الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يُعْطَوْنَ كُتُبَهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ.
وَقَالَ الْحَسَنُ وَالرَّبِيعُ: هُمُ الَّذِينَ كَانُوا مَيَامِينَ مُبَارَكِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَكَانَتْ أَعْمَارُهُمْ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَهُمُ التَّابِعُونَ بِإِحْسَانٍ، ثُمَّ عَجَّبَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:{مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} [الواقعة: 8] وَهَذَا كَمَا يُقَالُ: زَيْدٌ مَا زَيْدٌ يُرَادُ زَيْدٌ شَدِيدٌ.
[9]
{وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} [الواقعة: 9] يَعْنِي أَصْحَابَ الشِّمَالِ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْيَدَ الْيُسْرَى الشُّؤْمَى، وَمِنْهُ يُسَمَّى الشام واليمين، لِأَنَّ الْيَمَنَ عَنْ يَمِينِ الْكَعْبَةِ، وَالشَّامُ عَنْ شِمَالِهَا، وَهُمُ الَّذِينَ يؤخد بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ إِلَى النَّارِ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُمُ الَّذِينَ كَانُوا عَلَى شِمَالِ آدَمَ عِنْدَ إِخْرَاجِ الذُّرِّيَّةِ وَقَالَ اللَّهُ لَهُمْ: هَؤُلَاءِ فِي النَّارِ وَلَا أُبَالِي.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ: هُمُ الَّذِينَ يُؤْتَوْنَ كُتُبَهُمْ بِشِمَالِهِمْ.
وَقَالَ الْحَسَنُ: هُمُ الْمَشَائِيمُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَكَانَتْ أَعْمَارُهُمْ في المعاصي.
[10]
{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} [الواقعة: 10] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: السَّابِقُونَ إِلَى الْهِجْرَةِ هُمُ السَّابِقُونَ فِي الْآخِرَةِ.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ: السَّابِقُونَ إِلَى الْإِسْلَامِ.
قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: هُمُ الَّذِينَ صَلَّوْا إِلَى الْقِبْلَتَيْنِ، دَلِيلُهُ قَوْلُهُ:{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} [التَّوْبَةِ: 100] قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ: السَّابِقُونَ إِلَى إِجَابَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم فِي الدُّنْيَا هُمُ السَّابِقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ فِي الْعُقْبَى.
وَقَالَ مُقَاتِلٌ: إِلَى إِجَابَةِ الأنبياء صلوات الله عليهم بِالْإِيمَانِ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: إِلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ: إلى الجهاد.
وقام سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: هُمُ الْمُسَارِعُونَ إِلَى التَّوْبَةِ وَإِلَى أَعْمَالِ الْبِرِّ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [الحديد: 21] ثُمَّ أَثْنَى عَلَيْهِمْ فَقَالَ: {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: 61] قَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: وَالسَّابِقُونَ إِلَى كُلِّ مَا دَعَا اللَّهُ إِلَيْهِ.
وروي عن كعب: هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ الْمُتَوَّجُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَقِيلَ: هُمْ أَوَّلُهُمْ رَوَاحًا إِلَى الْمَسْجِدِ وَأَوَّلُهُمْ خُرُوجًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
وَقَالَ الْقُرَظِيُّ: إِلَى كل خير.
[11]
{أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة: 11] مِنَ اللَّهِ. 12،
[13]
{فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ - ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ} [الواقعة: 12 - 13] أَيْ مِنَ الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ مِنْ لَدُنْ آدَمَ عليه السلام إِلَى زَمَانِ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم، والثلة: الجماعة غَيْرُ مَحْصُورَةِ الْعَدَدِ.
[14]
{وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 14] يَعْنِي مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، قَالَ الزَّجَّاجُ: الَّذِينَ عَايَنُوا جَمِيعَ النَّبِيِّينَ مِنْ لَدُنْ آدَمَ عليه الصلاة والسلام وَصَدَّقُوهُمْ، أَكْثَرُ مِمَّنْ عَايَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
[15]
{عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ} [الواقعة: 15] مَنْسُوجَةٍ كَمَا تُوَضَنُ حِلَقُ الدِّرْعِ فَيُدْخَلُ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ.
