الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الخامس: تتمة كتب المذهب المختصرة وغيرها:
المطلب الأول: بقية المتون المختصرة:
بعد أن ينتهي طالب العلم من المرحلة الأولى يحسن به أن يشرع في تتمة لها، بقراءة كتب لها دور كبير في تقوية فهمه، وتوسيع أُفُقِهِ في المذهب، وهي على ما يلي:
1 - بداية العابد وكفاية الزاهد في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل:
للشيخ عبد الرحمن بن عبد الله البعلي (ت 1192 هـ)، صاحب كشف المخدرات في شرح أخصر المختصرات، وكتاب بداية العابد في العبادات الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج ومعها الجهاد، ويحسن أيضا أن يقرأ معه شرحَه " بلوغ القاصدِ جل المقاصد " وهو شرح لمؤلف المتن.
2 - مختصر في فقه الإمام أحمد بن حنبل لأبي بكر خوقير
(ت 1349 هـ):
وهو متن لطيف سهل أملاه مؤلفه على أحد تلاميذه، تميز باعتماد متن " المنتهى " - كما ذكر ذلك محققه - كالمختصر له، وأبدل بعض عباراته الصعبة بما يؤدي معناها من شرح" المنتهى"للبهوتي، وزاد عليه مسائل من
" الإقناع"
(1)
، وقد عمل الشيخ محمد الفوزان مقارنة بينه وبين أخصر المختصرات، وانتهى إلى نتائج:
منها: أن مسائل الأخصر أكثر من مسائل مختصر خوقير.
ومنها: أن الأخصر مخدوم من حيث الشروح، وليس كذلك مختصر خوقير بل لا شرح له مكتوب البتة.
ومنها: ترجيح مختصر خوقير على أخصر المختصرات لجودة عباراته وترتيبه لأن أصله متن: " المنتهى ".
وقد ذكر محققه بأنه مختصر للمنتهى، وفيما قاله المحقق - من كون مختصر خوقير مختصرا للمنتهى - نظرٌ ظاهرٌ، بل ليس الأمر كذلك أبدا؛ بل فيه استقلالية في بعض أبوابه وفصوله، وكثير من أبوابه منقولة بألفاظها كاملة من " زاد المستقنع" مثل: فصل تكفين الميت، والصلاة عليه، وباب زكاة الفطر، وباب ما يفسد الصوم، وباب ما يكره وما يستحب وحكم القضاء، وكتاب الحج كله تقريبا، ومن بداية كتاب القضاء إلى آخر الكتاب وهو الإقرار، وبعض أبوابه من " دليل الطالب " كنواقض الوضوء، وبعض باب المسح على الخفين، وبعض التيمم وغيرهما.
وبذلك يتبين عدم صحة كون مختصر خوقير مختصراً لمتن " المنتهى "، ولو قيل: إنه مختصر من " المنتهى " - لا للمنتهى - لكان ذلك بعيدا، فكيف يقال بأنه مختصر للمنتهى!
وكذلك يتبين عدم صحة كون المؤلف قد حافظ على ألفاظ " المنتهى "، وأنه غير بعض ألفاظه بأسهل منها.
وأما أنه حذف من " المنتهى " كثيرا من المسائل قليلة الحدوث، فهذا فيه نظر ظاهر، لعدم التسليم أصلا أنه مختصر للمنتهى، وما وجد منذ أن ألف ابن النجار " المنتهى " إلى يومنا هذا مختصر للمنتهى، بل إما شرحا، وإما جمعا بينه وبين "الإقناع"، وإما حاشية، وإما مختصراً منه وما عدا ذلك فبعيد جدا وكل مسائله محررة.
(1)
انظر: مقدمة الكتاب تحقيق الدكتور: عبد السلام الشويعر.
ولا يُقدم مختصر خوقير على أخصر المختصرات، بل أخصر المختصرات متن مستقل معتمد، قد مرت عليه قرون، وقد خدم بالشرح والتحشية.
وبالجملة فكلا المتنين من أخصر المختصرات، ومختصر خوقير مهم، فيحسن الوقوف على الكتابين؛ ليجمع الطالب بين محاسنهما.
قال الشيخ بكر أبو زيد مبينا أن مختصر خوقير، من آخر المختصرات في المذهب: (وبهما
(1)
أقفل باب المتون في المذهب وأسدل الحجاب، فما رأيت من ألف متنا في المذهب بعدهما إلا كتابين لم أعرف عنهما سوى عنوانهما هما:" مختصر في فقه الإمام أحمد بن حنبل " لأبي بكر خوقير المكي (ت 1349 هـ)، و " مختصر في الفقه " لابن بليهد عبد الله بن سليمان، (ت 1359 هـ)
(2)
.
وقد وجد متن في المذهب للشيخ عبد الله بن إبراهيم الزاحم الأستاذ في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية، وهو كتاب:(الكفاية)، حرره من عدة متون معتمدة وهي کافي المبتدي، وأخصر المختصرات، ودليل الطالب، وعمدة الطالب، ومختصر خوقير، وهو متن جيد محرر؛ لاعتماده على مختصرات محررة، وقد تابع فيه مؤلفه الإقناع في أكثر مسائله الخلافية، جزى الله مؤلفه خيرا، وفرغ منه سنة 1430 ه.
(1)
أي: كافي المبتدي، وأخصر المختصرات.
(2)
انظر: المدخل المفصل 2/ 682.