الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أي فئة مؤمنة تقاتل في سبيل الله، وأخرى كافرة تقاتل في سبيل
الطاغوت.
وفي الغرائبِ لِلْكَرْمَاني: في الآية الأولى التقدير: مثل الذين كفَرُوا معك يا
محد كمثل الناعِق مع الغنم، فحذف من كل طرف ما يدل عليه الطرف الآخر.
وله في القرآن نظائر، وهو أبلغ ما يكون من الكلام. انتهى.
ومأخَذُ هذه التسمية من الحبك الذي معناه الشد والإحكام، وتحسين أثر
الصنعة في الثوب، فحبك الثوب سدّ ما بين خيوطه من الثوب وشده وإحكامه بحيث يمنع عنه الخلل مع الحسن والرونق.
وبيان أخذه منه أن مواضع الحذف من الكلام شبهت بالفُرج من الخيوط.
فلما أدركها الناقد البصير بصوغه الماهر في نظمه وحوكه، فوضع الحذوف
موضعه، كان حابكا له، مانعاً من خلل يطرقه، فسد بتقديره ما يحصل به الخلل مع ما أكسبه من الحسن والرونق.
النوع الرابع: ما يسمى بالاختزال
، وهو ما ليس واحدا مما سبق.
وهو أقسام، لأن المحذوف إما كلمة اسم، أو فعل، أو حرف، أو أكثر.
أمثلة حذف الاسم:
حذف المضاف: وهو كثير جداً في القرآن حتى قال ابن جنَيّ: في القرآن منه
زهاء ألف موضع، وقد سردها الشيخ عز الدين في كتابه المجاز على ترتيب السور والآيات، ومنه:(الحجّ أشهر) ، أي حج أشهر، أو أشهر الحج.
(ولكن البِرَّ مَنْ آمَنَ) ، أي ذا البر، أو بر من.
(حرِّمَت عليكم أمّهَاتُكم) النساء: 23) ، أي نكاح أمهاتكم.
(لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ) ، أي ضعف عذاب.
(وفي الرِّقَابِ) ، أي وفي تحرير الرقاب.
حذف المضاف إليه: يكثر في ياء المتكلم، نحو:(وَبّ اغْفِرْ لي)
وفي الغايات، نحو:(للَهِ الأمْرُ من قَبْلُ ومن بَعْدُ)
أي من قبل الغلب ومن بعده.
وفي أيّ، وكلّ، وبعض، وجاء في غيرهن كقراءة:(فلا خوف عليهم)
- بضم بلا تنوين، أي فلا خوف شيء عليهم.
حذف المبتدأ: يكثر في جواب الاستفهام، نحو:(وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11) . أي هي نار.
وبعد فاء الجواب، نحو:(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ) ، أي فعمله لنفسه، (ومَنْ أساء فعلَيْها) ، أي فإساءته عليها.
وبعد القول، نحو:(قالوا أساطِيرُ الأوَّلين) .
(قالوا أضغاثُ أحلام) .
وبعد ما الخبر صفة له في المعنى، نحو:(التائِبُون العابدون الحامِدُون) .
ونحو: (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ) .
ووقع في غير ذلك، نحو:(لا يغرنَّك تقَلّبُ الذين كفروا في البلاد متاعٌ قليل) .
(لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ) ، أي هذا.
(سورةٌ أنْزَلْنَاها) ، أي هذه.
ووجب في النعت المقطوع إلى الرفع حذف الخبر، نحو: (أكُلُهَا دائم
وظلُّها) ، أي دائم.
ويحتمل الأمرين: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) ، أي أجمل، أو فأمري صبر.
(فتحرِيرُ رقَبَةٍ) ، أي عليه، أو فالواجب.
حذف الموصوف: (وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ) ، أي حور قاصرات.
(أن اعْمَلْ سابغَاتٍ) ، أي دروعاً سابغات.
(أيّها المؤمنون) ، أَي القوم المؤمنون.
حذف الصفة: (يَأخذ كلَّ سفينةٍ) ، أي صالحة، بدليل
أنه قرىء كذلك، " وأنْ تعيبها " لا يخرجها عن كونها سفينة.
(الآن جئتَ بالحق) ، أي الواضح، وإلا لكفروا بمفهوم ذلك.
(فلا نُقيم لهم يوْمَ القيامة وَزْنا) ، أي نافعاً.
حذف المعطوف عليه: (أن اضْرِبْ بعصاك البحر فانْفَلَق) ، أي فضرب فانفلق.
وحيث دخلت واو العطف على لام التعليل ففي تخريجه وجهان:
أحدهما: أن يكون تعليلاً معلله محذوف، كقوله: (وليُبْلِيَ المؤمنين منه بلاءً
حسناً) .
