الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نُقل عن «كانت» الفيلسوف الألماني أنه قال: ((إن مسرحيَّة الحياة الدنيا لم تكتملْ بَعْدُ، ولابدَّ من مشهدٍ ثانٍ؛ لأننا نرى هنا ظالماً ومظلوماً ولم نجدْ الإنصاف، وغالباً ومغلوباً ولم نجد الانتقام، فلابدَّ إذن من عالمٍ آخر يتمُّ فيه العَدْلُ)) .
قال الشيخ علي الطنطاوي معلِّقاً: وهذا الكلام اعتراف ضمني باليوم الآخر والقيامة، من هذا الأجنبي.
إذا جارَ الوزيرُ وكاتبِاهُ
…
وقاضي الأرضِ أجحف في القضاءِ
فَوَيْلٌ ثم وَيْلٌ ثُمَّ ويْلٌ
…
لقاضي الأرضِ من قاضي السماءِ
{لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} .
أقوالٌ عالميةٌ ونُقولاتٌ من تجاربِ القومِ
كتب «روبرت لويس ستيفنسون» : ((فكل إنسان يستطيع القيام بعمله مهما كان شاقّاً في يوم واحد، وكل إنسانٍ يستطيعُ العيش بسعادة حتى تغيب الشمسُ. وهذا ما تعنيه الحياة)) .
قال أحدهم: ((ليس لك من حياتِك إلا يومٌ واحد، أمس ذهب، وغَدٌ لم يأتِ)) .
كتب «ستيفن ليكوك» : فالطفل يقول: حين أصبح صبيّاً، والصبيُّ يقول: حين أُصبح شابّاً. وحين أُصبح شابّاً أتزوج. ولكن ماذا بعد الزواج؟ وماذا بَعْدَ كل هذه المراحل؟ تتغيرُ الفكرة نحو: حين أكون قادراً على
التقاعُد. ينظر خلفه، وتلفحه رياح باردة، لقد فقد حياته التي ولَّت دون أن يعيش دقيقةً واحدة منها، ونحن نتعلَّم بعد فواتِ الأوانِ أنَّ الحياة تقعُ في كل دقيقة وكلِّ ساعة من يومنا الحاضرِ)) .
وكذلك المسوّفُون بالتوبة.
قال أحد السلف: ((أنذرتُكم (سوف) ، فغنها كلمةٌ كم منعت من خير وأخَّرت من صلاح)) .
{ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} .
يقول الفيلسوف الفرنسي «مونتين» : ((كانت حياتي مليئة بالحظِّ السيئ الذي لم يرحمْ أبداً)) .
قلتُ: هؤلاء لم يعرفوا الحكمة من خلْقهم، على الرغم من ذكائهم ومعارفهم، لكن لم يهتدوا بهدي الله الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم، {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} . {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} .
يقول: «دانسي» : ((فكِّرْ إن هذا اليوم لن ينبثق ثانيةً)) .
قلتُ: وأجملُ منه وأكملُ حديث: ((صلِّ صلاةَ مودِّعٍ))
ومن جعل في خلدِهِ أن هذا اليوم الذي يعيشُ فيه آخرُ أيامِهِ، جدَّدَ توبته، وأحسن عمله، واجتهد في طاعِة ربِّهِ واتباعِ رسولِهِ صلى الله عليه وسلم.