الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(763) باب سعة رحمة الله تعالى على المؤمنين وفداء كل مسلم بكافر من النار
6092 -
عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول هذا فكاكك من النار".
6093 -
عن أبي بردة يحدث عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه النار يهوديا أو نصرانيا" قال فاستحلفه عمر بن عبد العزيز بالله الذي لا إله إلا هو ثلاث مرات أن أباه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فحلف له قال فلم يحدثني سعيد أنه استحلفه ولم ينكر على عون قوله.
6094 -
عن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى" فيما أحسب أنا قال أبو روح لا أدري ممن الشك قال أبو بردة فحدثت به عمر بن عبد العزيز فقال أبوك حدثك هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت نعم.
6095 -
عن صفوان بن محرز قال قال رجل لابن عمر كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى قال سمعته يقول "يدنى المؤمن يوم القيامة من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه فيقول هل تعرف فيقول أي رب أعرف قال فإني قد سترتها عليك في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم فيعطى صحيفة حسناته وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رءوس الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على الله".
-[المعنى العام]-
خلق الله الجنة تتسع لجميع أفراد الإنس والجن ومن شاء من المخلوقين وخلق النار تتسع لجميع أفراد الإنس والجن ومن شاء من المخلوقين وكأن لكل من المخلوقين مكانا في الجنة ومكانا في النار لكن شاءت حكمته أن يكون للجنة أهلها من الطائعين وللنار أهلها من العاصين ونتيجة لذلك يحتل أهل الجنة في الجنة مكان العاصين الذين أدخلوا النار ويحتل أهل النار في النار مكان الطائعين الذين أدخلوا الجنة وكأن أهل النار فكوا أهل الجنة من سجنهم الذي كان ينتظرهم في النار وكأن أهل الجنة حملوا أهل النار أوزارهم وسيئاتهم التي غفرها الله لهم
هذا ما تصوره الأحاديث في توريث الجنة والنار وصدق الله العظيم إذ يقول {وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون} [الزخرف 72]
-[المباحث العربية]-
(إذا كان يوم القيامة)"كان" تامة و"يوم القيامة" فاعل أي إذا جاء وحصل يوم القيامة
(دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول هذا فكاكك من النار) وفي الرواية الثانية "لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه النار يهوديا أو نصرانيا"
وفي الرواية الثالثة "يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى" قال النووي الفكاك بفتح الفاء وكسرها والفتح أفصح وأشهر وهو الخلاص والفداء
قال ومعنى هذا الحديث ما جاء في حديث أبي هريرة لكل أحد منزل في الجنة ومنزل في النار فالمؤمن إذا دخل الجنة خلفه الكافر في النار لاستحقاق ذلك بكفره فمعنى أن يقال له "هذا فكاكك من النار" أنك كنت معرضا لدخول النار وهذا فكاكك لأن الله تعالى قدر لها عددا يملؤها فإذا دخلها الكفار بكفرهم وذنوبهم صاروا في معنى الفكاك للمسلمين
ثم قال وأما معنى "يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب" فهو أن الله تعالى يغفر تلك الذنوب للمسلمين ويسقطها عنهم ويضع على اليهود والنصارى مثلها بكفرهم وذنوبهم فيدخلهم النار بأعمالهم لا بذنوب المسلمين
قال ولا بد من هذا التأويل لقوله تعالى {ولا تزر وازرة وزر أخرى} [الأنعام 164] وأما قوله "ويضعها" فمجاز والمراد يضع عليهم مثلها بذنوبهم لكن لما أسقط سبحانه وتعالى عن المسلمين سيئاتهم وأبقى على الكفار سيئاتهم صاروا في معنى من حمل إثم الفريقين لكونهم حملوا الإثم الباقي وهو إثمهم قال ويحتمل أن يكون المراد آثاما كان للكفار سبب فيها بأن سنوها فتسقط
عن المسلمين بعفو الله تعالى ويوضع على الكفار مثلها لكونهم سنوها ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها والله أعلم
-[فقه الحديث]-
نكتفي بما ذكرناه في المباحث العربية والمعنى العام
والله أعلم