فالمعنى وللإحسان إلى المؤمنين فعل ذلك.
والثاني: أنه معطوف على علة أخرى مضمرة لتظهر صحةُ العطف، أي فعل
ذلك ليذيق الكافرين بأسه وليبلي.
حذف المعطوف مع العاطف: (لا يستوي منكم مَنْ أنفقَ من قَبْل الفَتْحِ
وقاتل) ، أي ومن أنفق بعده.
(بِيَدِكَ الخير) ، أي والشر.
حذف الْمُبْدل منه: وخرِّج عليه: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ) .
أي لا تصفه، والكذب بدل من الهاء.
حذف الفاعل: لا يجوز إلا في فاعل المصدر، نحو:(لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ) ، أي دعائه الخير.
وجوزه الكسائي مطلقاً لدليِل، وخرج عليه:(إذا بلغت التَّرَاقِي) ، أي الروح.
(حتّى توَارَتْ بالحِجَاب) ، أي الشمس.
حذف المفعول: تقدم أنه كثير في مفعول المشيئة والإرادة، ويرد في غيرها.
نحو: (إنَّ الذين اتخذوا العِجْلَ) ، أي إلهاً.
(كلَاّ سوف تعلمون) ، أي عاقبة أمركم.
حذف الحال: يكثر إذا كان قولاً، نحو: (والملائكة يَدْخلُونَ عليهم مِنْ كل
باب سلام) ، أي قائلين.
حذف المنادى: "ألَا يَاسجُدُوا". النمل: 15، أى يا هؤلاء.
"يا ليت"، أى يا قوم.
حذف العائد: يقع في أربعة أبواب:
الصلة، نحو:(أهذا الذى بعث اللَهُ رَسُولاً) ، أى بعثه.
والصفة، نحو:(واتَّقُوا يوماً لا تجْزِى نفْسٌ عن نَفْس) ، أي فيه.
والخبر، نحو:(وكلاًّ وَعدَ اللهُ الحسنَى) ، أى وعده.
والحال.
حذف مخصوص نعم: نحو: (إنا وجدْنَاه صَابراً نِعْمَ العَبْدُ) .
(فَقَدَرْنَا فنِعْمَ القادِرُون) ، أي نحن.
(ولَنِعْمَ دارُ المتقين) ، أي الجنة.
حذف الوصول: (آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ) ، أي والذى أنزل إليكم، لأن الذي أنزل إلينا ليس هو الذى أنزل إلى مَنْ قبلنا.
ولهذا أعيدت ما في قوله: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ) .
أمثلة حذف الفعل:
يطّردُ إذا كان مفسراً، نحو:(وإنْ أحَدٌ من المشركين استجارَكَ)
أالتوبة: 6، (إذا السماء انشقّت) .
(قل لو أنتم تملكون) .
ويكثر في جواب الاستفهام، نحو:(وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا) ، أي أنزل.
وأكْثَر منه حذفُ القَوْل، نحو:(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا) ، أى يقولان ربنا.
قال أبو علي: حذف القول من حد: حدّث عن البحر ولا حَرَج.
ويأتي في غير ذلك، نحو:(انْتَهو خَيْراً لكم) ، أي وأتوا.
(والذين تبوَّءُوا الدارَ والإيمان) ، أي وألفوا الإيمان واعتقدوه.
(اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) ، أي وليسكن زوجك.
(وامرأته حَمّالَةَ الحطَب) ، أي أذم.
(والْمقِيمينَ الصّلَاةَ) ، أي أمدح.
(وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ) ، أي كان.
(وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ) ، أي يوفوا أعمالهم.
قال ابن جني في المحتسب: أخبرنا أبو على، قال: قال أبو بكر: حذف
الحرف ليس بقياس، لأن الحروف إنما دخلت الكلام لضَرْبِ من الاختصار.
فلو ذهبت تحذفها لكنت مختصراً لها هي أيضاً، واختصار المختصَر إجحاف به.
حذف همزة الاستفهام:
قرأ ابن محيصن.
(سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ) .
وخرّج عليه: (هذا ربّي) في المواضع الثلاثة.
(وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا) ، أي وتلك.
حذف الموصول الحرفي:
قال ابن مالك: لا يجوز إلا في أن، نحو:(ومِنْ آياته يُريكم البَرْقَ) .
وحذف الجارّ يطّرِد مع أنْ وأنَّ، نحو:(يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ) .
(أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي) .
(أيَعِدكم أنكم) ، أي بأنكم.
وجاء مع غيرها، نحو:(قَدّرْنَاهُ مَنَازِل) ، أي قدرنا له.
