المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(753) باب في الدعوات والتعوذ - فتح المنعم شرح صحيح مسلم - جـ ١٠

[موسى شاهين لاشين]

فهرس الكتاب

- ‌(689) باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها

- ‌(690) باب تحريم التحاسد والتباغض والتدابر والظن والتحسس والتجسس والتنافس والتناجش والهجر فوق ثلاثة أيام

- ‌(691) باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله

- ‌(692) باب النهي عن الشحناء

- ‌(693) باب فضل الحب في الله تعالى

- ‌(694) باب فضل عيادة المريض

- ‌(695) باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك حتى الشوكة يشاكها

- ‌(696) باب تحريم الظلم

- ‌(697) باب نصر الأخ ظالما أو مظلوما

- ‌(698) باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتوادهم

- ‌(699) باب النهي عن السباب

- ‌(700) باب استحباب العفو والتواضع

- ‌(701) باب تحريم الغيبة

- ‌(702) باب من ستر الله عليه في الدنيا فإن الله يستر عليه في الآخرة

- ‌(703) باب مدارة من يتقي فحشه

- ‌(704) باب فضل الرفق

- ‌(705) باب النهي عن لعن الدواب وغيرها

- ‌(706) باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه وليس أهلا لذلك كان له زكاة وأجر ورحمة

- ‌(707) باب ذم ذي الوجهين وتحريم فعله

- ‌(708) باب تحريم الكذب وبيان ما يباح منه

- ‌(709) باب تحريم النميمة

- ‌(710) باب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله

- ‌(711) باب فضل من يملك نفسه عند الغضب وبأي شيء يذهب الغضب وخلق الإنسان خلقا لا يتمالك

- ‌(712) باب النهي عن ضرب الوجه

- ‌(713) باب الوعيد الشديد لمن عذب الناس بغير حق

- ‌(714) باب أمر من مر بسلاح في مسجد أو سوق أو غيرهما من المواضع الجامعة للناس أن يمسك بنصالها والنهي عن الإشارة بالسلاح إلى مسلم

- ‌(715) باب فضل إزالة الأذى عن الطريق

- ‌(716) باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها من الحيوان الذي لا يؤذي

- ‌(717) باب تحريم الكبر

- ‌(718) باب النهي عن تقنيط الإنسان من رحمة الله تعالى وفضل الضعفاء والخاملين والنهي عن قول هلك الناس

- ‌(719) باب الوصية بالجار والإحسان إليه

- ‌(720) باب استحباب طلاقة الوجه

- ‌(721) باب استحباب الشفاعة فيما ليس بحرام

- ‌(722) باب استحباب مجالسة الصالحين ومجانبة قرناء السوء

- ‌(723) باب فضل الإحسان إلى البنات

- ‌(724) باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه

- ‌(725) باب إذا أحب الله عبدا أمر جبريل فأحبه وأحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض

- ‌(726) باب الأرواح جنود مجندة

- ‌(727) باب المرء مع من أحب

- ‌(728) باب إذا أثنى على الصالح فهي بشرى ولا تضره

- ‌كتاب القدر

- ‌(729) باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته

- ‌(730) باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام

- ‌(731) باب تصريف الله القلوب كيف شاء

- ‌(732) باب كل شيء بقدر

- ‌(733) باب قدر على ابن آدم حظه من الزنى وغيره

- ‌(734) باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موتى أطفال الكفار، وأطفال المسلمين

- ‌(735) باب بيان أن الآجال والأرزاق وغيرها لا تزيد ولا تنقص عما سبق به القدر

- ‌(736) باب الإيمان بالقدر والإذعان له

- ‌كتاب العلم

- ‌(737) باب النهي عن اتباع متشابه القرآن والتحذير من متبعيه والنهي عن الاختلاف في القرآن

- ‌(738) باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان

- ‌(739) باب من سن سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إلى هدى أو ضلالة

- ‌كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار

- ‌(740) باب الحث على ذكر الله تعالى

- ‌(741) باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها

- ‌(742) باب العزم في الدعاء ولا يقل إن شئت

- ‌(743) باب كراهة تمني الموت لضر نزل به

- ‌(744) باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه

- ‌(745) باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله وحسن الظن به

- ‌(746) باب كراهة الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا

- ‌(747) باب فضل مجالس الذكر

- ‌(748) باب فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

- ‌(749) باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء

- ‌(750) باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر

- ‌(751) باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه والتوبة

- ‌(752) باب استحباب خفض الصوت بالذكر إلا في المواضع التي ورد الشرع برفعه فيها كالتلبية وغيرها واستحباب الإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله

- ‌(753) باب في الدعوات والتعوذ

- ‌كتاب الرقاق

- ‌(754) باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء وبيان الفتنة بالنساء

- ‌(755) باب قصة أصحاب الغار الثلاثة والتوسل بصالح الأعمال

- ‌كتاب التوبة

- ‌(756) باب في الحض على التوبة والفرح بها وسقوط الذنوب بالاستغفار

- ‌(757) باب فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة والمراقبة وجواز ترك ذلك في بعض الأوقات والاشتغال بالدنيا

- ‌(758) باب سعة رحمة الله وأنها تغلب غضبه

- ‌(759) باب قبول التوبة من الذنوب وإن تكررت الذنوب والتوبة

- ‌(760) باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش

- ‌(761) باب قوله تعالى {إن الحسنات يذهبن السيئات} [هود 114]

- ‌(762) باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله

- ‌(763) باب سعة رحمة الله تعالى على المؤمنين وفداء كل مسلم بكافر من النار

- ‌(764) باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه

- ‌(765) باب في حديث الإفك وقبول توبة القاذف وبراءة حرم النبي صلى الله عليه وسلم من الريبة

- ‌كتاب صفات المنافقين وأحكامهم

- ‌(766) باب صفات المنافقين وأحكامهم

- ‌كتاب صفة القيامة والجنة والنار

- ‌(767) باب من صفات القيامة

- ‌(768) باب ابتداء الخلق وخلق آدم عليه السلام

- ‌(769) باب صفة الأرض يوم القيامة ونزل أهل الجنة

- ‌(770) باب سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح وقوله تعالى {ويسألونك عن الروح}

- ‌(771) باب في مواقف للكفار والرد عليهم الذي قال لأوتين مالا وولدا - وإن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى - الدخان - انشقاق القمر - ادعاء الند والولد