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: هِيَ مَوْصُولَةٌ مَنْسُوجَةٌ بِالذَّهَبِ وَالْجَوَاهِرِ.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ: مَوْضُونَةٌ مَصْفُوفَةٌ.
[16]
{مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ} [الواقعة: 16] لَا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ فِي قَفَا بعض.
[قوله تعالى يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ]
وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ. . .
[17]
{يَطُوفُ عَلَيْهِمْ} [الواقعة: 17] للخدمة، {وِلْدَانٌ} [الواقعة: 17] غلمان، {مُخَلَّدُونَ} [الواقعة: 17] لَا يَمُوتُونَ وَلَا يَهْرَمُونَ وَلَا يَتَغَيَّرُونَ.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: تَقُولُ الْعَرَبُ لمن كبر ولمن شمط إِنَّهُ مُخَلَّدٌ.
قَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: يَعْنِي وِلْدَانًا لَا يُحَوَّلُونَ مِنْ حَالَةٍ إِلَى حَالَةٍ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: مُقَرَّطُونَ يُقَالُ خَلَّدَ جَارِيَتَهُ إِذَا حَلَّاهَا بِالْخِلْدِ، وَهُوَ الْقِرْطُ.
قَالَ الْحَسَنُ: هُمْ أَوْلَادُ أَهْلِ الدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ لَهُمْ حَسَنَاتٌ فَيُثَابُوا عَلَيْهَا وَلَا سَيِّئَاتٌ فَيُعَاقَبُوا عَلَيْهَا لِأَنَّ الْجَنَّةَ لَا ولادة فيها فهم خدم أهل الجنة.
[18]
{بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ} [الواقعة: 18] فَالْأَكْوَابُ جَمْعُ كُوبٍ وَهِيَ الْأَقْدَاحُ الْمُسْتَدِيرَةُ الْأَفْوَاهِ لَا آذَانَ لَهَا ولا عرف، وَالْأَبَارِيقُ وَهِيَ ذَوَاتُ الْخَرَاطِيمِ سُمِّيَتْ أَبَارِيقَ لِبَرِيقِ لَوْنِهَا مِنَ الصَّفَاءِ.
{وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ} [الواقعة: 18] خَمْرٍ جَارِيَةٍ.
[19]
{لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا} [الواقعة: 19] لا تصدع رؤوسهم من شربها، {وَلَا يُنْزِفُونَ} [الواقعة: 19] أَيْ لَا يَسْكَرُونَ، هَذَا إِذَا قُرِئَ بِفَتْحِ الزَّايِ وَمَنْ كَسَرَ فَمَعْنَاهُ لَا يَنْفَدُ شَرَابُهُمْ.
[20]
{وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ} [الواقعة: 20] يَخْتَارُونَ مَا يَشْتَهُونَ، يُقَالُ تَخَيَّرْتُ الشَّيْءَ إِذَا أَخَذْتُ خَيْرَهُ.
[21]
{وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الواقعة: 21] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَخْطُرُ عَلَى قَلْبِهِ لَحْمُ الطَّيْرِ فَيَصِيرُ مُمَثَّلًا بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى مَا اشْتَهَى، وَيُقَالُ إِنَّهُ يَقَعُ عَلَى صَحْفَةِ الرَّجُلِ فَيَأْكُلُ مِنْهُ مَا يَشْتَهِي ثُمَّ يَطِيرُ فَيَذْهَبُ.
[22]
{وَحُورٌ عِينٌ} [الواقعة: 22] قَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ: بِكَسْرِ الرَّاءِ وَالنُّونِ، أَيْ وَبِحُورٍ عين، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ وَيُكْرَمُونَ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمِ طير وحور عِينٌ وَقَالَ الْأَخْفَشُ رُفِعَ عَلَى مَعْنَى لَهُمْ حُورٌ عِينٌ، وَجَاءَ في تفسيره في حور بِيضٌ ضِخَامُ الْعُيُونِ.
[23]
{كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} [الواقعة: 23] الْمَخْزُونِ فِي الصَّدَفِ لَمْ تَمَسَّهُ الأيدي.
