الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
376 - جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان والفقيه أَبُو الْخَيْر الْمروزِي
قدم معرة النُّعْمَان فِي سنة ثَمَانِي عشرَة وَأَرْبَعمِائَة واستوطنها ودرس بهَا وَحمل عَنهُ أَهلهَا الْفِقْه
وصنف فِي الْمَذْهَب كتابا سَمَّاهُ الذَّخِيرَة لم أَقف عَلَيْهِ
إِنَّمَا الْمَشْهُور ذخيرة الْبَنْدَنِيجِيّ
توفّي أَبُو الْخَيْر سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة
377 - حسان بن سعيد بن حسان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد ابْن منيع بن خَالِد بن عبد الرَّحْمَن بن خَالِد بن الْوَلِيد المَخْزُومِي الرئيس أَبُو عَليّ المنيعي الحاجي
أما المنيعي فنسبة إِلَى جده منيع بن خَالِد وَأما الحاجي فلغة الْعَجم فِي النِّسْبَة إِلَى من حج يَقُولُونَ للْحَاج إِلَى بَيت الله الْحَرَام حاجي
وَأَبُو عَليّ هَذَا هُوَ وَاقِف الْجَامِع المنيعي بنيسابور الَّذِي كَانَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ خَطِيبه وَقَبله أَبُو عُثْمَان الصَّابُونِي شيخ الْإِسْلَام
وَكَانَ الرئيس أَبُو عَليّ من أهل مرو الروذ وَكَانَ فِي أول أمره تَاجِرًا إِلَى أَن نما مَاله وتزايدت النعم عَلَيْهِ وعلت مَنْزِلَته وَصَارَ مشارا إِلَيْهِ عِنْد السلاطين
وَفقه الله تَعَالَى فحج إِلَى بَيت الله الْحَرَام ثمَّ عَاد وَأنْفق أَمْوَالًا جزيلة فِي بِنَاء الْمَسَاجِد والربط وتنوع فِي الْمَعْرُوف وَبنى جَامعا بمرو الروذ تُقَام فِيهِ الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة
قَالَ عبد الغافر عَم الْآفَاق بخيره وبره
وَكَانَ يدْخل نيسابور فِي أَوَائِل أمره ويعامل أَهلهَا فَلَمَّا رأى اضْطِرَاب الْأُمُور وتزايد التعصب من الْفَرِيقَيْنِ قبل أَن يجلس السُّلْطَان ألب أرسلان على سَرِير ملكه ويزين وَجه الْآفَاق بطلعة نظام ملكه انْقَطع حَتَّى انْقَطَعت مَادَّة الْأَهْوَاء وطوي بِسَاط العصبية بذب نظام الْملك عَن حَرِيم الْملَّة الحنيفية ومساعدة السُّلْطَان الَّذِي هُوَ سُلْطَان الْوَقْت المذعن إِلَى الْخَيْر المنقاد إِلَى الْمَعْرُوف ألب أرسلان وَعند ذَلِك سَأَلَ الرئيس أَبُو عَليّ السُّلْطَان والوزير فِي بِنَاء الْجَامِع المنيعي بنيسابور فَأُجِيب إِلَى مَسْأَلته فَعمد إِلَى خَالص مَاله وَأنْفق فِي بنائِهِ الْأَمْوَال الجزيلة وَكَانَ لَا يفتر آونة من ليل وَلَا سَاعَة من نَهَار مَخَافَة تغير الْأُمُور واضطراب الآراء إِلَى أَن تمّ وأقيمت الْجُمُعَة فِيهِ وَصَارَ جَامع الْبَلَد الْمَشْهُور وَهُوَ الَّذِي كَانَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ خَطِيبه
قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ بَلغنِي أَن عجوزا جَاءَتْهُ وَهُوَ يَبْنِي جَامع نيسابور وَمَعَهَا ثوب يُسَاوِي نصف دِينَار وَقَالَت سَمِعت أَنَّك تبني الْجَامِع فَأَرَدْت أَن يكون لي فِي النَّفَقَة الْمُبَارَكَة أثر فَدَعَا خازنه واستحضر ألف دِينَار وَاشْترى بهَا مِنْهَا الثَّوْب وَسلم الْمبلغ إِلَيْهَا ثمَّ قبض مِنْهَا الخازن ثمَّ قَالَ لَهُ أنْفق هَذِه الْألف مِنْهَا فِي بِنَاء الْمَسْجِد وَقَالَ احفظ هَذَا الثَّوْب لكفني ألْقى الله فِيهِ
وَكَانَ أَبُو عَليّ على قدم عَظِيم من الِاجْتِهَاد فِي الْعِبَادَة والتواضع وَالْبر وَكَثْرَة الصَّدقَات وَالصَّلَاة يقوم اللَّيْل ويصوم النَّهَار ويلبس خشن الثِّيَاب مَعَ كَثْرَة الْأَمْوَال الجزيلة والجاه العريض فِي الدُّنْيَا ونفاذ الْكَلِمَة
وَلما وَقع الْقَحْط بِتِلْكَ الْبِلَاد فِي شهور سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة أنْفق أَمْوَالًا عَظِيمَة وَكَانَ ينصب الْقدر وَيفرق أَكثر من ألف من خبْزًا كل يَوْم للْفُقَرَاء أَو ينصب الْقُدُور وَيفرق طَعَاما كثيرا كل ذَلِك غير مَا يتَصَدَّق بِهِ سرا
وَكَانَ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر والملوك تسْعَى إِلَيْهِ وتحترمه حَتَّى قيل إِن السُّلْطَان ألب أرسلان قَالَ فِي مملكتي من لَا يخافني وَإِنَّمَا يخَاف من الله
مُشِيرا إِلَيْهِ
وَكَانَ كلما أقبل الشتَاء يتَّخذ الْجبَاب والقمص والسراويلات ويكسو قَرِيبا من ألف فَقير
وَبِالْجُمْلَةِ كَانَ كثير المحاسن
وَقد سمع من أبي طَاهِر الزيَادي وَأبي الْقَاسِم بن حبيب وَأبي الْحسن السقا وَجَمَاعَة
روى عَنهُ محيى السّنة الْبَغَوِيّ وَأَبُو المظفر عبد الْمُنعم الْقشيرِي ووجيه الشحامي وَغَيرهم