الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النبيذ يسمى خمراً، واللواط يسمى زناً، وذكر الدليل على رده، وقال امام الحرمين في البرهان: والذي نرتضيه إن ذلك باطل (1).
الحادية عشرة: في سعة اللغة
قال بعض الفقهاء كلام العرب لا يُحيط به إلا نبي، قال ابن فارس: وهذا كلام حَريُّ أن يكون صحيحاً، وما بلغنا أنّ أحداً ممَّن مضى ادّعى حِفْظ اللغة كلّها وأمّا قول الخليل في آخر الكتاب المنسوب إليه هذا آخر كلام العرب فمأول أو مفترى عليه (2).
وقال الشافعي: لسان العرب أوسع الألْسِنة مذهباً، وأكثرها ألفاظاً، ولا نعلم أن يحيط بجميع علمه إنسان غير نَبيّ، ولكنه شيء لا يذهب منه شيءٌ على عامَّتها، حتى لا يكون موجوداً فيها مَنْ يَعْرِفه، والعلم به عند العرب كالعلم بالسُنة (19/
…
) عند أهل الفقه، لا يعلم رجل جميع السُّنن فلم يّذْهب منها عليه شيء فإذا جُمِع علمُ عامَّة أهل العلم بها أَتَى على السُّنن، وإذا فُرّقَ كل واحد منهم ذَهَبَ عليه الشيء منها، ثم كان ما ذَهَبَ عليه منها موجوداً عند غيره، وهم في العلم طبقات: منهم الجامعُ لأكثره، وإن ذَهَبَ عليه بعضُه، ومنهم الجامع لأقَلُّ مما جمع غيره، وليس قليل ما ذَهَبَ من السُّنن على مَنْ جمع أكثرها، دليلاً على أن يطلب علمه عند غير طبقته من أهل العلم، بل (3) يطلب عند نُظرائه ما ذهب عليه حتى يُؤْتَى على جميع سنن رسول الله (صللم) بأبي هو وأمي.
فتفرد جملة العلماء بجَمْعها (4) وهم درجات فيما وَعَوْا منها، وهذا لسان العرب عند خاصَّتها وعامَّتها لا يَذهبُ منه شي عليها، ولا يُطلبُ عند غيرها، ولا يَعْلمه إلَاّ من قَبِلَه منها، ولا يَشْركها فيه إلاّ من اتّبعها وقَبِله منها، فهو من أهل لسانها وعِلْمُ أكثر اللسان في أكثر العرب أعَمُّ من علم أكثر السُنن في العلماء، هذا نص الإمام الشافعي بحروفه
…
انتهى (5).
قال ابن فارس إنّ لغة العرب لم تنته إلينا بكلّيتها، وإن الذي جاءنا عن العرب قليل من كثير، وإنَّ كثيراً من الكلام ذهب بذهاب أهله، ولو جاءنا جميع ما قالوه لجاءنا شعر
(1) ينظر: البحر المحيط: 2/ 27،29، المزهر: 1/ 59 - 62.
(2)
الصاحبي في فقه اللغة: 37، والمزهر: 1/ 64.
(3)
في الأصل بأن والصواب ما أثبتناه عن الرسالة للامام الشافعي: 42،43.
(4)
في الأصل بحملتها والصواب ما أثبتناه عن المصدر نفسه: 43.
(5)
الرسالة: 42 - 44، والمزهر: 1/ 65،66.
كثير وكلام كثير، قال: وعلماء هذه الشّريعة وإن كانوا اقتصروا من عِلْم هذا على معرفة رَسْمه دون علم حقائقه، فقد اعتاضوا عنه دقيق الكلام في أصول الدين وفروعه من الفِقْه والفرائض، ومن دقيق النحو وجليله، ومن علم العروض الذي يربأ بحُسنْه ودقّته واستقامته على كل ما تَبْجَح به الناسبون أنْفُسَهم الى الفَلْسفة ولكلّ زمان علم، وأشرف العلوم علوم زماننا هذا ولله الحمد (1).
واما عدة أبنية الكلام ففيها كلام لابن دريد في الجمهرة وللخليل في كتاب العين ومختصره للزبيدي ذكره في المزهر (2)، قلت: عدة مستعمل الكلام كله ومهملة: ستة آلاف الف وستمائة الف وتسعة وخمسون ألفاً وأربعمائة، والمستعمل منها خمسة آلاف ألف وستمائة وعشرون ألفاً، والمهمل ستة آلاف ألف وستمائة ألف وثلاثة وتسعون ألفاً وسبعمائة وثمانون، عدة الصحيح منه ستة آلاف ألف وستمائة ألف وثلاثة وخمسون ألفاً وأربعمائة، والمعتل ستة آلاف، المستعمل من الصحيح ثلاثة آلاف ألف (20/
…
) وتسعمائة وأربعة وأربعون ألفاً [والمهمل منه ستة آلاف ألف وثمانون ألفاً وأربعمائة](3) وستة وخمسون والمستعمل من المعتل ألف وستمائة وستة وسبعون والمهمل منه أربعة آلاف وثلاثمائة وأربعة وعشرون.
عدة الثنائي سبعمائة وخمسون، المستعمل منه أربعمائة وتسعة وثمانون، والمهمل مائتان وواحد وستون، الصحيح منه ستمائة والمعتل مائة وخمسون، المستعمل من الصحيح أربعمائة وثلاثة، والمهمل مائة وسبعة وتسعون، المستعمل من المعتل ستة وثمانون، والمهمل أربعة وستون.
وعدة الثلاثي: تسعة عشر ألفاً وستمائة وخمسون، المستعمل منه أربعة آلاف ومائتان وتسعة وستون، والمهمل خمسة عشر ألفاً وثلاثمائة وواحد وثمانون، الصحيح منه ثلاثة عشر ألفاً وثمانمائة، والمعتل سوى اللفيف خمسة آلاف وأربعمائة، واللّفيف أربعمائة وخمسون، المستعمل من الصحيح ألفان وستمائة وتسعة وسبعون، والمهمل أحد عشر ألفاً ومائة وواحدٌ وعشرون، والمستعمل من المعتل سوى اللفيف ألف وأربعمائة وأربعة وثلاثون، والمهمل ثلاثة آلاف وسبعمائة وستة وستون، والمستعمل من اللفيف مائة وستة وخمسون، والمهمل مائتان وأربعة وتسعون.
(1) الصاحبي في فقه اللغة: 62،67، والمزهر: 1/ 66 - 70.
(2)
ينظر: المزهر: 1/ 71 - 75.
(3)
الزيادة من المصدر نفسه: 1/ 75، وهي سقط من هـ، و ق، وتاج العروس: 1/ 6.