الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُقَاتِلٌ وَالْكِسَائِيُّ: يَعْنِي إِلَى أَوْثَانِهِمُ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ الله. قَالَ الْحَسَنُ: يُسْرِعُونَ إِلَيْهَا أَيُّهُمْ يستلمها أولا {يُوفِضُونَ} [المعارج: 43] أي يسرعون.
[44]
{خَاشِعَةً} [المعارج: 44] ذليلة خاصعة {أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} [المعارج: 44] يَغْشَاهُمْ هَوَانٌ، {ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [المعارج: 44] يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
[سُورَةُ نُوحٍ]
[قوله تعالى إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ]
قَوْمَكَ. . .
(71)
سورة نوح [1]{إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ} [نوح: 1] بِأَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ، {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [نوح: 1] الْمَعْنَى: إِنَّا أَرْسَلْنَاهُ لِيُنْذِرَهُمْ بِالْعَذَابِ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا.
[2]
{قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ} [نوح: 2] أنذركم وأبين لكم.
[3 - 4]{أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ - يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ} [نوح: 3 - 4](مِنْ) صِلَةٌ أَيْ يَغْفِرْ لَكُمْ دنوبكم. وَقِيلَ: يَعْنِي مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِكُمْ إِلَى وَقْتِ الْإِيمَانِ، وَذَلِكَ بَعْضُ ذُنُوبِهِمْ، {وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [نوح: 4] أن يعافيكم إلى منتهى آجالهم فَلَا يُعَاقِبْكُمْ، {إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [نوح: 4] يَقُولُ آمِنُوا قَبْلَ الْمَوْتِ، تَسْلَمُوا من العذاب، فإن أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ وَلَا يُمْكِنُكُمُ الْإِيمَانُ.
[5 - 6]{قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا - فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا} [نوح: 5 - 6] نِفَارًا وَإِدْبَارًا عَنِ الْإِيمَانِ وَالْحَقِّ.
[7]
{وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ} [نوح: 7] إِلَى الْإِيمَانِ بِكَ، {لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ} [نوح: 7] لِئَلَّا يَسْمَعُوا دَعْوَتِي، {وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ} [نوح: 7] غَطَّوْا بِهَا وُجُوهَهُمْ لِئَلَّا يَرَوْنِي، {وَأَصَرُّوا} [نوح: 7] على كفرهم، {وَاسْتَكْبَرُوا} [نوح: 7] عن الإيمان بك، {اسْتِكْبَارًا} [نوح: 7]
[8]
{ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا} [نوح: 8] مُعْلِنًا: بِالدُّعَاءِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بِأَعْلَى صَوْتِي.
[9]
{ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ} [نوح: 9] أي كَرَّرْتُ الدُّعَاءَ مُعْلِنًا، {وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا} [نوح: 9] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يُرِيدُ الرَّجُلَ بَعْدَ الرَّجُلِ، أُكَلِّمُهُ سِرًا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، أَدْعُوهُ إِلَى عِبَادَتِكَ وَتَوْحِيدِكَ.
[قوله تعالى يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ]
بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا. . .
[10 - 11]{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا - يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} [نوح: 10 - 11] وَذَلِكَ أَنْ قَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوهُ زَمَانًا طَوِيلًا حَبَسَ اللَّهُ عَنْهُمُ الْمَطَرَ وَأَعَقَمَ أَرْحَامَ نِسَائِهِمْ أربعين سنة، فهلكت أولادهم وأموالهم وَمَوَاشِيهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ نُوحٌ: اسْتَغْفَرُوا رَبَّكُمْ مِنَ الشِّرْكِ، أَيِ اسْتَدْعَوْا الْمَغْفِرَةَ بِالتَّوْحِيدِ، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مدرارا. 12،
[13]
{وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ} [نوح: 12] قَالَ عَطَاءٌ: يُكَثِّرْ أَمْوَالَكُمْ وَأَوْلَادَكُمْ {وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا - مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [نوح: 12 - 13] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ: لَا تَرَوْنَ لِلَّهِ عَظَمَةً. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ:
مَا لَكَمَ لَا تُعَظِّمُونَ اللَّهَ حَقَّ عَظَمَتِهِ. وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: لَا تخافون الله حق عظمته. والرجاء: بمعنى الخوف، والوقار. العفة، اسْمٌ مِنَ التَّوْقِيرِ وَهُوَ التَّعْظِيمُ. قَالَ: الْحَسَنُ: لَا تَعْرِفُونَ لِلَّهِ حَقًا وَلَا تَشْكُرُونَ لَهُ نِعْمَةً. قَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: مَا لَكَمَ لَا تَرْجُونَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ أَنْ يُثِيبَكُمْ عَلَى تَوْقِيرِكُمْ إِيَّاهُ خيرا.
