الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
418 - سهل بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مُوسَى بن عِيسَى بن إِبْرَاهِيم الْعجلِيّ
الْحَنَفِيّ نسبا الْأُسْتَاذ الْكَبِير وَالْبَحْر الْوَاسِع أَبُو الطّيب الصعلوكي ولد الْأُسْتَاذ أبي سهل
هُوَ الْفَقِيه الأديب مفتي نيسابور النجيب ابْن النجيب الصعلوكي إِلَّا أَنه الْغَنِيّ الَّذِي لَا يسْأَل إِلَّا ويجيب
مَا أمه الطَّالِب إِلَّا وجده سهلا وَلَا أمله الرَّاغِب إِلَّا وتلقاه بالبشر وَقَالَ لَهُ أَهلا
جمع بَين رياستي الدّين وَالدُّنْيَا وَاتفقَ عُلَمَاء عصره على إِمَامَته وسيادته وَجمعه بَين الْعلم وَالْعَمَل والأصالة والرياسة
يضْرب الْمثل باسمه وتضرب أكباد الْإِبِل للرحلة إِلَى مَجْلِسه وَكَانَ يلقب شمس الْإِسْلَام
سمع أَبَاهُ الْأُسْتَاذ أَبَا سهل وَبِه تفقه وَعَلِيهِ تخرج ولديه رَبِّي وَمُحَمّد بن يَعْقُوب الْأَصَم وَأَبا عَمْرو بن نجيد وَأَبا عَليّ الرفاء وَغَيرهم
روى عَنهُ الْحَاكِم أَبُو عبد الله والحافظ أَبُو بكر الْبَيْهَقِيّ وَمُحَمّد بن سهل وَأَبُو نصر الشاذياخي وَآخَرُونَ
قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ فَقِيها أديبا جمع رياسة الدّين وَالدُّنْيَا وَأخذ عَنهُ فُقَهَاء نيسابور
وَقَالَ الْحَاكِم الْفَقِيه الأديب مفتي نيسابور وَابْن مفتيها وأكتب من رَأَيْنَاهُ من علمائها وأنظرهم
قَالَ وَقد كَانَ بعض مَشَايِخنَا يَقُول من أَرَادَ أَن يعلم النجيب ابْن النجيب يكون بِمَشِيئَة الله تَعَالَى فَلْينْظر إِلَى سهل بن أبي سهل
وَاجْتمعَ إِلَيْهِ الْخلق الْيَوْم الْخَامِس من وَفَاة الْأُسْتَاذ أبي سهل سنة تسع وَسِتِّينَ وثلاثمائة
وَقد تخرج بِهِ جمَاعَة من الْفُقَهَاء بنيسابور وَسَائِر مدن خُرَاسَان وتصدى للْفَتْوَى وَالْقَضَاء والتدريس
قَالَ وَخرجت لَهُ الْفَوَائِد من سماعاته وَحدث وأملى
قَالَ وَبَلغنِي أَنه وضع فِي مَجْلِسه أَكثر من خَمْسمِائَة محبرة عَشِيَّة الْجُمُعَة الثَّالِث وَالْعِشْرين من الْمحرم سنة سبع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة
وَكَانَ أَبوهُ يَقُول سهل وَالِد
وَدخلت على الْأُسْتَاذ فِي ابْتِدَاء مَرضه وَسَهل غَائِب إِلَى بعض ضيَاعه وَكَانَ الْأُسْتَاذ يشكو مَا هُوَ فِيهِ فَقَالَ غيبَة سهل أَشد عَليّ من هَذَا الَّذِي أَنا فِيهِ
وَسمعت الرئيس أَبَا مُحَمَّد الميكالي يَقُول النَّاس يتعجبون من كِتَابَة الْأُسْتَاذ أبي سهل وَسَهل أكتب مِنْهُ
وَسمعت أَبَا الْأَصْبَغ عبد الْعَزِيز بن عبد الْملك وَانْصَرف إِلَيْنَا من نيسابور وَنحن ببخارى فَسَأَلْنَاهُ مَا الَّذِي اسْتَفَدْت هَذِه الكرة بنيسابور
