الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[42]
{أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا} [الطور: 42] مَكْرًا بِكَ لِيُهْلِكُوكَ، {فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ} [الطور: 42] أَيْ هُمُ الْمَجْزِيُّونَ بِكَيْدِهِمْ يُرِيدُ أَنَّ ضَرَرَ ذَلِكَ يَعُودُ عَلَيْهِمْ، وَيَحِيقُ مَكْرُهُمْ بِهِمْ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ مَكَرُوا بِهِ فِي دَارِ النَّدْوَةِ فَقُتِلُوا بِبَدْرٍ.
[43]
{أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ} [الطور: 43] يَرْزُقُهُمْ وَيَنْصُرُهُمْ، {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الطور: 43] قَالَ الْخَلِيلُ: مَا فِي هَذِهِ السورة من ذكر أم كلمة اسْتِفْهَامٌ وَلَيْسَ بِعَطْفٍ.
[44]
{وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا} [الطور: 44] قطعة، {مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا} [الطور: 44] هَذَا جَوَابٌ لِقَوْلِهِمْ: {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ} [الشعراء: 187] يَقُولُ: لَوْ عَذَّبْنَاهُمْ بِسُقُوطِ بَعْضٍ مِنَ السَّمَاءِ عَلَيْهِمْ لَمْ يَنْتَهُوا عن كفرهم، {يَقُولُوا} [الطور: 44] لمعاندتهم هذا {سَحَابٌ مَرْكُومٌ} [الطور: 44] بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ يَسْقِينَا.
[45]
{فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا} [الطور: 45] يعاينوا، {يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ} [الطور: 45] يموتون، أي حتى يعاينوا الموت.
[46]
{يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} [الطور: 46] أَيْ لَا يَنْفَعُهُمْ كَيْدُهُمْ يَوْمَ الْمَوْتِ وَلَا يَمْنَعُهُمْ مِنَ الْعَذَابِ مانع.
[47]
{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا} [الطور: 47] كفروا، {عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ} [الطور: 47] أَيْ عَذَابًا فِي الدُّنْيَا قَبْلَ عَذَابِ الْآخِرَةِ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَعْنِي الْقَتْلَ يَوْمَ بَدْرٍ.
وَقَالَ مجاهد: هُوَ الْجُوعُ وَالْقَحْطُ سَبْعَ سِنِينَ.
وَقَالَ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ: هُوَ عَذَابُ الْقَبْرِ.
{وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الطور: 47] أَنَّ الْعَذَابَ نَازِلٌ بِهِمْ.
[48]
{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} [الطور: 48] إِلَى أَنْ يَقَعَ بِهِمُ الْعَذَابُ الَّذِي حَكَمْنَا عَلَيْهِمْ، {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [الطور: 48] أَيْ بِمَرْأًى مِنَّا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَرَى مَا يُعْمَلُ بِكَ.
وقال الزجاج: معناه إِنَّكَ بِحَيْثُ نَرَاكَ وَنَحْفَظُكَ فَلَا يَصِلُونَ إِلَى مَكْرُوهِكَ.
{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} [الطور: 48] قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَعَطَاءٌ أَيْ قُلْ حِينَ تَقُومُ مِنْ مَجْلِسِكَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، فَإِنْ كان المجلس خيرا ازددت إِحْسَانًا، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ كان كفارة له.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: مَعْنَاهُ صَلِّ لِلَّهِ حِينَ تَقُومُ مِنْ مَقَامِكَ.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ وَالرَّبِيعُ، إِذَا قُمْتُ إِلَى الصَّلَاةِ فَقُلْ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ.
وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: هُوَ ذِكْرُ اللَّهِ بِاللِّسَانِ حِينَ تَقُومُ من الفراش إلى أن يدخل في صلاته.
[49]
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ} [الطور: 49] أَيْ صَلِّ لَهُ، قَالَ مُقَاتِلٌ: يَعْنِي صَلَاةَ الْمَغْرِبِ وَالْعَشَاءِ.
{وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} [الطور: 49] يعني ركعتين قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَذَلِكَ حِينَ تُدْبِرُ النُّجُومُ أَيْ تَغِيبُ بِضَوْءِ الصُّبْحِ، هَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ: هُوَ فَرِيضَةُ صَلَاةِ الصبح.
[سورة النجم]
[قوله تعالى وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى]
. . .
(53)
سورة النجم [1]{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} [النجم: 1] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - فِي رِوَايَةِ الْوَالِبِيِّ وَالْعَوْفِيِّ -: يَعْنِي الثُّرَيَّا إِذَا سقطت وغابت، وهويه مغيبه، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: هِيَ نُجُومُ السَّمَاءِ كُلُّهَا حِينَ تَغْرُبُ، لَفْظُهُ وَاحِدٌ وَمَعْنَاهُ الْجَمْعُ؟ سُمِّيَ الْكَوْكَبُ نَجْمًا لِطُلُوعِهِ، وَكُلُّ طَالِعٍ نَجْمٌ يُقَالُ: نَجَمَ السِّنُّ وَالْقَرْنُ وَالنَّبْتُ إِذَا طلع.
