضي الشهير وأبي الوليد بن رشد وأبي بحر الأسدي وابن عتاب وابن طريف وأبي علي بن سكرة وابن مكي وابن مغيث وابن العربي وأجاز له الخولاني وابن موهب وأبو القاسم بن بقي وشريح وأبو بكر بن عطية وابنه عبد الحق وكتب له من المهدية الإِمام المازري مرتين. وعنه أخذ جماعة. توفي بإشبيلية سنة 575 هـ[1179م].
500 -
أبو بكر محمَّد بن خير بن عمر الأموي الإشبيلي: العالم الفاضل الجليل القدر كان من الإكثار في تقييد الآثار والعناية بتحصيل الرواية فوق ما يذكر
مقرئاً مجوداً ضابطاً محدثاً متفنناً واسع المعرفة مأموناً ثقة مع الحظ الأوفر في علم اللسان وعدد من سمع منه أو كتب إليه نيف ومائة قد احتوى على أسمائهم برنامج له ضخم في غاية الاحتفال والإجادة لا يعلم لأحد مثله وكلهم أجازوا له وفي أوائله قال: سألني مَن له رغبة في العلم وعناية بتقييده أن أذكر لهم ما رويته عن المشايخ من الدواوين المصنفة في ضروب من العلم وأنواع المعارف وأن أذكر سندي عنهم فيها إلى مصنفيها وما قرأته من ذلك عليهم أو سمعته منهم بقراءتهم أو قراءة الغير وأن أضيف إلى ذلك ما ناولوني إياه وأجازوه انتهى. فمن الشيوخ الذين أخذ عنهم أبو الحسن شريح أخذ عنه القراءات واختص بها إلى وفاته وكان معوله عليه وسمع منه ومن أبي مروان الباجي وابن العربي وابن حبيش وأبي بكر بن طاهر وأبي عبد الله بن عبد الرزاق وأبي جعفر بن عبد العزيز وابن عمه أبي بكر وأبي القاسم بن بقي وأبي عبد الله بن الحاج وابن مغيث وابن أبي الخصال وابن مسرة ولقي أبا محمَّد بن عطية وأبا الفضل عياض فسمع منهما ومن ابن أخت غانم وابن معمر وأبي الحسن بن الطلاع وغيرهم وأجازه أعلام منهم أبو محمَّد بن عتاب وأبو بحر الأسدي وابن الوراق وابن طريف وابن موهب والرشاطي وأبو طاهر السلفي والإمام المازري وتصدر للإقراء والإسماع وأخذ عنه الناس منهم أبو الخطاب بن واجب مولده بإشبيلية سنة 502 هـ وبها توفي سنة 575 هـ وكانت جنازته مشهودة حضرها الأمير وغيره.
501 -
أبو المحاسن يوسف بن عبد الله بن سعيد: يعرف بابن عياد الأندلسي العالم المتفنن في فنون شتى الفقيه الراوية الثبت المحدث الحافظ روى عن القاضي ابن العربي والتجيبي ولقي أبوي الحسين بن هذيل وابن النعمة وأبا الوليد بن الدباغ وأبا الحسن بن يعيش وابن خيرة وجماعة فسمع منهم وأخذ عنهم وكتب إليه ابن ورد وأبو محمَّد بن عطية حدث عنه ابناه وابن غبلون له ذيل على صلة ابن بشكوال وبرنامج وشرح على منتقى ابن الجارود وبهجة الكتاب في شرح الشهاب وأربعون حديثاً في النشر وأحوال الحشر والمنهج الرائق في المدخل لعلم الوثائق وبهجة الحقائق في الزهد والرقائق والكفاية في مراتب الرواية وطبقات الفقهاء من عصر ابن عبد البر إلى وقته، مولده سنة 505 هـ وتوفي شهيداً سنة 575 هـ[1179م].
502 -
القاضي أبو عبد الله محمَّد بن أبي الفضل عياض: العالم الجليل القدر الإِمام النبيه البيت كان من أعلام العلماء أخذ عن والده وابن العربي وابن بشكوال وغيرهم روى عنه ابنه أبو الفضل عياض، توفي سنة 575 هـ[1179م].
