الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الخامس: زاد المستقنع في اختصار المقنع:
للشيخ شرف الدين أبي النجا موسى بن أحمد بن موسى بن سالم بن عيسى الحجاوي المقدسي ثم الدمشقي الصالحي (ت 968 هـ) رحمه الله رحمة واسعة، وأسبغ عليه من أفضاله ونعمه، وجعله في الفردوس الأعلى من الجنة، وكتاب الزاد أشهر من نار على علم، وشهرته تغني عن التعريف به، اختصر فيه مؤلفه كتاب المقنع للشيخ الموفق - رحمه الله تعالى - مشى فيه على قول واحد من المذهب في الغالب، وزاد عليه مسائل مهمة ليست في المقنع.
وهو من أفضل المتون المختصرة على الإطلاق، كون مؤلفه عمدة في المذهب، وليس ذلك في غيره من المتون المختصرة.
وليس في متون الفقه المختصرة ما يوازيه في المسائل كثرة فضلاً على أن تكون أكثر منه رضي الله عنهما ومع ذلك فيه من المسائل المخالفة للمذهب المعتمد أكثر من غيره رضي الله عنهما بل فيه مسائل خالف فيها المسائل التي مثلها في كتابه " الإقناع "
(1)
وقد تُتُبِّع في تلك المسائل التي خالف فيها المذهب من بعض العلماء رضي الله عنهما منهم الشيخ منصور البهوتي في شرحه الروض المربع وهو أحياناً يذكر أن المسألة مخالفة للمذهب رضي الله عنهما وأحياناً يصرف المسألة عن ظاهرها حتى توافق المذهب بدون أن ينص على مخالفتها للمذهب رضي الله عنهما ومنهم الشيخ علي بن محمد الهندي
(1)
وقد أشار الشيخ عبد الله التركي أن تأليف الزاد سابق لتأليف الإقناع حيث قال: (ثم إنه - أي: الحجاوي - وضع كتاب الإقناع بعدما تهيأت له مادته من عمله في اختصار المقنع في كتابه المسمى: زاد المستقنع .. الخ) انظر: المذهب الحنبلي 1/ 468 رضي الله عنهما ولكن يشكل عليه ما وجد في بعض نسخ الزاد وأنه انتهى منه سنة 966 هـ رضي الله عنهما أي: قبل وفاته بسنتين رضي الله عنهما وهذا يفهم بأنه ألف الإقناع أولا ثم الزاد فالله أعلم رضي الله عنهما انظر: الإمام الفقيه موسى الحجاوي للشمراني 1/ 570 رضي الله عنهما وزاد المستقنع ت الهبدان ص 413 هامش 3
الحائلي ثم المكي (ت 1419 هـ) المدرس بالمسجد الحرام ذكر منها اثنتين وثلاثين مسألة
(1)
وزاد عليها الشيخ عبدالرحمن العسكر في آخر تحقيقه لكتاب الزاد ثلاث مسائل فقط، ومنهم الشيخ محمد بن عثيمين في كتابه الشرح الممتع على زاد المستقنع، ومنهم الشيخ سلطان العيد في كتابه (المدخل إلى دراسة زاد المستقنع)
(2)
ذكر مائة مسألة خالف فيها الحجاوي المذهب، ومنهم الشيخ محمد الهبدان في تحقيقه لكتاب الزاد ذكر في كل موطن خالف فيه الحجاوي المذهب، وكذا غالب من شرح الزاد نبه على ذلك في الغالب.
ولعلّ من أسباب كثرة مخالفته للمذهب كثرة مسائله، وفي ذلك فوائد كثيرة من أهمها: رياضة الطالب على مراجعة الكتب الكبيرة كالمنتهى و "الإقناع" للتعرف على الصحيح من المذهب.
وقد فاق غيره من المتون المختصرة - غير كثرة مسائله عليهم - في ذكره لأهم أمهات المسائل في كل باب، وذكره للصفات بطريقة بديعة واضحة،
(1)
وقد قسم مخالفات الزاد إلى قسمين: الأول: المخالفات التي خالف الزادُ فيها المذهبَ المعمولَ به عند المتوسطين كصاحب الإنصاف - كذا قال! لأنه جعل المرداوي هنا من المتوسطين وفي القسم الثاني من المتأخرين - ومن سبقه رضي الله عنهما وهي في أكثر من سبعين موضعا.
الثاني: ما خالف الزادُ فيها المذهبَ المعمولَ به عند المتأخرين؛ ويعني بهم التنقيح رضي الله عنهما والإقناع رضي الله عنهما والمنتهى رضي الله عنهما وهي في اثنتين وثلاثين مسألة رضي الله عنهما ثم ذكر الاثنتين وثلاثين المسألة) انظر مقدمته على الزاد ص 8 - 12
وتقسيمه المخالفات بهذين القسمين لم يتبين لي وجهه، وكذا ما ذكر من أن الزاد خالف المتوسطين في أكثر من سبعين موضعا، لم يتبين لي وجهه، ولم أره لغيره، وكل من وقفت عليه حكى مخالفات الزاد إنما يذكر مخالفة الزاد للإقناع والمنتهى والتنقيح أحيانا فحسب، وأما مخالفات القسم الثاني التي عددها 32 مسألة وذكرها كلها فقد تتبعتها فوجدتها هي المسائل التي ذكرها البهوتي في "الروض المربع" صراحة أو ضمنا بأنها مخالفة للمذهب المعتمد، ما عدا المسألة التاسعة عشر وهي: من ربط دابة بطرق ضيق فيتعثر بها إنسان فإنه يضمن الذي ربطها، فلم ينبه عليها البهوتي أنها مخالفة للمذهب، وذكرها الشيخ الهندي المخالفة التاسعة عشرة، والغريب: أن البهوتي تابع الزاد في هذه المسألة في عمدة الطالب، والمذهب لا يقيده بالطريق الضيق بل حتى لو كان الطريقُ ضيقا فإنه يضمن الذي ربطها.
(2)
وهو كتاب حافل بلغ فيه مؤلفه الغاية في تصنيفه، حيث ذكر كل ما يتعلق بالزاد.