الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التصوير القرآني لفريضة الحج
1:
القرآن الكريم حين يصوِّرفريضة من أركان الإسلام يصورها على أنها فرض وركن من أركانه، مثل تصويره للصلاة والزكاة والصوم، ومن أداها كما أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم استحقَّ وصف الإيمان في القرآن، قال تعالى في الصلاة:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]، {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43] ، {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} [المؤمنون: 1-4]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183-187] ، وقال تعالى في الزكاة أيضًا:{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103] .
ومن لم يؤدِّ هذه الفروض توعده الله عز وجل بالعذاب الأليم، قال تعالى في الصلاة:{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4، 5]، وفي الصيام:{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا} [البقرة: 187]، وفي الزكاة:{وَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ، الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} [فصلت: 6، 7] ، وغيرها من الآيات الكثيرة التي قامت على الترغيب والترهيب في هذه الفروض الثلاثة.
أما التصوير القرآني للحج فيختلف عن تصويره لبقية الأركان،
1 مجلة الفيصل- السعودية.
فقد تفرَّد الحج من بين الفرائض بالتفصيل في أركانه، بل بتصوير القرآن لمعظم مناسكه ومشاعره، كما كان ذلك في تصوير القرآن لفريضة "الميراث"، فقد جاءت الأنصبة منسوبة إلى أصحابها مفصلة في صورة النساء1، مما لا يحتاج معه إلى السنة الشريفة إلا نادرًا، مثل بعض مسائل الميراث، كالمسألة العمرية مثلًا في الفقه الإسلامي.
وهذا التفصيل في فريضة "الحج" و"الميراث" يرجع إلى أسرار عجيبة ترتبط بإعجاز القرآن الكريم في تصويره، مع أن الصلاة عماد الدين، وأهم هذه الأسرار المعجزة التي يوحي بها التصوير القرآني هي:
أولًا: لا تكرار في أداء فريضة الحج والميراث:
كل من الحج والميراث فريضة لا تتكرر فرضيتها إلا مرة واحدة، ففريضة الحج مرة واحدة في العمر كله، وبعد ذلك يخرج من حكم الوجوب إلى النافلة من الأعمال، وفريضة الميراث توزع على الورثة مرة واحدة بعد موت المورث، وممارسة الفريضة مرة واحدة يقتضي الإعجاز فيها أن ينص عليها القرآن الكريم بالتفصيل لسهولة فهمه، ودوام حفظه، ويسر تداوله بين الناس جميعًا الخاصة والعامة على السواء، مما يجعل هاتين الفريضتين حاضرتين دائمًا في الحس والوجدان بقراءة القرآن، مثل حضور الصلاة وممارستها خمس مرات في اليوم والليلة، لذلك كانت عماد الدين، وتكرار ممارسة الصيام والزكاة في كل عام مرة على الأقل، فاستغنت هذه الفرائض الثلاثة بالتكرار والممارسة عن تفصيل أركانها وشروطها في القرآن الكريم، وتأتي السنة الشريفة بالتوضيح لها، فتتناقل أعمالها وممارستها إلى الخلف عن السلف الصالح رضي الله عنهم.
1 النساء: 7 إلى 14، وآية 176.
ثانيًا: مصادرة القرآن على التأويل والاختلاف في التفسير:
الشأن في الفريضة التي لا يتكرر ممارستها، كالحج والميراث أن تفسح المجال لاحتمال الاختلاف في الرأي والتفسير لتحديد أركانها وفروضها وشروطها، فيكون التصوير القرآن الكريم لهما مصادرة على اختلاف الرأي، ودفعًا للتردد بين الراجح والمرجوح، فلا تتعرض الفريضة للخلاف حول الأركان هل هي ركن أو واجب أو نافلة؟ والتنصيص على ذلك في القرآن الكريم يقضي على الجدال والمناقشة والتأويل والترجيح والخلاف والتغليب، لتقرير ذلك على سبيل الحسم والإلزام والطاعة.
