الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(774) باب مثل المؤمن كالزرع ومثل المنافق والكافر كالأرزة
6165 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد".
6166 -
وفي رواية عن الزهري غير أن في حديث عبد الرزاق مكان قوله تميله "تفيئه".
6167 -
عن ابن كعب عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح تصرعها مرة وتعدلها أخرى حتى تهيج ومثل الكافر كمثل الأرزة المجذية على أصلها لا يفيئها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة".
6168 -
عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الرياح تصرعها مرة وتعدلها حتى يأتيه أجله ومثل المنافق مثل الأرزة المجذية التي لا يصيبها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة".
6169 -
وفي رواية عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم غير أن محمودا قال في روايته عن بشر "ومثل الكافر كمثل الأرزة" وأما ابن حاتم فقال "مثل المنافق" كما قال زهير.
6170 -
وفي رواية عن ابن كعب بن مالك عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو حديثهم وقال جميعا في حديثهما عن يحيى "ومثل الكافر مثل الأرزة".
-[المعنى العام]-
ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ورفع له بها من درجاته
وقد روى "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وجع فجعل يتقلب على فراشه ويشتكي فقالت له عائشة لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه فقال إن الصالحين يشدد عليهم وإنه لا يصيب المؤمن نكبة شوكة فما فوقها إلا كتب الله له بها حسنة ورفع له بها درجة"
وهكذا نجد الأحاديث الصحيحة صريحة في ثبوت الأجر بمجرد حصول المصيبة وأما الصبر والرضا فقدر زائد يمكن أن يثاب عليه زيادة على ثواب المصيبة
وقد فتح الله للمسلم أبواب تكفير السيئات ورفع الدرجات فكان حال المسلم خيرا كله إن أصابته نعماء فشكر كان خيرا له وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له
فالمؤمن حيث جاءه أمر الله انطاع له أما الكافر والفاجر والمنافق فقد يمدهم الله بالنعم الكثيرة مدا لكنه كما قال جل شأنه {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين} [آل عمران 178]
وكثيرا لا يتفقد الله الكافر باختباره بل يهيئ له التيسير في الدنيا ليتعسر عليه الحال في المعاد حتى إذا أراد إهلاكه قصمه فيكون موته أشد عذابا عليه
-[المباحث العربية]-
(مثل المؤمن كمثل الزرع) المثل هنا يراد به الصفة أي صفة المؤمن كصفة الزرع أي صاحب العود الضعيف اللين وفي الرواية الثانية والثالثة "مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع" و"الخامة" بالميم المخففة الطاقة والقصبة اللينة من الزرع وألفها منقلبة عن واو
(لا يزال الريح تميله) أي تميل الزرع يمينا وشمالا وفي الرواية الثانية "كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح" أي تميلها الريح "تصرعها مرة وتعدلها أخرى" أي تخفضها مرة وترفعها أخرى "حتى تهيج" أي حتى تستوي ويكمل نضجها وتيبس وفي الرواية الثالثة "تفيئها الرياح تصرعها مرة وتعدلها"
(ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء) هذه هي حالة المشبه أي شبهنا المؤمن في كثرة أمراضه وابتلائه وهمومه وأحزانه بالزرعة الضعيفة في كثرة تأثرها بالرياح
(ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد) بفتح التاء الأولى والثانية وكسر الصاد قال النووي كذا ضبطناه وكذا نقله القاضي عن رواية الأكثرين أي يقوم بها الحصد وعن بعضهم بضم أوله وفتح الصاد على ما لم يسم فاعله أي حتى يقع عليها الحصد قال والأول أجود أي لا تتغير حتى تنقلع مرة واحدة وفي الرواية الثانية "ومثل الكافر" وفي رواية للبخاري "ومثل الفاجر" والأرزة بفتح الهمزة وراء ساكنة ثم زاي قال النووي هذا هو المشهور في ضبطها وهو المعروف في الروايات وكتب الغريب وذكر الجوهري وصاحب نهاية الغريب أنها تقال أيضا بفتح الراء وقال بعضهم هي الآرزة بالمد وكسر الراء على وزن الفاعلة وأنكرها أبو عبيد وقد قال أهل اللغة الآرزة بالمد هي الثابتة قال النووي وهذا المعنى صحيح هنا فإنكار أبي عبيد محمول على إنكار روايتها كذلك لا إنكار صحة معناها قال أهل اللغة والغريب الأرز شجر معروف يقال له الأرزن يشبه شجر الصنوبر بفتح الصاد يكون بالشام وبلاد الأردن وقيل هو الصنوبر
وفي الرواية الثانية "ومثل الكافر كمثل الأرزة المجذبة على أصلها" أي الثابتة المنتصبة على جذرها و"مجذبة" بضم الميم وسكون الجيم وكسر الذال وفتح الباء يقال جذب يجذب وأجذب يجذب
(لا يفيئها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة) والانجعاف الانقلاع
-[فقه الحديث]-
المؤمن كثير الآلام في بدنه وأهله وماله وذلك مكفر لسيئاته ورافع لدرجاته وأما الكافر فقليل الآلام وإن وقع به شيء لم يكفر شيئا من سيئاته بل يأتي بها يوم القيامة كاملة وهذه الحال هي الغالبة والكثيرة في حال الاثنين
وفي الحديث تشبيه المعقول بالمحسوس للإيضاح وليستقر في النفس فضل استقرار
والله أعلم.