الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله تعالى في الملائكة: {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} (1) الأنبياء 26. وقوله تعالى في عموم الصالحين: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} (2) إلى الآية الأخيرة من سورة الفرقان.
هذه عبودية حقيقية خاصة اختص الله تعالى بها الصالحين الأخيار من عباده تشريفا لهم وتكريما.
3 -
عبودية بين مخلوق ومخلوق وهذه عبودية خاصة محدودة مؤقتة وهي إما شرعية إن كانت عن حرب إسلامية للكفار، خولها الله للغانمين، ولمن اشترى منهم، وجعل لها حقوقا. وإما غير شرعية وهي التي تكون عن سرقة أحرار، أو التسلط عليهم ظلما وعدوانا، أو تكون بشراء من هؤلاء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«يقول الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي، ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه، ولم يعطه حقه (3)» متفق عليه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
…
نائب رئيس اللجنة
…
عضو
…
عضو
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الله بن قعود
(1) سورة الأنبياء الآية 26
(2)
سورة الفرقان الآية 63
(3)
صحيح البخاري البيوع (2227)، سنن ابن ماجه الأحكام (2442)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 358).
من الفتوى رقم 7150
السؤال: من المعلوم البين والواضح المتعين أن الإسلام جاء لتحرير الناس والحرية في الإسلام - كما وصفها أحد العلماء الربانيين أنها -: أن تكون عبدا لله وحرا لسواه. فالرجاء منكم أن توضحوا لنا باختصار
مفهوم العبودية في الإسلام
، وكيف يتم تحرير العبد من سيده؟ وكل ما تفرع من ذلك إضافة إلى
ذلك تفسير الحكمة من اتخاذ الرسول صلى الله عليه وسلم لأنس كخادم واتخاذ عمر للغلام. . . إلخ.
الجواب: معنى العبودية الخضوع والتذلل والانقياد لله تعالى بطاعة أوامره وترك نواهيه، والوقوف عند حدوده تقربا إليه سبحانه، ورغبة في ثوابه، وحذرا من غضبه وعقابه، فهذه هي العبودية الحقة، ولا تكون إلا لله. وأما عبودية الرق فهي عبودية طارئة لأسباب، كثيرة أصلها، تلبس الشخص بالكفر فيسبى من الكفار بالجهاد الشرعي.
أما كيف يتحرر العبد من سيده فلذلك أسباب أوضحها العلماء في كتاب العتق، منها أن يعتقه سيده على سبيل التقرب إلى الله سبحانه، ومنها أن يعتقه عن كفارة قتل أو ظهار أو نحوهما. وأما اتخاذ الخادم فجائز؛ لما ثبت في حديث أنس وغيره من الأحاديث، ومن الحكمة في ذلك قضاء حوائج النبي صلى الله عليه وسلم ومساعدته في لوازمه الخاصة، ومعرفة الآداب والأخلاق التي كان يتحلى بها، وليس في ذلك معارضة للعبودية الخاصة لله وحده.