ثالثًا: صعوبة إدراك الخطأ في الفريضتين:
الخطأ في الحج والميراث من الصعب إدراكه، بل من المتعذر جبر النقص فيه، لا كالفرائض الأخرى، فالصلاة الفاسدة تقتضي في دقائق، والصيام الباطل يقضي في مدى عام أو أكثر، والزكاة تظل دينًا حتى تقضى ولو بعد الموت، كل ذلك بلا تعب ولا إعداد زاد ولا مشقة طريق ولا مخاطرة في سفر، ولا كالميراث، فالخطأ في توزيع الفرائض يرجع فيه إلى طمع النفس وحبها للمال، ولا كالحج، فالفساد في ركن من أركانه مثل ترك الطواف أو السعي، لا يصح الحج إلا بأداء المتروك، بل ترك عرفة يجعل الحج باطلًا في هذا العام، ويجب عليه أداؤه في العام المقبل، وأداء المتروك وإعادة الوقوف بعرفة أمر ليس سهلًا، بل يكاد يكون متعذرًا لإعداد الزاد، وتحمل المشقة جديدة، والمجازفة في مخاطر السفر والطريق، وكثرة أعباء الحياة التي تزداد يومًا بعد يوم.
رابعًا: الخطأ في الفريضتين يؤدي إلى المخاطرة والفتنة:
الخطأ في توزيع فروض الميراث يؤدي إلى الفتنة والإيقاع بين الإخوة والأخوات، وإلى البغضاء بين الآباء والأمهات، والأقارب بصفة عامة، فتنقطع صلة الأرحام بسبب المال، والاختلاف في استحقاق كل فرد، لهذا حرص القرآن الكريم على ذكر الفروض وأصحابها بالتفصيل.
وكذلك الأمر في الحج، فإن ترك ركن من أركانه يؤدي إلى المخاطرة مرة ثانية لأدائه في عام قابل، ولا بديل عنه إلا بأداء المتروك ذاته، ولا يجبر بهدي، بينما الواجبات في الحج تجبر بهدي في الحرم المكي، أما من ترك واجبًا في الصلاة كالتشهد الأول مثلًا فإنه يجبر بسجود السهو.
والقرآن الكريم حين يصور فريضة الحج، فإنما يفصل القول في تصوير أركانه، وفي تصوير معظم مناسكه وشعائره، فأما تصوير القرآن الكريم للأركان، فئقد تناول أركان الحج في مواطن مختلفة فيه، وهي: الإحرام، والطواف، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة والحلق أو التقصير.
أولًا: الإحرام:
التصوير القرآن للإحرام يأتي في قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا
اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} [البقرة: 196] ، فالإحرام ورد هنا مرتين، إحداهما: التحليل من الإحرام بسبب الحصر، وهو المنع من حضور يوم عرفة بمرض أو عدو أو عجز عن السفر أو غير ذلك، فلا يجوز التحلل من الإحرام إلابعد ذبح الهدي في الحرم أو في مكان الإحصار وبعد الحلق أو التقصير، وثانيهما: في نسك التمتع، وهو المتمتع، الذي أحرم بالعمرة في وقت الحج، ثم تحلل من الإحرام واستمتع بما يستمتع به غير المحرم من الطيب والنساء وغيرها، فعليه ما تيسر من الهدي، ثم يحرم بعد ذلك للحج قبيل عرفة.
ولباس الإحرام المكون من الرداء والإزار أفضل وسيلة للحاج يتخذها الإنسان في لبسه لحماية نفسه من المرض، ووقايتها من العدوى، لأن هذا الزي ليس به من الثنايا والغرز والمنحنيات، التي تحتوي على الجراثيم والحشرات، كما به من الفتحات التي تعرض الجسم دائمًا للهواء المتجدد، وخاصة إذا كان وقت الحج في غير فصل الشتاء من السنة، وفي الزحام الشديد في جميع الأحيان.
ثانيًا: السعي بين الصفا والمروة:
أما السعي بي الصفا والمروة سبع مرات فقد صوره القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 158] ، فالسعي بين الصفا والمروة سبع مرات يبدؤه الساعي بالصفا إلى المروة، وتحسب هذه مرة، ومن المروة إلى الصفا وتحسب هذه ثانية، وهكذا حتى ينتهي في الشوط السابع بالمروة، وفي خلال ذلك يتذكر الإنسان قدرة الخالق وإعجازه، فقد سعت هاجر أم
العرب سبع مرات بين الجبلين لتبحث عن الماء الذي ينقذ ولدها إسماعيل من الموت، وفي كل مرة يخدعها سراب الجبلين فلاتجد شيئًا، وإذا بالطفل الصغير الذي يضرب برجليه على الأرض بلا سعي، فتنفجر المياه تحت قدميه الضعيفتين لتعمر بها المنطقة مدى الحياة، وتطهر الحجيج من جميع أنحاء العالم.
