الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في (تهذيب التهذيب وتقريبه) ، وكما ذكر ذلك الذهبي في (الميزان) .
وقد جمع أخونا العلامة الشيخ عبد الرحمن بن قاسم العاصمي رحمه الله رسالة في هذه المسألة نشفع لكم نسختين منها، وأرجو أن يكون فيها وفيما ذكرنا الكفاية والجواب الشافي لسؤالكم.
وأسأل الله أن يمنحنا وإياكم وسائر إخواننا الفقه في دينه والثبات عليه، وأن يعيذنا جميعا من مضلات الفتن، إنه سميع قريب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
حكم حلق العارضين والذقن
(1)
س: ما حكم حلق العارضين وترك الذقن؟
ج: اللحية عند أئمة اللغة: هي ما نبت على الخدين والذقن.
فلا يجوز للمسلم أن يأخذ شعر الخدين، بل يجب توفير ذلك مع الذقن؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«قصوا الشوارب، وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين (2) » متفق عليه، وقوله عليه الصلاة والسلام:«قصوا الشوارب، ووفروا اللحى، خالفوا المشركين (3) » رواه البخاري في الصحيح.
وقال ابن عمر رضي الله عنه: «إن الرسول عليه الصلاة والسلام أمرنا بإحفاء الشوارب، وإرخاء اللحى (4) » متفق على صحته،
(1) سبق أن نشرت في كتاب سماحته (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة) الجزء الخامس، صـ 290-291.
(2)
مسند أحمد بن حنبل (2/229) .
(3)
مسند أحمد بن حنبل (2/229) .
(4)
صحيح البخاري اللباس (5893) ، صحيح مسلم الطهارة (259) ، سنن الترمذي الأدب (2764) ، سنن النسائي الطهارة (12) ، سنن أبو داود الترجل (4199) ، مسند أحمد بن حنبل (2/16) ، موطأ مالك الجامع (1764) .
وروى مسلم في الصحيح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس (1) » .
فيجب على المؤمنين توفير اللحية، وقص الشارب، كما أمر بذلك نبينا وإمامنا محمد عليه الصلاة والسلام، وفي ذلك خير عظيم وإحياء للسنة، مع التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم وامتثال أمره، وفي ذلك ترك مشابهة المشركين، والبعد عن مشابهة النساء.
والواجب على المؤمن أن لا يغتر بكثرة الحالقين، وألا يتأسى بهم؛ لكونهم قد خالفوا الشرع المطهر، وخالفوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله هاديا ومبشرا ونذيرا، الذي قال فيه جل وعلا:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (2) وقال فيه سبحانه: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (3) وقال عز وجل: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (4){وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} (5) في آيات كثيرات يحث فيها سبحانه على طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويحذر فيها من معصية الله سبحانه ومعصية رسوله صلى الله عليه وسلم.
والله الموفق.
(1) صحيح مسلم الطهارة (260) ، مسند أحمد بن حنبل (2/366) .
(2)
سورة الحشر الآية 7
(3)
سورة النور الآية 63
(4)
سورة النساء الآية 13
(5)
سورة النساء الآية 14