- ‌باب الدخان

- ‌باب انشقاق القمر

- ‌باب لا أحد أصبر على أذى من الله عز وجل

- ‌(772) باب طلب الكافر الفداء بملء الأرض ذهبا

- ‌(773) باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة وتعجيل جزاء حسنات الكافر في الدنيا

- ‌(774) باب مثل المؤمن كالزرع ومثل المنافق والكافر كالأرزة

- ‌(775) باب مثل المؤمن مثل النخلة

- ‌(776) باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس وأن مع كل إنسان قرينا

- ‌(777) باب لن يدخل أحدا عمله الجنة

- ‌(778) باب الإكثار من الطاعة والاجتهاد في العبادة

- ‌(779) باب الاقتصاد في الموعظة

- ‌كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها

- ‌(780) باب صفة نعيمها وأهلها

- ‌(781) باب جهنم أعاذنا الله منها وصفتها وأهلها

- ‌(782) باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة

- ‌(783) باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار وعرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه

- ‌(784) باب إثبات الحساب

- ‌(785) باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت

- ‌كتاب الفتن وأشراط الساعة

- ‌(786) باب اقتراب الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج والجيش الذي يخسف به وتواجه المسلمين بسيفيهما وبعض أشراط الساعة

- ‌(787) باب ذكر ابن صياد

- ‌(788) باب ذكر الدجال

- ‌(789) باب قصة الجساسة والدجال

- ‌(790) باب فضل العبادة في آخر الزمان

- ‌(791) باب قرب الساعة وما بين النفختين

- ‌كتاب الزهد

- ‌(792) باب هوان الدنيا والزهد فيها والتحذير من الاغترار بها

- ‌(793) باب النهي عن الدخول على أهل الحجر إلا من يدخل باكيا

- ‌(794) باب فضل الإحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم

- ‌(795) باب فضل بناء المساجد

- ‌(796) باب فضل الإنفاق على المسكين وابن السبيل

- ‌(797) باب تحريم الرياء

- ‌(798) باب حفظ اللسان

- ‌(799) باب عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله وينهى عن المنكر ويفعله

- ‌(800) باب النهي عن هتك الإنسان ستر نفسه

- ‌(801) باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب

- ‌(802) باب في أحاديث متفرقة

- ‌(803) باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط وخيف منه الفتنة على الممدوح

- ‌(804) باب التثبت في الحديث وحكم كتابة العلم

- ‌(805) باب قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام

- ‌(806) باب حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر

- ‌(807) باب في حديث الهجرة ويقال له حديث الرحل

- ‌كتاب التفسير

- ‌(808) باب كتاب التفسير

الفصل: ‌(753) باب في الدعوات والتعوذ

(753) باب في الدعوات والتعوذ

5966 -

عن أبي بكر أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال "قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كبيرا وقال قتيبة كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم".

5967 -

وفي رواية عن عبد الله بن عمرو بن العاص يقول إن أبا بكر الصديق قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم علمني يا رسول الله دعاء أدعو به في صلاتي وفي بيتي ثم ذكر بمثل حديث الليث غير أنه قال "ظلما كثيرا"

5968 -

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الدعوات "اللهم فإني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار وفتنة القبر وعذاب القبر ومن شر فتنة الغنى ومن شر فتنة الفقر وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم فإني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم".

5969 -

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل وأعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات"

5970 -

وفي رواية عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله غير أن يزيد ليس في حديثه قوله "ومن فتنة المحيا والممات"

ص: 261

5971 -

عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تعوذ من أشياء ذكرها والبخل.

5972 -

عن أنس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهؤلاء الدعوات "اللهم إني أعوذ بك من البخل والكسل وأرذل العمر وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات".

5973 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من سوء القضاء ومن درك الشقاء ومن شماتة الأعداء ومن جهد البلاء قال عمرو في حديثه قال سفيان أشك أني زدت واحدة منها

5974 -

عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال سمعت خولة بنت حكيم السلمية تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من نزل منزلا ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك"

5975 -

عن خولة بنت حكيم السلمية رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إذا نزل أحدكم منزلا فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه"

5976 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال "أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك"

5977 -

وفي رواية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله لدغتني عقرب بمثل حديث ابن وهب

ص: 262

5978 -

عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل اللهم إني أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت واجعلهن من آخر كلامك فإن مت من ليلتك مت وأنت على الفطرة" قال فرددتهن لأستذكرهن فقلت آمنت برسولك الذي أرسلت قال "قل آمنت بنبيك الذي أرسلت".

5979 -

عن البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث غير أن منصورا أتم حديثا وزاد في حديث حصين "وإن أصبح أصاب خيرا".

5980 -

عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلا إذا أخذ مضجعه من الليل أن يقول "اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وألجأت ظهري إليك وفوضت أمري إليك رغبة ورهبة إليك ولا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبرسولك الذي أرسلت فإن مات مات على الفطرة" ولم يذكر ابن بشار في حديثه من الليل.

5981 -

عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل "يا فلان إذا أويت إلى فراشك" بمثل حديث عمرو بن مرة غير أنه قال "وبنبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك مت على الفطرة وإن أصبحت أصبت خيرا".

5982 -

عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا بمثله ولم يذكر "وإن أصبحت أصبت خيرا".

ص: 263

5983 -

عن البراء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه قال "اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت" وإذا استيقظ قال "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور".

5984 -

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه أمر رجلا إذا أخذ مضجعه قال "اللهم خلقت نفسي وأنت توفاها لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر لها اللهم إني أسألك العافية" فقال له رجل أسمعت هذا من عمر فقال من خير من عمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

5985 -

عن سهيل قال كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقه الأيمن ثم يقول "اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر" وكان يروي ذلك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

5986 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول بمثل حديث جرير وقال "من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها".

5987 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتت فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فقال لها "قولي اللهم رب السماوات السبع" بمثل حديث سهيل عن أبيه.

5988 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا أوى أحدكم إلى

ص: 264

فراشه فليأخذ داخلة إزاره فلينفض بها فراشه وليسم الله فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن وليقل سبحانك اللهم ربي بك وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين".