وما أروع التصوير القرآني في قوله تعالى: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} أي فلا حرج ولا إثم لمن يسعى بينهما، وفي هذا التصوير تشريع للسعي الجديد في الإسلام، ورفع الحرج عما اقترن بالسعي في الجاهلية من الشرك والأصنام، لأن المشركين كانوا يسعون بينهما متمسحين بالأصنام.
ثالثًا: الوقوف بعرفة:
يقول الله عز وجل في الوقوف بعرفة بعد أن شرع فرضية الحج في قوله: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ} يقول تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ، ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 197-199] ، وما أروع التصوير القرآني لتدفق الحجيج من عرفات إلى المزدلفة والمشعر الحرام كفيضان البحر وانسياب الماء، وقد تجردوا من ذنوبهم وتطهروا من أدرانهم كما يطهر الفيضان أعماق الماء من أدرانه ومخلفاته، ليصير بعد الفيضان ماء صافيًا مناسبًا رائقًا.
وفي الوقوف بعرفة يلتقي المسلمون في مؤتمر عام على قلب واحد يناجون ربًّا واحدًا، عرايا متجردين من الأعراض والأغراض لينالوا رحمة ربهم ورضوانه، ومتذكرين بهذا الموقف الصغير يوم الحشر الأكبر بلا معين ولا سند، أو بلا سلطان ولا ولد، أو بلا قوة ولا جاه ولا حسب، ليعدوا عدة لهذا الموقف العظيم، ومن أبرز خصائص هذا المؤتمر أنه مؤتمر سياسي واجتماعي واقتصادي وديني وثقافي في وقت واحد، وأنه يجمع بين أجناس العالم وألوانهم مع اختلافهم في المذاهب السياسية والاقتصادية، وأنه ينعقد دوريًّا مرة كل عام في أيام معلومات من السنة، فيمكن المسلمين من الاطلاع على ما انتهى إليه العالم من تطور وازدهار وعداوة ومأساة وعدوان في شتى المجالات العالمية.
رابعًا: طواف الإفاضة
وهو الطواف الركن، وقد ذكره الله عز وجل في قوله تعالى:{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 29] ، أي بعد الذبح وإزالة الأوساخ بالحلق والتقصير والاغتسال والتنظيف، يطوف الحاج حول البيت العتيق طواف الإفاضة التي به تمام التحلل، ويقول تعالى في الطواف أيضًا:{وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [الحج: 26]، ويقول تعالى:{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: 199]، وطواف الإفاضة مأخوذ من قوله:"أفيضوا -أفاض"، ويقول تعالى:{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [البقرة: 125] ، وهذه الآية تذكر ركعتا الطواف عند
مقام إبراهيم عليه السلام بعد الفراغ منه.
خامسًا: الحلق والتقصير:
قال تعالى: {وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} [البقرة: 196]، وقال تعالى:{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ} ، والتفث هو الحلق أو التقصير، ومحل الهدي هو الحرم في منى أو مكة، وزمانه في أيام الحج المعلومة.
معظم مناسك الحج وشعائره:
وصور القرآن الكريم أيضًا معظم مناسك الحج وشعائره، مثل: الإحصار، وميقات الحج الزماني، والتمتع، وذبح الهدي ومكانه، ورمي الجمار، والمبيت بمزدلفة، والذكر عند المشعر الحرام، والمبيت بمنى وغيرها، قال تعالى في بيان ميقات الحج الزماني:{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} [البقرة: 197] وهي شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة، وقال تعالى في بيان نسك التمتع:{فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} [البقرة: 196]، وقال تعالى في بيان مكان الهدي:{حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} [البقرة: 196]، وقال تعالى في بيان زمن الهدي:{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ} [الحج: 28] ، أي زمنه بعد الحلق والتقصير، وقال تعالى في بيان الهدي:{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [الحج: 28]{وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ} [الحج: 36]، وقال تعالى في بيان المبيت بالمزدلفة: {فَإِذَا