الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أولاً: منهجه العام
تميزت مؤلفات محمد صديق حسن خان بالتنوع حيث صنَّف في فنون عدة، وكانت له منهجية واضحة هي: الجمع والتوليف والتنوع في الموضوعات، وعدّ المؤلف مصنفاته توليفاً حيث قال:" وكتب إليه علماء الآفاق ومحرروها ومحدثو الديار ومفسروها، كتباً كثيرة أثنوا فيها على تلك التواليف "(1).
وغالباً ما يذكر في مقدمات كتبه منهجه وما وضعه في كتابه من ذلك (الروضة الندية شرح الدرر البهية) وهو شرح على (الدرر البهية للقاضي الشوكاني) حيث يقول: "جعلته شرحاً ممزوجاً، وصيرته على منواله منسوجاً مستوعباً للفظه ومعناه، ومستصحباً لفحاويه ومبناه، مضيفاً إليه مذاهب الفقهاء ليظهر ضعفها أو قوتها، عند تقابل الأدلة وتعارضها بالآراء لا للأخذ بها على ما كان بأي حال، فإن الرجال تعرف بالحق لا الحق بالرجال ثم زدت عليه أشياء من حاشية المتن على شفاء الأوام التي سماها وبل الغمام، ومن غيرها عند النظر الثاني في هذا الكتاب. . .، هذا وقد أمليت هذا الشرح على طريق الارتجال بالاستعجال، ارشاداً إلى طرق من العلم طالما تركت، وهزاً لطبائع جامدة طالما ركدت "(2).
فمنهجه التوليف فهو يجمع، ويضمن، ويشرح ويكون أحياناً في كتاب واحد ونرى ذلك في " نزل الأبرار بالعلم المأثور من الأدعية والأذكار، قال مؤلفه: جمعت هذا السفر المختصر وجئت بما تيسر لي وحضر بتجريد كتاب الأذكار عما زاد على أحاديث الدعوات والأذكار من دقائق الفقه ومهمات القواعد. . .، وضممت إليه ما في العدة وشرح التحفة والكلام الطيب وغيرها من الفوائد "(3).
وفي كتابه (حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة) وصف مادة جمعه وسبب التأليف وهو بذلك يشرح منهجه في مقدمة الكتاب حيث يقول: " فهذا كتاب وسط في جمع آيات بينات، نزلت في أمور النساء وشؤونهن، وأحاديث طيبات، وردت في أطوارهن وفنونهن، أخذتها من الكتاب العزيز استقراء، وزدت عليها تفسير بعضها من فتح البيان، وهو الكتاب الأول من هذا المسطور، ثم أتبعتها أحاديث من الصحاح، والسنن، وموطأ
(1) أبجد العلوم: 3/ 274.
(2)
الروضة الندية شرح الدرر البهية: 1/ 3،4.
(3)
معجم المطبوعات العربية:1205.
مالك، وكتاب رزين، وكتاب الترغيب والترهيب للمنذري (ـ656هـ) رضي الله عنه وهو الكتاب الثاني من هذا المزبور، وذكرت في خاتمة هذا الكتاب ما تخصصت به النساء من دون الرجال، وتميزت به منهم في مراتب الاهمال والأعمال، فجاء هذا السفر بحمده تعالى جامعاً لأشتات هذه الأبواب على نسق لم يسبق اليه " (1).
ألفه نزولاً عند رغبة السيدة شاهجهان بيكم زوجته حيث يقول: " دعتني إلى تأليفه صاحبتي وعيبتي في حضرتي وغيبتي تاج الهند نواب شاهجهان بيكم، وهي من اللائي ملكن ناصية الحكومة والولاية في مملكة بهوبال المحمية منذ سنة (1120هـ)، وإنما حملها على اقتراح ذلك على أنها لما تلت القرآن الكريم مع ترجمته بلسانها وقرأت بعض كتب الحديث كمشكاة المصابيح وأتقنت بيانها سألتني أن أفرد لها ما نزل وورد فيهن من نصوص الكتاب والسنة بحيث لا يترك ذلك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها فنهضت لذلك الخطب الخطير والأمر الكبير، وانتدبت إليه بإتيان ما تيسر عجالة، وضبطته في سلاسل التحرير "(2) فطريقة التوليف هذه تبدو بسيطة ويختفي فيها المؤلف وهذا غير صحيح، فهي تحتاج الى تبويب وتنسيق وابتكار جديد في الترتيب يتلاءم مع سبب التأليف، والموضوع، وعصر المؤلف، فكتاب (أبجد العلوم) لمحمد صديق حسن خان مقسم على ثلاثة أقسام:
الأول: في (الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم) من حيث الفلسفة، والتوحيد، واللغة، والتاريخ.
الثاني: (السحاب المركوم الممطر بأنواع الفنون وأصناف العلوم).
الثالث: (الرحيق المختوم من ترجم أئمة العلوم) وهو من الكتب المفيدة جمعه سنة (1290هـ)(3).
وله تفسيرٌ موسومٌ (بفتح البيان في مقاصد القرآن) وهو الجامع بين الرواية الصحيحة والدراية الصريحة (4)، وهو التفسير الذي أهداه للسلطان العثماني عبد الحميد خان كما مرّ سابقاً.
وكتابه (غصن البان المورق بمحسنات البيان) ألفه باللسان العربي، يشتمل على ثلاثة علوم: علم المعاني، وعلم البيان، وعلم البديع، وفيه ثلاثة وعشرون نوعاً من البديع منقولة من لغة الهند (5).
(1) حُسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة للمؤلف: 2.
(2)
المصدر نفسه: 3.
(3)
ينظر: أبجد العلوم: 3/ 3، ينظر: معجم المطبوعات العربية: 1202.
(4)
ينظر: جلاء العينين: 49.
(5)
ينظر: معجم المطبوعات العربية: 1204.