503 -
أبو جعفر عبد الرحمن بن أحمد الأزدي الغرناطي: يعرف بابن القصير الفقيه العالم المتقدم بنباهة السلف والبيت البصير بصناعة الحديث الكثير العناية بالرواية والحظ الوافر في الآداب والاشتغال بعقد الشروط روى عن أبيه وعمه أبي مروان وأبي الحسن بن الباذش وابنه أبي جعفر وأبي محمَّد بن عطية وأبي الحسن بن جزي وروى عن أبي الوليد بن رشد وأبي القاسم بن بقي وأبي الحسن بن مغيث وابن العربي وابن ورد وابن موهب وأبي الحجاج القضاعي وأبي بكر بن الخلوف وأبي الفضل عياض وغيرهم روى عنه جماعة وله تآليف منها استخراج الدرر وعيون الفوائد والخبر وكتاب الألفاظ المساوية العيان المختلفة المعاني في الشكل واللسان وكتاب مناقب أهل عصره وكتاب اختصار الوثائق وكتاب اختصار الترمذي وكتاب اختصار الموطأ وغير ذلك، رحل لإفريقية واستقر بقرية من أعمال توزر وحدث بتونس سنة 574 هـ وركب البحر واستشهد بمرسى تونس سنة خمس أو ست وسبعين وخمسمائة.
504 -
أبو يحيى اليسع بن عيسى بن حزم الغافقي الجياني: العالم الفقيه المشاور المقري المحدث الحافظ النسابة أخذ القراءات عن أبيه وأبي الحسن شريح وغيرهما وسمع منهما ومن أبي الحسن بن موهب وأبي الفضل بن شرف وأبي عبد الله ابن أخت غانم وسمع البخاري من ابن هذيل وأجاز له أبو محمَّد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد وانتقل لمصر وحصل على حظوة عظيمة له تاريخ سماه المغرب في محاسن المغرب حدث عنه أبو عبد الله التجيبي وروى عنه أبو الفضل المقدسي وأبو القاسم الصفراوي وجماعة، توفي سنة 575 هـ[1179م].
505 -
أبو محمَّد عبد الله بن مغيث بن يونس بن محمَّد بن مغيث الأنصاري الغرناطي: قاضيها ومفتيها من بيت عريق في العلم والفضل ويعرف بابن
الصفار روى عن جده أبي الحسن يونس وسمع منه ومن أبيه مغيث وعمه أبي الوليد يونس وأبي عبد الله بن الحاج الشهيد وأبي مروان الباجي وأبي الحسن شريح وابن العربي وغيرهم وحدث وروى عنه جماعة منهم أبو القاسم بن ملجوم وأبو محمَّد بن حوط الله وأخوه أبو سليمان، مولده سنة 516 هـ وتوفي سنة 576 هـ[1180م].
506 -
أبو القاسم خلف بن عبد الملك يعرف بابن بُشكوال الأنصاري الخزرجي الغرناطي: الإِمام الحافظ الواسع الرواية والدراية المتفنن الشيخ الصالح فقيه المسندين بقرطبة والمسلم إليه في حفظ أخبارها ومعرفة رجالها سمع أباه وأبا محمَّد بن عتاب وأكثر عنه وعليه معوله في روايته وابن رشد وابن مغيث وابن العربي وابن يربوع أسند عن نحو نيف وأربعمائة شيخ عمر طويلاً فرحل الناس إليه وانتفعوا به وسمع منه من لا يعد كثرة منهم ابن البقال والحفيد ابن رشد وأحمد بن عتاب والقاضي محمَّد بن عطية وأبو الخطاب بن دحية وعبد الله بن سليمان بن حوط الله والقاضي أبو الخطاب أحمد بن واجب وأبو سليمان بن حوط الله وأبو مروان وابن مسرة وأبو العباس بن مضا وغيرهم، ألّف خمسين تأليفاً في أنواع من العلوم شاهدة له بالحفظ والإكثار منها معجم في شيوخه وتاريخه الذي ذيل به تاريخ ابن الفرضي وجزء لطيف ذكر فيه من روى الموطأ عن مالك وهم ثلاثمائة وسبعون والغوامض والمبهمات في اثني عشر جزءاً ذكر فيه ما جاء في الحديث مبهماً والفوائد المنتخبة وكتاب الدعوات، توفي سنة 578 هـ ووالده المتوفى سنة 523 هـ كان حافظاً للفقه عارفاً بالشروط فاضلاً.
507 -
أبو الحجاج يوسف بن إبراهيم بن عثمان العبدري: يعرف بالثغري الإِمام الحافظ المحدث الراوية المقرىء المفسر الضابط. أخذ القراءات عن عبد الرحيم بن الفرس وأبي الحسن شريح وأبي بكر بن يحيى بن الخلوف وأبي الحسن بن الباذش وسمع منهم ومن أبي مروان الباجي وابن العربي وابن مغيث وخلق، وأجاز له أبو علي الصدفي وأبو بكر الطرطوشي قديماً، أخذ عنه أعلام منهم أبو عبد الله التجيبي وأكثر عنه وأبو عمر بن عياد وأبو العباس بن عميرة وأبو سليمان بن حوط الله، ولد سنة 503 هـ وتوفي في شوال سنة 579 هـ[1183م].