عن ابن عباس: ما ترمى بها الشياطين عند استراقهم السمع، وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالنَّجْمِ الْقُرْآنُ سَمِّيَ نَجْمًا؛ لِأَنَّهُ نُزِّلَ نُجُومًا مُتَفَرِّقَةً فِي عِشْرِينَ سَنَةً، وَسُمِّي التَّفْرِيقُ: تنجيما، والمفرق: منجما، والهوى: النُّزُولُ مِنْ أَعْلَى إِلَى أَسْفَلَ.
[2، 3] وَجَوَابُ الْقَسَمِ قَوْلُهُ: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ} [النجم: 2] يَعْنِي مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم مَا ضَلَّ عَنْ طَرِيقِ الْهُدَى، {وَمَا غَوَى - وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم: 2 - 3] يعني بِالْهَوَى يُرِيدُ لَا يَتَكَلَّمُ بِالْبَاطِلِ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ قَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يَقُولُ الْقُرْآنَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ.
[4]
{إِنْ هُوَ} [النجم: 4] مَا نُطْقُهُ فِي الدِّينِ، وَقِيلَ: القرآن، {إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 4] يعني وَحْيٌ مِنَ اللَّهِ يُوحَى إِلَيْهِ.
[5]
{عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم: 5] وهو جِبْرِيلُ، وَالْقُوَى جَمْعُ الْقُوَّةِ.
[6]
{ذُو مِرَّةٍ} [النجم: 6] قُوَّةٍ وَشِدَّةٍ فِي خَلْقِهِ، يَعْنِي جِبْرِيلَ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ذُو مِرَّةٍ يَعْنِي ذُو مَنْظَرٍ حَسَنٍ.
وقال قتادة: ذُو خَلْقٍ طَوِيلٍ حَسَنٍ.
{فَاسْتَوَى} [النجم: 6] يعني جبريل.
[7]
{وَهُوَ} [النجم: 7] يَعْنِي مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، وَمَعْنَى الْآيَةِ: اسْتَوَى جِبْرِيلُ وَمُحَمَّدٌ عليهما السلام لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ، {بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى} [النجم: 7] وَهُوَ أَقْصَى الدُّنْيَا عِنْدَ مَطْلَعِ الشَّمْسِ، وَقِيلَ: فَاسْتَوَى يَعْنِي جِبْرِيلَ، وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ جِبْرِيلَ أَيْضًا، أَيْ قَامَ فِي صُورَتِهِ الَّتِي خَلَقَهُ اللَّهُ، وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} [النجم: 8]
[8، 9] قوله عز وجل: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم: 9] اختلفوا في معناه، فقيل: جبريل فَمَعْنَى الْآيَةِ: ثُمَّ دَنَا جِبْرِيلُ بَعْدَ اسْتِوَائِهِ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى مِنَ الْأَرْضِ، فَتَدَلَّى فَنَزَلَ إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، بل أدنى، وقال آخرون: ثم دنا الله عز وجل مِنْ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَتَدَلَّى، فَقَرُبَ مِنْهُ حَتَّى كَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أو أدنى، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: دَنَا جِبْرِيلُ مِنْ رَبِّهِ.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ: دَنَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم مَنْ رَبِّهِ فَتَدَلَّى فَأَهْوَى لِلسُّجُودِ، فَكَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، وَمَعْنَى قَوْلِهِ: قَابَ قَوْسَيْنِ أَيْ قدر قوسين، والقاب والقيب، والقاد والقيد عبارة عن المقدار، والقوس: ما يرمى به، فَأَخْبَرَ أَنَّهُ كَانَ بَيْنَ جِبْرِيلَ وبين مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مقدار قوسين.
[10]
{فَأَوْحَى} [النجم: 10] أَيْ أَوْحَى اللَّهُ، {إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} [النجم: 10] مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، قال ابن عباس، مَعْنَاهُ أَوْحَى جِبْرِيلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَوْحَى إِلَيْهِ رَبُّهُ عز وجل.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: أَوْحَى إِلَيْهِ: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} [الضُّحَى: 6] إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشَّرْحِ: 4] وَقِيلَ: أَوْحَى إِلَيْهِ إِنَّ الْجَنَّةَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ حَتَّى تَدْخُلَهَا أَنْتَ، وَعَلَى الْأُمَمِ حَتَّى تَدْخُلَهَا أُمَّتُكَ.
[11]
{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11] قَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ: مَا كَذَّبَ بِتَشْدِيدِ الذَّالِ، أَيْ: مَا كَذَّبَ قَلَبُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مَا رَأَى بِعَيْنِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، بَلْ صَدَّقَهُ وَحَقَّقَهُ، وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِالتَّخْفِيفِ، أَيْ مَا كَذَبَ فُؤَادُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الَّذِي رَأَى، بَلْ صَدَقَهُ، يُقَالُ: كَذَبَهُ إِذَا قَالَ لَهُ الكذب، وصدقه إذا قال له الصدق، مَجَازُهُ: مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ فِيمَا رَأَى، وَاخْتَلَفُوا فِي الَّذِي رَآهُ، فقال قوم: رأى جبريل، وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ اللَّهُ عز وجل.
