الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- تعدد المصادر وكثرتها واختلافها والقضايا الفقهية واللغوية والفلسفية والبلاغية التى تعرض لها فى تفسيره، ونبذه لمبالغات بعض المفسرين ونقده للمذاهب المختلفة بروح الإنصاف والاعتدال والمحاولات الواعية للإقناع.
- المنهج الذى سار عليه تفسيره، ومقومات هذا المنهج دليل على عقلية منظمة مجددة بعيدة عن التقليد.
- تواضعه فى نفسه حين عرض بواعث تأليف التحرير والتنوير كما سنرى بعد قليل.
- امتداد هذه المسيرة إلى ابنه محمد الفاضل الذى تخرج من المعهد الزيتونى وأصبح أستاذا فيه، ثم عميدا له، ثم شغل خطة القضاء فى تونس، ثم منصب مفتى الجمهورية، ثم أصبح عضوا فى المجمع اللغوى بالقاهرة، وعضوا فعالا فى رابطة العالم الإسلامى بمكة، ومن أشهر مؤلفاته:
- أعلام الفكر الإسلامى فى تاريخ المغرب العربى.
- الحركة الأدبية والفكرية فى تونس.
- أركان الحياة العلمية بتونس.
- أركان النهضة الأدبية بتونس.
- التفسير ورجاله.
وقد عاش محمد الفاضل" ت 1970 م" فى حياة أبيه مسترشدا بتوجيهه معتمدا على مكتبته الحافلة (1).
الكتاب وبواعث تأليفه:
طبع هذا الكتاب على مراحل عدة، المرحلة الأولى تم فيها طبع الجزء
(1) انظر الأعلام، ج 6، ص 325.
الأول منه سنة" 1384 هـ- 1964 م" والثانى سنة" 1384 هـ- 1965 م" وهو ينتهى بتفسير الآية" 252" من سورة البقرة، وتولى الطبع والنشر فى هذه المرحلة السيد عيسى البابى الحلبى- القاهرة (1).
والمرحلة الثانية تحدث عنها صاحب الأعلام فى ترجمة ابن عاشور
…
" طبع منه عشر أجزاء"(2).
والمرحلة الثالثة تولت طبعه، الدار التونسية للنشر مستقلة مرة، وبالاشتراك مع" الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان- طرابلس- ليبيا" مرة أخرى، وتم فى هذه المرحلة طبع الكتاب كله فى ثلاثين جزءا فى خمسة عشر مجلدا.
أما عن بواعث تأليف الكتاب فيقول ابن عاشور فى تمهيده لهذا التفسير: «كان أكبر أمنيتى منذ زمن بعيد، تفسير الكتاب المجيد، الجامع لمصالح الدنيا والدين، وموثق شديد العرى من الحق المتين، والحاوى لكليات العلوم ومعاقد استنباطها، والآخذ قوس البلاغة من محل نياطها، طمعا فى بيان نكت من العلم وكليات من التشريع، وتفاصيل من مكارم الأخلاق، كان يلوح أنموذج من جميعها فى خلال تدبره، أو مطالعة كلام مفسره» (3).
ويقول عن المرحلة التى سبقت تفسير الكتاب، ومحاولة تجنبه متاعب فوق طاقة من يتعرض لتفسير الكتاب الكريم.
(1) انظر الدكتور إبراهيم عبد الله رفيدة، النحو وكتب التفسير، ج 2، ص 26، 1، ط 2، المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان- طرابلس، الجماهيرية الليبية الشعبية، 1984 م.
(2)
الأعلام، ج 6، ص 174.
(3)
محمد الطاهر بن عاشور، تفسير التحرير والتنوير، ص 5، ج 1، الدار التونسية للنشر. الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان.
ويتابع وصفه لهذه المرحلة وتأجيله تحقيق رغبة نفسه فى إنجاز مثل هذا العمل، والعقبات التى تحول بينه وبين هذا التحقيق إلى أن فتح الله عليه:
(1) التحرير والتنوير، ص 5، ج 1.
(2)
التحرير والتنوير، ص 6، ج 1.
وعند ما استقرت خواطره، واطمأن قلبه، وهدأت الأحوال من حوله، ووضح الهدف، وبان السبيل أمامه قال:
«أقدمت على هذا المهم إقدام الشجاع على وادى السباع، متوسطا فى معترك أنظار الناظرين، وزائر بين ضباح الزائرين» (1). فجعلت حقا علىّ أن أبدى فى هذا التفسير للقرآن نكتا لم أر من سبقنى إليها، وأن أقف موقف الحكم بين طوائف المفسرين تارة لها وآونة عليها، فإن الاقتصار على الحديث المعاد، تعطيل لفيض القرآن الذى ماله من نفاذ» (2).
وأياما كانت تحمل هذه الفقرة من ثقة ونوازع نفسية، نراه يقول فى نهاية هذا التمهيد:
وقد صدّر الكتاب بمقدمات عشر لكل منها عنوان على النحو التالى:
- فى التفسير والتأويل وكون التفسير علما.
- فى استمداد علم التفسير.
- فى صحة التفسير بغير المأثور ومعنى التفسير بالرأى ونحوه.
(1) الزائرين هنا اسم فاعل من زأر بهمزة بعد الزاى، وهو الذى مصدره الزئير، وهو صوت الأسد قال عنترة:
حلّت بأرض لزائرين فأصبحت
…
عسرا على طلأبك انبه محزم
(2)
التحرير والتنوير، ج 1، ص 6، 7.
(3)
التحرير والتنوير، ج 1، ص 7، 8.
- فيما يحق أن يكون غرض المفسر.
- فى أسباب النزول.
- فى القراءات.
- قصص القرآن.
- فى اسم القرآن وآياته وسوره وترتيبها وأسمائها.
- فى أن المعانى التى تتحملها جمل القرآن، تعتبر مرادة بها.
- فى إعجاز القرآن.
وهى مقدمات تساعد إلى حد كبير فى تحديد مقومات منهجه فى التفسير والاسترشاد بها فى دراسة هذا المنهج وتوضيح أسسه ومراميه، فضلا عما تحويه من فائدة وآراء حافلة.
والحق أن قارئ هذا التفسير يشعر بمدى ما يتمتع به صاحبه من قدرة على التهذيب والتحليل والاختيار والتعليل، ومدى ما يسّره من توضيح كثير من المشكلات، وما بذله من جهد فى عرض قضايا الإعجاز القرآنى وغيرها من القضايا.
والحق أيضا أن ما وفره ابن عاشور لتفسيره من تنوع فى المصادر واختلافها، وما اكتسبه من علوم وفنون وتجارب، وما تمتع به من مواهب، وتأنيه قبل الشروع فى تأليف هذا الكتاب، وحواره الدائم مع نفسه وتردده قبل البدء فيه، ثم وضوح أهدافه من هذا الكتاب الذى أطلق عليه فى أول الأمر" تحرير المعنى السديد، وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد" كل ذلك وغيره جعل للكتاب قيمة علمية تضاف إلى جهود العلماء الأفاضل الذين تفخر بهم المكتبة الإسلامية.