وبالله التوفيق.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
…
نائب رئيس اللجنة
…
عضو
…
عضو
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الله بن قعود
من الفتوى رقم 7559
السؤال: أسلم كافر فهل ينطق بالشهادتين أو يتوضأ أولا؟
الجواب: ينطق بالشهادتين أولا، ثم يتطهر للصلاة، ويشرع له الغسل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بعض الصحابة بذلك لما أسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
…
نائب رئيس اللجنة
…
عضو
…
عضو
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الله بن قعود
من الفتوى رقم 8897
السؤال: المسائل يطرحها المسلمون من أمكنة كثيرة لمجالس التوعية، وهم يريدون الإجابة العقلية السفسطائية المسايرة لعقلهم، الذين لا يؤمنون بالقرآن ولا بالسنة، بل يستندون إلى العقل، أي أنهم ممن يستحسنون العقل فقط؛ ولهذا يريدون الإجابة العقلية المقنعة لهم، وهم سائرون للترويج لغرض التشويش وتشكيك الجهلاء من المسلمين، منهم من يحسنون المجاملة مع المسلمين كالصينيين الماليزيين، ومنهم من لهم السلطة والسياسة كالبوذيين، بفطاني: وما الإجابة عما يأتي:
1 -
إنه لا يختلف في شيء حيث إننا نعبد ونسجد لأحجار التماثيل في ماليزيا، بينما أنتم تذهبون بنفقات باهظة تبيعون لهم العقارات، وما إلى ذلك من النفيسات لديكم ذاهبون إلى مكة، أنتم هناك تركعون وتسجدون وتطوفون أحجار الكعبة بالمسجد الحرام، وقد شاهدناها من خلال التلفاز في مواسم الحج وقالوا: الكل على كل حال أحجار بغض النظر عن معتقداتكم، غير هذا الظاهر والمقدم أو المروج لهذه مجوسيون صينيون ماليزيون؟
2 -
إن مثل الأديان كمثل الأنهار العديدة المختلفة المنابع، أقصاها من منبع واحد في أراض عالية، والكل جرين إلى بحر واحد. يريدون منها: أن الأديان تعلم معتنقيها الأخلاق الحسنة والأعمال النافعة والهادفة لصلاح بني
البشر وفلاحهم دنيويا وأخرويا. . وأخيرا يحشرهم أمام الله ذلك المقصود منهم: من المنبع الواحد إلى البحر الواحد.
3 -
بمعنى فمن تمسك بأي دين من الأديان فهو ناج؛ لأنه حق الله وإلى الله، سواء بدين إسلامي أو بوذي أو مسيحي. ذلك للتشويش أو للتشكيك في صفوف المسلمين، وخصوصا في أبنائهم نرجو الإخطار سريعا بوصول المراقب لديكم.
إننا ننتظر ساعة بساعة نشكركم على ذلك مقدما. هذا ومع العلم هذا قول أو فلسفة رهبان البوذيين التايلنديين، قام رجال سياسيون تايلنديون بزرع الأفكار في صفوف أبناء المسلمين، الذين يتعلمون في مدارسهم الحكومية، فيؤمنون بها أغلبيتهم؛ ذلك لغرض سياسة الانضمامية الإسلام إلى بوذيهم وملايويتهم في سيامميتهم. . . وهكذا. . . وكذلك يفعلون.
وتقول الطائفة الشيعية في تأويلهم قول الله سبحانه وتعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (1) فمن ذكر الله في قبله فلا صلاة له بكيفياتها المعروفة. ومن المعروف أن معتقديها قاموا بالصلاة الباطنية، وهو أن يغمضوا البصر برهة، يبصر من خلالها عملية صلاته في ذهنهم، وقالوا: وبهذا قد قامت الصلاة.
قالوا: إن الصلاة الباطنية أقوى وأبقى من أعمال الظاهرية، أي بكيفياتها المعروفة مستدلون بقوله:{مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} (2) أي ما عندكم هو عملية الصلاة بالظاهرية بالأعضاء وهي ذاهبة بعد العمل مباشرة {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} (3) أي وهو القلب الذي كمنتم بأبي فيكم صوته وصورته تجيء إليكم على الدوام. تعملون للصلوات مرة يوميا إما من أول النهار وهو في الصبح وإما آخره وهو في وقت المغرب، والأفضل أن تفعلوا الكل في أوقاتها حيث أينما وحيثما كنتم وحتى في المراحيض وأثناء الأكل وإيتاء النساء، هذا ما أفيد مضمون كلام الشيخ الذي حضر التوعية، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
الجواب: الفرق بيننا وبين ما ذكرت عن الملاحدة عظيم فالمسلمون يعبدون الله وحده على ما جاء به كتابه العظيم القرآن ورسوله محمد صلى
(1) سورة طه الآية 14
(2)
سورة النحل الآية 96
(3)
سورة النحل الآية 96
الله عليه وسلم الذي بعثه الله إلى الجن والإنس والعرب والعجم والرجال والنساء وجعله خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام، وأوجب على الثقلين اتباعه والتمسك بما جاء به صلى الله عليه وسلم، أما الملحدون فيتبعون أهواءهم وعقولهم، والعقول والأهواء لا تنجي أهلها من عذاب الله ولا ترشدهم إلى الأعمال والأقوال التي ترضي الله سبحانه وتعالى، وقد قال الله تعالى:{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ} (1).
