الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد يعضده فعل ابن عمر رضي الله عنهما ومن فعله من السلف الصالح، والله ولي التوفيق.
الحكمة من تغيير المكان لأداء السنة
(1)
س: ما الحكمة في أن المصلي إذا انتهى من أداء الصلاة وقام يؤدي السنة غير مكانه إلى مكان آخر غير الذي صلى فيه الفريضة؟
ج: لم يثبت في تغيير المكان حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم، وإنما ورد في ذلك بعض الأحاديث الضعيفة.
وقد ذكر بعض أهل العلم أن الحكمة في ذلك على القول بشرعيته هي شهادة البقاع التي يصلى فيها، والله سبحانه أعلم وهو الحكيم العليم.
(1) نشرت في (كتاب الدعوة) ، الجزء الثاني ص (122) .
السنن الرواتب
(1)
(1) تعليق لسماحته على كلمة ألقيت في مسجد الإفتاء يوم الأربعاء 26\7\1415 هـ عن '' السنن الرواتب ''.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فهذه فائدة مهمة حول رواتب الصلاة وبقية النوافل، ونصيحتي لإخواني المسلمين المحافظة عليها وعلى كل ما شرع الله مع أداء الفرائض وترك المحارم.
قد دلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على شرعية الرواتب بعد الصلوات، وفيها فوائد كثيرة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن «من حافظ على ثنتي عشرة ركعة تطوعا في يومه وليلته بني له بهن بيت في الجنة (1) » ، والرواتب اثنتا عشرة ركعة، وذهب بعض أهل العلم إلى أنها عشر، ولكن ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ما يدل على أنها اثنتا عشرة ركعة، وعلى أن الراتبة قبل الظهر أربع، قالت عائشة رضي الله عنها:«كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدع أربعا قبل الظهر (2) » . أما ابن
(1) صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (728) ، سنن الترمذي الصلاة (415) ، سنن النسائي كتاب قيام الليل وتطوع النهار (1797) ، سنن أبو داود الصلاة (1250) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1141) ، مسند أحمد بن حنبل (6/428) ، سنن الدارمي الصلاة (1438) .
(2)
رواه البخاري في (الجمعة) برقم (1110) ، والنسائي في (قيام الليل وتطوع النهار) برقم (1737) ، والإمام أحمد في (باقي مسند الأنصار) برقم (23992) .
قالت أنقضيهما إذا فاتتا؟ قال لا (1) » .
فهي من خصائصه عليه الصلاة والسلام، أعني قضاءها بعد العصر، أما سنة الفجر فإنها تقضى بعد الفجر، وتقضى بعد طلوع الشمس إذا فاتت قبل الصلاة؛ لأنه قد جاء في الأحاديث ما يدل على قضائها بعد الصلاة، وقضائها بعد طلوع الشمس وارتفاعها.
وأما قول بعض أهل العلم: إن ترك الرواتب فسوق فهو قول ليس بجيد، بل هو خطأ؛ لأنها نافلة، فمن حافظ على الصلوات الفريضة وترك المعاصي فليس بفاسق بل هو مؤمن سليم عدل.
وهكذا قول بعض الفقهاء: إنها من شرط العدالة في الشهادة: قول مرجوح فكل من حافظ على الفرائض وترك المحارم فهو عدل ثقة. ولكن من صفة المؤمن الكامل المسارعة إلى الرواتب وإلى الخيرات الكثيرة والمسابقة إليها.
وبذلك يكون من المقربين؛ لأن المؤمنين في هذا الباب ثلاثة أقسام: ظالم لنفسه، ومقتصد، وسابق بالخيرات. كما قال جل وعلا في سورة فاطر:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} (2) وهو صاحب المعاصي
(1) الإمام أحمد في (باقي مسند الأنصار) برقم (26138) .
(2)
سورة فاطر الآية 32
{وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ} (1) وهو البر الذي حافظ على الفرائض وترك المحارم {وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} (2) وهو الذي اجتهد في الطاعات النافلة مع الفرائض وهو الأعلى في المرتبة، والمقتصد في الرتبة الوسطى، وأما الظالم لنفسه فهو في الرتبة الدنيا، فالعاصي تحت مشيئة الله، إذا مات على ظلمه لنفسه بالمعاصي فهو تحت المشيئة إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه، ومتى دخل النار لم يخلد فيها بل يعذب على قدر معاصيه ثم يخرج منها، ولا يخلد في النار إلا الكفرة نسأل الله العافية، والمقصود أن هذه الرواتب وسائر التطوعات من كمال الإيمان، ومن أعمال السابقين إلى الخيرات، ولهذا لما «سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام فسره بالشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج فقال السائل هل علي غيرها؟ قال: لا إلا أن تطوع (3) » .
فدل ذلك على أن الرواتب وغيرها من النوافل كلها تطوع وليست واجبة. ولهذا «قال صلى الله عليه وسلم في حق السائل لما أدبر قائلا: لن أزيد على ذلك ولا أنقص: أفلح إن
(1) سورة فاطر الآية 32
(2)
سورة فاطر الآية 32
(3)
رواه البخاري في (الشهادات) برقم (2481) ، ومسلم في (الإيمان) برقم (12) .