الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبه قال ابن فارس وثعلب: وقالوا يُسَمَّى الشيء الواحد بالأسماء المختلفة نحو: السيف والمُهَنَّد، والحُسَام، والذي نقوله في هذا إن الإسم واحدٌ وهو السيف وما بعده من الألقاب صفاتٌ، معناها غير معنى الأخرى (1).
والحاصل أنّ من جَعَلها مترادفة نظر الى اتحاد دلالتها على الذات، ومن منع نظر الى اختصاص بعضها بمزيد معنى، فهي تُشْبه المترادفة في الذات، والمتباينة في الصفات: قال بعض المتأخرين: ينبغي أن يكون هذا قسماً آخر، وسماه المتكافئة قال: وأسماء الله، وأسماءُ رسوله من هذا النوع قال الكيا (49/
…
) في تعليقه على الأصول: الألفاظ التي لمعنى واحد تنقسم الى ألفاظ مترادفة وألفاظ متواردة (2).
فالمترادفة كما يسمى الخمر عَقَارا، وصَهْباء، وقَهْوَة، والسبع لَيْثا وأسداً وضِرْغاما والمتواردة هي التي يقام لفظ مقام لفظ لمعان متقاربة يجمعها معنى واحد كما يقال: أصلح الفاسد، ولمّ الشّعث، ورتَقَ الفتق، وشَعَبَ الصَّدع
…
انتهى (3).
ولوقوع الترادف أسباب وفوائد منها أن تكثر الوسائل والطرق الى الاخبار عما في النفس، فإنه ربما نسي أحد اللفظين أو عسر عليه النطق به، كالألثغ لا ينطق بحرف الراء (4)، ومنها: التوسُّع في سلوك طرق الفصاحة وأساليب البلاغة في النظم والنثر، وقد يكون أحدُ المترادفين أجْلَى من الآخر، فيكون شرحاً للآخر الخفيِّ وقد ينعكس الحالُ بالنسبة الى قوم دون آخرين، وزعم كثيرٌ من المتكلمين أن التحديدات كلّها كذلك، لأنها تبديل اللّفظ الخفيِّ بلفظ أجلى منه، ولعل ذلك يصح في البسائط دون المركبات (5).
وممن ألفَّ في المترادف العلامة مجد الدين الفيروزآبادي، ألفّ فيه كتاباَ سمّاهُ الروض المَسْلُوف، فيما له اسمان الى ألوف، وأفرد خلْقٌ من الأئمة كتباً في أسماء أشياء مخصوصة، فألفّ ابنُ خالويه كتابا في أسماء الأسد، وكتابا في أسماء الحية (6).
الثامنة والعشرون: معرفة الإتباع
(1) الصاحبي في فقه اللغة: 96، المزهر: 1/ 404.
(2)
المزهر: 1/ 405،406.
(3)
المصدر نفسه: 1/ 407، ذكر الترادف والتوارد بشكل معكوس عن المزهر، وأظنها متقاربة.
(4)
الكلام عن الألثغ في المزهر: 1/ 406، وقد كان بعض الأذكياء في الزمن السالف ألْثَغ فلم يَحْفَظ عنه أنه نطق بحرف الراء.
(5)
المزهر: 1/ 406،407.
(6)
ينظر: وفيات الأعيان:1/ 274، ينظر: بغية الوعاة: 1/ 274، المزهر: 1/ 407.