الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمَات أحد خدام رَوْضَة الْمُصْطَفى صلى الله عليه وسلم وَكَانَ يكنس الْمَسْجِد ويفرش الْحصْر ويشعل المصابيح
وَكتب إِلَى وَلَده أبي مَنْصُور بِأَن يقف عَنهُ مدرسة على أَصْحَاب الشَّافِعِي
وَكَانَ رجلا فَاضلا أديبا لَهُ شعر كثير حسن وَقد كتب إِلَيْهِ أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الصَّقْر الوَاسِطِيّ يلْتَمس شعره لينْظر فِيهِ بقصيدة يَقُول فِيهَا
(يَا ماجدا لَو رمت مدح سواهُ لم
…
أقدر على بَيت وَلَا مصراع)
(اُمْنُنْ عَليّ بشعرك الدّرّ الَّذِي
…
شعر الرضى لَهُ من الأتباع)
فَأَجَابَهُ
(لَو كنت أرْضى مَا جمعت شتيته
…
مَا صنت معرضه عَن الأسماع)
(لَكِن شعري شبه شوهاء اتقت
…
عيابها فتسترت بقناع)
توفّي فِي منتصف جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بِالبَقِيعِ عِنْد قبر إِبْرَاهِيم بن سيدنَا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم
320 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْهَيْثَم بن الْقَاسِم بن مَالك القَاضِي أَبُو عمر البسطامي
وبسطام بِفَتْح الْبَاء
قَاضِي نيسابور
كَانَ أحد الْأَئِمَّة من أَصْحَابنَا والرفعاء من عُلَمَائهمْ
قدم بَغْدَاد فِي حَيَاة الشَّيْخ أبي حَامِد الإسفرايني وَكَانَ الشَّيْخ أَبُو حَامِد يجله ويعظمه
وَكَانَ القَاضِي أَبُو عمر نَظِير أبي الطّيب الصعلوكي حشمة وجاها وعلما فصاهره أَبُو الطّيب وَجَاء من بَينهمَا فضلاء أَئِمَّة
سمع القَاضِي أَبُو عمر الحَدِيث بالعراق والأهواز وأصبهان وسجستان
وأملى وَحدث عَن أبي الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْجَارُود الرقي وَأبي بكر الْقطيعِي وَعلي بن حَمَّاد الْأَهْوَازِي وَأحمد بن مَحْمُود بن خرزاذ القَاضِي وَأبي مُحَمَّد بن ماسي وَغَيرهم
روى عَنهُ أَبُو عبد الله الْحَاكِم مَعَ تقدمه وَأَبُو بكر الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو الْفضل مُحَمَّد بن عبيد الله الصرام وسُفْيَان وَمُحَمّد ابْنا الْحُسَيْن بن فتحويه ويوسف الهمذاني وَغَيرهم
ذكره الْحَاكِم فِي التَّارِيخ فَقَالَ الْفَقِيه الْمُتَكَلّم البارع الْوَاعِظ
ثمَّ قَالَ وَورد لَهُ الْعَهْد بِقَضَاء نيسابور وقرىء علينا الْعَهْد غَدَاة الْخَمِيس ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وثلاثمائة
وأجلس فِي مجْلِس الْقَضَاء فِي مَسْجِد رجا فِي تِلْكَ السَّاعَة وَأظْهر أهل الحَدِيث
من الْفَرح والاستبشار والنثار مَا يطول شَرحه وكتبنا بِالدُّعَاءِ وَالشُّكْر إِلَى السُّلْطَان أيده الله وَإِلَى أوليائه
وَذكره أَبُو عَليّ الْحسن بن نصر بن كاكا المرندي فَقَالَ كَانَ مُنْفَردا بلطائف السِّيَادَة مُعْتَمدًا لمواقف الْوِفَادَة سفر بَين السُّلْطَان الْمُعظم ومجلس الْخلَافَة أَيَّام الْقَادِر بِاللَّه فأفتن أهل بَغْدَاد بِلِسَانِهِ وإحسانه وبزهم فِي إِيرَاده وإصداره بِصِحَّة إتقانه
ونكت فِي ذَلِك المشهد النَّبَوِيّ والمحفل الإمامي أَشْيَاء أعجب بهَا كفاته وَسلم الْفضل لَهُ فِيهَا حماته وَقَالُوا مثله فَلْيَكُن نَائِبا عَن ذَلِك السُّلْطَان الْمُؤَيد بالتوفيق والنصرة وافدا على مثل هَذِه الحضرة حَتَّى صدر وحقائبه مَمْلُوءَة من أَصْنَاف الْإِكْرَام وسهامه فائزة بأقصى المرام ثمَّ كَانَ شَافِعِيّ الْعلم شريحي الحكم سحباني الْبَيَان سحار اللِّسَان
وَذكر الْخَطِيب أَن أَبَا صَالح الْمُؤَذّن وَأَبا بكر مُحَمَّد بن يحيى بن إِبْرَاهِيم النَّيْسَابُورِي أخبراه أَن القَاضِي أَبَا عمر توفّي بنيسابور سنة سبع وَأَرْبَعمِائَة
وَقَالَ عبد الغافر الْفَارِسِي إِنَّه توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعمِائَة
وَقَالَ عبد الغافر الْفَارِسِي إِنَّه توفى. سنة ثَمَان واربعمائة وأعقب الْمُوفق والمؤيد وَلدين إمامين