508 -
أبو إسحاق إبراهيم ابن الحاج أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري الغرناطي: كان من أهل المعرفة الكاملة والتفنن في العلوم والنفوذ في الأحكام يتحقق بالقراآت ويشارك في علم الحديث ومسائل الفقه والشروط وله فيه مختصر مفيد سمع أبا بكر بن غالب بن عطية وأبا الحسن بن الباذش وابن عتاب وابن رشد وأبا بحر الأسدي وابن مغيث وابن الوراق وأخذ عن أبي الحسن بن موهب وسمع عليه الموطأ وأجازه جماعة منهم أبو محمَّد بن السيد وشريح وأبو بكر الطرطوشي والمازري وتولى القضاء بجهات وتصدر للإقراء والإسماع فأخذ الناس عنه وانتفعوا به. حدث عنه أبو الخطاب بن واجب. مولده سنة 495 هـ وتوفي سنة 579 هـ[1183م] من ابن الأبار.
509 -
أبو الوليد الحسن بن أبي الحسن عيسى بن أصبغ: المعروف بابن المتأصف العالم الجليل الإِمام العمدة الفاضل روى عن أبي محمَّد بن عتاب وسمع منه المدونة وكتابه الكبير في المواعظ ويعرف بشفاء الصدور وروى عن أبي بحر الأسدي وأبي علي الصدفي وأجازه، حدث عنه أبو القاسم بن ملجوم وأبو سليمان بن حوط الله وأبو الخطاب الكلبي وغيرهم. مولده سنة 502 هـ وتوفي سنة 580 هـ[1184م].
510 -
أبو محمَّد عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله الأزدي الإشبيلي: يعرف بابن الخراط نزيل بجاية الإِمام الحافظ العالم بالحديث وعلله العارف بالرجال الموصوف بالخير والصلاح والزهد والورع وملازمة السنة مع مشاركة في الآداب وقول الشعر. في عنوان الدراية نقلاً عن:
511 -
عن محيي الدين بن عربي الحاتمي الطائي: المتوفى سنة 638 هـ[1240م] أنه ذكر أبا مدين الغوث وقال: كان الشيخ جمال الحفاظ زين العلماء عماد الرواية رأس المحدثين أبو محمَّد عبد الحق بن عبد الرحمن الأشبيلي قد
واخاه في بجاية وأقر له بالسبق في طريق الحق وكان إذا دخل على سيدنا أبي مدين يجد في نفسه حالة سنية لم يكن يجدها قبل حضوره مجلسه ويقول عند ذلك: هذا وارث علم الحقيقة اهـ روى صاحب الترجمة عن أبي الحسن شريح وأبي الحكم بن برجان وأبي حفص عمر بن أيوب وأبي الحسن طارق وطارق بن عطية وغيرهم وكتب إليه محدث الشام أبو القاسم ابن عساكر وغيره ونزل بجاية ونشر بها علمه وأخذ عنه جلة وصنف التصانيف الجليلة منها الأحكام الكبرى والأحكام الصغرى في الحديث والعاقبة في علم التذكير وكتاب التهجد واختصار اقتباس الأنوار للرشاطي وهو أحسن من الأصل وله الجمع بين الصحيحين والجمع بين المصنفات الستة وكتاب المعتل في الحديث وكتاب في الرقائق وكتاب في اللغة حافل ظاهر به كتاب الهروي وديوان شعر في الزهد وأمور الآخرة، مولده سنة 510 هـ وتوفي ببجاية سنة 581 هـ.
512 -
أبو زيد عبد الرحمن ابن الخطيب عبد الله السهيلي الخثعمي المالقي: الفقيه الأديب الحافظ الإِمام العالم الجليل القدر المقرىء المتصرف في فنون من العلم وضروب المعارف البعيد الصيت أخذ القراءات عن سليمان بن يحيى وسمع ابن العربي ولازمه وابن الطراوة وابن عربي الحاتمي وغيرهما أخذ عنه الناس وانتفعوا به منهم أبو محمَّد عبد الله بن حوط الله، له شعر كثير وتصانيف ممتعة منها الروض الأنف في شرح سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن إسحاق دل على سعة حفظه ونباهة علمه استخرجه من نيف على المائة وعشرين ديواناً وله التعريف والأعلام فيما أبهم من القرآن من الأسماء والأعلام ونتائج الفكر وكتاب شرح آية الوصية في الفرائض كتاب بديع وكتاب في رؤيا الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم في النوم وله رسائل مستظرفة في فنون من العلم وغير ذلك من أوضاعه الغريبة، قال ابن دحية: أنشدني من كلامه الأبيات المشهورة المجربة الإجابة في الدعاء التي أولها:
يا من يرى ما في الضمير ويسمع
…
أنت المعدُّ لكل ما يتوقع
كف بصره وهو ابن سبعة عشر عاماً. مولده سنة 508 هـ بمالقة وتوفي سنة 581 هـ[1185م] بمراكش.
