الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لأحَدِكُمُ اليَومَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وأصْحَابُهُ، فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوتِ نَفْسٍ واحِدَةٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وأصْحَابُهُ إِلَى الأرْضِ، فَلا يَجِدُونَ فِي الأرْضِ مَوضِعَ شِبرٍ إِلا مَلأهُ زَهَمُهُمْ ونَتْنُهُمْ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وأصْحَابُهُ إِلَى اللهِ، فَيُرْسِلُ اللهُ طَيرًا كَأعْنَاقِ البُخْتِ، فَتَحْمِلُهُمْ فَتطْرَحُهُمْ حَيثُ شَاءَ الله، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ مَطَرًا لا يَكُنُّ مِنْهُ بَيتُ مَدَرٍ ولا وبَرٍ، فَيَغْسِلُ الأرْضَ حَتَّى يَترُكَهَا كَالزَّلَفَةِ، ثُمَّ يُقَالُ لِلأرضِ: أنبِتِي ثَمَرَتَكِ، ورُدِّي بَرَكَتَكِ، فَيَومَئِذٍ تَأكُلُ العِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ، ويَسْتَظِلُّونَ بِقِحفِهَا، ويُبَارَكُ فِي الرِّسلِ، حَتَّى أنَّ اللِّقحَةَ مِنَ الإِبِلِ لَتكفِي الفِئَامَ مِنَ النَّاسِ، واللِّقْحَةَ مِنَ البَقَرِ لَتَكْفِي القَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ، واللِّقْحَةَ مِنَ الغَنَمِ لَتَكْفِي الفَخِذَ مِنَ النَّاسِ، فَبَينَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ الله رِيحًا طَيِّبةً، فَتَأخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وكُلِّ مسلم، ويَبقَى شِرَارُ النَّاسِ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الُحمُرِ، فَعَلَيهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ". أخرجه: أحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، والترمذي، والنسائي فِي "الكبرى".
151 -
حديث سَالِم بن أبِي الجَعْدِ عَنْ مَعْدَانَ بنِ أبِي طَلحَةَ عَنْ أبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أولِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ". أخرجه: أحمد، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي في "الكبرى".
الآخِرَةُ
152 -
حَدِيثُ: أبِي حَيَّانَ: قَالَ حَدَّثَنَا أبو زُرْعَةَ بنُ عَمْرِو بنِ جَرِيرٍ عَنْ أبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ: أُتِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِلَحْمٍ فَدُفِعَ إِلَيهِ الذِّرَاعُ، وكَانَتْ تُعْجِبُهُ، فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً ثُمَّ قَالَ: "أنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَومَ القِيَامَةِ، وهَل تَدْرُونَ لِمَ ذَلِكَ؟ يَجْمَعُ الله عز وجل الأولِينَ والآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ واحِدٍ يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي ويَنْفُذُهُمُ البَصَرُ، وتَدْنُو الشَّمْسُ، فَيَبلُغُ النَّاسَ مِنَ الغَمِّ والكَرْبِ مَا لا يُطِيقُونَ ولا يَحْتَمِلُونَ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: ألا تَرَونَ إِلَى مَا أنْتُمْ فِيهِ ألا تَرَونَ إِلَى مَا قَدْ بَلَغَكُمْ، ألا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ عز وجل فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ أبوكُمْ آدَمُ. فَيَأتُونَ آدَمَ عليه السلام فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ أنْتَ أبو البَشَرِ، خَلَقَكَ الله بِيَدِهِ، ونَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وأمَرَ المَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، فَاشْفَعْ لَنا إِلَى رَبِّكَ، ألا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، ألا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ . فَيَقُولُ آدَمُ عَلَيهِ
السَّلامُ: إِنَّ رَبِّي عز وجل قَدْ غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَب قَبلَهُ مِثْلَهُ ولَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبوا إِلَى غَيرِي، اذْهَبوا إِلَى نُوحٍ.
فَيَأتُونَ نُوحًا عليه السلام فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ أنْتَ أولُ الرُّسُلِ إِلَى أهْلِ الأرْضِ، وسَمَّاكَ الله عَبدًا شَكُورًا، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، ألا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ ألا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ نُوحٌ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَب قَبلَهُ مِثْلَهُ، ولَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وإِنَّهُ كَانَتْ لِي دَعْوةٌ عَلَى قَومِي، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبوا إِلَى غَيرِي اذْهَبوا إِلَى إِبرَاهِيمَ.
فَيَأتُونَ إِبرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ: يَا إِبرَاهِيمُ أنْتَ نَبِيُّ الله وخَلِيلُهُ مِنْ أهْلِ الأرْضِ اشْفَعْ لَنا إِلَى رَبِّكَ ألا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ ألا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَيَقُولُ لَهُمْ إِبرَاهِيمُ إِنَّ رَبِّى قَدْ غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَب قَبلَهُ مِثْلَهُ ولَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ - فَذَكَرَ كَذِبَاتِهِ - نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبوا إِلَى غَيرِي، اذْهَبوا إِلَى مُوسَى عليه السلام. فَيَأتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى أنْتَ رَسُولُ الله اصْطَفَاكَ الله بِرِسَالاتِهِ وبِتَكْلِيمِهِ عَلَى النَّاسِ، اشْفَعْ لَنا إِلَى رَبِّكَ، ألا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، ألا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ مُوسَى: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَب قَبلَهُ مِثْلَهُ ولَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وإِنِّي قَتَلتُ نَفْسًا لَمْ أُؤْمَرْ بِقَتْلِهَا، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبوا إِلَى غَيرِي، اذْهَبوا إِلَى عِيسَى، فَيَأتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى أنْتَ رَسُولُ الله وكَلِمَتُهُ ألقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ورُوحٌ مِنْهُ - قَالَ هَكَذَا هُو - وكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الَمهْدِ، فَاشْفَعْ لَنا إِلَى رَبِّكَ ألا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، ألا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا، فَيَقُولُ لَهُمْ عِيسَى: إِنَّ رَبّي قَدْ غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَب قَبلَهُ مِثْلَهُ ولَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ - ولَمْ يَذْكُرْ لَهُ ذَنْبًا - اذْهَبوا إِلَى غَيرِي اذْهَبوا إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
فَيَأتُونِي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ أنْتَ رَسُولُ الله وخَاتَمُ الأنْبِيَاءِ غَفَرَ الله لَكَ ذَنْبَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْهُ ومَا تَأخَّرَ، فَاشْفَعْ لَنا إِلَى رَبِّكَ، ألا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، ألا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَأقُومُ فَآتِي تَحْتَ العَرْشِ فَأقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عز وجل، ثُمَّ يَفْتَحُ الله عَلَيَّ ويُلهِمُنِي مِنْ مَحَامِدِهِ وحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيهِ شَيئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أحَدٍ قَبِلي، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأسَكَ وسَل تُعْطَهْ اشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، يَا رَبِّ. فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ ادْخِل مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسَابَ عَلَيهِ مِنَ البَابِ الأيمَنِ مِنْ أبوابِ الجَنَّةِ، وهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِواهُ مِنَ الأبوابِ. ثُمَّ قَالَ: والَّذِي "نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لمَا بَينَ مِصْرَاعَينِ مِنْ مَصَارِيعِ الجَنَّةِ كَما بَينَ مَكَّةَ وهَجَرَ، أو كَما بَينَ مَكَّةَ وبُصْرَى". أخرجه: أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي.