الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
س: من السائلة أم محمد - الرياض، تقول: هل هناك صلاة للوالدين المتوفيين وما كيفيتها؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا. .
ج: ليس على الأولاد صلاة للوالدين بعد الوفاة ولا غيرهما، وإنما يشرع الدعاء لهما والاستغفار لهما والصدقة عنهما، وهكذا الحج عنهما والعمرة. أما الصلاة فلا يشرع لأحد أن يصلي عن أحد أو لأحد، وإنما يصلى على الميت المسلم قبل الدفن، ومن لم يصل عليه قبل الدفن شرع له أن يصلي عليه بعد الدفن إذا كانت المدة لا تزيد عن ثلاثة أشهر تقريبا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم «صلى على قبر أم سعد بن عبادة وقد مضى لها شهر (1) » .
وهكذا سنة الطواف، وهي ركعتان بعد الطواف تشرع لمن طاف، ومن ذلك الحاج أو المعتمر عن الغير، فإنه يشرع له إذا طاف عن المنوب عنه أن يصلي ركعتين تبعا للطواف.
والأصل في ذلك كله: أن العبادات توقيفية، لا يشرع منها إلا ما ثبت في الكتاب أو السنة. والله ولي التوفيق.
(1) سنن الترمذي الجنائز (1038) .
صلاة التوبة
(1)
(1) نشرت في (الجزء الرابع) من كتاب سماحته (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة) ، ص (227) .
س: شاب يقول: في فترة الشباب المبكر من العمر ارتكبت بعض المعاصي، وقد تبت إلى الله ولله الحمد والشكر، ولكن لا زال في نفسي شيء، وسمعت عن صلاة التوبة، أرجو أن تفيدوني نحو هذا جزاكم الله خيرا؟
ج: التوبة تجب ما قبلها وتمحوه والحمد لله؛ فلا ينبغي أن يبقى في قلبك شيء من ذلك، والواجب أن تحسن الظن بربك، وأن تعتقد أن الله تاب عليك إن كنت صادقا في توبتك؛ لأن الله يقول:{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (1) فعلق الفلاح بالتوبة، فمن تاب فقد أفلح، وقال سبحانه:{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (2) وهو الصادق سبحانه وتعالى في خبره ووعده، وقال سبحانه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} (3)
(1) سورة النور الآية 31
(2)
سورة طه الآية 82
(3)
سورة التحريم الآية 8
و (عسى) من الله واجبة.
فعليك أن تحسن ظنك بربك، وأنه قبل توبتك، إذا كنت صادقا في توبتك نادما على ما عملت، مقلعا منه، عازما ألا تعود فيه، وإياك والوساوس، والله جل وعلا يقول في الحديث القدسي:«أنا عند ظن عبدي بي (1) » .
فينبغي أن تظن بالله خيرا، وقال صلى الله عليه وسلم:«لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل (2) » خرجه مسلم في صحيحه.
أما صلاة التوبة فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث الصديق رضي الله عنه أنه قال:
(1) رواه الإمام أحمد في (مسند المكيين) برقم (15442) ، وفي (مسند الشاميين) برقم (16365) ، والدارمي في (الرقائق) برقم (2615) .
(2)
رواه مسلم في (كتاب الجنة وصفة نعيمها) برقم (5125) واللفظ له، ورواه أبو داود في (الجنائز) برقم (2706) ، والإمام أحمد في (باقي مسند المكثرين) برقم (14053) .