الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني: كيفية العمل في هذه المرحلة:
1 -
يبدأ الطالب بحفظ أحد المتون الخمسة الأولى، أو يحدد له متناً يلتزم به بحيث يكثر من قراءته ويجعل له فيه ورداً يومياً.
وأولى المتون المختصرة بالحفظ وأعظمها نفعا وفائدة هو متن"زاد المستقنع"، ثم يأتي بعده متن " دليل الطالب " ثم "أخصر المختصرات" ثم عمدة الطالب وكافي المبتدي.
ونظرا لزهد كثير من طلبة العلم في حفظ متون الفقه، وزاد ذلك ما يشيعه بعض المشايخ من أنه لا ينبغي حفظ كلام البشر كالمتون الفقهية مما صير حفظ متون الفقه بين طلبة العلم نادرا إلا من رحم الله تعالى، وأقول: إن حفظ متون الفقه من أكبر الوسائل المعينة على الفهم والضبط والإتقان، ويعين أيضا على استحضار المسائل وتصورها، كما أن حفظ المتون هي سنة الفقهاء؛ قديما وحديثا وسأذكر أسماء بعضهم:
فقد حفظ الشيخ الموفق ابن قدامة (ت 620 هـ)" مختصر الخرقي "
(1)
، وحفظ الشيخ ابن مفلح (ت 763 هـ) صاحب " الفروع " كتاب " المقنع "
(2)
، وحفظ الشيخ علي بن سليمان المرداوي شيخ المذهب (ت 885 هـ) كتاب " المقنع "
(3)
، وحفظ الشيخ محمد بن أحمد الفتوحي المشهور بابن النجار
(1)
انظر: ذيل الطبقات لابن رجب الحنبلي 3/ 283.
(2)
انظر: السحب الوابلة 3/ 1092.
(3)
انظر: السحب الوابلة 2/ 740.
صاحب كتاب " المنتهى "(ت 972 هـ) حفظ كتاب " المقنع "وغيره
(1)
، وحفظ الشيخ محمد بن عبدالله بن فيروز (ت 1216 هـ) متن "زاد المستقنع "
(2)
، وحفظ الشيخ عبدالرحمن السعدي (ت 1376 هـ) متن " دليل الطالب "، وحفظ سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (ت 1389 هـ) متن " زاد المستقنع "
(3)
،
وحفظ الشيخ عبدالله بن حميد (ت 1402 هـ) متن " زاد المستقنع "، وحفظ الشيخ محمد بن عثيمين (ت 1421 هـ) متن " زاد المستقنع "
(4)
، وحفظ شيخنا الشيخ عبدالعزيز اليحيى (ت 1434 هـ)
(5)
متن " زاد المستقنع "رحم الله الجميع.
(1)
انظر: السحب الوابلة 2/ 854.
(2)
انظر: السحب الوابلة 3/ 971.
(3)
انظر: فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي المملكة ورئيس القضاة والشؤون الإسلامية جمع وترتيب وتحقيق: الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قاسم 1/ 15، وقال عنه في ص 13:(في بداية درسه: يطلب من بعض الطلاب أن يبدأ بالبسملة والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم والترحم على المؤلف، ثم يتلو حفظا موضوع الدرس إذا كان الكتاب متنا، ويحرص جدا على أن يحفظ جميع الطلاب المنتظمين المتون ولا يرضى بنصف حفظ، ولا ينتقل الطالب من متن إلى متن أطول منه إلا بعد حفظ الأول وفهمه، ولذا كان الطالب المجد منهم يتخرج في سبع سنوات) ..