5989 -

عن عبيد الله بن عمر رضي الله عنهما بهذا الإسناد وقال "ثم ليقل باسمك ربي وضعت جنبي فإن أحييت نفسي فارحمها".

5990 -

عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي".

5991 -

عن فروة بن نوفل الأشجعي قال سألت عائشة عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به الله قالت كان يقول "اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل".

5992 -

عن فروة بن نوفل قال سألت عائشة عن دعاء كان يدعو به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان يقول "اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت وشر ما لم أعمل".

5993 -

عن حصين بهذا الإسناد مثله غير أن في حديث محمد بن جعفر "ومن شر ما لم أعمل"

5994 -

عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه "اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت وشر ما لم أعمل".

ص: 265

5995 -

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول "اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون".

5996 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان في سفر وأسحر يقول "سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا ربنا صاحبنا وأفضل علينا عائذا بالله من النار".

5997 -

عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء "اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير".

5998 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر".

5999 -

عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى".

6000 -

عن أبي إسحق بهذا الإسناد مثله غير أن ابن المثنى قال في روايته "والعفة"

ص: 266

6001 -

عن زيد بن أرقم قال لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان يقول "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها".

6002 -

عن عبد الله بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال "أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له".

6003 -

عن إبراهيم في هذا "له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم أسألك خير هذه الليلة وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها اللهم إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر اللهم إني أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر".

6004 -

عن عبد الله قال كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال "أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له" قال أراه قال فيهن "له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر" وإذا أصبح قال ذلك أيضا "أصبحنا وأصبح الملك لله".

6005 -

عن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال "أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له اللهم إني أسألك من خير هذه

ص: 267

الليلة وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر وفتنة الدنيا وعذاب القبر".

6006 -

عن عبد الله رفعه أنه قال "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".

6007 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول "لا إله إلا الله وحده أعز جنده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده فلا شيء بعده".

6008 -

عن على رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "قل اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد سداد السهم".

6009 -

وفي رواية عن علي رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "قل اللهم إني أسألك الهدى والسداد" ثم ذكر بمثله.

6010 -

عن جويرية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال "ما زلت على الحال التي فارقتك عليها" قالت نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم "لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته".

6011 -

عن جويرية رضي الله عنها قالت مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى صلاة الغداة أو بعد ما صلى الغداة فذكر نحوه غير أنه قال "سبحان الله عدد خلقه سبحان الله رضا نفسه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله مداد كلماته".

ص: 268

6012 -

عن علي رضي الله عنه أن فاطمة اشتكت ما تلقى من الرحى في يدها وأتى النبي صلى الله عليه وسلم سبي فانطلقت فلم تجده ولقيت عائشة فأخبرتها فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجيء فاطمة إليها فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم "على مكانكما" فقعد بيننا حتى وجدت برد قدمه على صدري ثم قال "ألا أعلمكما خيرا مما سألتما إذا أخذتما مضاجعكما أن تكبرا الله أربعا وثلاثين وتسبحاه ثلاثا وثلاثين وتحمداه ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم".

6013 -

وفي رواية عن معاذ أخذتما "مضجعكما من الليل".

6014 -

وفي رواية عن علي رضي الله عنه قال ما تركته منذ سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم قيل له ولا ليلة صفين قال ولا ليلة صفين وفي حديث عطاء عن مجاهد عن ابن أبي ليلى قال قلت له ولا ليلة صفين.

6015 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما وشكت العمل فقال "ما ألفيتيه عندنا" قال "ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم تسبحين ثلاثا وثلاثين وتحمدين ثلاثا وثلاثين وتكبرين أربعا وثلاثين حين تأخذين مضجعك".

6016 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا".

ص: 269

6017 -

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب "لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم".

6018 -

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهن ويقولهن عند الكرب فذكر بمثل حديث معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن قتادة غير أنه قال "رب السماوات والأرض".

6019 -

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر قال فذكر بمثل حديث معاذ عن أبيه وزاد معهن "لا إله إلا الله رب العرش الكريم".

6020 -

عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الكلام أفضل قال "ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده سبحان الله وبحمده".

6021 -

عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله" قلت يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله فقال "إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده".

6022 -

عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل".

ص: 270

6023 -

عن أم الدرداء قالت حدثني سيدي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل".

6024 -

عن صفوان (وهو ابن عبد الله بن صفوان) وكانت تحته الدرداء قال قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء في منزله فلم أجده ووجدت أم الدرداء فقالت أتريد الحج العام فقلت نعم قالت فادع الله لنا بخير فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول "دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل" قال فخرجت إلى السوق فلقيت أبا الدرداء فقال لي مثل ذلك يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

6025 -

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها".

6026 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول قد دعوت فلا أو فلم يستجب لي".

6027 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول قد دعوت ربي فلم يستجب لي".

6028 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "لا يزال يستجاب للعبد ما لم

ص: 271

يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل" قيل يا رسول الله ما الاستعجال قال يقول "قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء".

-[المعنى العام]-

يقول تعالى {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات 56] تلك الحكمة في خلق آدم وذريته وسكنهم الأرض لتكون العلاقة بين هذا المخلوق وبين ربه علاقة عبادة وطاعة وإذا كانت الملائكة يعبدون ربهم في كل أوقاتهم ويذكرون ربهم في كل حالاتهم لا يعصون الله ما أمرهم فليكن هذا المخلوق الجديد مكافحا مجاهدا النفس والهوى والشيطان ذاكرا الله لا نقول في كل أوقاته ولكن نقول في كثير من أوقاته إن الصلوات الخمس فرضت لتمثل طرفا من هذه الحكمة {وأقم الصلاة لذكري} [طه 14] لكنها تحتاج اقتطاع وقت وإن قل من أوقات الدنيا أما الذكر فيؤدي الغاية من الصلوات دون اقتطاع وقت ودون أدنى جهد فمن الناس من يذكر الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ومن الناس من تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب

وقد أمر الله تعالى بذكره في كثير من آيات القرآن الكريم فهو يقول: {فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا} [البقرة 200] ويقول {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا} [الأحزاب 41، 42] ويقول {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} [النور 37]

