الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الشيخ محمد حسين الذهبي: «وقد نسب إلى ابن عباس، رضي الله عنه، جزء كبير في التفسير، وطبع في مصر مرارا باسم (تنوير المقباس من تفسير ابن عباس)
…
إن هذا التفسير المنسوب إلى ابن عباس لم يفقد شيئا من قيمته العلمية في الغالب، وإنما الشيء الذي لا قيمة له فيه هو نسبته إلى ابن عباس» (1).
3 - منهج ابن عباس في تفسير القرآن:
إن الحديث عن منهج ابن عباس في التفسير يقتضي الوقوف على ما روي عنه في ذلك، لكن جهود ابن عباس في التفسير ما زالت موزعة في التفاسير القديمة ولم تستخلص بشكل مستقل، على أن ذلك لا يمنع من ذكر ما لاحظه الدارسون حول منهجه في تفسير القرآن الكريم، فمن ذلك:
أ- يعدّ تفسير ابن عباس، في مختلف أصوله، أول محاولة لشرح ألفاظ القرآن شرحا لغويا (2). وكان يعتمد في ذلك الشرح على شعر العرب في أغلب الأحيان، قال سعيد بن جبير: سمعنا ابن عباس يسأل عن الشيء من القرآن، فيقول: فيه كذا وكذا، أما سمعتم قول الشاعر يقول فيه كذا وكذا (3). وكان ابن عباس يقول:«إذا أعيتكم العربية في القرآن فالتمسوها في الشعر، فإنه ديوان العرب» (4).
ب- جاء في بعض الروايات المنقولة عن ابن عباس في التفسير أخبار منقولة عن أهل الكتاب تتعلق ببدء الخليفة أو قصص الأنبياء، وقد عرفت تلك الأخبار في كتب التفسير بالإسرائيليات. قال ابن كثير، بعد أن نقل رواية عن السدي أوردها في تفسيره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن
(1) التفسير والمفسرون 1/ 81.
(2)
فؤاد سزكين: تاريخ التراث العربي 1/ 180.
(3)
أبو بكر الأنباري: كتاب إيضاح الوقف والابتداء 1/ 62.
(4)
لمصدر نفسه 1/ 101.
عباس، وعن مرّة عن ابن مسعود، وعن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
وجاء في رواية نقلها ابن كثير عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله الأنصاري، عن ابن عباس أنه قال:«يا معشر المسلمين، كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتاب الله الذي أنزله على نبيه أحدث أخبار الله، تقرءونه غضا لم يشب، وقد حدثكم الله تعالى أن أهل الكتاب قد بدّلوا كتاب الله وغيّروه، وكتبوا بأيديهم الكتاب، وقالوا: هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا، أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم؟ ولا والله ما رأينا منهم أحدا قط سألكم عن الذي أنزل عليكم» (2). وهذه الرواية تدل على أن ابن عباس يرفض الأخذ عن أهل الكتاب، وقد لا تكون مناقضة لدلالة الرواية التي نقلناها عن أبي الليث السمرقندي من أن ابن عباس إذا أشكل عليه شيء من التفسير سأل الصحابة «والمسلمين من أهل الكتاب الذين قرءوا الكتب مثل كعب الأحبار
…
» فهؤلاء قد أسلموا.
ج- ورد في أكثر من مصدر من المصادر القديمة أن ابن عباس، رضي الله عنه، قال: التفسير أربعة أوجه:
تفسير تعرفه العرب من كلامها.
وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، يقول: الحلال والحرام.
وتفسير يعلمه العلماء خاصة.
وتفسير لا يعلمه إلا الله، ومن ادّعى علمه فهو كاذب (3).
(1) تفسير القرآن العظيم 1/ 77.
(2)
المصدر نفسه 1/ 118 - 119.
(3)
ينظر: الكبرى: جامع البيان 1/ 34، وابن تيمية: مجموع الفتاوى 13/ 375 و 384، والزركشي: البرهان 2/ 164، والسيوطي: الإتقان 4/ 188.