الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَوْدَةُ الإِخوة إِلى أَبيهم بالبِشَارة
وركب الإِخوةُ دوابَّهم عائدين إلى أبيهم فرحين يحملون البِشَارة، ولله درّ القائل:" لقاءُ الإخوان جلاء الأحزان"{وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ} أي ولمَّا خَرَجَتِ القافلةُ من مصر متوجِّهةً بهم لفلسطين، {قَالَ أَبُوهُمْ} يعقوبُ ـ عليه السلام ـ لِمَنْ عنده مِنْ أهله:{إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} إنِّي لأشمُّ رائحة يوسُفَ {لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94)} لولا أن تنسبوني إلى الفَنَد، وهو الخرف وذهاب العقل من الكبر والجهل، وجواب الشَّرط محذوف، تقديره: لصدَّقتموني أو لأخبرتكم بحياته، فمن صدقت سريرته انفتحت بصيرته.
وما كاد يعقوبُ ـ عليه السلام ـ يتمُّ حَدِيثَه حتَّى واجهه الحاضرون من أهله وقرابته بالانتقاد، {قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ (95)} أي نُقْسِمُ إنَّك لفي خطئك القديم الَّذي كُنْتَ عليه من حُبِّ يُوسُفَ ودوام ذِكْرِه.
{فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} ، وهو أحد أبناء يعقوب ـ عليه السلام ـ يبشِّرُ بِلُقْيَا يُوسُفَ مع أخيه حَامِلاً قميص يُوسُفَ ورسالته {أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ} أي ألقى البشير القَمِيصَ على وجه يعقوب ـ عليه السلام ـ {فَارْتَدَّ بَصِيرًا} ، فرجع مبصراً من شدَّة فرحه وسروره:
فما بَعُدَتْ عن اللُّقْيا جُسُومٌ
…
تدانت بالمحبَّةِ والوِدَادِ
(1)
وهنا واجه يعقوب ـ عليه السلام ـ مَن بحضرته بالخطاب، {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (96)} ألم أقل لكم: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي
(1)
" نفح الطّيب "(ج 3/ص 480) والبيت لأبي الصلت أميّة بن عبد العزيز الأندلسي، وقد ورد في " خريدة القصر وجريدة العصر " للعماد الأصبهاني.