الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ
…
أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (96)}
وقوله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99)}
فمن كان ذو عسرٍ أو عسرةٍ فليصبر ولينتظر الفرج {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)} [الطَّلاق] وكم من آية تدعو إلى الصَّبر وتبشِّر بحسن مآله، وكم من رزيَّةٍ أجهد الحزن صاحبها، أو بليَّة كدَّ الهمُّ رفيقها، فأعقب الصَّبر عليها انكشافُها والرَّاحة منها، فما من مؤمن صبر على صروف الدَّهر وتماسك في نكباته إلَّا كان الفرج منه وشيكاً، ولله القائل:
يُرَاعُ الْفَتَى لِلْخَطْبِ تَبْدُو صُدُورُهُ
…
فَيَأْسَى وَفِي عُقْبَاهُ يَأْتِي سُرُورُهُ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّيْلَ لمَّا تَرَاكَمَتْ
…
دُجَاهُ بَدَا وَجْهُ الصَّبَاحِ وَنُورُهُ
فَلَا تَصْحَبَنَّ الْيَأْسَ إنْ كُنْتَ عَالِمًا
…
لَبِيبًا فَإِنَّ الدَّهْرَ شَتَّى أُمُورُهُ
حسن المقطع في سُورة يُوسُفَ
المراد بحسن المقطع أن يُختم الكلام بكلام حسن السَّبك، حسن الحَبْك، غزير المعنى، بعيد المغزى، بديع المرمى؛ لأنَّه آخر ما يقرع السَّمع، وآخر ما يقع عليه البصر، وآخر ما يبقى في الذِّهن، ولذلك تجد خواتم السُّور فيها من الحلاوة
والطَّلاوة ما فيها.
وقد ختمت سورة يوسف بوصف القرآن ومدحه، قال تعالى:{مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)} .
وختاماً؛ لنا في يُوسُفَ والأنبياء عليهم السلام عامَّة، وفي رسُولِ الله محمَّد ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاصَّة {أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ
…
(21)} [الأحزاب]، سائلين الله تعالى الَّذي مَنَّ علينا بهذا العمل قبل أن يوافينا الأجل أن يجعلنا من المؤمنين، {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30)} ، [المعارج]{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34)} [المعارج]
كما نسأله جل جلاله أنْ يجعلَ هذا الكتابَ لمن أعاننا عليه نوراً يَسْعَى بين يديه {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)} [الحديد].
وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين.
* * *