[24]
{جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الواقعة: 24]
[25،
[26]
{لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا - إِلَّا قِيلًا} [الواقعة: 25 - 26] أي قولا: {سَلَامًا سَلَامًا} [الواقعة: 26] نَصَبَهُمَا اتِّبَاعًا لِقَوْلِهِ قِيلًا أَيْ يَسْمَعُونَ قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا.
قَالَ عَطَاءٌ: يُحَيِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِالسَّلَامِ، ثُمَّ ذَكَرَ أَصْحَابَ الْيَمِينِ وَعَجَّبَ مِنْ شَأْنِهِمْ فَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ:
[27،
[28]
{وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ - فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ} [الواقعة: 27 - 28] لَا شَوْكَ فِيهِ كَأَنَّهُ خُضِدَ شَوْكُهُ أَيْ قُطِعَ وَنُزِعَ مِنْهُ، هَذَا قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةَ.
وَقَالَ الْحَسَنُ: لَا يَعْقِرُ الْأَيْدِيَ.
قَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: هُوَ الَّذِي لا أذى فيه.
قَالَ الضَّحَّاكُ وَمُجَاهِدٌ: هُوَ الْمُوَقَرُ حملا.
[29]
{وَطَلْحٍ} [الواقعة: 29] أَيْ مَوْزٍ، وَاحِدَتُهَا طَلْحَةٌ، عَنْ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ.
وَقَالَ الْحَسَنُ: لَيْسَ هو بالموز ولكنه شجر لها ظِلٌّ بَارِدٌ طَيِّبٌ.
قَالَ الْفَرَّاءُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ: الطَّلْحُ عِنْدَ الْعَرَبِ شَجَرٌ عِظَامٌ لَهَا شَوْكٌ.
وَرَوَى مجاهد عن الحسن بن سعيد قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَ عَلِيٍّ رضي الله عنه: {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} [الواقعة: 29] فَقَالَ.
وَمَا شَأْنُ الطَّلْحِ إِنَّمَا هو طلح مَنْضُودٌ ثُمَّ قَرَأَ {طَلْعُهَا هَضِيمٌ} [الشعراء: 148] قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهَا فِي الْمُصْحَفِ بِالْحَاءِ أَفَلَا تَحَوِّلُهَا؟ فَقَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ لَا يُهَاجُ اليوم ولا يحول، والمنضود الْمُتَرَاكِمُ الَّذِي قَدْ نُضِّدَ بِالْحَمْلِ من أوله إلى آخره، ليس هو سُوقٌ بَارِزَةٌ، قَالَ مَسْرُوقٌ: أَشْجَارُ الجنة من عروقها إلى أفنانها ثمر كله.
[30]
{وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة: 30] دَائِمٌ لَا تَنْسَخُهُ الشَّمْسُ وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلشَّيْءِ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ ممدود.
[31]
{وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ} [الواقعة: 31] مَصْبُوبٍ يَجْرِي دَائِمًا فِي غَيْرِ أُخْدُودٍ لَا يَنْقَطِعُ. 32،
[33]
{وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ - لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ} [الواقعة: 32 - 33] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا تَنْقَطِعُ إِذَا جُنِيَتْ وَلَا تَمْتَنِعُ مِنْ أَحَدٍ أَرَادَ أَخْذَهَا وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا مَقْطُوعَةٍ بِالْأَزْمَانِ وَلَا مَمْنُوعَةٍ بالأثمان، كما ينقطع أثر ثِمَارِ الدُّنْيَا إِذَا جَاءَ الشِّتَاءُ، وَلَا يُتَوَصَّلُ إِلَيْهَا إِلَّا بِالثَّمَنِ.
وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: يَعْنِي لَا يُحْظَرُ عَلَيْهَا كَمَا
يحظر على بساتين الدنيا.
[34]
{وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة: 34] قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة: 34] عَلَى الْأَسِرَّةِ.
وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ.
بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ فَهِيَ مرفوعة عالية.