وأما قولهم: إن الأديان كلها من منبع واحد، فهو باطل بل الإسلام الذي بعث الله به الرسل هو دين الحق ومنبعه من الله سبحانه، الذي خلق من أجله الثقلين، وأنزل به الكتب التي أعظمها القرآن الكريم وأرسل به الرسل الذين ختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأما الأديان الأخرى فمنبعها آراء الناس وعقولهم، وهي غير معصومة، ولا يصح منها، ولا يعتبر إلا ما وافق الشرع الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام، وبعد بعث محمد صلى الله عليه وسلم لا يقبل من آراء الناس وعقولهم ولا ما في الكتب السابقة التي قبل القرآن إلا ما وافق شرعه عليه الصلاة والسلام. . . قال الله تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (2)، وقال تعالى:{وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (3) وقال سبحانه وتعالى في شأن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (4). وقال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} (5){الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (6)،
(1) سورة القصص الآية 50
(2)
سورة آل عمران الآية 31
(3)
سورة الأنعام الآية 155
(4)
سورة النساء الآية 65
(5)
سورة الأعراف الآية 156
(6)
سورة الأعراف الآية 157
ثم قال سبحانه: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (1) والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار (2)» ، والأحاديث في هذه المعنى كثيرة، فالواجب نصيحة هؤلاء الملاحدة ودعوتهم إلى الحق وتذكيرهم بمغبة كفرهم وأن مصيرهم النار إن لم يؤمنوا بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتبعوا ما جاء به ولكم من الله الأجر العظيم وحسن العاقبة، وأما زعم من ذكرت أنهم لا يقبلون إلا ما يقتضيه العقل، فينبغي أن يبين لهم بلغتهم التي يفهمونها أن العقل غير معصوم وأن عقول الناس مختلفة؛ فلهذا جاء شرع الله المطهر ليوم الاعتماد عليها، وإنما يعتمد على ما دل عليه كتاب الله لكونه الحق الذي ليس بعده حق؛ ولأنه لا أصدق من الله سبحانه؛ ولأنه أعلم بأحوال عباده ثم ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لا ينطق عن الهوى {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (3) ولأن كتاب الله {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} (4)؛ ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم من الخطأ في كل ما يبلغه عن الله سبحانه؛ ولهذا أمر الله عز وجل بكتابه العظيم بالرجوع إلى حكمه عند الاختلاف، وإلى كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كما قال سبحانه:{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} (5). وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (6).
(1) سورة الأعراف الآية 158
(2)
صحيح مسلم الإيمان (153)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 350).
(3)
سورة النجم الآية 4
(4)
سورة فصلت الآية 42
(5)
سورة الشورى الآية 10
(6)
سورة النساء الآية 59
ولم يأمر سبحانه ولا رسوله بالرجوع إلى العقول وتحكيمها وما ذلك إلا لعجزها عن حل المشاكل واختلافها.
نسأل الله أن يوفق الجميع لما يرضيه وأن يعين الجميع للفقه في دينه والثبات عليه وترك ما خلافه إنه جواد كريم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
…
نائب رئيس اللجنة
…
عضو
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الله بن قعود
الفتوى رقم 11110
السؤال: إن الكلمة الطيبة أحد الأسس الخمسة التي بني عليها الإسلام، علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم الكلمة المذكورة كما نقولها (لا إله إلا الله محمد رسول الله) أم علمنا هكذا (لا إله إلا الله)؟ وماذا ورد في ذلك في القرآن الكريم وكتب الأحاديث الصحيحة، وإذا كان في كتاب الله ففي أي سورة، وما رقم الآية الواردة في ذلك؟ وإذا كان في كتاب الحديث المعتمد عليه ففي أي صفحة، وهو أي قسم من أقسام الحديث، وهل منحت للأمة الإسلامية حقوق إضافة أي لفظ أو جملة إلى أي آية قرآنية أو حديث صحيح، ولو كان ذلك حسنا وطيبا وما حكم الشرع في ذلك؟
الجواب: الكلمة الطيبة (لا إله إلا الله) هي كما ذكرت في السؤال أحد الأسس الخمسة التي بني عليها الإسلام، بل هي الركن الأول من أركانه وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم تلك الكلمة الطيبة.