ويحذر جل شأنه كثيرا من الغفلة عن ذكره فيقول {إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} [المائدة 91] ويقول {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين} [الزمر 22] ويقول {ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهو له قرين} [الزخرف 36] ويقول {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} [الحديد 16] ويقول {استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون} [المجادلة 19] ويقول {يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون} [المنافقون 9] ويقول {ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا} [الجن 17] ويقول {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى} [طه 124]

وذكر الله بالقلب ميسور في كل حال وباللسان كذلك وقد يسر الله تعالى الذكر بالقرآن الكريم وعلمنا صلى الله عليه وسلم نماذج من الذكر الجميل والتسبيح والتهليل والتكبير والدعاء الجليل فهنيئا للذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما

ص: 272

-[المباحث العربية]-

(اللهم فإني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار) الفاء في "فإني" في جواب شرط مقدر أي إن كنت مستعيذا بك من شيء فإني أعوذ بك وأستجير بك من فتنة النار وأصل الفتن إدخال الذهب في النار لتظهر جودته من رداءته ويستعمل في إدخال الإنسان النار ويطلق على العذاب كقوله تعالى {ذوقوا فتنتكم} [الذاريات 14] وعلى ما يحصل عند العذاب كقوله {ألا في الفتنة سقطوا} [التوبة 49] وعلى الاختبار كقوله {وفتناك فتونا} [طه 40] وفيما يدفع إليه الإنسان من شدة ورخاء وفي الشدة أظهر معنى وأكثر استعمالا كقوله {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} [الأنبياء 35] ومنه قوله {وإن كادوا ليفتنونك} [الإسراء 73] أي يوقعونك في بلية وشدة في صرفك عن العمل بما أوحى إليك قاله الراغب

وقال والفتنة تكون من الأفعال الصادرة من الله ومن العبد كالبلية والمصيبة والقتل والعذاب والمعصية وغيرها من المكروهات فإن كانت من الله فهي على وجه الحكمة وإن كانت من الإنسان بغير أمر الله فهي مذمومة فقد ذم الله الإنسان بإيقاعه الفتنة فقال {والفتنة أشد من القتل} [البقرة 191] وقال {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات} [البروج 10] وقال {ما أنتم عليه بفاتنين} [الصافات 162] وقال {بأييكم المفتون} [القلم 6] وقال {واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله} [المائدة 49]

وقال غيره أصل الفتنة الاختبار ثم استعملت فيما أخرجته المحنة والاختبار إلى المكروه ثم أطلقت على كل مكروه أو آيل إليه كالكفر والإثم والتحريق والفضيحة والفجور وغير ذلك اهـ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر أصحابه من الفتن كما كان يستعيذ بالله من الفتن بعامة ومن فتن معينة بخاصة كفتنة النار وكعذاب النار أي أدعو أن تجيرني وتحفظني من الضلال المفضي إلى النار ومن عذاب النار نفسه

(وفتنة القبر وعذاب القبر) فتنة القبر سؤال الملكين وعذاب القبر ما يترتب على عدم التوفيق في الإجابة من العذاب

(ومن شر فتنة الغنى) التقييد هنا "بشر" لأن الغنى فيه خير باعتبار فالتقييد يخرج ما فيه من الخير سواء قل أو كثر قال الغزالي فتنة الغنى الحرص على جمع المال وحبه حتى يكسبه من غير حله ويمنعه من واجبات إنفاقه وحقوقه فينفقه في إسراف أو في باطل أو في مفاخر

(ومن شر فتنة الفقر) والمراد به الفقر المدقع الذي لا يصحبه خير ولا ورع حتى يتورط صاحبه بسببه فيما لا يليق بأهل الدين والمروءة ولا يبالي بسبب فاقته على أي حرام وثب ولا في أي حالة تورط وقيل المراد به فقر النفس الذي لا يرده ملك الدنيا بحذافيرها وليس فيه ما يدل على تفضيل الفقر على الغنى ولا عكسه

ص: 273

(وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال)"المسيح" بفتح الميم وتخفيف السين المكسورة آخره حاء يطلق على الدجال وعلى عيسى عليه السلام لكن إذا أريد الدجال قيد به وقال أبو داود في السنن "المسيح" بتشديد السين الدجال وبتخفيفها عيسى والمشهور الأول قال الجوهري من قاله بتخفيف السين فلمسحه الأرض ومن قاله بتشديدها فلكونه ممسوح العين وحكى بعضهم أنه بالخاء في الدجال وبالحاء في عيسى وفتنة المسيح الدجال ما يظهر على يديه من خوارق للعادات

(اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب) في رواية للبخاري "بالماء والثلج والبرد" الثلج ما جمد من الماء معروف والبرد ماء جامد ينزل من السحاب قطعا صغارا ويسمى حب الغمام وحب المزن فرواية "ماء الثلج والبرد" أي الماء الذي يتجمع منهما بعد أن يسيلا ورواية "بالماء والثلج والبرد" أي الماء الحاصل من غيرهما فذكر الثلج والبرد بعد الماء للتأكيد قال الخطابي أو لأنهما ماءان لم تمسهما الأيدي ولم يمتهنهما الاستعمال وقال ابن دقيق العيد عبر بذلك عن غاية المحو فإن الثوب الذي يتكرر عليه ثلاثة أشياء منقية يكون في غاية النقاء قال ويحتمل أن يكون المراد أن كل واحد من هذه الأشياء مجاز عن صفة يقع بها المحو وكأنه كقوله تعالى {واعف عنا واغفر لنا وارحمنا} [البقرة 286] وقال الكرماني يحتمل أن يكون في الدعوات الثلاثة إشارة إلى الأزمنة الثلاث فالمباعدة للمستقبل والتنقية للحال والغسل للماضي اهـ

(اللهم فإني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم) قال النووي الكسل عدم انبعاث النفس للخير وقلة الرغبة مع إمكانه

وأما "الهرم" بفتح الهاء والراء مصدر هرم الرجل بكسر الراء يهرم بفتحها هرما ومهرما بفتح الراء ومهرمة بلغ أقصى الكبر وكبر وضعف والمراد الاستعاذة من الرد إلى أرذل العمر كما جاء في الرواية الخامسة وسبب ذلك ما فيه من الخرف واختلال العقل والحواس وضعف الفهم والضبط وتشويه المنظر

وأما "المأثم" بفتح الميم وسكون الهمز وفتح الثاء فهو الإثم والمراد ما يقتضي الإثم ويوقع فيه

