الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتأمَّلتُ بعد هذا الحدث بقرونٍ، فإذا ابنُ الزبيرِ وابنُ الحنفية وسِجْنُ عارمِ كحلمِ حالمٍ:{هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً} .
مات الظالمُ والمظلومُ والحابسُ والمحبوسُ.
كلُّ بطَّاحٍ مِن الناسِ له يومٌ بطوحٌ.
{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}
وفي الحديثِ: ((لتُؤدُّنَّ الحقوق إلى أهلهِا حتى يُقاد للشاةِ الجلْحاءِ من القرْناءِ))
مثِّلْ أنفْسِك أيُّها المغرورُ
…
يوم القيامةِ والسَّماءُ تمورُ
هذا بلا ذنبٍ يخافُ لِهوْلِهِ
…
كيف الذي مرَّتْ عليهِ دُهُوُرُ
لا تحزنْ، فيُسرَّ عدوُّك
إنَّ حزنك يُفْرحُ خصمك، ولذلك كان منْ أصولِ الملَّةِ إرغامُ أعدائِها:{تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ} .
وقولُه صلى الله عليه وسلم لأبي دُجانة، وهو يخطرُ في الصفوفِ متبختراً في أُحًد:((إنها لمشيةٌ يبغضُها اللهُ إلا في هذا الموطنِ)) . وأمر أصحابهُ بالرَّمل حَوْلَ البيتِ، ليُظهروا قوتهم للمشركين.
إنَّ أعداء الحقِّ وخصوم الفضيلةِ سوف يتقطَّعون حسرةً إذا علمُوا بسعاتِنا وفرحِنا وسرورِنا، {قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ} ، {إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} ، {وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ} .
رُبَّ منْ أنضجتُ يوماً قلْبهُ
…
قد تمنَّى لي شراً لم يُطعْ
وقال آخر:
وتجلُّدي للشَّامتين أُريِهمُ
…
أنِّي لريْبِ الدَّهرِ لا أتضعْضعُ
وفي الحديثِ: ((اللهمّ لا تُشمِتْ بي عدُواً ولا حاسِداً)) .
وفيه: ((ونعوذُ بك منْ شماتِةِ الأعداءِ)) .
كُلُّ المصائبِ قد تمُرُّ على الفتى
…
وتهونُ غير شماتةِ الأعداءِ
وكانوا يتبسَّمون في الحوادِثِ، ويصبرون للمصائبِ، ويتجلَّدُون للخطوبِ، لإرغامِ أُنُوفِ الشّامِتِين، وإدخالِ الغيْظ في قلوبِ الحاسدين:{فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ} .