وَقِيلَ: أَرَادَ بِالْفُرُشِ النِّسَاءَ وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْمَرْأَةَ فِرَاشًا وَلِبَاسًا عَلَى الِاسْتِعَارَةِ، مَرْفُوعَةٍ رُفِعْنَ بِالْجَمَالِ وَالْفَضْلِ عَلَى نِسَاءِ الدُّنْيَا دَلِيلُ هَذَا التَّأْوِيلِ قَوْلُهُ فِي عَقِبِهِ:
[35]
{إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} [الواقعة: 35] خَلَقْنَاهُنَّ خَلْقًا جَدِيدًا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَعْنِي الْآدَمِيَّاتِ الْعُجْزَ الشُّمْطَ، يَقُولُ خَلَقْنَاهُنَّ بَعْدَ الْهَرَمِ خَلْقًا آخر.
[36]
{فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا} [الواقعة: 36] وقال المسيب ابن شَرِيكٍ: هُنَّ عَجَائِزُ الدُّنْيَا أَنْشَأَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى خَلْقًا جَدِيدًا كُلَّمَا أَتَاهُنَّ أَزْوَاجُهُنَّ وَجَدُوهُنَّ أَبْكَارًا.
وَذَكَرَ الْمُسَيَّبُ عَنْ غَيْرِهِ أَنَّهُنَّ فُضِّلْنَ عَلَى الْحُورِ الْعِينِ بِصَلَاتِهِنَّ فِي الدُّنْيَا.
وَقَالَ مُقَاتِلٌ وَغَيْرُهُ: هُنَّ الْحُورُ الْعِينُ أَنْشَأَهُنَّ اللَّهُ لَمْ يَقَعْ عَلَيْهِنَّ وِلَادَةٌ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عَذَارَى وَلَيْسَ هُنَاكَ وَجَعٌ.
[37]
{عُرُبًا} [الواقعة: 37] جمع عروب أي عواشق محببات إلى أزواجهن.
وَقَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ: عُرُبًا حَسَنَاتِ الْكَلَامِ.
{أَتْرَابًا} [الواقعة: 37] مُسْتَوِيَاتٍ فِي السِّنِّ عَلَى سِنٍّ واحد.
[38]
قَوْلُهُ عز وجل: {لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ} [الواقعة: 38] يريد أنشأهن لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ.
[39]
{ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ} [الواقعة: 39] مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَ هَذِهِ الْأُمَّةِ.
[40]
{وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 40] من مؤمني هذه الأمة، وَذَهَبَ جَمَاعَةٌ إِلَى أَنَّ الثُّلَّتَيْنِ جميعا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ.
[41 - 42] قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ - فِي سَمُومٍ} [الواقعة: 41 - 42] ريح حارة، {وَحَمِيمٍ} [الواقعة: 42] مَاءٍ حَارٍّ.
[43]
{وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} [الواقعة: 43] دُخَانٍ شَدِيدِ السَّوَادِ، تَقُولُ الْعَرَبُ: أَسْوَدُ يَحْمُومٌ إِذَا كَانَ شَدِيدَ السَّوَادِ، وَقَالَ الضَّحَّاكُ: النَّارُ سَوْدَاءُ وَأَهْلُهَا سُودٌ، وَكُلُّ شَيْءٍ فِيهَا أَسْوَدُ.
وَقَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: الْيَحْمُومُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ النَّارِ.
[44]
{لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ} [الواقعة: 44] قَالَ قَتَادَةُ: لَا بَارِدَ الْمَنْزِلِ وَلَا كَرِيمَ الْمَنْظَرِ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: وَلَا كَرِيمَ: وَلَا حَسَنَ، نَظِيرُهُ {مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} [الشُّعَرَاءِ: 7]
وَقَالَ مُقَاتِلٌ: طَيِّبٌ.
[45]
{إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ} [الواقعة: 45] يعني في الدنيا، {مُتْرَفِينَ} [الواقعة: 45] منعمين.
[46]
{وَكَانُوا يُصِرُّونَ} [الواقعة: 46] يقيمون {عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ} [الواقعة: 46] عَلَى الذَّنْبِ الْكَبِيرِ وَهُوَ الشِّرْكُ.
وقال الشعبي: {الْحِنْثِ الْعَظِيمِ} [الواقعة: 46] الْيَمِينِ الْغَمُوسِ.
وَمَعْنَى هَذَا: أَنَّهُمْ كَانُوا يَحْلِفُونَ أَنَّهُمْ لَا يُبْعَثُونَ وَكَذَبُوا فِي ذَلِكَ.