وأما "المغرم" بفتح الميم وسكون الغين وفتح الراء وهو الدين وفسره في أحاديث بقوله "لأن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف" ولأنه قد يمطل المدين صاحب الدين ولأنه قد يشتغل به قلبه وربما مات قبل وفائه فبقيت ذمته مرتهنة به

(والجبن .... والبخل) أما "الجبن" بضم الجيم وسكون الباء والبخل معروف واستعاذ منهما لما فيهما من التقصير في أداء الواجبات والقيام بحقوق الله تعالى وإزالة المنكر والإغلاظ على العصاة ولأنه بشجاعة النفس وقوتها المعتدلة تتم العبادات ويقوم بنصر المظلوم والجهاد

ص: 274

وبالسلامة من البخل يقوم بحقوق المال وينبعث للإنفاق والجود ولمكارم الأخلاق ويمتنع من الطمع فيما ليس له قال العلماء واستعاذته صلى الله عليه وسلم من هذه الأشياء لتكمل صفاته في كل أحواله وشرعه أيضا تعليما لأمته

(ومن فتنة المحيا والممات) أي فتنة الحياة والموت أي فتنة زمن الحياة وزمن الموت من أول النزع قال ابن بطال هذه كلمة جامعة لمعان كثيرة وينبغي للمرء أن يرغب إلى ربه في رفع ما نزل ودفع ما لم ينزل ويستشعر الافتقار إلى ربه في جميع ذلك

وقال ابن دقيق العيد فتنة المحيا مما يعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا والشهوات والجهالات وأعظمها والعياذ بالله أمر الخاتمة عند الموت وفتنة الممات يجوز أن يراد بها الفتنة عند الموت أضيفت إليه لقربها منه ويكون المراد بفتنة المحيا على هذا ما قبل ذلك ويجوز أن يراد بها فتنة القبر

(كان يتعوذ من سوء القضاء) أي القضاء المسيء المحزن في الدين والدنيا والبدن والمال والأهل

(ومن درك الشقاء) أي ومن أن يدركني الشقاء في الدنيا أو في الآخرة و"درك" المشهور فيها فتح الراء وحكى القاضي وغيره أن بعض رواة مسلم رواه ساكن الراء وهي لغة

(ومن شماتة الأعداء) أي فرح الأعداء ببلية تنزل بي يقال شمت بكسر الميم وشمت بفتحها فهو شامت وأشمته غيره

(ومن جهد البلاء) بفتح الجيم وضمها والفتح أشهر وأفصح وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه فسره بقلة المال وكثرة العيال وقال غيره هي الحال الشاقة

(من نزل منزلا) في حقل أو صحراء أو بيت مهجور أو غابة أو غار أو بئر

(ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك)"التامات" قيل الكاملات التي لا يدخل فيها نقص ولا عيب وقيل النافعة الشافية وقيل المراد بالكلمات هنا القرآن

(يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة)"ما" استفهامية للتهويل والتفخيم مثلها في قوله تعالى {ما الحاقة} أي ما لقيت من آلام لدغة عقرب بالأمس شيء عظيم هائل

(إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل

) أي إذا أردت النوم في مكان نومك فتوضأ قال النووي ثلاث سنن مهمة مستحبة ليست

ص: 275

بواجبة إحداها الوضوء عند إرادة النوم فإن كان متوضئا كفاه ذلك الوضوء لأن المقصود النوم على طهارة مخافة أن يموت في ليلته وليكون أصدق لرؤياه وأبعد من تلعب الشيطان به في منامه وترويعه إياه الثانية النوم على الشق الأيمن لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن ولأنه أسرع إلى الانتباه الثالثة ذكر الله تعالى ليكون خاتمة عمله و"الشق" الجانب

(اللهم إني أسلمت وجهي إليك) في الرواية الحادية عشرة "اللهم أسلمت نفسي إليك" أي استسلمت وجعلت نفسي منقادة لك طائعة لحكمك وقيل المراد بالوجه القصد

(وألجأت ظهري إليك) أي توكلت عليك واعتمدتك في أمري كله كما يعتمد الإنسان بظهره إلى ما يسنده

(رغبة ورهبة إليك) أي طمعا في ثوابك وخوفا من عقابك وعذابك قال ابن الجوزي أسقط "من" مع ذكر الرهبة أي والأصل رهبة منك وأعمل "إلى" مع ذكر الرغبة وهو على طريق الاكتفاء كقول الشاعر وزججت الحواجب والعيونا

والعيون لا تزجج وكان حقه أن يقول وكحلن العيونا

(لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك) قال الحافظ ابن حجر أصل "ملجأ" بالهمز و"منجا" بغير همز ولكن لما جمعا جاز أن يهمزا للازدواج وأن يترك الهمز فيهما وأن يهمز المهموز ويترك الآخر فهذه ثلاثة أوجه ويجوز التنوين مع القصر فهذه خمسة أوجه

(آمنت بكتابك الذي أنزلت) يحتمل أن يراد به القرآن ويحتمل أن يراد به الجنس فيشمل كل كتاب أنزل

(ونبيك الذي أرسلت) في رواية "أرسلته"

(فإن مت من ليلتك مت وأنت على الفطرة) المراد من الفطرة هنا فطرة المقربين أو فطرة أصحاب اليمين فإن المؤمن إذا مات من غير أن يذكر هذا الدعاء مات على فطرة الإسلام

زاد في ملحق الرواية "وإن أصبحت أصبت خيرا"

(قال فرددتهن لأستذكرهن) ردد بتشديد الدال الأولى أي ردد البراء هذه الكلمات بصوت مرتفع ليحفظها

(فقلت آمنت برسولك الذي أرسلت قال قل آمنت بنبيك الذي أرسلت) في رواية عند الترمذي "فطعن بيده في صدري ثم قال ونبيك الذي أرسلت" واختلف العلماء في سبب إنكاره صلى الله عليه وسلم فقال المازري وغيره إن هذا ذكر ودعاء فينبغي فيه الاقتصار على اللفظ الوارد بحروفه وقد يتعلق الجزاء بتلك الحروف ولعله أوحى إليه صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمات فيتعين أداؤها بحروفها قال النووي وهذا القول حسن وقيل لأن قوله "ونبيك الذي أرسلت" فيه

ص: 276

جزالة من حيث صنعة الكلام وفيه جمع النبوة والرسالة فإذا قال "ورسولك الذي أرسلت" فإن فيه من تكرير لفظ "رسول" و"أرسلت" وأهل البلاغة يعيبونه وقد قدمنا في أول الكتاب في شرح خطبة هذا الكتاب أنه لا يلزم من الرسالة النبوة ولا عكسه وقال القرطبي تبعا لغيره هذا حجة لمن لم يجز الرواية بالمعنى وهو الصحيح من مذهب مالك فإن لفظ النبوة والرسالة مختلفان في أصل الوضع فإن النبوة من النبأ وهو الخبر فالنبي في العرف المنبأ من جهة الله بأمر يقتضي تكليفا وإن أمر بتبليغه إلى غيره فهو رسول وإلا فهو نبي غير رسول وعلى هذا فكل رسول نبي ولا عكس فأراد صلى الله عليه وسلم أن يجمع بينهما في اللفظ لاجتماعهما في النبأ وليخرج عن شبه التكرار في اللفظ من غير فائدة فإنه إذا قال "ورسولك" فقد فهم منه أنه أرسله فإذا قال "الذي أرسلت" صار كالحشو الذي لا فائدة فيه.

قال الحافظ ابن حجر وأما الاستدلال به لمنع الرواية بالمعنى مطلقا ففيه نظر وخصوصا إبدال الرسول بالنبي وعكسه إذا وقع في الرواية لأن الذات المحدث عنها واحدة فالمراد يفهم بأي صفة وصف بها الموصوف إذا ثبتت الصفة له وهذا بناء على أن السبب في منع الرواية بالمعنى أن الذي يستجيز ذلك قد يظن أنه يوفى بمعنى اللفظ الآخر ولا يكون كذلك في نفس الأمر كما عهد في كثير من الأحاديث فالاحتياط الإتيان باللفظ فعلى هذا إذا تحقق بالقطع أن المعنى فيهما متحد لم يضر ثم رجح الحافظ ما قاله المازري في الحكمة في رده صلى الله عليه وسلم على من قال "الرسول" بدل "النبي".

(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه قال اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت وإذا استيقظ قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور) قال الزجاج النفس التي تفارق الإنسان عند النوم هي التي للتمييز والتي تفارقه عند الموت هي التي للحياة وهي التي يزول معها التنفس وسمى النوم موتا لأنه يزول معه العقل والحركة تمثيلا وتشبيها اهـ ويحتمل أن يكون المراد من الموت هنا السكون من قولهم ماتت الريح أي سكنت فيحتمل أن يكون أطلق الموت على النائم بمعنى إرادة السكون لحركته لقوله تعالى {هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه} [يونس 67] قاله الطيبي.

وقال القرطبي النوم والموت يجمعهما انقطاع تعلق الروح بالبدن وذلك قد يكون ظاهرا وهو النوم ولذا قيل النوم أخو الموت وباطنا وهو الموت فإطلاق الموت على النوم يكون مجازا لاشتراكهما في مطلق انقطاع الروح بالبدن.

وقال الطيبي الحكمة في إطلاق الموت على النوم أن انتفاع الإنسان بالحياة إنما هو لتحري رضا الله عنه وقصد طاعته واجتناب سخطه وعقابه فمن نام زال عنه هذا الانتفاع فكان كالميت فحمد الله تعالى على هذه النعمة وزوال ذلك المانع قال وهذا التأويل موافق للحديث روايتنا الرابعة عشرة "إن أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر لها" وينتظم مع قوله "وإليه النشور" أي وإليه المرجع في نيل الثواب بما يكتسب في الحياة

ص: 277

(إذا أخذ مضجعه من الليل) وفي ملحق الرواية "إذا أويت إلى فراشك" أي انضممت إليه ودخلت فيه

وفي الرواية الرابعة عشرة "اللهم خلقت نفسي وأنت توفاها" فيه حذف إحدى التاءين تخفيفا والأصل تتوفاها

(اللهم إني أسألك العافية) أي في الدنيا والآخرة

(أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته) أي من شر كل شيء من المخلوقات لأنها كلها في سلطانه وهو آخذ بناصيتها

(اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء)"الظاهر" من أسماء الله تعالى قيل هو من الظهور بمعنى القهر والغلبة وكمال القدرة ومنه ظهر فلان على فلان وقيل الظاهر بالدلائل القطعية والباطن المحتجب عن خلقه وقيل العالم بالخفيات

وأما تسميته سبحانه وتعالى "بالآخر" فقال الباقلاني معناه الباقي بصفاته من العلم والقدرة وغيرهما التي كان عليها في الأزل ويكون كذلك بعد موت الخلائق وذهاب علومهم وقدرهم وحواسهم وتفرق أجسامهم قال وتعلقت المعتزلة بهذا الاسم فاحتجوا به لمذهبهم في فناء الأجسام وذهابها بالكلية قالوا ومعناه الباقي بعد فناء خلقه قال النووي ومذهب أهل الحق خلاف ذلك وأن المراد الآخر بصفاته بعد ذهاب صفاتهم ولهذا يقال آخر من بقي من بني فلان فلان يراد حياته ولا يراد فناء أجسام موتاهم وعدمها هذا كلام الباقلاني

(اقض عنا الدين) يحتمل أن المراد بالدين هنا حقوق الله تعالى وحقوق العباد كلها من جميع الأنواع ويحتمل أن المراد بها ديون العباد المالية

(إذا أوى أحدكم إلى فراشه فيأخذ داخلة إزاره فلينفض بها فراشه وليسم الله فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه) داخلة الإزار طرفه ومعناه أنه يستحب أن ينفض فراشه قبل أن يدخل فيه لئلا يكون فيه حية أو عقرب أو غيرهما من المؤذيات "لا يعلم ما خلفه" بتخفيف اللام أي ما حدث بعده في فراشه ولينفض ويده مستورة بطرف إزاره لئلا يحصل في يده مكروه إن كان هناك

وهذه النصيحة خاضعة للبيئة وهذه الهيئة مطلوبة في نفس الظروف التي نصح بها فيها أما في ظروف أخرى كالمدن النظيفة من الحشرات فالمستحب الذكر والدعاء

(الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا) مناسبة هذا الدعاء للنوم استجماع حصيلة النهار من النعم والحمد عليها و"آوانا" قال النووي الصحيح أنه هنا ممدود وفي "أويت إلى فراشك" السابقة بالقصر وحكى القصر فيهما وقيل معنى "آوانا" هنا رحمنا

