الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجوه الإعجاز
اهتمَّ العلماء قديمًا وحديثًا بالتعرُّف على وجوه الإعجاز في القرآن الكريم، وسمو بلاغته المعجزة، وأخرجوا في ذلك مؤلفات وبحوثًا كثيرة، اختصت به، ومن أشهرها:"إعجاز القرآن" لأبي عبيدة "م 207هـ"، وكتاب "نظم القرآن" للجاحظ "م 255هـ"، وكتاب "إعجاز القرآن في نظمه وتأليفه" لأبي عبد الله محمد بن يزيد الواسطي "م 306هـ"، وشرحه عبد القاهر الجرجاني في كتابه "المعتضد"، وكتاب "نظم القرآن" لابن الإخشيد، وكتاب "نظم القرآ،" لابن أبي داود "م 316هـ"، وكتاب "إعجاز القرآن" للرماني "م 383هـ"، وللإمام الخطابي "م 388هـ"، وللقاضي أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني "م 403هـ"، وكتاب "دلائل الإعجاز" لعبد القاهر الجرجاني "م 471هـ".
وكذلك ألف في إعجازه: فخر الدين الرازي "م 606هـ"، وابن الإصبع "م 653هـ"، والزملكاني "م 727هـ"، والقاضي عياض في كتابه "الشفاء"، والسيوطي في كتابه "الإتقان"، ومصطفى صادق الرافعي في كتب وبحوث منها "إعجاز القرآن""م 1937م"، والدكتور محمد عبد الله دراز في كتابه "النبأ العظيم""1894- 1958م"، والشيخ محمد متولي الشعراوي في كتابه "معجزة القرآن"، والأستاذ سيد قطب في كتابيه "التصوير الفني في القرآن"، و "في ظلال القرآن الكريم"، والأستاذ عبد الرزاق نوفل في كتبه "والله والعلم الحديث"، و "الإسلام والعلم الحديث"، و "القرآن والعلم الحديث"، و "الإعجاز العددي في القرآن الكريم" عدة أجزاء، والأستاذ بديع
الزمان سعيد النورسي التركي "م 1960م" في كتابه: "إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز"، والدكتور محمود ناظم نسيمي السوري في كتابه:"مع الطب في القرآن الكريم"، والشيخ عبد المجيد الزنداني في بحثه:"المعجزة العلمية في القرآن والسنة"، وكتابه:"توحيد الخالق"، والدكتور مصطفى محمود في كتابه:"القرآن محاولة لفهم عصري"، والدكتور منصور حسب النبي في كتابه" الكون والإعجاز العلمي للقرآن"، وكتاب "القرآن الكريم والعلم الحديث"، وكتاب "الإشارات القرآنية للسرعة القصوى والنسبية"، وله أيضًا:"موسوعة المعارف الكونية في ضوء القرآن -للفتيان"، والدكتور عبد الله عبد الرزاق سعود في كتابه "العسل من الإعجاز الطبي في القرآن"، والدكتور عبد الغني الراجحي في كتابه:"الأرض والشمس في منظور الفكر الإسلامي"، والدكتور محمد أحمد الغمراوي في كتابيه:"الإسلام في عصر العلم"، و "سنن الله الكونية"، وصلاح الدين خشبة في رسالته:"العلم والإيمان"، ومحمد محمد إبراهيم في رسالته "إعجاز القرآن في علم طبقات الأرض"، وعلي عبد العظيم في كتابه:"في ملكوت السماوات والأرض"، وحنفي أحمد في كتابيه:"التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن" و"معجزة القرآن في وصف الكائنات"، والدكتور محمد صدقي في كتابه:"علم الفلك والقرآن"، والشيخ محمد بخيت المطيعي في كتابه:"تنبيه العقول الإنسانية لما في آيات القرآن من العلوم الكونية والعمرانية"، والدكتور عبد العزيز باشا إسماعيل في كتابه:"الإسلام والطب الحديث"، وعبد الله فكري باشا في كتابه:"القرآن ينبوع العلم والعرفان"، والغازي أحمد مختار باشا في كتابه "سرائر القرآن"، ومحمد عفيفي الشيخ في كتابه: "القرآن
