الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والرفث في قوله: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ) .
ولفظة "فُزِّعَ" في قوله: (حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) .
وخائنة في قوله: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ) .
وألفاظ كقوله: (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا) .
وقوله: (فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (177) .
القسم
هو أن يريد المتكلم الحلف على شيء فيحلف بما يكون فيه فخر له، أوتعظيم، أو تنويه لقدره، أو ذمٌّ لغيره، أو جاريا مجرى الغزل والترقق، أو خارجاً مخرج الموعظة والزهد، كقوله:(فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) .
أقسم سبحانه بقسم يوجب الفخر، لتضمنه التمدح بأعظم قدرة وأجل عظمة.
(لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) .
أقسم سبحانه بحياة نبيه صلى الله عليه وسلم تعظيما لشأنه وتنويهاً بقدره.
وسيأتي في وجه الأقسام أشياء تتعلق بذلك.
اللف والنشر
هو أن يُذكر شيئان أو أشياء إما تفصيلا بالنص على كل واحد أو إجمالاً.
بأن يؤتى بلفظة تشتمل على متعدد، ثم يذكر أشياء على عدد ذلك، كل واحد يرجع إلى واحد من التقدم، ويفوّض إلى عقل السامع ردّ كل واحد إلى ما يليق به.
فالإجمالي كقوله تعالى: (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى) ، أي قالت اليهود لن يدخل الجنة إلا اليهود، وقالت النصارى: لن يدخل الجنة إلا النصارى.
وإنما سوع الإجمال في اللف ثبوت العناد بين اليهود والنصارى، فلا يمكن أن يقول أحد الفريقين بدخول الفريق الآخر الجنة.
فوثق بالعقل في أنه يرد كل قول إلى فريقه لأمن اللبس.
وقائل ذلك يهود المدينة ونصارى نجران.
قلت: وقد يكون الإجمال في اللف لا في النشر، بأن يُؤْتى بمتعدد، ثم بلفظٍ
يشتمل على صفة تصلح لهما، كقوله تعالى:(حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) .
على قول أبي عبيدة: إن الخيط الأسود أريد به الفجر الكاذب لا الليل.
وقد بيّنْتهُ في أسرار التنزيل.
والتفصيلي قسمان:
أحدهما: أن يكون على ترتيب اللفظ، كقوله تعالى:(جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) ، فالسكون راجع إلى الليل، والابتغاء راجع إلى النهار.
وقوله: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) .
فاللوم راجع إلى البخل، ومحسوراً راجع إلى الإسراف، لأن معناه منقطعا لا شيء عندك.
وقوله: (ألم يَجِدْكَ يَتِما)
…
الآيات.
فإن قوله: (فأمَّا اليتيمَ فلا تقْهَر) - راجع إلى قوله: (ألم يَجدْكَ يتما فآوَى) .
وقوله: (فأما السائل فلا تنهر) - راجع إلى: (ووجدَك ضالَاّ) ، فإن المراد السائل عن العلم، كما فسره مجاهد وغيره.
(وأما بنعمة ربك فحدِّث) راجع إلى قوله: (ووجدك عائلاً فأغنى) .
رأيت هذا المثال في شرح الوسيط للنووي المسمى بالتنقيح.
والثاني: أن يكون على عكس ترتيبه، كقوله تعالى:(يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)
…
الآيات.
وجعل منه جماعة قوله تعالى: (حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) .
قالوا: متى نَصْر الله: قَوْلُ الذين آمنوا، و (ألا إن نَصْرَ الله قريب) قول الرسول.
وذكر الزمخشري له قسماً آخر، كقوله:(وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ) .
قال: هذا من باب اللف، وتقديره: ومن آياته منامكم وابتغاؤكم من فضله بالليل والنهار.
إلا أنه فصَل بين منامكم