ص: 278

(فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي) بضم الميم وسكون الهمز وكسر الواو أي فكثير من المخلوقات لا راحم له ولا عاطف عليه من الخلق وقيل معناه لا وطن له ولا سكن يأوى إليه

(من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل) قالوا معناه من شر ما اكتسبته مما قد يقتضي عقوبة في الدنيا أو يقتضي عقوبة في الآخرة وإن لم أكن قصدته ويحتمل أن المراد تعليم الأمة الدعاء

(اللهم لك أسلمت وبك آمنت) معناه لك انقدت وبك صدقت

(وعليك توكلت) أي فوضت أمري إليك

(وإليك أنبت) أي رجعت وتبت أو أقبلت بهمتي وطاعتي وأعرضت عما سواك

(وبك خاصمت) أي بك أحتج وأدافع وأقاتل وتقديم معمول الفعل في الأفعال الخمسة يفيد القصر

(كان إذا كان في سفر وأسحر) أي قام في السحر أو انتهى سيره إلى السحر وهو آخر الليل

(يقول سمع سامع) قال النووي روى بوجهين أحدهما فتح الميم وتشديدها من "سمع" واختاره القاضي ومعناه بلغ قولي هذا لغيره كل من سمعه الوجه الثاني كسر الميم وتخفيفها أي وعي قولي هذا واع والجملة خبرية لفظا طلبية معنى أي بلغوا ما تسمعون من هذا الذكر أو انتبهوا واحفظوا واذكروا بما تسمعون من الذكر

(بحمد الله وحسن بلائه علينا ربنا صاحبنا وأفضل علينا عائذا بالله من النار) أي بحمد الله أصبحنا وأسحرنا وبحسن بلائه علينا وصلنا إلى ما نحن عليه من نعم يا ربنا صاحبنا بسكون الباء أي كن معنا في سفرنا احفظنا واكلأنا و"أفضل علينا" وأسبغ علينا آلاءك و"عائذا" حال من فاعل "يقول" أي يقول ذلك مستعيذا من النار قائلا في الأول أو في الآخر أو في الوسط اللهم إنا نعوذ بك من النار

(اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني) الإسراف مجاوزة الحد أي أنا متصف بهذه الأشياء اغفرها لي قيل قاله تواضعا أو اعتبر فوات الكمال ذنبا وقيل أراد ما كان عن سهو وقيل ما كان قبل النبوة وعلى كل حال فهو صلى الله عليه وسلم مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فدعا بهذا وغيره تواضعا لأن الدعاء عبادة ومعنى "وكل ذلك عندي" أي موجود أو ممكن

ص: 279

(اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى) العفاف والعفة هو التنزه عما لا يباح والكف عنه والغنى هنا غنى النفس والاستغناء عن الناس وعما في أيديهم لأنه صلى الله عليه وسلم رفض غنى المال

(اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها) معنى "زكها" طهرها "وخير" في "أنت خير من زكاها" ليست أفعل تفضيل بل المعنى لا مزكي لها إلا أنت قال النووي هذا الحديث وغيره من الأدعية المسجوعة دليل لما قاله العلماء أن السجع المذموم في الدعاء هو المتكلف فإنه يذهب الخشوع والخضوع والإخلاص فأما ما حصل بلا تكلف ولا إعمال فكر لكمال الفصاحة ونحو ذلك أو كان محفوظا فلا بأس به بل هو حسن.

(أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر) قال النووي قال القاضي رويناه بإسكان الباء وفتحها فالإسكان بمعنى التعاظم على الناس والفتح بمعنى الهرم والخرف والرد إلى أرذل العمر وهذا أشهر وأظهر كما في الأحاديث الأخرى

(وغلب الأحزاب وحده) أي قبائل الكفار المتحزبين وغلبهم "وحده" أي من غير قتال الآدميين بل أرسل عليهم ريحا وجنودا لم تروها

(فلا شيء بعده) أي لا شيء سواه

(اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد سداد السهم)"سداد السهم" بفتح السين تقويمه ومعنى "سددني" وفقني واجعلني منتصبا في جميع أموري مستقيما وأصل السداد الاستقامة والقصد في الأمور وأما "الهدى" هنا فهو الرشاد.

والمأمور بقوله "واذكر بالهدى .. إلخ" هو الداعي بهذا الدعاء أي وتذكر أيها الداعي حين تدعو بالهداية والسداد تذكر أن هادي الطريق لا يزيغ عنه ومسدد السهم يحرص على تقويمه ولا يستقيم رميه حتى يقومه وكذلك الداعي ينبغي أن يحرص على تسديد علمه وتقويمه ولزوم السنة وقيل ليتذكر بهذا لفظ السداد والهدى لئلا ينساه والأول أولى

(وهي في مسجدها) أي مصلاها الذي صلت فيه الصبح في بيتها.

(سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته)"مداد كلماته" بكسر الميم قيل معناه مثلها في العدد وقيل مثلها في أنها لا تنفد وقيل في الثواب والمداد هنا مصدر بمعنى المدد وهو ما كثر به الشيء قال العلماء واستعماله هنا مجاز لأن كلمات الله تعالى لا تنحصر والمراد المبالغة في الكثرة لأنه ذكر أولا ما يحصره العد الكثير من عدد الخلق ثم زنة العرش ثم ارتقى إلى ما هو أعظم من ذلك وعبر عنه بهذا أي ما لا يحصيه عد كما لا تحصى كلمات الله.

