الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابْن مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي وَسَعِيد بن الْقَاسِم البردعي وَأحمد بن مُحَمَّد بن رُمَيْح النسوي وجده أبي عَمْرو
روى عَنهُ الْحَاكِم أَبُو عبد الله وَأَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي وَأَبُو بكر الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو سعيد ابْن رامش وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن يحيى الْمُزَكي وَأَبُو صَالح الْمُؤَذّن وَأَبُو بكر ابْن خلف وعَلى بن أَحْمد الْمَدِينِيّ الْمُؤَذّن وَالقَاسِم بن الْفضل الثَّقَفِيّ وَخلق سواهُم
وَقع لنا الْكثير من حَدِيثه بعلو
وَاخْتلف فِي مولده فَالْمَشْهُور أَنه فِي رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَقيل بل سنة خمس وَعشْرين وثلاثمائة
ذكره الْحَافِظ عبد الغافر فِي السِّيَاق فَقَالَ شيخ الطَّرِيقَة فِي وقته الْمُوفق فِي جَمِيع عُلُوم الْحَقَائِق وَمَعْرِفَة طَرِيق التصوف وَصَاحب التصانيف الْمَشْهُورَة العجيبة فِي علم الْقَوْم وَقد ورث التصوف عَن أَبِيه وجده وَجمع من الْكتب مَا لم يسْبق إِلَى ترتيبه حَتَّى بلغ فهرست تصانيفه الْمِائَة وَأكْثر
وَحدث أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة إملاء وَقِرَاءَة
وَكتب الحَدِيث بنيسابور ومرو وَالْعراق والحجاز
وانتخب عَلَيْهِ الْحفاظ الْكِبَار
توفّي فِي شعْبَان سنة اثنتى عشرَة وَأَرْبَعمِائَة
وَمن القَوْل فِيهِ لَهُ وَعَلِيهِ
قَالَ الْخَطِيب قَالَ لي مُحَمَّد بن يُوسُف النَّيْسَابُورِي الْقطَّان كَانَ السّلمِيّ غير ثِقَة وَكَانَ يضع للصوفية
قَالَ الْخَطِيب قدر أبي عبد الرَّحْمَن عِنْد أهل بَلَده جليل وَكَانَ مَعَ ذَلِك مَحْمُودًا صَاحب حَدِيث
قلت قَول الْخَطِيب فِيهِ هُوَ الصَّحِيح وَأَبُو عبد الرَّحْمَن ثِقَة وَلَا عِبْرَة بِهَذَا الْكَلَام فِيهِ
قَالَ الْخَطِيب وَأخْبرنَا أَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي قَالَ كنت بَين يَدي أبي على الدقاق فَجرى حَدِيث أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ وَأَنه يقوم فِي السماع مُوَافقَة للْفُقَرَاء فَقَالَ أَبُو عَليّ مثله فِي حَاله لَعَلَّ السّكُون أولى بِهِ امْضِ إِلَيْهِ فستجده قَاعِدا فِي بَيت كتبه وعَلى وَجه الْكتب مجلدة صَغِيرَة مربعة فِيهَا أشعار الْحُسَيْن بن مَنْصُور فهاتها وَلَا تقل لَهُ شَيْئا
قَالَ فَدخلت عَلَيْهِ فَإِذا هُوَ فِي بَيت كتبه والمجلدة بِحَيْثُ ذكر أَبُو عَليّ فَلَمَّا قعدت أَخذ فِي الحَدِيث وَقَالَ كَانَ بعض النَّاس يُنكر على وَاحِد من الْعلمَاء حركته فِي السماع فرئى ذَلِك الْإِنْسَان يَوْمًا خَالِيا فِي بَيت وَهُوَ يَدُور كالمتواجد فَسئلَ عَن حَاله فَقَالَ كَانَت مَسْأَلَة مشكلة عَليّ فَتبين لي مَعْنَاهَا فَلم أتمالك من السرُور حَتَّى قُمْت أدور فَقل لَهُ مثل هَذَا يكون حَالهم
فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِك مِنْهُمَا تحيرت كَيفَ أفعل بَينهمَا فَقلت لَا وَجه إِلَّا الصدْق فَقلت إِن أَبَا عَليّ وصف هَذِه المجلدة وَقَالَ احملها إِلَيّ من غير أَن يعلم الشَّيْخ وَأَنا أخافك وَلَيْسَ يمكنني مُخَالفَته فأيش تَأمر
فَأخْرج أَجزَاء من كَلَام الْحُسَيْن بن مَنْصُور وفيهَا تصنيف لَهُ سَمَّاهُ الصيهور فِي نقض الدهور وَقَالَ احْمِلْ هَذِه إِلَيْهِ
قلت الَّذِي أفهمهُ من هَذِه الْحِكَايَة أَن أَبَا عبد الرَّحْمَن يَقُول جَوَابا لأبي عَليّ عَن قَوْله إِن مثله فِي حَاله لَعَلَّ السّكُون أولى بِهِ مَا حَاصله أَن الْحَرَكَة لم ينشئها السماع وأنى لست بِحَيْثُ يَأْخُذ مني السماع وَلَكِن يعرض لي أَمر لَا مدْخل للسماع فِيهِ فَيحصل مَعَه من السرُور مَا يتعقبه بالحركة من غير تمالك وَلَا اخْتِيَار وَلَيْسَ للسماع هُنَاكَ أثر لِأَن مثله يتَّفق للْإنْسَان وَهُوَ خَال فِي بَيت مُفْرد ثمَّ يُوجد متواجدا لذَلِك فَمثل هَذَا حَالي وَلَيْسَ كَمَا توهم فِي أَن السماع يَأْخُذ مني فَإِن حَالي كَمَا ذكر أَبُو عَليّ أرفع
وَأما إرْسَاله كتاب الصيهور فِي نقض الدهور فَلَعَلَّ فِيهِ إِشَارَة خُفْيَة بَين الشَّيْخَيْنِ لم أفهمها وَلم يكن وَالله أعلم أَبُو عبد الرَّحْمَن وَإِن أَبَاحَ السماع بِحَيْثُ يتأثر بِهِ
وَقد أنكر بِقَلْبِه على أستاذه أبي سهل فِيمَا حَكَاهُ الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي قَالَ سَمِعت الشَّيْخ أَبَا عبد الرَّحْمَن يَقُول خرجت إِلَى مرو يَعْنِي من نيسابور فِي حَيَاة الْأُسْتَاذ أبي سهل الصعلوكي وَكَانَ لَهُ قبل خروجي أَيَّام الْجُمُعَة بالغدوات مجْلِس دور الْقُرْآن يخْتم بِهِ فَوَجَدته عِنْد رجوعي قد رفع ذَلِك الْمجْلس وَعقد لِابْنِ العقابي