الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دعِ القَلَقَ
لا تحزنْ، فإنَّ ربك يقولُ:
{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} : وهذا عامٌّ لكلِّ من حمَلَ الحقَّ وأبصرَ النورَ، وسلَكَ الهُدَى.
{أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ} : إذاً فهناك حقٌّ يشرحُ الصدور، وباطلٌ يقسِّيها.
{فَمَن يُرِدِ اللهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلَامِ} : فهذا الدينُ غايةٌ لا يصلُ إليها إلا المسدَّد.
{لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا} : يقولُها كلُّ منْ يتيقَّنَ رعاية اللهِ، وولايته ولطفه ونصرَه.
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} : كفايتُه تكفيك، وولايتُه تحميك.
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} : وكلُّ منْ سلك هذهِ الجادَّة حصل على هذا الفوزِ.
{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} : وما سواهُ فميِّتٌ غَيْرُ حيٍّ، زائلٌ غَيْرُ باقٍ، ذليلٌ وليس بعزيزٍ.
{وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَاّ بِاللهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ {127} إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} : فهذهِ معيتهُ الخاصةُ لأوليائِهِ بالحفظِ والرعايةِ والتأييدِ والولايةِ، بحسبِ تقواهمْ وجهادِهمْ.
{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} : علوّاً في العبوديةِ والمكانةِ.
{لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَاّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ} .
{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} .
وهذا عهدٌ لنْ يخْلَفَ، ووعدٌ لنْ يتأخَّرَ.
{وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ {44} فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا} .
{وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} .
لا تحزنْ وقدِّرْ أنكَ لا تعيشُ إلا يوماً واحداً فَحَسْبُ، فلماذا تحزنُ في هذا اليومِ، وتغضبُ وتثورُ؟!
في الأثرِ: ((إذا أصبحتَ فلا تنتظر المساءَ، وإذا أمسيتَ فلا تنتظرِ الصباحَ)) .
والمعنى: أن تعيشَ في حدودِ يومِك فَحَسْبُ، فلا تذكرِ الماضي، ولا تقلقْ من المستقبلِ. قال الشاعرُ:
ما مضى فاتَ والمؤمَّل غَيْبٌ
…
ولك الساعةُ التي أنت فيها
إنَّ الاشتغالَ بالماضي، وتذكُّرَ الماضي، واجترار المصائبِ التي حدثتْ ومضتْ، والكوارثَ التي انتهتْ، إنما هو ضَرْبٌ من الحُمْقِ والجنونِ.