513 -
أبو جعفر أحمد بن عبد الصمد بن عبيد الأنصاري الخزرجي القرطبي: نسبه ينتهي إلى سيدنا سعد بن عبادة رضي الله عنه الإِمام الفقيه المعترف له بالعلم والفضل روى عن ابن العربي وابن ورد وجماعة وعنه أبو الحسن بن عتيق وأبو سليمان وأبو محمَّد ابنا حوط الله وجماعة. ألّف تصانيف مفيدة منها كتاب آفاق الشموس في الأقضية النبوية ومختصره ونفس الصباح في غريب القرآن وناسخه ومنسوخه ومقام المدرك في إحجام المشرك ومقامع هامات الصلبان رد فيه على بعض القسيسين وكان ذلك من أحفل ما ألف في معناه إلى غير ذلك، مولده سنة 519 هـ وتوفي سنة 582 هـ[1186م].
514 -
أبو صالح علي بن أبي القاسم خلف بن عامر الأنصاري: الإِمام الفقيه المقرىء العالم المتكلم، أخذ عن أبي الحسن الغماد وغيره، رحل فأخذ بفاس عن أبي جعفر محمَّد بن برجان وبتونس عن أبي زيد بن عبد الرحمن وبالمهدية عن الإِمام المازري، روى عنه أبو بكر بن خليل وابنا حوط الله. مولده سنة 500 هـ وتوفي سنة 582 هـ[1186م].
515 -
أبو بكر بيبش بن محمَّد بن علي بن بيبش العبدري: الشاطبي قاضيها العادل ومحدثها الفاضل كان حميد السيرة حافظاً للحديث لا يغيب عنه شيء من صحيح البخاري لحفظه إياه متصرفاً في الفقه والنحو والتفسير معدوداً من أهل الشورى والفتيا قبل ولايته القضاء، سمع ابن هذيل وابن سعادة والإقليشي وابن عاشر وغيرهم وأجازه طارق بن يعيش وأبو الوليد بن خيرة وأبو عبد الله بن سعيد الداني وأبو طاهر السلفي وأبو علي بن العرجاء وأبو المظفرِ الشيباني قاضي الحرمين، سمع منه جماعة منهم أبو محمَّد بن حوط الله وأخوه أبو سليمان وذكره أبو عمر بن عات في شيوخه وأحسن الثناء عليه. ألّف تأليفين على صحيح البخاري. توفي وهو يتولى القضاء سنة 582 هـ[1186م] مولده سنة 524 هـ. ابن الأبار.
516 -
أبو الحسن صالح بن أبي صالح بن خلف بن عامر الأنصاري الأوسي: من أهل مالقة العالم الفقيه الإِمام الكامل كان متفنناً مقدماً في علم الكلام، روى عن أبي الحسن بن منظور وابن خير وأبي الحسن بن الطراوة ورحل
ولقي بتلمسان أبا جعفر بن باق وأخذ عنه علم الكلام ولقي بتونس أبا محمَّد بن عبد الرزاق وأخذ عنه وبالمهدية الإِمام المازري ويحمل عنه المعلم سماعاً لبعضه وأجازه لباقيه وسمع غيره روى عنه جماعة منهم أبو محمَّد بن حوط الله وأخوه أبو سليمان، مولده سنة 500 هـ وتوفي سنة 581 هـ[1185م].
517 -
القاضي أبو عبد الله محمَّد بن عمر بن واجب: نبيه البيت في العلم والجلالة كان أبصر العلماء العاملين والفقهاء المحصلين. أخذ عن والده وبه تفقه وأبي الحسن بن النعمة وغيرهما وأخذ القراءات عن أبي محمَّد بن سعدون. تولى القضاء فحمدت سيرته. مولده سنة 510 هـ وتوفي سنة 583 هـ[1187م].