الكريم وعلوم الغلاف الجوي"، ومحمد توفيق صدقي في كتابه: "دروس سنن الكائنات"، وعمربن أحمد الملباري في كتابه: "إعجاز القرآن في مسألة اللؤلؤ والمرجان"، ومحمد بن أحمد الإسكندراني في كتابيه: "كشف الأسرار النورانية في النبات والمعادن والخواص الحيوانية"، و "البراهين البينات في بيان حقائق الحيوانات"، والدكتور عبد الله شحاته في كتابه: "تفسير الآيات الكونية"، والعلامة وحيد الدين خان في كتابه: "الإسلام يتحدى"، ومصطفى الدباغ في كتابه: "وجوه الإعجاز"، والدكتور محمد جمال الدين القندي في كتابه: "الله والكون"، ومحمد عبد القادر الفقي في كتابه: "القرآن الكريم وتلوث البيئة"، والدكتور محمد يوسف حسن في كتابه: "قصة السماوات والأرض"، والدكتور عبد الحميد محمد عبد العزيز في كتابه: "الإنسان بين الحقائق القرآنية والمعارف الطبية"، والدكتور عبد العليم عبد الرحمن خضر في كتبه: "الظواهر الجغرافية بين العلم والقرآن"، "هندسة النظام الكوني في القرآن"، "الماء والحياة بين القرآن والعلم"، "المدخل الإيماني للدراسات، الكونية"، وتوفيق محمد عز الدين في كتابه: "دليل الأنفس بين القرآن والعلوم الحديثة"، واللواء المهندس أحمد عبد الوهاب في كتابيه "العلوم الذرية المدنية في التراث الإسلامي"، "خاصية النظام بين الكون والقرآن"، والدكتور كارم السيد غنيم في "رحلة مع الجراد"، "عجائب العنكبوت"، "الإشارات الكونية في القرآن الكريم بين الدراسة والتطبيق"، "حاشية الحليب في ضوء القرآن وسنة الحبيب"، ورءوف أبو سعدة في كتابه: "العلم الأعجمي في القرآن مفسرًا بالقرآن"، والدكتور محمد السعيد إمام في كتابه: "حديث الإسلام عن الأشجار"، والدكتور محمد البار
في كتبه: "خلق الإنسان بين الطب والقرآن"، "الخمر بين الطب والفقه"، "تحريم الخنزير" "دورة الأرحام" والدكتور الطاهر توفيق في كتابه:"القرآن والإعجاز في خلق الإنسان"، وعبد المنعم السيد عشري في كتابه:"تفسير الآيات الكونية في القرآن"، والدكتور توفيق علوان في كتابه:"معجزة القرآن في الوقاية من مرضى دوالي الساقين"، والدكتور محمد عثمان الخشت في كتابه:"وليس الذكر كالأنثى من منظور الإسلام والعلوم الحديثة"، وعبد الحميد محمود في كتابه:"المعجزة والإعجاز في سورة النمل"، والدكتور محمد علي البنبي في كتابه:"نحل العسل بين القرآن والطب"، وكذلك الدكتور أحمد شوقي إبراهيم، والدكتور عبد الحليم منتصر، والدكتور دسوقي الفنجري، والدكتور زغلول راغب النجار، والدكتور محمد أحمد الشهاوي، والمهندس مصطفى بدران، والدكتور أحمد حسنين القفل، والدكتور علي علي المرسي، وغيرهم كثيرون، وانتهوا جميعًا في مؤلفاتهم إلى أن جوانب الإعجاز في القرآن الكريم ووجوهه كثيرة لا تدخل تحت الحصر، وقد تظهر له وجوه أخرى في المستقبل لا يعلمها إلا الله سبحانه، لأنه يتجدد مع مقتضيات كل عصر، ويلبي احتياجات المجتمعات المتنوعة والمتجدة إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، ومنها:
1-
كان القرآن الكريم معجزًا لإخباره عن المغيبات للأمم السابقة في الماضي البعيد، بعد انقطاع الصلات والأخبار، فيخبرنا عن الأنبياء والرسل والصالحين، وعن أقوامهم البائدة، وعن شرائعهم وكتبهم المقدسة، وأحوالهم معهم، وعاقبة أمرهم، وعرضها وتصويرها في القرآن الكريم بطريقين عن طريق القصص القرآني، وعن طريق عرض
أخبارهم وتأريخها في تصوير قرآني بديع مثل قصة نوح وإبراهيم وهود وصالح وشعيب وموسى وعيسى وغيرهم عليهم السلام، قال تعالى:{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف: 111] .