وسائر الأركان الخمسة في قوله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وحج البيت وصوم رمضان (1)» رواه أحمد والبخاري ومسلم والنسائي والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما وفي قوله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله (2)» رواه الستة.
وفيما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال له: «إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله (3)» وفي رواية «أن يوحدوا الله، فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم، فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب (4)» رواه البخاري ومسلم.
وقد أمرنا الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء به من التشريع كتابا وسنة فقال تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} (5) سورة آل عمران آية 32، وقال:{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (6) وقال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (7) سورة الحشر آية 7.
وليس للأمة أن تضيف حكما أو لفظا أو جملة تزيد شيئا في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بل ذلك بدعة وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (8)» وفي رواية «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (9)» .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
(1) صحيح البخاري الإيمان (8)، صحيح مسلم الإيمان (16)، سنن الترمذي الإيمان (2609)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (5001)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 93).
(2)
صحيح البخاري الإيمان (25)، صحيح مسلم الإيمان (22).
(3)
صحيح البخاري الزكاة (1458)، صحيح مسلم الإيمان (19)، سنن الترمذي الزكاة (625)، سنن النسائي الزكاة (2435)، سنن أبو داود الزكاة (1584)، سنن ابن ماجه الزكاة (1783)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 233)، سنن الدارمي الزكاة (1614).
(4)
صحيح البخاري الزكاة (1496)، صحيح مسلم الإيمان (19)، سنن الترمذي الزكاة (625)، سنن النسائي الزكاة (2435)، سنن أبو داود الزكاة (1584)، سنن ابن ماجه الزكاة (1783)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 233)، سنن الدارمي الزكاة (1614).
(5)
سورة آل عمران الآية 32
(6)
سورة النساء الآية 80
(7)
سورة الحشر الآية 7
(8)
صحيح البخاري الصلح (2697)، صحيح مسلم الأقضية (1718)، سنن أبو داود السنة (4606)، سنن ابن ماجه المقدمة (14)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 256).
(9)
صحيح مسلم الأقضية (1718)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 180).
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
…
نائب رئيس اللجنة
…
عضو
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد الله بن غديان
من الفتوى رقم 5318
السؤال: من مات وله خمس نسوة أو زائد أهو مسلم لنصلي عليه بعد موته، وقد علمنا قول الله جل شأنه:{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (1) البقرة 85.
الجواب: لا يثبت الإيمان لمن قال لا إله إلا الله إلا إذا قالها خالصا من قلبه، ولا تعتبر عند الله إلا إذا كانت كذلك، أما في الدنيا فيعامل من قالها معاملة المسلمين مطلقا، ولو كان غير مخلص فيها؛ لأنا إنما نأخذ بالظاهر والله هو الذي يتولى السرائر، ومن قالها وأتى بما ينقضها كفر، كمن يستحل ما علم من الدين بالضرورة بعد البلاغ، مثل مستحل الزنا ونكاح المحارم، ومن نواقضها ترك الصلاة عمدا مع إبلاغه وأمره والنصح له، على الصحيح من أقوال العلماء، ومنها تعليق الحجب والتمائم من غير القرآن مع اعتقاد تأثيرها، أما إذا اعتقد أنها سبب للشفاء، أو حفظه من الجن والعين، فهي محرمة ولا تنقض الإسلام، ولكنها من أنواع الشرك الأصغر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:«من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له (2)» .