518 -
أبو القاسم عبد الرحمن بن محمَّد بن عبد الله الأنصاري: يعرف بابن حبيش من أهل المرية الإِمام العالم بالقراءات والحديث العارف بعلله الواقف على أسماء رواته ونقلته لم يكن في الأندلس في وقته من يجاريه فيه اعترف له بذلك أهل عصره مع تقدم في الآداب وحفظ اللغات واشتغال بغيرها من جميع الفنون مع الإتقان والثقة والصدق، روى القراءات عن أبي القاسم أحمد بن عبد الرحمن وأبي القاسم بن أبي رجاء البلوي وأبي الأصبغ بن يسع وغيرهم وتفقه بابن ورد وأبي الحسن بن نافع وسمع منهما ومن أبي عبد الله بن وضاح وأبي محمَّد بن عطية وأبي الحسن بن موهب وأبي الحسن بن مغيث وأبي عبد الله بن مكي وأبي عبد الله بن أصبغ وأبي عبد الله بن أبي الخصال وابن العربي وأجاز له أبو الحسن شريح وأبو الفضل عياض وكتب له أبو طاهر السلفي وغيره وانتقل من وطنه حين تغلب الروم عليه سنة 544 هـ إلى مرسية وولي القضاء بها وكان معروف النزاهة محمود السيرة تصدر لإقراء القرآن وإسماع الحديث وتدريس اللغة والغريب إليه الرحلة في وقته وطال عمره حتى ساوى الأصاغر الأكابر في الرواية عنه وأخذ عنه من لا يعد كثرة له اقتضاب لصلة ابن بشكوال وكتاب المغازي في مجلدات وفهرسة، مولده بالمرية سنة 504 هـ وتوفي بمرسية سنة 584 هـ[1188م].
519 -
أبو علي الحسن بن محمَّد الأنصاري: من أهل المرية يعرف بابن الرهيبل الإِمام العالم الفقيه الراوية الحافظ المقرىء الشيخ الصالح سمع ابن النعمة وابن هذيل وأبا طاهر السلفي وابن الحضرمي وأبا الحسن بن حميد الطرابلسي وعنه
أخذ جماعة منهم الإِمام الشاطبي، توفي في رمضان سنة أربع أو خمس وثمانين وخمسمائة [1188م] أو [1189].
520 -
أبو الحسن علي بن يحيى بن القاسم الصنهاجي: نزل الجزيرة الخضراء فنسب إليها ودرس بها الفقه وعقد الشروط وولي قضاءها كان من الزهاد متواضعاً كثير الأوراد صاحب علم وعمل وله في الشروط مختصر مفيد جداً سماه المقصد المحمود في تلخيص العقود كثر استعمال الناس له فجودته تدل على معرفته، توفي سنة 585 هـ[1189م] عن نحو ستين سنة.
521 -
أبو القاسم عبد الرحمن بن محمَّد بن غالب الأنصاري: الغرناطي يعرف بابن الشراط الإِمام العارف بالقراءات وطرقها البصير بالعربية المتفنن الماهر الأديب الشاعر الزاهد الورع الفاضل أخذ القراءات عن أبي الحسن شريح وغيره وسمع الحديث من أبي القاسم بن بقي وأبي الحسن بن مغيث وأبي بكر بن طاهر وأبي عبد الله بن مكي وأبي بكر بن العربي وأبي مروان بن مسرة وأبي بكر يحيى بن سعادة وغيرهم وأخذ الأدب عن أبي عبد الله بن أبي الخصال وأجاز له جماعة، اقرأ وأسمع الحديث ودرس العربية والأدب وأخذ عنه جماعة، مولده سنة 511 هـ وتوفي 586 هـ[1190م] وصلّى عليه ابن غالب وحضر جنازته الخاصة والعامة.
522 -
القاضي أبو عبد الله محمَّد بن سعيد الأنصاري: يعرف بابن زرقون الإشبيلي تولى القضاء فحمدت سيرته وعرفت نزاهته، كان أحد فضلاء الرجال حافظاً للفقه مبرزاً فيه مع البراعة في الأدب والمشاركة في قرض الشعر والنثر سمع أباه وأبا عمران بن تليد وأبا القاسم بن الأبرش وأبا محمَّد بن عبدون وأبا الفضل عياض واختص به ولازمه كثيراً وكتب له أيام قضائه بغرناطة وغيرها وأجازه أبو عبد الله الخولاني ومن طريقه علا سنده وأبو محمَّد بن عتاب وأبو عبد الله محمَّد بن الحاج الشهيد وأبو مروان الباجي وأبو الحسن شريح وأبو عبد الله بن شبرين أجاز له تآليف أبي الوليد الباجي كان الناس يرحلون إليه للأخذ عنه والسماع منه لعلو سنده وروايته أخذ عنه جلة منهم أبو عبد الله بن حوط الله وسهل بن محمَّد الأسدىِ وأبو الربيع الكلاعي وأبو الحسن القطان وأبو علي الشلوبين له تآليف منها الأنوار في
الجمع بين المنتقى والاستذكار وجمع بين الترمذي وسنن أبي داود، مولده سنة 503 هـ وتوفي سنة 586 هـ[1190م].
