الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} [الزخرف: 20] مَا هُمْ إِلَّا كَاذِبُونَ فِي قَوْلِهِمْ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى رَضِيَ منا عبادتها، وَقِيلَ: إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ، فِي قَوْلِهِمْ: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ إِنَاثٌ وَإِنَّهُمْ بَنَاتُ اللَّهِ.
[21]
{أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ} [الزخرف: 21] أَيْ مِنْ قَبْلِ الْقُرْآنِ بِأَنْ يَعْبُدُوا غَيْرَ اللَّهِ، {فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ} [الزخرف: 21]
[22]
{بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} [الزخرف: 22] عَلَى دِينٍ وَمِلَّةٍ، قَالَ مُجَاهِدٌ: عَلَى إِمَامٍ. {وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} [الزخرف: 22] جعلوا أنفسهم باتباع آبائهم الأولين مهتدين.
[قوله تعالى وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ]
مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ. . .
[23]
{وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا} [الزخرف: 23] أَغْنِيَاؤُهَا وَرُؤَسَاؤُهَا، {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} [الزخرف: 23] بهم.
[24]
{قَالَ} [الزخرف: 24] قَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ: (قَالَ) على الخبر، وقرأ آخرون (قُلْ) عَلَى الْأَمْرِ {أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ} [الزخرف: 24] قَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ: (جِئْنَاكُمْ) عَلَى الْجَمْعِ، وَالْآخَرُونَ (جِئْتُكُمْ) عَلَى الْوَاحِدِ، {بِأَهْدَى} [الزخرف: 24] بِدِينٍ أَصْوَبَ، {مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ} [الزخرف: 24] قال الزجاج: قال لهم: أَتَتَّبِعُونَ مَا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ وَإِنْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِنْهُ "؟ فَأَبَوْا أن يقبلوه، {قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} [الزخرف: 24]
[25]
{فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [الزخرف: 25] 26،
[27]
قَوْلُهُ عز وجل: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ} [الزخرف: 26] أَيْ بَرِيءٌ، وَلَا يُثَنَّى الْبَرَاءُ وَلَا يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّثُ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ وُضِعَ مَوْضِعَ النَّعْتِ. {مِمَّا تَعْبُدُونَ - إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} [الزخرف: 26 - 27] يرشدني لدينه.
[28]
{وَجَعَلَهَا} [الزخرف: 28] يَعْنِي هَذِهِ الْكَلِمَةَ، {كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} [الزخرف: 28] قَالَ مُجَاهِدٌ وقَتَادَةُ: يَعْنِي كَلِمَةَ التَّوْحِيدِ، وَهِيَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ أي فِي ذُرِّيَّتِهِ. قَالَ قَتَادَةُ: لَا يَزَالُ فِي ذُرِّيَّتِهِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَيُوَحِّدُهُ. وَقَالَ الْقُرَظِيُّ: يَعْنِي جعل وَصِيَّةَ إِبْرَاهِيمَ الَّتِي أَوْصَى بِهَا بَنِيهِ بَاقِيَةً فِي نَسْلِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَهُوَ قَوْلُهُ عز وجل:{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ} [الْبَقَرَةِ: 132] وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: يَعْنِي قَوْلَهُ: {أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الْبَقَرَةِ: 131] وَقَرَأَ: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ} [الْحَجِّ: 78]{لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الزخرف: 28] لَعَلَّ أَهْلَ مَكَّةَ يَتَّبِعُونَ هَذَا الدِّينَ وَيَرْجِعُونَ عَمَّا هُمْ عَلَيْهِ إِلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ. وَقَالَ السُّدِّيُّ. لَعَلَّهُمْ يَتُوبُونَ وَيَرْجِعُونَ إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ عز وجل.
[29]
{بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ} [الزخرف: 29] يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ فِي الدُّنْيَا وَلَمْ أعاجلهم بالعقوبة على كفرهم، {حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ} [الزخرف: 29] يَعْنِي الْقُرْآنُ، وَقَالَ الضَّحَّاكُ: الْإِسْلَامُ. {وَرَسُولٌ مُبِينٌ} [الزخرف: 29] يُبَيِّنُ لَهُمُ الْأَحْكَامَ وَهُوَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ مِنْ حَقِّ هَذَا الْإِنْعَامِ أَنْ يُطِيعُوهُ، فَلَمْ يَفْعَلُوا، وَعَصَوْا. 30،
[31]
وَهُوَ قوله: {وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ} [الزخرف: 30] يَعْنِي الْقُرْآنُ، {قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ - وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف: 30 - 31] يَعْنُونَ