الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رضاهمْ، والتقربُ منهمُ، والحرصُ على ثنائِهم، والتضرُّر بذمِّهمْ، وهذا من ضعفِ التوحيدِ.
فليتك تحلو والحياةُ مريرةٌ
…
وليتك ترْضى والأنامُ غضابُ
إذا صحَّ منك الودُّ فالكُلُّ هيِّنٌ
…
وكلُّ الذي فوق الترابِ ترابُ
أسبابُ انشرحِ الصَّدْرِ
أهمُّها: التوحيدُ: فإنهُ بِحسبِ صفائِهِ ونقائِه يوسعُ الصدرَ، حتى يكون أوسع من الدنيا وما فيها.
ولا حياة لمُشركٍ وملحِدٍ، يقولُ سبحانه وتعالى:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} . وقال سبحانه: {فَمَن يُرِدِ اللهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلَامِ} . وقال سبحانه: {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ} .
وتوعَّد اللهُ أعداءه بضيقِ الصَّدرِ والرهبةِ والخوفِ والقلقِ والاضطرابِ، {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً} ، {فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ} ، {فَمَن يُرِدِ اللهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} .
ومما يشرحُ الصَّدْرَ: العلمُ النافعُ، فالعلماءُ أشرحُ الناسِ صدوراً، وأكثرُهم حُبوراً، وأعظمُهمْ سروراً، لما عندهمْ من الميراثِ المحمديِّ النبويِّ:{وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} ، {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} .
ومنها: العملُ الصالحُ: فإنَّ للحسنةِ نوراً في القلبِ، وضياءً في الوجهِ، وسَعَةَ في الرزقِ، ومحبةً في قلوبِ الخلْقِ، {لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً} .
ومنها: الشجاعةُ: فالشجاعُ واسعُ البطانِ، ثابتُ الجَنَانِ، قويُّ الأركانِ، لأنه يؤولُ على الرحمنِ، فلا تهمُّه الحوادثُ، ولا تهزُّهُ الأراجيفُ، ولا تزعزِعُهُ التوجساتُ.
تردَّى ثبات الموتِ حُمْراً فما أتى
…
لها الليلُ إلا وهي مِنْ سندسٍ خُضْرُ
وما مات حتى مات مضرِبُ سيفِهِ
…
مِن الضربِ واعتلتْ عليه القنا السّمْرُ
ومنها: اجتنابُ المعاصي: فإنها كدرٌ حاضرٌ، ووحشةٌ جاثمةٌ، وظلامٌ قاتمٌ.
رأيتُ الذنوب تُميتُ القلوب
…
وقدْ يُورثُ الذُّلَّ إدمانُها
ومنها: اجتنابُ كثرةِ المباحاتِ: من الكلامِ والطعامِ والمنام والخلطةِ، {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} ، {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} ، {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلَا تُسْرِفُواْ} .