ثُمَّ اخْتَلَفُوا فِي مَعْنَى الرُّؤْيَةِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: جَعَلَ بَصَرَهُ في فؤاده فرأى بِفُؤَادِهِ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَذَهَبَ جَمَاعَةٌ إِلَى أَنَّهُ رَآهُ بعينه.
[12]
{أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} [النجم: 12] قَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَيَعْقُوبُ: (أَفَتَمْرُونَهُ) بفتح التاء بِلَا أَلْفٍ، أَيْ أَفَتَجْحَدُونَهُ، تَقُولُ الْعَرَبُ: مَرَيْتُ الرَّجُلَ حَقَّهُ إِذَا جَحَدْتُهُ، وَقَرَأَ الْآخَرُونَ:(أَفَتُمَارُونَهُ) بِالْأَلْفِ وَضَمِّ التَّاءِ، عَلَى مَعْنَى أَفَتُجَادِلُونَهُ عَلَى مَا يَرَى، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ جَادَلُوهُ حِينَ أُسْرِيَ بِهِ، فَقَالُوا: صف لنا بيت المقدس.
[13]
{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13] يَعْنِي رَأَى جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ التي خلق عليه نَازِلًا مِنَ السَّمَاءِ نَزْلَةً أُخْرَى.
وَذَلِكَ أَنَّهُ رَآهُ فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ، مَرَّةً فِي الْأَرْضِ وَمَرَّةً فِي السَّمَاءِ.
[14]
{عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} [النجم: 14] وَعَلَى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَعْنَى.
{نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13] هُوَ أَنَّهُ كَانَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَرَجَاتٌ فِي تلك الليلة لمسألته التَّخْفِيفِ مِنْ أَعْدَادِ الصَّلَوَاتِ، فَيَكُونُ لِكُلِّ عَرْجَةٍ نَزْلَةٌ، فَرَأَى رَبَّهُ في بعضها، وَالسِّدْرَةُ شَجْرَةُ النَّبْقِ، وَقِيلَ لَهَا: سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى لِأَنَّهُ إِلَيْهَا يَنْتَهِي علم الخلق.
[15]
{عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} [النجم: 15] قَالَ عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: جنة المأوى جَنَّةٌ يَأْوِي إِلَيْهَا جِبْرِيلُ وَالْمَلَائِكَةُ.
وقال مقاتل والكلبي: تأوي إِلَيْهَا أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ.
[16]
{إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [النَّجْمِ: 16] قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: فِرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ، وقال مقاتل: تغشاها الملائكة وقال السدي: من الطيور، وَعَنِ الْحَسَنِ قَالَ: غَشِيَهَا نُورُ رب العزة فاستنارت.
[17]
{مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} [النجم: 17] أَيْ مَا مَالَ بَصَرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَمِينًا وَلَا شِمَالًا وَمَا طَغَى، أَيْ مَا جَاوَزَ مَا رَأَى.
وَقِيلَ: مَا جَاوَزَ مَا أُمِرَ بِهِ وَهَذَا وَصْفُ أَدَبِهِ فِي ذَلِكَ الْمَقَامِ إِذْ لَمْ يَلْتَفِتْ جَانِبًا.
[18]
{لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18] يَعْنِي الْآيَاتِ الْعِظَامِ.
وَقِيلَ: أَرَادَ مَا رَأَى تِلْكَ اللَّيْلَةَ فِي مسيره وعوده.
[19]
قوله: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} [النجم: 19] هَذِهِ أَسْمَاءُ أَصْنَامٍ اتَّخَذُوهَا آلِهَةً يعبدونها.
[20]
{وَمَنَاةَ} [النجم: 20] قَالَ قَتَادَةُ: هِيَ لِخُزَاعَةَ كَانَتْ بقديد، وقال ابْنُ زَيْدٍ: بَيْتٌ كَانَ بِالْمُشَلَّلِ يَعْبُدُهُ بْنُو كَعْبٍ.
قَالَ الضَّحَّاكُ: مَنَاةُ صَنَمٌ لِهُذَيْلٍ وَخُزَاعَةَ يَعْبُدُهَا أَهْلُ مَكَّةَ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: اللَّاتُ وَالْعُزَّى وَمَنَاةُ أَصْنَامٌ مِنْ حِجَارَةٍ كَانَتْ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ يَعْبُدُونَهَا، وأما قوله:{الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: 20] فَالثَّالِثَةُ نَعْتٌ لِمَنَاةَ أَيِ الثَّالِثَةَ للصنمين في الذكر، ومعنى الآية: أفرأيتم أخبرونا أَيُّهَا الزَّاعِمُونَ أَنَّ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ومناة بنات الله، تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا. 21،
[22]
فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى مُنْكِرًا عَلَيْهِمْ: {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى - تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} [النجم: 21 - 22] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وقَتَادَةُ: أَيْ قِسْمَةٌ جَائِرَةٌ حَيْثُ جَعَلْتُمْ لِرَبِّكُمْ مَا تَكْرَهُونَ لِأَنْفُسِكُمْ.
قَالَ مُجَاهِدٌ وَمُقَاتِلٌ: قِسْمَةٌ