الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كَمَا جَاءَ عَن مُجَاهِد: إِن الَّذِي يُجَامع وَلَا يُسمى يلتف الشَّيْطَان على أحليله فيجامع مَعَه.
76 -
(بابٌ الوَلِيمَةُ حَقٌّ)
أَي: هَذَا بَاب تَرْجَمته الْوَلِيمَة حق، وَلَيْسَ فِي أَلْفَاظ حَدِيث الْبَاب لفظ: حق وَإِنَّمَا جَاءَ لفظ: حق، فِي حَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ عَن أنس مَرْفُوعا: الْوَلِيمَة فِي أول يَوْم حق، وَفِي الثَّانِي معروص، وَفِي الثَّالِث رِيَاء وَسُمْعَة. ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ: لَيْسَ بِقَوي، فِيهِ بكر بن خُنَيْس تكلمُوا فِيهِ. قلت: قَالَ الْعجلِيّ: كُوفِي ثِقَة وَأخرج الْحَاكِم حَدِيثه، وحسَّن التِّرْمِذِيّ حَدِيثه، وَجَاء لفظ: حق، أَيْضا فِي حَدِيث رَوَاهُ أَبُو الشَّيْخ من حَدِيث مُجَاهِد عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا: الْوَلِيمَة حق وَسنة الحَدِيث، وَجَاء أَيْضا فِي حَدِيث أخرجه الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث وَحشِي بن حَرْب رَفعه: الْوَلِيمَة حق، وَالثَّانيَِة مَعْرُوف، وَالثَّالِثَة فَخر. وَفِي رِوَايَة مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: شَرّ الطَّعَام الْوَلِيمَة، يَدعِي الْغَنِيّ وَيتْرك الْمِسْكِين، وَهِي أَحَق، أَي: ثَابت فِي الشَّرْع، وَلَيْسَ المُرَاد بِهِ الْوُجُوب، خلافًا لأهل الظَّاهِر، وَقد مر الْكَلَام فِيهِ مَعَ الْخلاف فِيهِ فِي: بَاب الصُّفْرَة للمتزوج.
وَقَالَ عبْدُ الرَّحْمانِ بنُ عَوْفٍ: قَالَ لِي النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أوْلِمْ ولوْ بِشاةٍ
هَذَا التَّعْلِيق وَصله البُخَارِيّ مطولا فِي أَو كتاب الْبيُوع، وَالْأَمر فِيهِ للاستحباب. وَعند الظَّاهِرِيَّة للْوُجُوب، وَبِه قَالَ بعض الشَّافِعِيَّة لظَاهِر الْأَمر، وَفِي التَّوْضِيح للشَّافِعِيّ قَول آخر: إِنَّهَا وَاجِبَة أَي: الْوَلِيمَة، وَكَذَا رُوِيَ عَن أَحْمد، وَهُوَ مَشْهُور مَذْهَب مَالك قَالَه الْقُرْطُبِيّ.
6615 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حدّثني اللَّيْثُ عنْ عقيْلٍ عنِ ابنِ شِهابٍ قَالَ: أخْبرَنِي أنَسُ بنُ مالِكٍ، رضي الله عنه، أنّهُ كانَ ابنَ عَشْرَ سِنِينَ مَقْدَمَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ فَكانَ أُمَّهاتِي يُوَاظِبْنَنِي علَى خِدْمَةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَخَدَمْتُهُ عشْرَ سِنِينَ وتُوفِّيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنا ابنُ عِشْرينَ سَنَةً، فَكُنْتُ أعْلَمَ النَّاسِ بِشَأْنِ الحِجاب حِينَ أُنْزِلَ، وكانَ أوَّل مَا أُنْزِلَ فِي مُبتَنيَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بِزَيْنَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ، أصْبَحَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، بهَا عروسا، فَدَعَا الْقَوْم فَأَصَابُوا من الطَّعَام ثمَّ خَرجُوا، وَبَقِي رَهْط مِنْهُم عِنْد النَّبِي صلى الله عليه وسلم فأطالُوا المُكْثَ فقامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فَخَرَج وخَرَجْتُ مَعَهُ لِكَيْ يَخْرُجُوا فَمشى النَّبِي صلى الله عليه وسلم ومشيت حَتَّى جَاءَ عتبَة حجرَة عَائِشَة ثمَّ ظن أَنهم خَرجُوا فَرَجَعَ ورجَعْتُ مَعَهُ حتَّى إِذا دَخَلَ علَى زَيْنَبَ فإِذَا هُمْ جُلُوسٌ لَمْ يَقُومُوا، فَرَجَعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ورَجَعْتُ مَعَهُ حتَّى إذَا بلَغَ عَتَبَةَ حُجْرَةِ عائِشَةَ وظَنَّ أنَّهُمْ خَرَجُوا فَضَرَبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَبْني وَبيْنَهُ وأُنْزِلَ الحِجابُ..
مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: (فَدَعَا الْقَوْم فَأَصَابُوا من الطَّعَام) كَانَ للوليمة وَلَكِن الْمُطَابقَة من هَذِه الْحَيْثِيَّة فَقَط لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ ذكر لفظ: حق، كَمَا ذكرنَا. والْحَدِيث عَن أنس قد مضى فِي: بَاب الْهَدِيَّة للعروس عَن قريب.
قَوْله: (مقدم رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم) ، بِالنّصب على الظّرْف، أَي: زمَان قدومه. قَوْله: (فَكَانَ أمهاتي)، ويروى: كَانَ أمهاتي، من قبيل: أكلموني البراغيث، وَالْأَصْل: وَكَانَت أمهاتي، وَأَرَادَ أمه وَأَخَوَاتهَا يَعْنِي: خالات أنس. قَوْله: (يواظبني) من الْمُوَاظبَة على الشَّيْء وَهُوَ الِاسْتِمْرَار عَلَيْهِ، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: يواظئنني، من المواطأة بِالطَّاءِ الْمُهْملَة وَهِي: وطأت نَفسِي على الشَّيْء إِذا رَعيته وحرصت عَلَيْهِ. قَوْله: (فِي مبتني) أَي: زمَان ابتناه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِزَيْنَب بنت جحش، وَوقت دُخُوله عَلَيْهَا. قَوْله:(وَبَقِي رَهْط)، وَفِي رِوَايَة: بَاب الْهَدِيَّة للعروس: نفر، بدل: رَهْط، وَقَالَ ابْن الْأَثِير: النَّفر رَهْط الْإِنْسَان وعشيرته، وَهُوَ اسْم جمع يَقع على جمَاعَة الرِّجَال خَاصَّة مَا بَين الثَّلَاثَة إِلَى الشعرة وَلَا وَاحِد لَهُ من لَفظه، وَقَالَ: الرَّهْط عشيرة