الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَكَانَ يحسن الْكَلَام على فقه الحَدِيث
توفّي لَيْلَة سَابِع عشرى رَمَضَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة
254 - احْمَد بن عبد الله بن أَحْمد بن إِسْحَاق بن مُوسَى بن مهْرَان الإِمَام الْجَلِيل الْحَافِظ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ الصُّوفِي الْجَامِع بَين الْفِقْه والتصوف وَالنِّهَايَة فِي الْحِفْظ والضبط
ولد فِي رَجَب سنة سِتّ وثلاثمائة بأصبهان
وَهُوَ سبط الشَّيْخ الزَّاهِد مُحَمَّد بن يُوسُف الْبَنَّا أحد مَشَايِخ الصُّوفِيَّة
وَأحد الْأَعْلَام الَّذين جمع الله لَهُم بَين الْعُلُوّ فِي الرِّوَايَة وَالنِّهَايَة فِي الدِّرَايَة
رَحل إِلَيْهِ الْحفاظ من الأقطار
واستجاز لَهُ أَبوهُ طَائِفَة من شُيُوخ الْعَصْر تفرد فِي الدُّنْيَا عَنْهُم
أجَاز لَهُ من الشَّام خَيْثَمَة بن سُلَيْمَان
وَمن بَغْدَاد جَعْفَر الْخُلْدِيِّ
وَمن وَاسِط عبد الله بن عمر بن شَوْذَب
وَمن نيسابور الْأَصَم
وَسمع سنة أَربع وَأَرْبَعين وثلاثمائة من عبد الله بن جَعْفَر بن أَحْمد بن فَارس وَالْقَاضِي أبي أَحْمد مُحَمَّد بن أَحْمد الْعَسَّال وَأحمد بن معبد السمسار وَأحمد بن مُحَمَّد الْقصار وَأحمد بن بنْدَار الشعار وَعبد الله بن الْحسن بن بنْدَار وَالطَّبَرَانِيّ وَأبي الشَّيْخ والجعابي
ورحل سنة سِتّ وَخمسين وثلاثمائة فَسمع بِبَغْدَاد أَبَا عَليّ بن الصَّواف وَأَبا بكر بن الْهَيْثَم الْأَنْبَارِي وَأَبا بَحر البربهاري وَعِيسَى بن مُحَمَّد الطوماري وَعبد الرَّحْمَن وَالِد المخلص وَابْن خَلاد النصيبي وحبيبا الْقَزاز وَطَائِفَة كَثِيرَة
وَسمع بِمَكَّة أَبَا بكر الْآجُرِيّ وَأحمد بن إِبْرَاهِيم الْكِنْدِيّ
وبالبصرة فاروق بن عبد الْكَرِيم الْخطابِيّ وَمُحَمّد بن عَليّ بن مُسلم العامري وَجَمَاعَة
وبالكوفة أَبَا بكر عبد الله بن يحيى الطلحي وَجَمَاعَة
وبنيسابور أَبَا أَحْمد الْحَاكِم وحسينك التَّمِيمِي وَأَصْحَاب السراج فَمن بعدهمْ
روى عَنهُ كوشيار بن لياليروز الجيلي وَتُوفِّي قبله ببضع وَثَلَاثِينَ سنة
وَأَبُو سعد الْمَالِينِي وَتُوفِّي قبله بثماني عشرَة سنة وَأَبُو بكر بن أبي عَليّ الذكواني وَتُوفِّي قبله بِإِحْدَى عشرَة سنة والحافظ أَبُو بكر الْخَطِيب وَهُوَ من أخص تلامذته وَقد رَحل إِلَيْهِ وَأكْثر عَنهُ وَمَعَ ذَلِك لم يذكرهُ فِي تَارِيخ بَغْدَاد وَلَا يخفى عَلَيْهِ أَنه دَخلهَا وَلَكِن النسْيَان طبيعة الْإِنْسَان وَكَذَلِكَ أغفله الْحَافِظ أَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ فَلم يذكرهُ فِي الذيل
وَمِمَّنْ روى عَن أبي نعيم أَيْضا الْحَافِظ أَبُو صَالح الْمُؤَذّن وَالْقَاضِي أَبُو عَليّ الوخشي ومستمليه أَبُو بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعَطَّار وَسليمَان بن إِبْرَاهِيم الْحَافِظ وَهبة الله بن مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ وَأَبُو الْفضل حمد وَأَبُو عَليّ الْحسن ابْنا أَحْمد الْحداد وَخلق كثير آخِرهم وَفَاة أَبُو طَاهِر عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد الدشتج الذَّهَبِيّ
وَقد روى أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ مَعَ تقدمه عَن وَاحِد عَن أبي نعيم فَقَالَ فِي كتاب طَبَقَات الصُّوفِيَّة حَدثنَا عبد الْوَاحِد بن أَحْمد الْهَاشِمِي حَدثنَا أَبُو نعيم أَحْمد بن عبد الله أخبرنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن حُبَيْش المقرىء بِبَغْدَاد أخبرنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سهل الأدمِيّ وَذكر حَدِيثا
قَالَ أَبُو مُحَمَّد بن السَّمرقَنْدِي سَمِعت أَبَا بكر الْخَطِيب يَقُول لم أر أحدا أطلق عَلَيْهِ اسْم الْحِفْظ غير رجلَيْنِ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ وَأَبُو حَازِم العبدوي الْأَعْرَج
وَقَالَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن مرْدَوَيْه كَانَ أَبُو نعيم فِي وقته مرحولا إِلَيْهِ وَلم يكن فِي أفق من الْآفَاق أسْند وَلَا أحفظ مِنْهُ كَانَ حفاظ الدُّنْيَا قد اجْتَمعُوا عِنْده فَكَانَ كل يَوْم نوبَة وَاحِد مِنْهُم يقْرَأ مَا يُريدهُ إِلَى قريب الظّهْر فَإِذا قَامَ إِلَى دَاره رُبمَا كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي الطَّرِيق جُزْء وَكَانَ لَا يضجر لم يكن لَهُ غذَاء سوى التصنيف أَو التسميع
وَقَالَ حَمْزَة بن الْعَبَّاس الْعلوِي كَانَ أَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَ بَقِي أَبُو نعيم أَربع عشرَة سنة بِلَا نَظِير لَا يُوجد شرقا وَلَا غربا أَعلَى إِسْنَادًا مِنْهُ وَلَا أحفظ مِنْهُ
وَكَانُوا يَقُولُونَ لما صنف كتاب الْحِلْية حمل إِلَى نيسابور حَال حَيَاته فاشتروه بأربعمائة دِينَار
وَقَالَ ابْن الْمفضل الْحَافِظ قد جمع شَيخنَا السلَفِي أَخْبَار أبي نعيم وَذكر من حَدثهُ عَنهُ وهم نَحْو ثَمَانِينَ رجلا
قَالَ لم يصنف مثل كِتَابه حلية الْأَوْلِيَاء سمعناه على أبي المظفر القاساني عَنهُ سوى فَوت يسير
وَقَالَ ابْن النجار هُوَ تَاج الْمُحدثين وَأحد أَعْلَام الدّين
قلت وَمن كراماته الْمَذْكُورَة أَن السُّلْطَان مَحْمُود بن سبكتكين لما استولى على أَصْبَهَان ولي عَلَيْهَا واليا من قبله ورحل عَنْهَا فَوَثَبَ أهل أَصْبَهَان وَقتلُوا الْوَالِي فَرجع مَحْمُود إِلَيْهَا