523 -
أبو الطيب عبد المنعم بن يحيى بن خلف بن الخلوف الفرناطي: العالم الفاضل الفقيه المقرىء المحدث الشيخ الكامل أخذ القراءات عن أبيه وأبي القاسم بن الفرس وابن هذيل وغيرهم وسمع منهم وروى عن ابن العربي وأبي الحسن بن موهب والقاضي عياض وجماعة ونزل فاساً وأدّب فيها القرآن وأخذ الناس عنه ثم حج وتجول في بلاد المشرق واستوطن الإسكندرية وحدث بها روى عنه جلة منهم أبو الحسن المقدسي وقرأ عليه أبو القاسم بن عيسى وغيره وسمع منه هناك أبو الحسن بن خيرة موطأ مالك، توفي سنة 586 هـ.
524 -
القاضي أبو القاسم أحمد بن محمَّد بن خلف الحوفي: الفقيه الحافظ العالم الإِمام الفرضي من بيت علم أخذ عن ابن العربي والسلفي وقاضي الحرمين أبي المظفر الطبري وغيرهم روى عنه أبو سليمان وأبو محمَّد ابنا حوط الله وغيرهما له في الفرائض تعاليق كبير ووسيط وصغير وقد بلغ في إجادة ذلك الغاية، توفي في شعبان سنة 588 هـ[1192م].
525 -
أبو بكر محمَّد بن عبد الله بن الجد الفهري الإشبيلي: الإِمام المشاور الفقيه الحافظ إليه انتهت رياسة الفتوى وأقام بها نحواً من ستين سنة مع الجلالة وبعد الصيت والأصالة يقال إنه ما طالع شيئاً من الكتب نسيه روى عن جماعة منهم ابن العربي وابن طريف وابن عتاب وابن رشد وشهد له بالحفظ وناوله البيان والتحصيل والمقدمات روى عنه أبو الحسن بن زرقون وأبو محمَّد القرطبي وابنا حوط الله وغيرهم، مولده سنة 499 هـ وتوفي سنة 589 هـ[1193م].
526 -
أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن خلف الأنصاري المالقي: يعرف بابن الفخار العالم النظار الفقيه الحافظ المحدث المسند العارف بالرجال وذكر الغريب مع معرفته بالشروط كان يحفظ صحيح مسلم وسنن أبي داود وسمع من أبي بكر بن العربي وأكثر عنه وأبي عبد الله بن الأحمر وأبي الحسن شريح والقاضي عياض وغيرهم وأجاز له أبو طاهر السلفي أخذ عنه جلة وحدثوا عنه منهم ابنا حوط الله وأبو جعفر بن عميرة. توفي بمراكش سنة 590 هـ[1193م].
527 -
أبو محمَّد قاسم بن فيرة بن أبي القاسم خلف الرعيني الشاطبي: الضرير الإِمام المتفنن البصير المتفق على جلالته وفضله وديانته، العالم بكتاب الله عز وجل قراءة وتفسيراً وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المبرز فيه، يصحح عليه البخاري ومسلم والموطأ من حفظه أخذ القراءات عن ابن الرهبيل وغيره وأخذ وسمع من أبي عبد الله بن سعادة ومحمد بن عبد الرحيم بن الفرس وأبي الحسن بن هذيل القراءات وسمع منه ومن أبي الحسن بن النعمة وحضر عند الحافظ السلفي وابن بري وجماعة وانتفع به جماعة منهم أبو الحسن بن خيرة ومحمد بن عمر القرطبي وابن الحاجب. نظم القصيدة المسماة بحرز الأماني في القراءات أبدع فيها كل الإبداع تشتمل على 1172 بيتاً وهي عمدة القراء من زمنه إلى الآن، وقصيدة دالية بها خمسمائة بيت من حفظها أحاط علماً بكتاب التمهيد لابن عبد البر. كان يحفظ وقر بعير من العلوم. ولد سنة 538 هـ وتوفي سنة 590 هـ[1194م] بمصر وقبره بالقرافة متبرك به؛ مستجاب الدعاء عنده.