(ويبْغونَهَا عِوَجاً) ، أي لها.
(يخوِّفُ أوْلياءَه) ، أي يخوفكم بأوليائه.
(واختار موسى قَوْمَه) ، أي من قومه.
(وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ) ، أي على عُقْدَة النِّكَاحِ.
حذف العاطف: خرج عليه الفارسي: (ولا على الذين إذا ما أتوْكَ لِتَحْمِلَهُم
قُلْتَ لا أجِدُ ما أحْمِلُكم عليه تولَّوْا) ، أي وقلت.
حذف فاء الجواب: خَرّج عليه الأخفش: (إنْ ترَكَ خيراً الوصِيَّةُ للوالدين
والأقْرَبِين) .
حذف حرف النداء كثير: (ها أنتم أولاء) .
(يوسُف أعْرِضْ عن هذا) .
(قال رَبِّ إني وَهَن العَظْمُ مني) .
(فاطرِ السماواتِ والأرض) .
وفي العجائب للكَرْماني: كثر حذف " يا " في القرآن من الرب، تنزيهاً
وتعظيما، لأن في النداء طرفاً من الأمر.
حذف " قد " في الماضي إذا وقع حالاً، نحو:(أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) .
(قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) .
حذف لا النافية: يطرد في جواب القسم إذا كان المنفي مضارعاً، نحو:
(تاللهِ تَفْتأ) ، وورد في غيره، نحو:(وعلى الذين يُطِيقُونَه فِدْيةٌ) .
أي لا يطيقونه.
(وألْقَى في الأرض رَوَاسِيَ أنْ تَمِيدَ بكم) .
أي لئلَاّ تميد.
حذف لام التوطئة: (وإن لم يَنْتَهُوا عمّا يقولُونَ لَيَمَسَّنَّ) .
(وإن أطَعْتُموهم إنكم لمُشْرِكون) .
حذف لام الأمر: خُرّج عليه: (قل لِعَبادِي الذين آمَنُوا يُقيموا الصلاةَ) .
أي ليقيموا.
حذف لام لقد: يحسن مع طول الكلام، نحو:(قد أفْلَح مَنْ زَكّاها) .
حذف نون التوكيد: خرج عليه قراءة: (ألم نشرح) ، بالنصب.
حذف نون الجمع: خرج عليه: (وما هم بضَارِّين به مِنْ أحد) .
حذف التنوين: خرج عليه قراءة: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) . (ولا الليلُ سابِقُ النهارَ) - بالنصب.
حذف حركة الإعراب والبناء، خرج عليه:(فتوبُوا إلى بارِيْكم) ، (ويأمُرْكم) . (وبعُولَتْهُنَّ أحقّ) - بسكون الثلاثة.
وكذا: (أو يَعْفُو الذي بيَدِهِ عُقْدَةُ النكاح) .
(فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي) .
و (مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا) .
حذف مضافين: (فإنّها مِنْ تَقْوَى القلوبِ) ، أي فإن تعظيمها من أفعال ذوي تقوى القلوب.
(فقبَضْتُ قَبْضَةً من أثَر الرَّسُولِ) .
أي من أثر حافر فرس الرسول.
(تَدُور أعينُهم كالَّذِي يُغْشَى عليه) ، أي كدوران عين الذي.
(وتَجْعَلُونَ رِزْقَكم) ، أي بدل شكر رزقكم.
حذف ثلاثة متضايفات: (فكان قابَ قَوْسَين) ، أي فكان
مقدار مسافة قربه مثل قاب، فحذف ثلاثة من اسم كان وواحد من خبرها.
حذف مفعولي باب ظن: (أيْنَ شُرَكائي الذين كنْتُم تزْعمون) ، أي تزعمونهم شركاء.
حذف الجار مع المجرور: (خلَطُوا عمَلاً صالحاً) ، أي بسَيِّءٍ.
(وآخر سيئاً) ، أي بصالح.
حذف العاطف مع المعطوف: تقدم.
حذف حرف الشرط وفعله، يطَّرد بعد الطلب، نحو: (فاتَّبِعوني يُحْبِبْكُم
الله) ، أي إن اتبعتموني.
(قُلْ لِعِبَادِي الذين آمَنُوا يُقِيمَوا الصلاةَ) ، أي إن قلت لهم يقيموا.
وجعل منه الزمخشري:
(فلن يُخْلِف اللهُ عَهْدَه) ، أي إن اتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف.
وجعل منه أبو حيان: (فَلِمَ تَقْتُلونَ أنبياءَ اللهِ مِن قَبْل) ، أي إن كنتم آمنتم بما أنزل إليكم فلم تقتلون.