2-
للإخبار عن المغيبات التي ستقع في المستقبل؛ فقد أخبر القرآن الكريم عن هزيمة الروم من الفرس، ثم انتصارهم عليهم، وحينئذ ينتصر المؤمنون عليهم، فقال تعالى:{الم، غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ، فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ، بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الروم: 1- 5] ، وأخبر عن انتصارات الإسلام بعد الهجرة مباشرة في بدر، فقال تعالى:{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} ، وفي فتح مكة، فقال تعالى:{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 27] .
3-
وكذلك ما انتهى إليه العلم الحديث من نظريات علمية مثل: دوران الأرض وكرويتها، وعلم الأجنة، والجلود مصدر الإحساس، واختلاف البصمات، وغيرها، قال تعالى:{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف: 54] ،
وقال تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُون} [الذاريات: 21]، وقال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 56]، وقال تعالى:{بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة: 4] .
4-
الإعجاز في التشريع للفرد والأسرة والمجتمع والأمة، والأمم في العقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق والآداب، وفي التفكير والعلوم النفسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والسياسية والعسكرية والعلاقات الدولية، وغيرها من القيم التي تغذِّي القلوب والعقول، قال تعالى:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190]، وقال تعالى:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ، وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: 27، 28]، وقال تعالى:{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت: 53]، {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [الحديد: 25] .
5-
الإعجاز في استمرار جلاله، ودوام إبداعه، وتجدُّد تلاوته دون سأم أو ملل، بل يبدو في كل مرة بشكل جديد، وبمعنى بديع،
وبروح قوية، مما يشجِّع على إعداته وتكراره ما دام حيًّا، قال تعالى:{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر: 23]، وقال تعالى:{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} [فصلت: 44] .
6-
يرجع الإعجاز إلى دقة نظمه، وجلال أسلوبه، وكمال بنيانه، ودقة إحكامه، وتمام إتقانه، قال تعالى:{وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 192- 195] .
7-
يرجع إعجازه إلى قدسيته دون تبديل أو تحريف، أو حذف أو إضافة، أو تعديل أو تغيير، كما حدث للتوراة والإجيل وغير ذلك مما اعترف به اليهود والنصارى، وكشف عنه القرآن الكريم؛ لكنه مرَّ عليه خمسة عشر قرنًا، وظل كما أنزله الله عز وجل، لأنه تكفَّل بحفظه وقدسيته، قال تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]، وقال تعالى:{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 16- 19] .
8-
وذهب بعضهم إلى القول بالصرفة، وهو أن الله قد حفظ كتابه
من أيدي العابثين، فصرف عنه كل من يتعدى عليه بالعبث والمعارضة والتحدي والتبديل والتغيير، وهذا الوجه دون الوجوه السابقة، وأضعفها جميعًا، حتى أنكره جمهرة العلماء والبلغاء.
9-
الإعجاز اللغوي والعلمي والإصلاحي والتهذيبي والاجتماعي كما أشار إلى ذلك الدكتور محمد عبد الله دراز في كتابه: "النبأ العظيم".
10-
الإعجاز العددي في القرآن الكريم كما أشار إلى ذلك في الأجزاء التي أصدرها ونشرها عبد الرزاق نوفل.
11-
ويرجع الإعجاز أيضًا إلى "التصوير القرآني"، وهذا الوجه هي الذي دعاني إلى التفكير في تاليف هذا الكتاب منذ عام "1969 م"، حتى شاء الله تعالى أن يرى النور بعد تردُّده طويل، ومتابعة دقيقة، وحذر شديد، ودراسة شاملة قديمًا وحديثًا، لأن التصوير القرآن يجمع بين معظم الوجوه السابقة من حيث القيم الفنية، والقيم الخلقية والتشريعية، قال تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] ، وأقسم الله تعالى بتفصيل آياته، وإعجاز بيانه، وتصويره القرآني، فئقال تعالى:{حم، تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [فصلت: 1-3]، وقال تعالى:{حم، وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ، إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ، وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف: 1-4]، وقال تعالى: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ، نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف: 1-3] ، وهذا الوجه في التصوير القرآني هو موضع هذا الكتاب، سنعرضه في فصوله المختلفة بالدراسة والتفصيل -إن شاء الله تعالى-.