528 -
أبو محمَّد عبد الله بن محمَّد بن علي بن عبد الله بن ذي النون: من أهل المرية يعرف بابن عبيد الله، الإِمام العالم المسند الواسع الرواية المتفنن في العلوم مع الغاية في الصلاح والورع والعدالة والفضل والجلالة، سمع أبا القاسم بن ورد وأبا الفضل بن شرف وأبا محمَّد الرشاطي وأبا الحسن القضاعي وناظر أبا الحسن بن نافع في المدونة وسمع من أبي الحسن بن موهب فهرسته وأخذ عن أبي القاسم بن بقي وأبي الحسن بن مغيث وأبي عبد الله بن مكي وأبي بكر بن العربي وأبي الحسن شريح وأبي إسحاق بن حَبيش وغيرهم، سمع منهم وأكثر عنهم. قرأ على شريح صحيح البخاري في رمضان سنة 534 هـ في إحدى وعشرين دولة وقد اجتمع للسماع منه نحو الثلاثمائة من أعيان طلبة البلاد وكان شريح لطول عمره قد انفرد بعلو الإسناد فيه لسماعه إياه من أبيه وأبي عبد الله بن منظور عن أبي ذر الهروي وكان الناس يرحلون إليه بسببه من سائر الجهات وقد عين لقراءته شهر
رمضان في كل سنة فأكثر الازدحام عليه وكتب لصاحب الترجمة جماعة منهم أبو بكر بن طاهر وأبو الفضل بن عياد وأبو طاهر السلفي والإمام المازري، في شيوخه كثرة وجل روايته عن ابن العربي. كان الناس يرحلون إليه للسماع لعلو سنده ومتانته مع كثرة العلم وجودة الفهم وأخذ عنه من لا يعد كثرة وحدثوا عنه منهم أبو سليمان بن حوط الله قرأ عليه وسمع منه كتباً كثيرة تزيد على المائة وأبو القاسم بن حَبيش وأبو الربيع بن سالم، له برنامج ودعي للقضاء فامتنع رغبة في الخمول وخرج من المرية بعد تغلب العدو على مرسية ثم إلى مالقة ثم إلى فاس ثم إلى سبتة فاستوطنها وأقام بها بقية عمره يقرىء القرآن ويسمع الحديث وبعد صيته وعلا ذكره. مولده سنة 505هـ وتوفي بسبتة سنة 591 هـ[1194 م].
529 -
القاضي أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن محمَّد بن مضاء اللخمي: أوحد من ختمت به المائة السادسة، الفقيه العالم الراوية المحدث الجامع بين المعقول والمنقول، أخذ عن أبي عبد الله بن أصبغ وابن المناصب وابن مسرة وسمع ابن العربي وأكثر عنه ولقي أبا محمَّد عبد الحق بن عطية وأبا اعبد الله بن وضاح وأبا جعفر عبد الرحمن البطروجي وأبا جعفر حفيد مكي والرشاطي والقاضي عياض وابن بشكوال وأحمد بن رشد وغيرهم وسمع منهم وأجاز له أبو الحسن بن موهب. أكثر من الرواية وله أسمعة كثيرة وعنه أخذ جماعة منهم محمَّد بن محمَّد زرقون وأبو الخطاب بن خليل وأبو الحسن الغافقي وأبو العباس بن عبد الملك والقاضي أبو بكر بن محرز وعمر بن محمَّد الشلوبين ومحمد بن الشراط وأبو الحسن بن قطرال وابنا حوط الله أبو سليمان وأبو محمَّد وآخر مَن حدّث عنه عمر بن حوط الله. له تآليف في النحو وغيره منها تنزيه القرآن عما لا يليق بالبيان. مولده سنة 513 هـ وتوفي سنة 592 هـ[1195م].
530 -
أبو بكر محمَّد بن أبي مروان عبد الملك بن أبي العلاء زهر: العالم الكبير الوزير الشهير عين بيته وإن كانوا كلهم أعياناً علماء رؤساء حكماء وزراء شارك صاحبه ابن رشد الحفيد في بعض شيوخه، قال الحافظ أبو الخطاب بن دحية في المغرب في شعراء المغرب كان شيخنا الوزير ابن زهر بمكان من اللغة
مكين ومورد من الطب عذب معين له فيه كتاب الفصول وكتاب الجبريات ومن المنسوب إليه قوله في كتاب جالينوس المسمى بحيلة البرء وهو من أجل كتبهم:
حيلة البرء صنفت لعليل
…
يترجى الحياة أو لعليلهْ
فإذا جاءت المنية قالت
…
حيلة البرء ليس للبرء حيلهْ
كان يحفظ صحيح البخاري أسانيد ومتوناً، من رجال الكمال مع الحظوة عند الأمراء والخاصة والعامة، أخذ عن أبيه وجده علم الطب وغيره وعنه أخذ أبو علي الشلوبين. مولده سنة 507 هـ وتوفي سنة 595 هـ وصلى عليه الخليفة ودفن بروضة الأمراء [1198م].
