الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدور الثالث: عصر تدوين الحديث مفروزا ومنهجهم فيه
ثم كان القرن الثالث فاختلفت فيه طريقة الجمع عنها في القرن الثاني، وبدأ رواة الحديث وأئمته يفردونه بالجمع والتدوين عن أقوال الصحابة وفتاوى التابعين، وكان من هؤلاء الأئمة من جمع كل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث من غير تمييز بين صحيح وسقيم، ومنهم من أفرد الصحيح وخصه بالجمع دون سواه ليخلص طالب الحديث من عناء البحث ومشقة السؤال، وكان أول من راد هذا الطريق الصعب هو شيخ المحدثين محمد بن إسماعيل البخاري، فجمع في كتابه الجامع الصحيح ما ثبتت لديه صحته من الأحاديث، واقتفى أثره الإمام مسلم بن الحجاج القشيري -وكان من الآخذين عنه- ثم تبعهما على خطتهما كثير من الأئمة والحفاظ، ويمتاز البخاري بأنه كان ربما أورد بعض الآثار قبل إيراد الحديث، تعزيزًا لما يرمي إليه في تراجمه التي يذكرها قبلها دالة على فقهه فيما يذكر بعدها من أحاديث.
لهذا كان القرن الثالث أجل عصور الحديث وأسعدها بخدمة السنة، فقد ظهر فيه كبار المحدثين وجهابذة المؤلفين وحذاق الناقدين، وأشرقت على أمة الإسلام شموس الكتب الستة التي كادت تستوعب الحديث الصحيح، والتي يعتمد عليها الناس في السنة منذ ذلك الحين إلى عصرنا الحاضر.
ويمكن أن يقال: إن بانتهاء هذا القرن كاد ينتهي جمع الحديث وتدوينه، ويمتاز الجمع في هذا القرن وما قبله بأوليته وعدم تعويل العلماء على سابق لهم فيه، ويبدأ بعد ذلك عهد ترتيبه وتهذيبه، وتيسيره للدارسين والعاملين، ومن أشهر الكتب المؤرفة في القرن الثالث صحيح البخاري المتوفى سنة 251هـ، وصحيح مسلم المتوفى سنة 261هـ، وسنن أبي داود المتوفى سنة 275هـ، وسنن النسائي المتوفى سنة 303هـ وجامع الترمذي المتوفى سنة 279هـ، وسنن ابن ماجه المتوفى سنة 273هـ، ومسند الإمام أحمد المتوفى سنة 241هـ، والمنتقى في الأحكام لابن الجارود المتوفى سنة 307هـ، ومصنف ابن أبي شيبة المتوفى سنة 235هـ، وتهذيب الآثار للطبري المتوفى سنة 310هـ، وقطعة من مسند ابن عباس لبقي بن مخلد القرطبي المتوفى سنة 237هـ، ومسند عبد بن حميد المتوفى سنة 249هـ، وسنن الدرامي المتوفى سنة 205هـ، ومسند أبي يعلى الموصلي المتوفى سنة 307هـ، ومسند ابن أبي أسامة الحارث التميمي المتوفى سنة 282هـ، ومسند ابن أبي عاصم المتوفى سنة 287هـ، وفيه نحو خمسين ألف حديث، ومسند ابن أبي عمرو محمد بن يحيى العدني المتوفى سنة 243هـ، ومسند أبي هريرة لإبراهيم بن العسكري المتوفى سنة 282هـ، ومسند الإمام النسائي المتوفى سنة 303هـ، ومسند العنبري إبراهيم بن إسماعيل الطوسي المتوفى سنة 280هـ والمسند الكبير للبخارى، ومسند مسدد بن مسرهد المتوفى سنة 228هـ، ومسند محمد بن مهدي المتوفى سنة 272هـ،
ومسند الحميدي المتوفى سنة 219هـ، ومسند إبراهيم بن معقل النسقي المتوفى سنة 295هـ، ومسند إبراهيم بن يوسف الهنجابي المتوفى سنة 301هـ، ومسند مالك للنسائي المتوفى سنة 303هـ، والمسند الكبير للحسن بن سفيان المتوفى سنة 303هـ، والمسند المعلل لأبي بكر البزار المتوفى سنة 292هـ، ومسند ابن سنجر المتوفى سنة 258هـ، والمسند الكبير ليعقوب بن شيبة المتوفى سنة 262هـ، ولم يؤلف أحسن منه لكنه لم يتم، ومسند علي بن المديني المتوفى سنة 234هـ، ومسند ابن أبي عزرة أحمد بن حازم المتوفى سنة 276هـ، ومسند عثمان بن أبي شيبة، وغيرها كثير.
ورتبة كتب المسانيد دون كتب السنن، فقد جرت عادة مصنفيها أن يجمعوا في مسند كل صحابي ما يقع لهم من حديثه صحيحًا كان أو سقيمًا، ولذلك لا يسوغ الاحتجاج بما فيها إلا ما تثبت صحته، وقد استثنى بعض المحدثين منها مسند الإمام أحمد بن حنبل.
الدور الرابع: عصرا لترتيب والتهذيب ومنهجهم فيه
ثم يأتي القرن الرابع وقد جمعت السنة ودونت، فكان عمل أهل هذا القرن هو ترتيب هذه المادة المجموعة من الحديث وتهذيبها وتصنيفها، وأكثر من دونوا الحديث فيه كانوا عالة على المتقدمين: ولكنهم امتازوا عليهم بالترتيب والتهذيب، والتصنيف والتبويب.
ومن أشهر الكتب المؤلفة في القرن الرابع المعاجم الثلاثة: الكبير والصغير والأوسط؛ للإمام سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360هـ، وسنن الدارقطني المتوفى سنة 385هـ، وصحيح ابن حبان المتوفى سنة 354، وصحيح أبي عوانة يعقوب بن إسحاق المتوفى سنة 316هـ، وصحيح ابن خزيمة محمد بن إسحاق المتوفى سنة 311هـ، وصحيح المنتقى لابن السكن سعيد بن عثمان البغدادي المتوفى سنة 353هـ، والمنتقى لقاسم بن أصبغ المتوفى سنة 340هـ، ومصنف الطحاوي المتوفى سنة 321هـ، ومسند ابن جميع محمد بن أحمد المتوفى سنة 402هـ، ومسند ابن إسحاق المتوفى سنة 313هـ، ومسند الخوارزمي المتوفى سنة 435هـ، ومسند أبي إسحاق بن نصر المروزي المتوفى سنة 385هـ.