الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجناس
هو تَشَابهُ اللفظين في اللفظ، قال في كنز البراعة: وفائدته الميل إلى الإصغاء
إليه، فإن مناسبة الألفاظ تُجَدّد ميلاً وإصغاء إليها، ولأن اللفظ المشترك إذا
حُمل على معنى، ثم جاء والمراد به آخر، كان للنفس تشوق إليه.
وأنواع الجناس كثيرة، منها التام: بأن يتفقا في أنواع الحروف وأعدادها
وهيئتها، كقوله تعالى:(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ) .
قيل: ولم يقع منه في القرآن سواه.
واستنبط شيخ الإسلام ابن حجر موضعاً آخر، وهو:(يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43) يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (44) .
وأنكر بعضهم كَوْنَ الآية الأولى من الجناس، وقال: الساعة في الموضعين
بمعنى واحد، والتجنيس أن يتفق اللفظ ويختلف المعنى ولا يكون أحدهما حقيقة والآخر مجازاً، بل يكونان حقيقتين، وزمان القيامة وإن طال لكنه عند الله في حكم الساعة الواحدة، فإطلاقُ الساعة على القيامة مجاز، وعلى الآخر حقيقة، وبذلك يخرج الكلام عن التجنيس، كما لو قلت: لقيت حماراً وركبت حماراً - تعني بليداً.
ومنها: المصحَّف، ويسمى جناسَ الخط، بأن تختلف الحروف في النقط.
كقوله: (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) .
ومنها: المحرّف، بأن يقع الاختلافُ في الحركات.
، كقوله:(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (72) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) .
ولقد اجتمع التصحيف والتحريف في قوله تعالى: (وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) .
ومنها: الناقص، بأن يختلفا في عدد الحروف، سواء كان الحرف المزيد أولاً
أو وسطاً أو آخراً، كقوله:(وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) .
(كلِي مِن كل الثَّمَرَاتِ) .
ومنها: المذَيل بأن يزيد أحدهما أكثر من حرف في الآخر أو الأول، وسمى
بعضهم الثاني بالمتوَّج، كقوله:(وانْظُرْ إلى إلهكَ) .
(ولكنَّا كُنّا مُرْسِلين) .
(مَنْ آمَنَ باللهِ) .
(إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) .
(مُذَبْذَبِين بَيْنَ ذَلك) .
ومنها: المضارع، وهو أن يختلفا بحرف مقارب في المخرج، سواء كان في
الأول أو الوسط أو الآخر، كقوله تعالى:(وهم يَنْهَوْن عنه ويَنْأَون عنه) .
ومنها: اللَاّحق، بأن يختلفا بحرف غير مقارب فيه، كقوله تعالى: (ويلٌ
لكلِّ هُمَزةٍ لُمَزة) .
(وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) .
(ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75) .
(وإذا جاءهم أمْرٌ من الأمْنِ) .
ومنها: المرْفُوّ، وهو ما تركب من كلمة وبعض أخرى، كقوله: (جُرُفٍ
هَارٍ فانْهَارَ) .
ومنها: اللفظي، بأن يختلفا بحرف مناسب للآخر مناسبة لفظية، كالضاد
والظاء، كقوله:(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) .
ومنها: تجنيس القلب، بأن يختلفا في ترتيب الحروف، نحو:(فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ) .
ومنها: تجنيس الاشتقاق، بأن يجتمعا في أصل الاشتقاق، ويسمى المقتضب.
نحو: (فَرَوْحٌ ورَيْحانٌ) .
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ) .
(وجَّهْتُ وَجْهيَ) .