ص: 280

(حتى وجدت برد قدمه على صدري)"قدمه" هنا مفردة وفي البخاري "قدميه" بالتثنية قال النووي وهي زيادة ثقة مقبولة

(ما تلقى من الرحى في يدها) وفي رواية "مما تطحن" وفي رواية "وأنا والله قد طحنت حتى مجلت يداي" وفي رواية عن علي "كانت عندي فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم فجرت بالرحى حتى أثرت بيدها واستقت بالقربة حتى أثرت في عنقها وقمت البيت حتى أغبرت ثيابها" وفي رواية "وخبزت حتى تغير وجهها"

(قال ألا أعلمكما خيرا مما سألتما) في الرواية الرابعة والثلاثين "ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم"

(قيل لعلي ما تركتهن ليلة صفين قال ولا ليلة صفين) معناه لم يمنعني منهن ذلك الأمر والشغل الذي كنت فيه وليلة صفين هي ليلة الحرب المعروفة بصفين وهي موضع بقرب الفرات كانت فيه حرب عظيمة بينه وبين أهل الشام

(إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا) قال القاضي سببه رجاء تأمين الملائكة على الدعاء واستغفارهم وشهادتهم بالتضرع والإخلاص

قال النووي وفيه استحباب الدعاء عند حضور الصالحين والتبرك بهم

(كان يقول عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم

) قال النووي حديث جليل ينبغي الاعتناء به والإكثار منه عند الكرب والأمور العظيمة قال الطبري كان السلف يدعون به ويسمونه دعاء الكرب فإن قيل هذا ذكر وليس فيه دعاء فجوابه من وجهين مشهورين أحدهما أن هذا الذكر يستفتح به الدعاء ثم يدعو بما شاء الثاني جواب سفيان بن عيينة فقال أما علمت قوله تعالى "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وقال الشاعر

إذا أثنى عليك المرء يوما

كفاه من تعرضه الثناء

(كان إذا حزبه أمر) بفتح الحاء والزاي أي نابه وألم به أمر شديد

قال القاضي قال بعض العلماء وهذه الفضائل المذكورة في هذه الأذكار إنما هي لأهل الشرف في الدين والطهارة من الكبائر دون المصرين وغيرهم قال القاضي وهذا فيه نظر والأحاديث عامة قال النووي الصحيح أنها لا تختص

(إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده) في الرواية السابقة "سئل أي الكلام أفضل قال ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده سبحان الله وبحمده" وهذا محمول على كلام الآدمي وإلا فالقرآن أفضل وكذا قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل والتكبير المطلق فأما المأثور في وقت أو حال ونحو ذلك فالاشتغال به أفضل

ص: 281

(إلا قال الملك ولك بمثل) بكسر الميم وسكون الثاء وتنوين اللام وفي الرواية التالية "آمين ولك بمثل" وفي الرواية بعدها "دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل" أي فالملك يؤمن على الدعاء ويدعو للداعي بمثل ما دعا به لأخيه

(يستجاب لأحدكم ما لم يعجل) بفتح الياء وسكون العين وفتح الجيم فسرها في الحديث بقوله

(فيقول قد دعوت فلا) بفتح اللام مع التنوين الذي هو عوض عن جملة فسرها بقوله

(فلم يستجب لي) وفي الرواية الأخيرة "ما لم يستعجل قيل يا رسول الله ما الاستعجال قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيتحسر عند ذلك ويدع الدعاء"

قال أهل اللغة يقال حسر واستحسر إذا أعيا وانقطع عن المشي والمراد هنا أنه ينقطع عن الدعاء ففيه أنه ينبغي إدامة الدعاء ولا يستبطئ الإجابة

-[فقه الحديث]-

هذه جملة من الأذكار والأدعية بعضها مطلق صالح لكل زمان وبعضها مقيد بزمن أو بحالة وما ذكر هنا ليس حاصرا للأذكار والأدعية ولا ينبغي لأحد أن يحصرها أو يدعي حصرها ولذلك نجد غيرها في كتب الصحيح ونجد للصحابة أذكارا وأدعية غير واردة بالنص وإن كانت داخلة تحت المنصوص وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر دعاء وذكرا ورد على لسان أحد الصحابة حين سمعه يقول "حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد"

وبعد أن شرحنا غريب ألفاظ أحاديثنا نورد أذكارها وأدعيتها باختصار

الأذكار والأدعية المطلقة

اللهم فإني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار وفتنة القبر وعذاب القبر ومن شر فتنة الغنى ومن شر فتنة الفقر وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم فإني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم

اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل وأعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات

اللهم إني أعوذ بك من سوء القضاء ومن درك الشقاء ومن شماتة الأعداء ومن جهد البلاء

ص: 282

اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل

اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون

اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير

اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر

اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى

اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها

لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده فلا شيء بعده

اللهم اهدني وسددني

اللهم إني أسألك الهدى والسداد

سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

الذكر عند المساء وعند الصباح

أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم أسألك خير هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها اللهم إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر اللهم إني أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر وإذا أصبح قال ذلك أيضا أصبحنا وأصبح الملك لله

إلخ

الذكر عند النوم يتوضأ ثم يضطجع على شقه الأيمن ثم يقول

اللهم إني أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت

إذا أخذ مضجعه قال اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت

وإذا استيقظ قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور

وإذا أخذ مضجعه قال اللهم خلقت نفسي وأنت توفاها لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر لها اللهم إني أسألك العافية

ص: 283

اللهم رب السموات والأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر

إذا أوى إلى مضجعه نفض فراشه وثوب نومه وسمى الله وليضطجع على جنبه الأيمن ثم يقول

سبحانك اللهم ربي بك وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين

الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي

اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل ثم يكبر الله أربعا وثلاثين ويسبح الله ثلاثا وثلاثين ويحمد الله ثلاثا وثلاثين

عند الصباح سبحان الله وبحمده عدد خلقه سبحان الله وبحمده رضا نفسه سبحان الله وبحمده زنة عرشه ومداد كلماته

دعاء الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم ثم يدعو برفع كربه واللطف في قضائه وقدره

عند خوف الأذى من حشرة أو دابة أو إنسان أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق

عند سماع الديكة اللهم إنا نسألك فضلك وخيرك

عند سماع نهيق الحمار أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

من آداب الدعاء

قال ابن الجوزي اعلم أن دعاء المؤمن لا يرد غير أنه قد يكون الأولى له تأخير الإجابة أو يعوض بما هو أولى له عاجلا أو آجلا فينبغي للمؤمن أن لا يترك الطلب من ربه فإنه متعبد بالدعاء كما هو متعبد بالتسليم والتفويض

ومن جملة آداب الدعاء تحري الأوقات الفاضلة كالسجود وعند الأذان ومنها تقديم الوضوء والصلاة واستقبال القبلة ورفع اليدين وتقديم التوبة والاعتراف بالذنب والإخلاص وافتتاحه بالحمد والثناء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والسؤال بالأسماء الحسنى اهـ

والله أعلم.

ص: 284