وأما تعليق التمائم من القرآن ففي جوازه خلاف بين العلماء، والأرجح تحريم ذلك؛ لعموم الأدلة ولسد الذريعة المفضية إلى تعليق غيره. ومن نواقض الإسلام الاستغاثة بالأموات والأصنام ونحوها من الجمادات، أو بالغائبين من الجن والإنس، أو بالأحياء الحاضرين فيما لا يقدر عليه إلا الله، ونحو ذلك.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
(1) سورة البقرة الآية 85
(2)
مسند أحمد بن حنبل (4/ 154).
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
…
نائب رئيس اللجنة
…
عضو
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد الله بن قعود
من الفتوى رقم 3716
السؤال: إنني أسمع وأرى بعيني من يقولون بأن الأولياء عندهم التصرف في الدنيا في العبد، ويقولون بأنهم عندهم أربعون وجها. . . تراه رجلا وتراه ثعبانا وأسدا وغير ذلك، ويذهبون عند المقابر وينامون هناك ويدلجون هناك ويقولون بأنه يقف عندهم في المنام ويقول لهم: اذهبوا، فإنكم شفيتم، فهل هذا الكلام صحيح أم لا؟
الجواب: ليس للأولياء تصرف في أحد وما آتاهم الله من الأسباب العادية التي يؤتيها الله لغيرهم من البشر، فلا يملكون خرق العادات، ولا يمكنهم أن يتمثلوا في غير صور البشر من ثعابين أو أسود أو قرود، أو نحو ذلك من الحيوان، إنما ذلك أعطاه الله للملائكة والجن، وخصهم به، ويشرع الذهاب إلى القبور لزيارتها والدعاء بالمغفرة والرحمة لأهلها، ولا يجوز الذهاب إليها لطلب البركة والشفاء من أهلها والاستغاثة بهم في تفريج الكربات، وقضاء الحاجات، بل هذا شرك أكبر، كما أن الذبح لغير الله شرك أكبر، سواء كان عند قبور الأولياء، أم غيرهم، فما حكيته عنهم مخالف للشرع، بل من البدع المنكرة والعقائد الشركية.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
…
نائب رئيس اللجنة
…
عضو
…
عضو
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الله بن قعود
الفتوى رقم 4154
السؤال: إن رجلا خطيب مسجد بإحدى قرى بلادنا التي نعيش فيها نحن، وهو من الصوفية والطريقة الشاذلية التي يسمونها على أنفسهم. وهذا الرجل يدعو الناس ويعلمهم التوسل بمخلوقات الله، مثل الأنبياء والأولياء، ويدعوهم إلى زيارة الأضرحة (القباب)، ويحل لهم الحلف بالنبي والولي، والكفارة في هذا الحلف إذا حنث الحالف. ونحن جماعة من الجماعات الإسلامية ناظرناه في ذلك الخطأ الذي يفعله ويعلمه للناس، ولكنه مصر على ذلك ويستدل بأحاديث ضعيفة وموضوعة، فهل هذا يصلى وراءه؛ لأننا لم نتم بناء المسجد؛ لأننا جمعنا تبرعات لبناء هذا المسجد، ولكن لم ينشأ إلى الآن. فنرجو فتواكم على هذا السؤال وفقنا ووفقكم الله تعالى. وغير هذا أنه كفر شيوخ الإسلام مثل شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، رضي الله عنهم ورحمهم الله.