[14]
{وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} [نوح: 14] تارات، حال بَعْدَ حَالٍ نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةً إِلَى تَمَامِ الْخَلْقِ.
[15]
{أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا - وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا} [نوح: 15 - 16] قَالَ الْحَسَنُ: يَعْنِي فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، كَمَا يُقَالُ: أَتَيْتُ بَنِي تَمِيمٍ وَإِنَّمَا أَتَى بَعْضَهُمْ، وَفُلَانٌ مُتَوَارٍ فِي دُورِ بَنِي فُلَانٍ وهو في دار واحدة.
[16]
{وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} [نوح: 16] مِصْبَاحًا مُضِيئًا.
[17]
{وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} [نوح: 17] أراد مبدأ خلق أبي البشر آدَمَ خَلَقَهُ مِنَ الْأَرْضِ، وَالنَّاسُ ولده، قوله:(نَبَاتًا) اسْمٌ جُعِلَ فِي مَوْضِعِ المصدر أي نباتا قَالَ الْخَلِيلُ: مَجَازُهُ: أَنْبَتَكُمْ فَنَبَتُّمْ نباتا.
[18]
{ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا} [نوح: 18] بعد الموت، {وَيُخْرِجُكُمْ} [نوح: 18] مِنْهَا يَوْمَ الْبَعْثِ أَحْيَاءً {إِخْرَاجًا} [نوح: 18]
[19]
{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا} [نوح: 19] فَرَشَهَا وَبَسَطَهَا لَكُمْ.
[20]
{لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا} [نوح: 20] طُرُقًا وَاسِعَةً.
[21]
{قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي} [نوح: 21] يعني لَمْ يُجِيبُوا دَعْوَتِي، {وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا} [نوح: 21] يَعْنِي اتَّبَعَ السَّفَلَةُ وَالْفُقَرَاءُ الْقَادَةَ والرؤساء الذين هم لَمْ يَزِدْهُمْ كَثْرَةُ الْمَالِ وَالْوَلَدِ إِلَّا ضَلَالًا فِي الدُّنْيَا وَعُقُوبَةً فِي الْآخِرَةِ.
[22]
{وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا} [نوح: 22] أَيْ كَبِيرًا عَظِيمًا، يُقَالُ: كَبِيرٌ وكبار، بالتخفيف، وكبار بالتشديد، شدد المبالغة، كُلُّهَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ كَمَا يُقَالُ: أمر عجيب وعجاب بالتشديد أَشَدُّ فِي الْمُبَالَغَةِ، وَاخْتَلَفُوا فِي مَكْرِهِمْ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالُوا قولا عظيما. قال الضَّحَّاكُ: افْتَرَوْا عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبُوا رُسُلَهُ. وَقِيلَ. مَنَعَ الرُّؤَسَاءُ أَتْبَاعَهُمْ عن الإيمان بنوح وحرشوهم على قتله.
[23]
{وَقَالُوا} [نوح: 23] لهم، {لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ} [نوح: 23] أي عبادتها {وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا} [نوح: 23] قَرَأَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ بِضَمِّ الْوَاوِ وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا، {وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [نوح: 23] هَذِهِ أَسْمَاءُ آلِهَتِهِمْ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ: هَذِهِ أَسْمَاءُ قَوْمٍ صَالِحِينَ كَانُوا بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ، فَلَمَّا مَاتُوا كَانَ لَهُمْ أَتْبَاعٌ يقتدون بهم ويأخذون بعدهم مأخذهم فِي الْعِبَادَةِ فَجَاءَهُمْ إِبْلِيسُ وَقَالَ لَهُمْ: لَوْ صَوَّرْتُمْ صُوَرَهُمْ كَانَ أَنْشَطَ لَكُمْ وَأَشْوَقَ إِلَى الْعِبَادَةِ، فَفَعَلُوا ثُمَّ نَشَأَ قَوْمٌ بَعْدَهُمْ فَقَالَ لَهُمْ إِبْلِيسُ: إِنَّ الَّذِينَ مَنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَهُمْ فَعَبَدُوهُمْ، فَابْتِدَاءُ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ كَانَ مِنْ ذَلِكَ