لكَالمُدْلِجِ الحَيْرانِ أظْلَمَ ليْلُهُ … فهذا أوَاني حين أَهْدِي وَأَهتَدِي هَدَاني - غرر البيان من سورة يوسف -عليه السلام- في القرآن

لكَالمُدْلِجِ الحَيْرانِ أظْلَمَ ليْلُهُ

…

فهذا أوَاني حين أَهْدِي وَأَهتَدِي

هَدَاني هَادٍ غَيْرُ نَفْسِي ودلَّني

…

على الله مَنْ طَرَّدْتُ كُلَّ مُطَرَّد

فضرب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صَدْرَهُ، وقال:" أنت طردتني كلَّ مطرد "

(1)

وترجمته في "الإصابة"، قال الحافظ:" أسلم أبو سفيان في الفتح، شهد حنيناً، فكان ممَّن ثبت مع النَّبِيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ

…

ويقال: إنَّه لم يرفع رأسه إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حياءً منه"

(2)

.

ولمَّا لحق النَّبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالرَّفيق الأعلى، قال أبو سفيان رضي الله عنه:

لقَدْ عَظُمَتْ مُصِيبَتُنا وجَلَّتْ

…

عَشِيَّةَ قِيَل قد قُبِضَ الرَّسُولُ

وأَضْحَت أَرضُنا ممَّا عَراها

…

تَكادُ بِنا جَوانِبُها تَمِيلُ

‌

‌قَمِيصُ الشِّفاء

عَلِمَ يُوسُفُ أنَّ أباه يَعْقُوب قد ابيضَّت عيناه من الحزن، فأراد تبشيره بحياته، وإدخال السُّرور والبهجة على قلبه، فقال لإخوته:{اذْهَبُوا} سِراعاً {بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا} أي يرجع بصيراً كما كان، وتبرأ عيناه ممَّا اعتراهما من الابيضاض بسبب فرحه بوقوفه على حياتي، {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20)} [إبراهيم].

{وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93)} : يريدُ جميع الأهل.