الجواب: إن الاستغاثة بالأموات ودعاءهم من دون الله أو مع الله شرك أكبر، يخرج من ملة الإسلام، سواء كان المستغاث به نبيا أم غير نبي، وكذلك الاستغاثة بالغائبين شرك أكبر، يخرج من ملة الإسلام والعياذ بالله، وهؤلاء لا تصح الصلاة خلفهم لشركهم. أما من استغاث بالله وسأله سبحانه وحده متوسلا بجاههم أو طاف حول قبورهم دون أن يعتقد فيهم تأثيرا، وإنما رجا أن تكون منزلتهم عند الله سببا في استجابة الله له، فهو مبتدع آثم، مرتكب لوسيلة من وسائل الشرك، ويخشى عليه أن يكون ذلك منه ذريعة إلى وقوعه
في الشرك الأكبر. ونسأل الله أن يعينكم على نشر التوحيد ونصرة الحق وجهاد المبتدعين.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
…
نائب رئيس اللجنة
…
عضو
…
عضو
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الله بن قعود
من الفتوى رقم 5553
السؤال: الاستغاثة بالأنبياء والأولياء والصالحين في حياتهم وبعد مماتهم في كشف السوء وجلب الخير والتوسل بهم أيضا في الحالتين لقضاء الحوائج والمآرب أيجوز ذلك أم لا؟
الجواب: أما الاستغاثة بالأموات من الأنبياء وغيرهم فلا تجوز، بل هي من الشرك الأكبر، وأما الاستغاثة بالحي الحاضر والاستغاثة به فيما يقدر عليه فلا حرج؛ لقول الله سبحانه في قصة موسى {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} (1) أما التوسل بالأنبياء وغيرهم بذواتهم أو جاههم أو حقهم فلا يجوز، بل هو من البدع ووسائل الشرك.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
…
نائب رئيس اللجنة
…
عضو
…
عضو
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الله بن قعود
(1) سورة القصص الآية 15
فتوى رقم 9582
السؤال: فيه هجوم شديد على السلفيين وأنهم منكرون ولا يحبون الأولياء، ومن ضمن الأدلة التي استدلوا بها على أن الاستغاثة بالميت جائزة حديث الرجل الأعمى الذي استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، وقد علمت أن هذا الحديث صحيح مما يسبب لبعض الناس حيرة شديدة، فأرجو إفادتنا في هذا الأمر الهام؟
الجواب: وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأن حديث الأعمى أخرجه الإمام الترمذي بسنده عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ادع الله أن يعافيني قال إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك، قال: فادعه فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه في (1)» وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر الخطمي.
والحديث على تقدير صحته ليس فيه دعاء الأعمى للنبي صلى الله عليه وسلم، وإنما فيه دعاء الله تعالى بتوجهه بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته، كما دعا الله تعالى أن يشفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم لتقضى حاجته.
وليس في الحديث ما يدل على جواز دعاء الموتى، وقد تكلم أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في هذا الحديث كلاما طيبا، وأوضح معناه في كتابه القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة (2) وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
(1) الترمذي ج5 ص569.
(2)
القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة ص92 طبعة رئاسة البحوث.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
…
نائب رئيس اللجنة
…
عضو
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد الله بن غديان
فتوى رقم 6972
السؤال: رجل يصلي ويصوم ويفعل جميع أركان الإسلام ومع ذلك كله يدعو غير الله حيث إنه يتوسل بالأولياء وينتصر بهم ويعتقد أنهم قادرون على جلب المنافع ودفع المضار، أخبرونا جزاكم الله خيرا هل يرثهم أولادهم الموحدون بالله الذي لا يشركون مع الله شيئا وأيضا ما هو حكمهم؟
الجواب: من كان يصلي ويصوم ويأتي بأركان الإسلام إلا أنه يستغيث بالأموات والغائبين وبالملائكة ونحو ذلك فهو مشرك، وإذا نصح ولم يقبل وأصر على ذلك حتى مات فهو مشرك شركا أكبر يخرجه من ملة الإسلام، فلا يغسل ولا يصلى عليه صلاة الجنازة، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يدعى له بالمغفرة، ولا يرثه أولاده ولا أبواه ولا إخوته الموحدون، ولا نحوهم ممن هو مسلم؛ لاختلافهم في الدين لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم (1)» رواه البخاري (2) ومسلم (3).
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) صحيح البخاري الفرائض (6764)، صحيح مسلم الفرائض (1614)، سنن الترمذي الفرائض (2107)، سنن أبو داود الفرائض (2909)، سنن ابن ماجه الفرائض (2730)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 208)، موطأ مالك الفرائض (1104)، سنن الدارمي الفرائض (2998).
(2)
ج8 ص11.
(3)
شرح النووي على مسلم ج11 ص52.