فَقَالَ رُؤْيَة سهل بن أبي سهل فَإِنِّي مُنْذُ فَارَقت وطني بأقصى الْمغرب وَجئْت إِلَى أقْصَى الْمشرق مَا رَأَيْت مثله
وَقَالَ أَبُو عَاصِم الْعَبَّادِيّ هُوَ الإِمَام فِي الْأَدَب وَالْفِقْه وَالْكَلَام والنحو والبارع فِي النّظر
وَقَالَ الْحَافِظ الإِمَام أثير الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن غَانِم بن أبي زيد المقرىء فِي كِتَابه الَّذِي سَمَّاهُ الْكتاب الَّذِي أعده شَافِعِيّ فِي مَنَاقِب الإِمَام الشَّافِعِي سهل بن مُحَمَّد الصعلوكي كَانَ فِيمَا قيل عَالما فِي شخص وَأمة فِي نفس وَإِمَام الدُّنْيَا بِالْإِطْلَاقِ وشافعي عصره بالإطباق وَمن لَو رَآهُ الشَّافِعِي لقرت عينه وَشهد أَنه صدر الْمَذْهَب وعينه وَأَنا إِن شَاءَ الله أذكر محَاسِن هَذَا الإِمَام فِي كتاب شِفَاء الصُّدُور فِي طبقَة الْأَصْحَاب ليقف على حَاله الْجَاهِل والعالم فَإِن فضائله أشهر وَأكْثر من أَن يحملهَا هَذَا الْموضع
انْتهى
ذكره بعد أَن أنْشد الأبيات الَّتِي أَنْشَأَهَا المطوعي وسنذكرها
قلت وَقد كتبت هَذَا من خطّ شَيخنَا الْحَافِظ أبي الْعَبَّاس بن المظفر وَلم يثبت أَن الْحَافِظ أثير الدّين الْمشَار إِلَيْهِ نَقله من المطوعي فِي كتاب الْمَذْهَب وَأَن المطوعي صنف الْكتاب الْمَذْكُور للْإِمَام سهل الْمَذْكُور
وَأسْندَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر فِي كتاب التَّبْيِين إِلَى الْحَاكِم أبي عبد الله قَالَ سَمِعت الشَّيْخ أَبَا الْوَلِيد حسان بن مُحَمَّد فَذكر حِكَايَة ابْن سُرَيج والأبيات الَّتِي أنشدها فِي أَنه عَالم الْمِائَة الثَّالِثَة ثمَّ كَلَام الْحَاكِم فِي سهل والأبيات الَّتِي أنشدت فِيهِ وَقد ذكرنَا ذَلِك فِي الطَّبَقَات الْوُسْطَى فِي تَرْجَمَة سهل وَلم نذكرهُ فِي هَذَا الْكتاب فِي تَرْجَمته لأَنا قدمْنَاهُ فِي ديباجة الْكتاب والأبيات الَّتِي ذيلناها عَلَيْهِ فَلَا حَاجَة إِلَى الْإِعَادَة نعم نذكرها نظما فِي هَذَا الْمَعْنى الَّذِي لم يسْبق لَهُ ذكر فَنَقُول وَذكر أَبُو حَفْص عمر بن عَليّ المطوعي فِي كتاب الْمَذْهَب فِي ذكر مَشَايِخ الْمَذْهَب عَن بعض أهل عصره
(إِنَّا روينَا عَن نَبِي الْهدى
…
فِي السّنة الْوَاضِحَة السامية)
(بِأَن لله امْرأ قَائِما
…
بِالدّينِ فِي كل تناهي مائَة)
(فعمر الحبر حَلِيف العلى
…
قَامَ بِهِ فِي الْمِائَة البادئة)
(وَالشَّافِعِيّ المرتضى بعده
…
قَرَّرَهُ فِي الْمِائَة الثَّانِيَة)
(وَابْن سُرَيج فراج لَهُ
…
فِي الْمِائَة الثَّالِثَة التالية)
(وَالشَّيْخ سهل عُمْدَة للورى
…
فِي الْمِائَة الرَّابِعَة الحالية)
مَاتَ الْأُسْتَاذ أَبُو الطّيب فِي شهر رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعمِائَة بنيسابور
وَقَالَ أَبُو سعيد الشحام رَأَيْته فِي الْمَنَام فَقلت أَيهَا الشَّيْخ