الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شيئا من هذه الرعاية الأبوية؟. . . وهل نحن مقتنعون بصلاحيتها ومستعدون لتحقيقها؟
الوافدون وما أدراك ما الوافدون:
ولقد تكاثرت الظباء على خراش - حسب المثل العربي - فانضم إلى عناصر الفتنة أمواج الوافدين على بعض مجتمعاتنا المهزوزة من العمال والخدم والمربين وذوي الخبرات المتعددة، وكلهم يحمل مؤثراته المتميزة في الأخلاق والعقائد وأنواع السلوك مما زاد في مشكلاتها، وأخل بتركيبها النفسي والاجتماعي، إلى حد بتنا نلمس طلائعه جلية في واقعنا اليومي فضلا عما وراءها من تعقيدات لا ضابط لها إذا استمرت المسيرة في غفلتها الراهنة. . . ولو كان للعبرة مكانها في تفكيرنا لرأينا عواقبها فيما سبقنا إليه آباؤنا المغفلون في الشام والعراق والأندلس وغيرها من أنحاء العالم الإسلامي، عندما فتحوا أبوابهم لمواريث الأمم المنحلة، فأغرقتهم في مستنقعات الترف واللهو والمجون والفنون الشيطانية، حتى وافاهم اليوم الذي فقدوا به كل قدرة على حماية أنفسهم وأوطانهم وأعراضهم من هجمات الذئاب التي ما برحت تتربص بهم الدوائر. .
بيد أن من فضل الله أن ثغرة الوافدين هؤلاء قد بدأت تضيق تحت ضغط الظروف الاقتصادية الطارئة، ولكن بقي على المسئولين أن يعيروا ما تحتاج إليه البلاد منهم اهتماما خاصا، فلا يسمح باستقدام أحد من غير المسلمين إلا عند الضرورة القصوى، وإلا من النوعية التي يطمئن إليها، وهو أقل ما يجب من الحذر ومن العناية بمصلحة البلاد والعباد. . .
الإعلام بين الهدم والبناء:
ولن يكون الإصلاح مستوفى العناصر إذا نحن أغفلنا جانب الإعلام، الذي أصبح من أكبر الفاعليات في حياة الإنسانية وقد كثرت المؤتمرات التي عقدت لموضوع الإعلام، وكثرت البحوث التي قدمت إليها، وبينها بحثان
قدمتهما إلى مؤتمر (الدعوة والدعاة) الذي دعت إليه الجامعة الإسلامية في 24/ 2 / 1397 هـ فكل حديث في هذا الجانب سيكون إذن ضربا من التكرار، ولذلك سأكتفي منه بنقطة واحدة هي الاستفسار عن نتائج هذه المؤتمرات في مسيرة الإعلام على مستوى العالم الإسلامي.
لقد كلفت تلك الاجتماعات ملايين الدولارات وأسفرت عن العديد من التوصيات، التي استوعبت العميق من الخبرات فما الذي تحقق منها، وما الذي تأخر؟
ولست هنا في مقام التقويم لهذه النتائج لأقول فيها الكلمة الواجبة، ولكن الشيء الذي لا يصح تجاهله هو أن الإعلام الرسمي في بلاد المسلمين لا يزال حيث كان من الترويج للهو واللغو، إلى جانب مزيد من العناية بالجانب الإسلامي وكان المفروض أن يشمل التصحيح نتائج الإعلام كله، فلا يعرض فيه منظورا أو مسموعا ولا مقروءا إلا ما يتفق مع مقاصد الإسلام من الكلمة الجميلة، والموضوع الرفيع والحقائق الناصعة، ووسائل الترفيه البريء الهادف إلى ترسيخ معاني الخير في قلوب السامعين على اختلاف أسنانهم ومستوياتهم، ومقتضى ذلك أن تنقى المعروضات من كل دخيل على التصور الإسلامي، وأن تنشط حركة التأليف والإخراج التي تؤلف البديل الإسلامي الذي يتفوق بمضمونه وأشكاله على كل الأعمال الدخيلة ويحسن هنا أن نتذكر موقف المؤسسات التنصرية من الاعتماد على الفيديو في عرض المناظر والأفكار المؤثرة في المشاهدين عن طريق العرض الفني الموضوعي الذي يريدون إحلاله محل الموعظة، التي فقدت تأثيرها في الجيل المعاصر. ولا جرم أن في المعاني الإسلامية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله، ومن تاريخ الجهاد الإسلامي وفتوحاته المحررة للعقل والروح، وأهدافه الصاعدة أبدا إلى الأعلى، ما يوفر للمبدعين من المؤمنين المدد الصالح لكتابة القصة، والمسلسل، والخواطر، والطرائف الأقدر على اجتذاب الأبصار واستقطاب الأفكار، إذا أحسن أولو المواهب عرضها وإخراجها. .