من الفتوى رقم 7308
السؤال: يقول أرباب الصوفية: إنهم يستعينون ويستغيثون بعباد صالحين مجازا، والله عز وجل هو المستعان حقيقة، فكيف ترد على هؤلاء؟ ثم إنهم يقولون حجة لهم في الاستعانة بالصالحين:{وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ} (1) إلى آخر الآية الكريمة حجة لهم فكيف ترد على هذا؟
الجواب: أولا: الاستعانة والاستغاثة بغير الله من الأموات والغائبين والأصنام ونحوها شرك بالله عز وجل، وهكذا الاستغاثة والاستعانة بغير الله من الأحياء فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام.
ثانيا: الاستدلال على مشروعية الاستعانة والاستغاثة بغير الله بقوله: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} (2) استدلال باطل، فإن معناها وما أصبت عيون الكفار في غزوة بدر مع كثرتهم وانتشارهم في ميدان القتال بما حذفتهم به من الحصى مع ضعفك وقلة ما بيدك من الحصى، ولكن الله تعالى هو الذي أوصله إليهم فأصاب أعينهم جميعا بقدرته سبحانه، فليس في الآية استغاثة بغير الله، وإنما فيها الأخذ بالأسباب، ولو ضعيفة وهو حذف الحصى مع الضراعة لله واللجوء إليه، فكانت النتائج بفضل الله وقدرته عظيمة، وكان مع حذف الحصى أيضا دعاء الرسول عليهم وطلبه النصر من الله وحده على أعدائه لا دعاء الصالحين.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
(1) سورة الأنفال الآية 17
(2)
سورة الأنفال الآية 17
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
…
نائب رئيس اللجنة
…
عضو
…
عضو
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الله بن قعود
من الفتوى رقم 9272
السؤال: هل الاستغاثة بالغائب أو الميت كفر أكبر؟
الجواب: نعم الاستغاثة بالأموات أو الغائبين شرك أكبر يخرج من فعل ذلك من ملة الإسلام لقوله سبحانه: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (1) وقوله عز وجل: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} (2){إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} (3).
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
…
نائب رئيس اللجنة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
…
عبد الرزاق عفيفي
(1) سورة المؤمنون الآية 117
(2)
سورة فاطر الآية 13
(3)
سورة فاطر الآية 14
صفحة فارغة
من فتاوى سماحة الشيخ
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
حكم البناء على القبور والكتابة عليها
السؤال: لاحظت عندنا على بعض القبور عمل صبة بالإسمنت بقدر متر طولا في نصف متر عرضا مع كتابة اسم الميت عليها وتاريخ وفاته وبعض الجمل كـ (اللهم ارحم فلان بن فلان. . .) وهكذا فما حكم مثل هذا العمل؟
الجواب: لا يجوز البناء على القبور لا بصبة ولا بغيرها ولا تجوز الكتابة عليها؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من النهي عن البناء عليها والكتابة عليها، فقد روى مسلم رحمه الله من حديث جابر رضي الله عنه قال:«نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه (1)» وخرجه الترمذي وغيره بإسناد صحيح وزاد «وأن يكتب عليه (2)» ؛ ولأن ذلك نوع من أنواع الغلو فوجب منعه؛ ولأن الكتابة ربما أفضت إلى عواقب وخيمة من الغلو وغيره من المحظورات الشرعية، وإنما يعاد تراب القبر عليه ويرفع قدر شبر تقريبا حتى يعرف أنه قبر، هذه هي السنة في القبور التي درج عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، ولا يجوز اتخاذ المساجد عليها ولا كسوتها ولا وضع القباب عليها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد (3)» متفق على صحته.
ولما روى مسلم في صحيحه عن جندب بن عبد الله البجلي قال سمعت
(1) صحيح مسلم الجنائز (970)، سنن الترمذي الجنائز (1052)، سنن النسائي الجنائز (2027)، سنن أبو داود الجنائز (3225)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 339).
(2)
سنن الترمذي الجنائز (1052)، سنن النسائي الجنائز (2027)، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (1563).
(3)
صحيح البخاري الجنائز (1390)، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (531)، سنن النسائي المساجد (703)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 121)، سنن الدارمي الصلاة (1403).