531 -
أبو الحسن علي بن عتيق الأنصاري القرطبي: من ولد سعد بن عبادة رضي الله عنه الإِمام الفقيه المقرئ العالم المحدث الراوية، أخذ القراءات عن أبي القاسم بن الفرس وأبي العباس بن زرقون وروى عن الرشاطي وأبي الفضل جعفر بن شرف وأبي الحسن بن مغيث وأبي القاسم بن بقي وأبي بكر بن العربي وابن موهب وأبي إسحاق بن رشيق وغيرهم. رحل حاجاً فسمع بالإسكندرية من أبي طاهر السلفي. شيوخه ينوفون عن المائة والخمسين أكثرهم أعلام مشاهير وله فيهم فهارس ثلاث كبير وصغير ووسط. حدث ببجاية وفاس، حدث عنه أبو الحسن بن الفضل المقدسي سمع منه بالإسكندرية وأبو عبد الله التجيبي وأبو الربيع بن سالم وأبو الحسن بن خيرة وأبو الحسن الغافقي وأبو الحسن بن خطاب ويعيش بن القديم. له نظم جيد وتآليف في الطب والأصول. مولده سنة 523 هـ وتوفي سنة 598 هـ[1201م].
532 -
أبو بحر صفوان بن إدريس بن إبراهيم التجيبي المرسي: الألمعي الأريب البليغ الأديب العالم العمدة المسيب، روى عن أبيه وخاله ابن عم أبيه القاضي أبي القاسم بن إدريس وابن مضاء سمع عليه صحيح مسلم، وابن غبلون وأبي القاسم بن حَبيش وابن حوط الله وأحمد بن رشد وأجازه ابن بشكوال وعنه روى أبو إسحاق اليابري وأبو الربيع بن سالم وابن عيشون وغيرهم. له تآليف منها زاد المسافر وكتاب الرحلة وكتاب العجلة سفران. في نظمه ونثره أدب لا كفاء له مولده سنة 561 هـ وتوفي وسنه دون الأربعين سنة 598 هـ[1201 م].
533 -
أبو بكر عبد الله بن طلحة بن أحمد بن عبد الرحمن بن عطية المحاريي الغرناطي: الإِمام العالم الفاضل كان معدوداً في فقهاء بلده صدراً في أهل الشورى والفتيا، سمع أباه وابن عم أبيه القاضي أبا محمَّد عبد الحق بن غالب بن عطية وأبا الحسن بن الباذش وابنه أبا جعفر وتفقه بأبي محمَّد بن السماك وسمع أبا عبد الله بن الحاج وأبا الحسن بن مغيث وأبا القاسم بن ورد وأبا الفضل عياض وأجاز له أبو بكر غالب بن عطية وأبو محمد بن عتاب وأبو بحر الأسدي وأبو القاسم بن بقي وأبو بكر بن العربي وأبو الحسن شريح وأبو الفضل بن شرف وأبو عبد الله بن أبي الخصال وغيرهم. حدث عنه جلة منهم أبو الحسن بن عميرة. مولده سنة 511 هـ وتوفي سنة 598 هـ[1201 م]
534 -
أبو جعفر أحمد بن يحيي بن أحمد بن عميرة الضبي: الإِمام العالم المتفنن النسابة المؤرخ المؤلف المتقين أخذ عن أبي عبد الله بن حميد وصحب أبا القاسم بن حبيش وسمع ابن الفخار وأبا الحسن بن كوثر وابن عم أبيه أبا جعفر أحمد بن عبد الملك بن عميرة وأجاز له ابن بشكوال وغيره رحل حاجاً فلقي في طريقه ببجاية عبد الحق الإشبيلي وبالإسكندرية أبا الطاهر بن عوف وأبا عبد الله بن الحضرمي وأخاه أبا الفضل وأبا الثناء الحراني وغيرهم وكان حسن الخط صحيح النقل والضبط قال ابن الأبار روى عنه جماعة من شيوخنا وكبار أصحابنا ولقي ابن جبير وجالسه كثيراً وروى عنه. ألّف تأليفاً حافلاً في علماء الأندلس سماه بغية الملتمس، توفي بمرسية شهيداً سقط عليه هدم في سنة 599 هـ[1202 م]، وكانت جنازته مشهودة وهو ابن بضع وأربعين سنة.
535 -
أبو بكر محمَّد بن أحمد بن عبد الملك بن موسى بن أبي جمرة المرسي: الإِمام الفقيه الحافظ البصير بمذهب مالك العاكف على تدريسه القاضي المشاور ولي الشورى وعمره لا يزيد على إحدى وعشرين عاماً عريق في النباهة والوجاهة سمع من أبيه كثيراً وتفقه به وعرض عليه مدونة سحنون ومن قريبه أبي القاسم محمَّد بن هشام ومن القاضي ابن أسود وناوله تأليفه في تفسير القرآن وأجازوه وغيرهم واستجاز أبا القاسم بن ورد وابن العربي وابن شريح والرشاطي والقاضي عياض والإمام المازري وأبا طاهر السلفي ولقي أبا محمَّد عبد الحق بن عطية وناوله تفسيره وآذنه بالرواية عنه وأبا الحسن بن هذيل وأبا الوليد الدباغ وأبا