الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تأخر زمانه، فإن المسيح يخرج في آخر الزمان، يدعي أنه نبي، ثم يدعي أنه رب العالمين، ويتبعه جم غفير من الناس، نعوذ بالله، ويهلكون بأسبابه، فالإنسان يسأل ربه أن يعيذه من هذه الأمور؛ لأنه لا يدري: هل يسلم أو ما يسلم؟ فيسأل ربه العافية من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال. هو في حاجة إلى هذا الدعاء، حتى لا يفتن في حياته، ولا عند موته، وحتى لا يدرك المسيح الدجال فيفتن به، نسأل الله السلامة.
2.
بيان
الدعاء المشروع في الصلاة
س: ما هو الدعاء الذي تنصحونني بملازمته في كل صلاة (1)؟
ج: الدعوات مشروعة للمؤمن، دعوات الخير مشروعة للمؤمن في الصلاة وخارجها، لكن في الصلاة نوصيك بالدعوات التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن تلزمها، بين السجدتين تقول: رب اغفر لي، «اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني (2)» بين السجدتين،
(1) السؤال السادس من الشريط رقم (241).
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء برقم (2697).
كرر الدعاء بالمغفرة: «رب اغفر لي، رب اغفر لي (1)» «اللهم اغفر لي، وارحمني واهدني وعافني وارزقني (2)» وفي السجود تكثر من الدعاء، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده:«اللهم اغفر لي ذنبي كله: دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره (3)» ويقول: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي (4)» وإذا دعوت بغير ذلك؛ كسؤال الجنة، والتعوذ بالله من النار، وسؤال الله صلاح القلب والعمل، والزوجة الصالحة والذرية الصالحة، كل هذا طيب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:«أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا من الدعاء (5)» فيستحب الإكثار من الدعاء في السجود من المشروع الوارد
(1) أخرجه أحمد في مسند الأنصار رضي الله عنهم، من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه برقم (22816)، والنسائي في كتاب التطبيق، باب الدعاء بين السجدتين، برقم (1145)، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما يقول بين السجدتين، برقم (897).
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء برقم (2697).
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود برقم (483).
(4)
أخرجه البخاري في كتاب الأذان، باب الدعاء في الركوع برقم (794)، ومسلم في كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود برقم (484).
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، برقم (482).
ومن غيره من الدعوات الطيبة، ومن هذا طلب الرزق الحلال والزوجة الصالحة والذرية الطيبة، ومن هذا دعاؤك لوالديك بالمغفرة والرحمة إذا كانا مسلمين، دعاؤك لولي الأمر بالتوفيق والهداية والصلاح، ولولاة الأمور جميعا بالتوفيق والهداية، ومن هذا طلبك العافية في بدنك ودينك، الدعوات الطيبة، وهكذا في آخر الصلاة قبل السلام بعد التحيات، وبعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، تسأل الله ما تحب من الدعوات الطيبة. النبي صلى الله عليه وسلم لما علم أصحابه التحيات والتشهد قال لهم:«ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه، فيدعو (1)» ومن أفضل الدعاء في آخر الصلاة أن تقول: «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك (2)» كما أوصى
(1) أخرجه البخاري في كتاب الأذان، باب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد وليس بواجب، برقم (835).
(2)
أخرجه أحمد في مسند الأنصار – رضي الله عنهم – من حديث معاذ بن جبل – رضي الله عنه حديث رقم (21621)، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب في الاستغفار، حديث رقم (1522) واللفظ له، والنسائي في كتاب السهو، باب نوع آخر من الدعاء حديث رقم (1303).
النبي بهذا معاذا، عليه الصلاة والسلام. وكذلك تقول:«اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم (1)» أوصى بهذا النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي الله عنه، وهكذا:«اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت (2)» ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه علمه عليا رضي الله عنه، وعلي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهكذا:«اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر (3)» أخرجه البخاري في صحيحه،
(1) أخرجه البخاري في كتاب الأذان، باب الدعاء قبل السلام برقم (834)، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب خفض الصوت بالذكر برقم (2705).
(2)
أخرجه البخاري من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بدون لفظ (وما أسرفت وما أنت أعلم به مني) في كتاب الدعوات، باب الدعاء إذا انتبه بالليل برقم (6317)، وأخرجه مسلم من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه بلفظه في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه برقم (771).
(3)
أخرجه البخاري في كتاب الدعوات، باب التعوذ من البخل برقم (6370).