الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على عزو الْمَسْأَلَة إِلَى الْبَيَان وَصرح بِأَن الْمَقْطُوع يَده هُوَ الصَّائِل فَقَالَ وَفِي الْبَيَان أَنه لَو قطع يَد الصَّائِل فِي الدّفع إِلَى آخر كَلَام الْبَيَان وَسكت عَلَيْهِ وَتَبعهُ النَّوَوِيّ وهما معذوران وَلَو نظرا النَّص لقالا وَلَو قطع يَد المصول عَلَيْهِ وتعلما أَن اعْتِرَاض العمراني فِي الْبَيَان ناشىء عَن تَصْوِير الْمَسْأَلَة على غير وَجههَا
394 - الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو عَليّ القَاضِي المروروذي
الإِمَام الْجَلِيل أحد رفعاء الْأَصْحَاب وَمن لَهُ الصيت فِي آفَاق الْأَرْضين
وَهُوَ صَاحب التعليقة الْمَشْهُورَة وساحب ذيول الفخار المرفوعة المجرورة وجالب التَّحْقِيق إِلَى سوق الْمعَانِي حَتَّى يخرج الْوَجْه من صُورَة إِلَى صُورَة السَّامِي على آفَاق السَّمَاء والعالي على مِقْدَار النَّجْم فِي اللَّيْلَة الظلماء وَالْحَال فَوق فرق الفرقد وَكَذَا تكون عزائم الْعلمَاء قَاض مكمل الْفضل فَلَو يتعرف بِهِ النُّحَاة لما قَالَت فِي قَاض إِنَّه مَنْقُوص وبحر علم زخرت فَوَائده فعمت النَّاس وتعميم الْفُقَهَاء بهَا للخصوص وَإِمَام تصطف الْأَئِمَّة خَلفه كَأَنَّهُمْ بُنيان مرصوص
كَانَ القَاضِي جبل فقه منيعا صاعدا وَرجل علم من يساجله يساجل ماجدا
وَبَطل بحث يتْرك الْقرن مصفرا أنامله قَائِما وَقَاعِدا
روى الحَدِيث عَن أبي نعيم عبد الْملك الإسفرايني
روى عَنهُ عبد الرَّزَّاق المنيعي وتلميذه محيي السّنة الْبَغَوِيّ وَغَيرهمَا
وتفقه على الْقفال الْمروزِي وَهُوَ وَالشَّيْخ أَبُو عَليّ أَنْجَب تلامذته وأوسعهم فِي الْفِقْه دَائِرَة وأشهرهم بِهِ اسْما وَأَكْثَرهم لَهُ تَحْقِيقا وللقاضي رحمه الله مَعَ ذَلِك الغوص على الْمعَانِي الدقيقة وَكَثْرَة التَّحْرِير وسداد النّظر
ذكره عبد الغافر فِي السِّيَاق وَقَالَ فِيهِ فَقِيه خُرَاسَان
قَالَ وَكَانَ عصره تَارِيخا بِهِ
قَالَ الرَّافِعِيّ وَكَانَ يُقَال لَهُ حبر الْأمة
قلت وَفِي كَلَام إِمَام الْحَرَمَيْنِ أَنه حبر الْمَذْهَب على الْحَقِيقَة
وَتخرج عَلَيْهِ من الْأَئِمَّة عدد كثير مِنْهُم إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَصَاحب التَّتِمَّة والتهذيب الْمُتَوَلِي وَالْبَغوِيّ وَغَيرهم
قَالَ الرَّافِعِيّ سَمِعت سبطه الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن القَاضِي الْحُسَيْن يَقُول أَتَى القَاضِي رحمه الله رجل فَقَالَ حَلَفت بِالطَّلَاق أَنه لَيْسَ أحد فِي الْفِقْه وَالْعلم مثلك فَأَطْرَقَ رَأسه سَاعَة وَبكى ثمَّ قَالَ هَكَذَا يفعل موت الرِّجَال لَا يَقع طَلَاقك
وَقد تكلمنا على هَذِه الْحِكَايَة فِي أول ديباجة هَذَا الْكتاب