الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا تحزنْ ممَّا يُتَوَقَّع
وُجدَ في التوراةِ مكتوباً: أكثرُ ما يُخاف لا يكونُ!
ومعناهُ: إنَّ كثيراً مما يتخوَّفُهُ الناسُ لا يقعُ، فإنَّ الأوهامَ في الأذهانِ، أكثُر من الحوادثِ في الأعيانِ.
إذا جاءك حدثٌ، وسمعتَ بمصيبةٍ، فتمهَّلْ وتأنَّ ولا تحزنْ، فإنَّ كثيراً من الأخبارِ والتوقُّعات لا صحَّة لها، إذا كان هناك صارفٌ للقدرٍ فيُبحثُ عنهُ، وإذا لم يكنْ فأين يكونُ؟!
{َأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ {44} فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا} .
نقْد أهلِ الباطلِ والحُسَّادِ
فإنك مأجورٌ - من نقدهمْ وحسدهِمْ - على صبرِك، ثمَّ إنَّ نقدهُمْ يساوي قيمتك، ثم إنَّ الناس لا ترفسُ كلباً ميتاً، والتافهين لا حُسَّاد لهم.
قال أحدُهمْ:
إن العرانين تلقاها مُحَسَّدةً
…
ولا ترى لِلِئَامِ الناسِ حُسَّادا
وقال الآخر:
حَسَدُوا الفتى إذْ لم ينالوا سعيَهُ
…
فالناسُ أعداءٌ لهُ وخصومُ
كضرائرِ الحسناءِ قُلْن لوجهِهَا
…
حسداً ومقتاً إنهُ لذميمُ
وقال زهيرٌ:
مُحسَّدُون على ما كان من نِعَمٍ
…
لا ينزعُ الله منهمْ ما له حُسِدوا
وقال آخرُ:
همْ يحسدوني على موتي فوا أسفاً
…
حتى على الموتِ لا أخلو مِنَ الحسدِ
وقالُ الشاعرُ:
وشكوتَ مِن ظلمِ الوشاةِ ولنْ تجدْ
…
ذا سؤددٍ إلا أُصيب بحُسَّدِ
لا زلت ياسِبط الكرامِ محسَّداً
…
والتافهُ المسكينُ غيرُ محسَّدِ
سألَ موسى ربَّ أنْ يكفَّ ألسنةَ الناسِ عنهُ، فقال اللهُ عز وجل:((يا موسى، ما اتخذتُ ذلك لنفسي، إني أخلقُهم وأرزقُهُمْ، وإنهم يسبُّونَنِي ويشتُموننِي)) !!
وصحَّ عنهُ صلى الله عليه وسلم أنهُ قال: ((يقولُ اللهُ عز وجل: يسبُّني ابنُ آدمَ، ويشتمني ابنُ آدم، وما ينبغي له ذلك، أمَّ سبُّه إياي فإنهُ يسبُّ الدهر، وأنا الدهرُ، أقلِّبُ الليلَ والنهارَ كيف أشاءُ، وأما شتمُه إياي، فيقولُ: إنّ لي صاحبةً وولداً، وليسَ لي صاحبةٌ ولا ولدٌ)) .
إنكَ لنْ تستطيع أن تعتقل ألسنةَ البشرِ عن فرْي عِرْضِك، ولكنك تستطيعُ أن تفعلَ الخيرَ، وتجتنب كلامهم ونقدهم.
قال حاتمٌ:
وكلمةِ حاسدٍ منْ غيرِ جرْمِ
…
سمعتُ فقلتُ مٌرّي فانفذيني
وعابوها عليَّ ولم تعِبْني
…
ولم يند لها أبداً جبيني
وقال آخرُ:
ولقدْ أمرُّ على السفيهِ يسُبُّني
…
فمضيتُ ثَمَّة قلتُ لا يعنيني
وقال ثالثٌ:
إذا نَطَقَ السَّفيهُ فلا تُجِبْهُ
…
فخيرٌ مِنْ إجابِتِه السكوتُ
إنَّ التافهين والمخوسين يجدون تحدِّياً سافراً من النبلاءِ واللامعين والجهابذةِ.
إذا محاسني اللائي أُدِلُّ بها
…
كانتْ ذنوبي فَقُلْ لي كيف أعتذرُ؟!
أهلُ الثراءِ في الغالبِ يعيشون اضطراباً، إذا ارتفعتْ أسهمُهم انخفضَ ضغطُ الدمِ عندهم، {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ {1} الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ {2} يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ {3} كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} .