(4)
من فتاوى الشيخ ابن عثيمين كتاب العلم ص 92
(5)
شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن يحيى بن عبدالله اليحيى ولد رحمه الله في الأحساء عام 1347 هـ وحفظ القرآن الكريم ودرس الفرائض والنحو عند الشيخ محمد الملا، ودرس التوحيد والفقه والنحو عند الشيخ عبدالله بن دهيش، والشيخ مشعان بن ناصر المنصور، ثم انتقل للرياض وواصل دراسته عند الشيخ محمد بن إبراهيم ثم تخرج من كلية الشريعة وعين قاضيا في الجبيل ثم الثقبة ثم الخبر ثم رئسيا لمحاكم الأحساء حتى تقاعد عام 1417 هـ وكان يحفظ في العقيدة كتاب التوحيد والأصول الثلاثة، وفي الحديث بلوغ المرام، وفي الفقه زاد المستقنع ونظم المفردات، وفي الأصول قواعد الأصول ومعاقد الفصول للبغدادي، وفي النحو ألفية ابن مالك، وكان رحمه الله يجعل له وقتا يأتيه أحد الموظفين، ووظيفته: أن يراجع مع الشيخ محفوظاته وذلك كل يوم عصرا، وكان يقرأ كل يوم جزأ واحدا من القرآن الكريم ويكرره في اليوم مرتين أخبرني بذلك تلميذه البار الشيخ عبدالله بن حواس الحواس، وكان بابه مفتوحا لطلاب العلم خاصة في الصبح من كل يوم خميس، وكان يحب طلاب العلم كثيرا ويدنيهم، وكان أيضا محبا للعلم ودروسه، ويُقرأ عليه في العقيدة والتفسير والفقه والحديث وغيرها، وكان رحمه الله فقيها، حافظا أديبا متحدثا لغويا ماهرا ذكيا مهيبا، وقد انتهى المذهب الحنبلي إليه في الأحساء، وتوفي رحمه الله رحمة واسعة يوم الأحد الحادي عشر من شهر الله المحرم من عام 1434 هـ، وعمره 86 سنة أسكنه الله الفردوس الأعلى من الجنة وجمعنا وإياه فيها مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
2 -
يقرأ ويدرس الطالب ذلك المتن على شيخ حنبلي متخصص متقن لمذهب الحنابلة المتأخرين، ويضم مع ذلك مدارسته لذلك المتن مع صاحبه.
3 -
ثم بعد أن ينتهي الطالب من دراسة المتن مع شرحه واستشراحه، يقرأ الطالب على شيخه إن تيسر له ذلك وهو الأولى، أو مع صاحبه بقية المتون الخمسة من أولها إلى آخرها، وسيجد مسائل قد قرأها في المتن السابق ويستفيد من ذلك تثبيتاً لها في ذهنه، وسيجد أيضاً تصوراً أكثر من التصور السابق، وغير ذلك من الفوائد، وسيرى أيضاً مسائل ليست في المتن السابق الذي قرأه، فهذه تعتبر مسائل جديدة له يفعل معها ما فعله في المتن الأول.
وإذا فهم الطالب المتن الأول، سهل عليه بقية المتون، ولن يأخذ فيها وقتاً طويلاً لقراءتها وفهمها.
فمثلاً: يبدأ الطالب بأخصر المختصرات حفظاً ودراسة لمسائله وتصورها وأدلتها والتعليق عليه، ثم إذا انتهى منه كله يقرأ " عمدة الطالب " ويعلق على ما يحتاج لتعليق، ثم يقرأ " دليل الطالب "، ثم بعده " كافي المبتدي "، ثم " زاد المستقنع "، وبهذا التدرج تزداد عنده الإشكالات كلما صعد إلى ما هو أعلى منه.
وإن أراد أن يعكس ويبدأ بالزاد، فكافي المبتدي، فدليل الطالب، فعمدة الطالب، فأخصر المختصرات فلا بأس، وبهذا التدرج تقل عنده الإشكالات لأنه بدأ بالأصعب فسيهون عليه ما دونه.
وهذا التدرج اختياري وليس ملزماً سواء أكان من الأعلى إلى الأدنى أم بالعكس، وسواء تدرج بهذه الطريقة أم لم يتدرج رأساً فيبدأ مثلاً بالعمدة ثم الزاد ثم دليل الطالب إلى غير ذلك، المهم - في النهاية - أن يقرأ ويدرس كل تلك المتون.
ومن أراد أن يسلك هذا المنهج الذي ذكرته؛ وكان قد بدأ بأحد المتون الخمسة، فلا يلزمه أن يعيده بل يكمل عليه ما لم يقرأه منها ويدرسها بنفس الطريقة.
ومن أراد أن يقتصر على بعض المتون الخمسة، فلا أقل من أن يقرأ ويدرس المتون الثلاثة:"زاد المستقنع"و"دليل الطالب"و"أخصر المختصرات"، وإن أحب فليقتصر على متن واحد من هذه الثلاثة؛ لكن هذا لغير المتخصصين في الفقه.
4 -
فإذا انتهى الطالب من قراءة وفهم المتون الخمسة المتقدم ذكرها، أو الثلاثة يبدأ بقراءة الروض المربع شرح زاد المستقنع للشيخ منصور البهوتي -رحمه الله تعالى- والتعليق عليه بمثل ما مر في دراسة أول متن، وهو آخر ما يقرأ في هذه المرحلة، وبعد ذلك يكون شبه مستعد ومتهيئ للمرحلة الثانية.