الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعِدْها في شدائدها رخاءً
…
وذكِّرْها الشدائد في الرخاءِ
يُعدُّ صلاحُها هذا وهذا
…
وبالتركيبِ مَنْفَعَةُ الدواءِ
أطِبْ مطعمك تكنْ مستجاب الدعوةِ
كان سعدُ بنُ أبي وقَّاص يدركُ هذه الحقيقة، وهو أحدُ العشرةِ المبشرين بالجنةِ، وقد دعا له صلى الله عليه وسلم بسدادِ الرمي وإجابةِ الدعوةِ، فكان إذا دعا أُجيبْت دعوتُه كَفَلقِ الصبحِ.
أرسل عمرُ رضي الله عنه أناساً من الصحابة يسألون عن عدْلِ سعدٍ في الكوفةِ، فأثنى الناسُ عليه خيْراً، ولما أتْوا في مسجدِ حيٍّ لبني عبْسٍ، قام رجلٌ فقال: أما سألتموني عنْ سعدٍ؟ فإنه لا يعدلُ في القضيةِ، ولا يحكمُ بالسَّويَّةِ، ولا يمشي مع الرعية. فقال سعدٌ: اللهمَّ إنْ كان قام هذا رياءً وسمعةً فأعْمِ بصره، وأطلْ عمره، وعرِّضْه للفتنِ. فطال عُمْرُ هذا الرجلِ، وسقط حاجباهُ على عينيه، وأخذ يتعرَّضُ للجواري ويغمزهُنّ في شوارعِ الكوفةِ، ويقول: شيخٌ مفتون،، أصابتْني دعوة سعْدٍ.
إنه الاتصالُ باللهِ عز وجل، وصدق النية معه، والوثوق بموعودِه، تبارك اللهُ ربَّ العالمين.
وفي «سيرِ أعلامِ النبلاءِ» : عن سُعد أيضاًَ: أن رجلاً قام يَسُبُّ علياً رضي الله عنه، فدافع سعدٌ عن علي، واستمرَّ الرجل في السبِّ والشتمِ، فقال سعدٌ: اللهم اكفنيه بما شئت. فانطلق بعيرٌ من الكوفةِ فأقبل
مسرعاً، لا يلوي على شيء، وأخذ يدخل من بينِ الناس حتى وَصَلَ إلى الرجلِ، ثم داسه بخفَّيْه حتى قتله أمام مشهدٍ ومرأى من الناسِ.
وإنني أعرضُ لك هذه القصص لتزداد إيماناً ووثوقاً بموعودِ ربِّك فتدعوه وتناجيه، وتعلم أن اللطف لطفُه سبحانه، وأنه قد أمرك في محكم التنزيل فقال:{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} . {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} ..
لقد استدعى الحجَّاجُ الحسن البصريَّ ليبطش به، وذهب الحسنُ وما في ذهنه إلا عنايةُ اللهِ ولطفُ الله، والوثوقُ بوعِد اللهِ، فأخذ يدعو ربَّه، ويهتفُ بأسمائِه الحسنى، وصفاتِه العلى، فيحوِّل اللهُ قلب الحجاجِ، ويقذفُ في قلبه الرعب، فما وصل الحسَنُ إلا وقد تهيأ الحجاجُ لاستقبالِه، وقام إلى البابِ، واستقبل الحَسَنَ، وأجلسَه معه على السريرِ، وأخذ يُطيِّب لحيته، ويترفَّقُ به، ويُلينُ له في الخطابِ!! فما هو إلا تسخيرُ ربِّ العزةِ والجلالِ.
إنَّ لطف اللهِ يسري في العالمِ، في عالم الإنسانِ، في عالمِ الحيوانِ، في البرِّ والبحْرِ، في الليلِ والنهارِ، في المتحركِ والساكنِ، {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لَاّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً} .
صحَّ: أنَّ سليمان عليه السلام قد أُوتي منطق الطيرِ، خَرَجَ يستسقي بالناسِ، وفي طريقِه من بيتِه إلى المصلَّ رأى نملةً قد رفعتْ رجليها تدعو